كيف يؤثِّر الجهاز الهضمي على صحتك النفسية؟

لطالما تجاهلنا أهمية الجهاز الهضمي سابقاً؛ لكنَّه سرعان ما أصبح معروفاً بوصفه عضواً له أهمية الدماغ والقلب نفسها، مثلما اعتقدنا ذات مرة أنَّ الأرض مسطحة، لم نكن ندرك أيضاً حتى وقت قريب تأثير أمعائنا في صحتنا العامة؛ إذ تساهم القناة الهضمية في أداء مجموعة كبيرة ومتنوعة من وظائف الجسم، من صحة القلب والدماغ إلى النوم والهضم والحالة المزاجية.



نظراً لأنَّ الأسئلة عن صحة الأمعاء اكتسبت شعبيةً لدى عموم السكان، تُجرى حالياً المزيد والمزيد من الأبحاث لدراسة العلاقة بين الأمعاء وبقية الجسم.

1. ما الذي يجعل أمعاؤك مميزة؟

توجد تريليونات من الأحياء الدقيقة التي تشكِّل ميكروبيوم الأمعاء (الجراثيم التي تعيش في الأمعاء)، وهذا الميكروبيوم فريدٌ تماماً بالنسبة إليك، مثل خصلة الشعر أو بصمة الإصبع.

عندما يتحقق توازن بين البكتيريا النافعة والضارة، فإنَّ للميكروبيوم معظم الخصائص المفيدة، في حين أنَّه قد يحمي من العوامل المُمرضة ويقوي جهاز المناعة؛ إذ تظهر الأبحاث أنَّه يؤدي أيضاً دوراً ضاراً في إثارة القلق والاكتئاب عندما يميل التوازن لمصلحة الجراثيم الضارة.

2. العلاقة بين الأمعاء والدماغ:

العصب المبهم هو خط الاتصال الرئيسي بين القناة الهضمية والدماغ، وقد أظهرت الدراسات أنَّ هذا الارتباط يمكن أن يؤثِّر في السلوك العاطفي عند وجود بكتيريا مختلفة داخل ميكروبيوم الأمعاء.

يمكن أن تُحفز الأحاسيس الشديدة ظهور بعض الأعراض في الجهاز الهضمي، أليس من المنطقي إذاً أن تكون هذه العلاقة التي تسمح للدماغ بالتأثير في القناة الهضمية قابلة للسير في الاتجاهين كليهما؟

تتغير البكتيريا الموجودة في ميكروبيوم أمعائك جذرياً اعتماداً على الطعام الذي تتناوله، ونظراً لأنَّ الميكروبيوم غير المتوازن مرتبط الآن بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، فإنَّ اتباع نظام غذائي صحي ونظيف أمر بالغ الأهمية.

شاهد بالفيديو: 7 طرق للتخلص من حرقة المعدة دون أدوية

3. لكن كيف تؤثر العلاقة بين القناة الهضمية والدماغ في مزاجك؟

يوجد عددٌ هائل من مستقبلات السيروتونين (Serotonin) في أمعائك؛ لذلك، بينما اعتقدنا جميعاً أنَّ أدمغتنا هي المركز الأساسي لإنتاج هذه المادة، اتضح في الواقع أنَّ أمعاءنا كانت مُتحكمةً بذلك طوال الوقت.

نظراً لأنَّ الطعام الذي تتناوله يؤثر في بيئة أمعائك ويغيرها، ولأنَّ أمعاءك مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بدماغك، فإنَّ الطعام الذي يؤثر سلباً في أمعائك سيؤثر سلباً أيضاً في دماغك، فلا يتعلق الأمر بالطعام فقط، وعندما تتناول أنواعاً معينة من الأدوية، مثل الأدوية المضادة للالتهابات أو الصادات الحيوية، فمن الشائع الشعور بالغثيان بوصفه أثراً جانبياً.

يحدث هذا الغثيان بسبب الطريقة التي يؤثِّر فيها الدواء في أمعائك، على الرَّغم من أنَّه من المحتمل أن يستهدف جزءاً مختلفاً من جسمك.

إقرأ أيضاً: 6 أسباب تقف وراء تقلب المزاج

4. الطعام المفيد لصحتك النفسية:

إنَّ كل ما تستهلكه يؤثِّر سلباً أو إيجاباً في أمعائك، ما الذي يمكنك فعله حيال هذا الأمر؟

ببساطة، تناوَل الأطعمة التي تساعد أمعاءك بدلاً من إلحاق الأذى بها.

تكشف الأبحاث أنَّ احتماليَّة الإصابة بالاكتئاب والقلق تزداد إذا كنت تتناول نظاماً غذائياً غنياً بالسكر والكربوهيدرات المكررة والدهون المضافة، لكن حتى إذا احتوى نظامك الغذائي على حبوب الإفطار والمشروبات الغازية فقط، فما يزال بإمكانك إعادة التوازن إلى ميكروبيوم أمعائك وتحسين حالتك المزاجية مرةً أخرى.

أظهرت إحدى الدراسات أنَّ اتباع نظام غذائي كامل غني بالنباتات يمكن أن يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلَّص من الاكتئاب؟

في الختام:

إنَّ تبديل نظامك الغذائي ليشمل مزيداً من الحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك واللحوم عالية الجودة سيساعد على تعزيز ميكروبيوم أمعائك، ويحافظ عليه بحالةٍ طبيعية ويمنحك حالةً ذهنية أكثر إيجابية.




مقالات مرتبطة