كيف يؤثر العمل الحر في صحتك العقلية؟

العمل الحر ليس لضعاف القلوب؛ إذ إنَّنا لا نتأثر بكلام الآخرين، ونعمل بجد، ونعرف ما العمل المناسب الذي يمكننا القيام به - بعيداً عن نمط العمل التقليدي في المكاتب - وننفِّذ مشاريع متعددة وفقاً لجدولنا الزمني الخاص؛ ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الضغط الناتج عن الوفاء بالمواعيد النهائية إلى شعورنا بالإرهاق بصورة أسرع، الأمر الذي يتطلب التريُّث والتركيز على صحتنا وعافيتنا عموماً، وبصفتي شخصاً يواجه صعوبة في الحفاظ على صحته العقلية منذ عام 2019، تمكَّنتُ من جمع بعض الأفكار التي تفيد في تصفية ذهنك بغيةَ تحقيق مكاسب أفضل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّنة "ليز أبير" (Liz Abere)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في تأثير العمل الحر في مجال الصحة العقلية.

5 علامات تدل على تدهور صحتك العقلية:

  1. الانفعال أو فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامك في السابق: سواء أصبحتَ لا تنجز العمل الذي كنتَ تحب القيام به كاملاً، أم على الأقل بتَّ تستغرق وقتاً أطول لإنجازه بسبب انعدام الاهتمام به في الآونة الأخيرة، فإنَّ هذا بمنزلة علامة تدل على خطورة الموقف.
  2. التصرف بغضب أو الانعزال دون سبب: من المرجَّح أن يرتبط هذا السلوك باضطراب مزاجي مثل الذي أصابني أنا شخصياً، فعادةً في العمل، سواءً كان عملاً مكتبياً أم عملاً حراً، يُنتظَر منَّا أن نتواصل مع بعضنا كأشخاص بالغين وليس مثل المراهقين.
  3. الانعزال عن الجميع: من المرجَّح أن يكون هذا السلوك مرتبطاً بالاكتئاب، ومع ظهور الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) بشكل أكثر وضوحاً في الفصول التي تكون فيها أشعة الشمس خافتة مثل الخريف والشتاء، يمكن أن يتفاقم الشعور بالاكتئاب؛ حيث لا يمكننا إجبار الأشخاص المنعزلين على التحدث إلينا؛ بل ما يمكننا فعله هو تقديم الدعم إليهم، والإصغاء لهمعندما يكونون على استعداد للتواصل والحديث معنا.
  4. اتخاذ سلوكات محفوفة بالمخاطر: هل أصبحَت فجأة تصرفات شخص عزيز عليك استفزازية أكثر مما ينبغي، كأن يقترض المال، ويسرف في إنفاقه دون وجود أيَّة نية لديه لتسديد المبلغ الذي اقترضه؟ أو هل أصبح يعاني من اضطرابات في النوم؟ فهذه علامات تدل على احتمال وجود اضطراب المزاج ثنائي القطب (bipolar disorder)؛ لذا اذهب إلى استشارة طبيب نفسي، ولا تعتمد على شخص مثلي عانى من هذه الأعراض لتشخيص حالتك، فلا يمكن أن تزداد هذه الأعراض سوءاً إلا إذا تُرِكَت دون علاج.
  5. التفارق (Disassociating): يشير هذا المصطلح في الأساس إلى الانفصال عن الواقع، لكنَّني لن أصنِّفه على أنَّه اضطراب عقلي كامل، علماً أنَّه بالنسبة إلى بعض الناس قد يكون هذا هو الحال.
إقرأ أيضاً: 5 أسباب تدفعك للحديث عن مشكلات الصحة العقلية التي تعاني منها

خيارات الصحة العقلية المتاحة للعامل المستقل:

1. الذهاب إلى أقرب مستشفى، ويفضَّل أن تكون فيه غرفة طوارئ للأمراض النفسية:

قد يبدو الأمر خطيراً، لكن إذا كانت هذه حالة طارئة بالفعل، فأنت بحاجة إلى مساعدة ضرورية في الوقت الحالي، وهذا شيء واقعي، خاصةً إذا كنتَ تفكر في إيذاء نفسك أو إيذاء شخص آخر، لكن ما يمكن لمعظم فِرق الطوارئ النفسية فعله هو إبقاؤك مدة 72 ساعة لمراقبة خطورة حالتك، وإذا كان الأمر مقلقاً بما يكفي، فتوقَّع أن تُنقَل إلى جناح العلاج النفسي، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فاتبِع الخطوة الآتية.

2. تكوين فريق علاج يتألف من طبيب نفسي، أو ممرض ممارس يعمل في مجال الأمراض النفسية، أو معالج نفسي:

معظم الأطباء النفسيين المتميزين غير متعاقدين مع نظام التأمينات الصحية؛ مما يجعل تكلفة الاستشارة باهظة للغاية، وخاصةً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقومون بأعمال حرة، أما بالنسبة إلى الممرضين العاملين في مجال الصحة النفسية، فهؤلاء قادرون على تقديم الخدمات نفسها التي يقدِّمها الطبيب النفسي، فضلاً عن التكلفة الأقل بكثير مقابل تلك الخدمات؛ حيث صادفتُ شخصاً يدفع مبلغاً من المال لتلقِّي العلاج بضعة أشهر، في الوقت الذي يقبل فيه ممرض عام تقديم الخدمات نفسها بسعر أقل.

فيما يتعلق بالمعالجين النفسيين، فلربما تعاني من بعض الاضطرابات في حياتك، وتحتاج إلى مساعدة لاجتيازها؛ لذا من الأفضل دائماً التحدث إلى شخص محترف مُرخَّص له لمزاولة المهنة، ولديه خبرة في التعامل مع هذه المشكلات، فهناك العديد من أنواع العلاج التي يمكنك الاختيار منها، لذلك إذا لم يُجدِ أحدها نفعاً، فيمكنك دائماً اختيار بدائل؛ حيث تتضمن بعض الأساليب إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR)، والعلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والعلاج السلوكي الجدلي (DBT)، والعلاج المستند إلى التعقل (MBT).

شاهد بالفديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

3. تقييم شبكة الدعم الخاصة بك:

من الهام أن تتذكر أنَّ إنصات أحدهم لك لا يعني بالضرورة أنَّه يهتم بمشكلاتك بصدق، ثم إنَّك قد لا تعرف أبداً ما يقوله عنك من وراء ظهرك؛ لذا إن كان هذا ما تحتاج إليه بالفعل، فأنت بحاجة إلى أشخاص صادقين وليس أشخاص سامِّين.

المصدر




مقالات مرتبطة