كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة فيك مالياً؟

قد يكون من السهل الوقوع بين براثن الإرهاق، عندما تعيش وسط ثقافة صاخبة تعلِّمك أنَّ حل جميع مشكلاتك المالية يكون بالعمل أكثر، بينما تكمن المشكلة في أنَّ صعوبة عملك قد تكون جزءاً من الأمور التي تحد من ازدياد مدخولك المالي.



ستوجد في مجال الأعمال التجارية دائماً فترات تعمل فيها بجدٍّ أكثر من الآخرين، وقد يكون ذلك خلال فترات الليل، كما ستكون هناك أوقات ستحتاج فيها إلى العمل بسرعة، ومع ذلك يجب أن يكون هناك توازن من أجل الحفاظ على صحتك، ومواصلة التطور والاستمتاع بحياتك.

بالنسبة إلى أصحاب الشركات ورواد الأعمال في جميع أنحاء العالم، كانت العقلية محط تركيزهم، وكان من المدهش رؤية هذا القطاع يتحمل مسؤولية التخلص من المعتقدات الضارة التي تعوق الأفراد؛ لكن ماذا لو كانت هناك مشكلة أخرى تجب معالجتها حتى تنطلق في جني المكاسب التي يمكنك جنيها؟

نقدم لك فيما يلي 4 طرائق قد تؤدي بها الصدمات النفسية غير المعالجة إلى إلحاق الضرر بمدخولك المالي في الوقت الحالي:

1. إساءة تفسير الصدمة النفسية في الكثير من الأحيان:

بدايةً، يجب أن تفهم ما هي الصدمة، وكيف تؤثِّر في عقلك وجسمك وطاقتك؛ الصدمة هي أيُّ حادث يترك عندك انطباعاً سلبياً بأنَّك غير قادر على معالجته بالكامل في ذلك الوقت؛ ونتيجةً لذلك، تبقى المشاعر والأفكار والمعتقدات غير المعالجة في عقلك أو جسدك، ممَّا قد يقودك إلى التشكيك في نفسك وفي البيئة المحيطة بك.

قد يكون ذلك الحادث عقلياً أو عاطفياً أو جسدياً، وقد تأتي الصدمة في أشكال عدة، مثل ملاحظة قد يخبرك بها أحدهم، أو خيانة الثقة التي منحتها أحدهم، أو شجار، أو حادث مفاجئ، أو ببساطة وقت عصيب تمرُّ به. من أكثر المفاهيم الخاطئة انتشاراً حول الصدمة أنَّها يجب أن تكون ناتجة عن حدثٍ مهم.

ليس بالضرورة أن تحدث الصدمة نتيجةً لحادث فوضوي يغيِّر مجرى الحياة، فقد يكون الأمر أبسط من ذلك، ويمكن أن تحدث في غمضة عين، وهو ما يجعلها ضارةً للغاية. الآن بعد أن فهمت ماهية الصدمة، يمكنك الحصول على فهم أفضل لآثارها في عقلك وجسمك وطاقتك.

عندما تصاب بالصدمة، فإنَّها تُعطِّل تدفق الطاقة لديك، وتصدم جهازك العصبي، وقد تسجل في ذاكرتك بصورة دائمة حادثاً لم تكن فيه آمناً. لإعادة توجيه مسار الأذى الذي قد يحدث بسبب الصدمة الأصلية وتداعياتها اللاحقة، من الضروري معالجة الصدمة بصورة كلية. وإذا أغفلت أيَّاً من هذه المكونات؛ العقل أو الجسم أو الطاقة، تصبح عودة دوامة التخريب والحرمان من المال مسألة وقت لا أكثر.

2. تقليل الثقة بالنفس:

يرتبط المال ارتباطاً وثيقاً بعلاقتنا بأنفسنا وبتقديرنا ذواتنا، ونظراً لأنَّ الصدمة قد تُضعِف بعض عناصر ثقتك بنفسك، وتؤدي بك إلى الشك في قيمتك، فإنَّها تمثل عائقاً أمام الحصول على الأموال. وفي بعض الأحيان، قد لا تظهر شكوكك في قيمتك وجدارتك بالضرورة؛ بل قد تعتقد أنَّك لست مناسباً للعمل أو لا تستحقه أو أنَّك غير قادر على فهمه أو أنَّك ستضطر إلى العمل بجدٍّ أكبر للحصول عليه؛ حيث يمكن أن يُقلل شعورك العميق بعدم الكفاءة، الأموال التي تحصل عليها.

شاهد بالفديو: 9 نصائح مؤثرة لتعزيز الثقة بالنفس

3. تكوين حواجز لا تعي وجودها:

تخلق الصدمات النفسية التي لم تعالج بعد، حواجز وعادات لا إرادية تُضعف رؤيتك العقلية والعاطفية والإبداعية، ممَّا يمنعك من تحقيق أهدافك. عندما تبقى الصدمة عالقة في العقل الباطن، فإنَّها تؤدي إلى سلسلة من الظروف المُتوقَّعة التي تجعل نشاطك أقل من مستوى الإدراك الواعي.

ونظراً لأنَّ عقلك الباطن يحتفظ بمعلومات حول كل شيء، فإنَّ كل جانب من جوانب الحياة يصبح محفزاً محتملاً، ويصبح أيُّ أمر يطابق الأفكار والتصورات والأحاسيس الجسدية والمشاعر التي مررت بها في أثناء الحدث الصادم، يعمل بمنزلة محفز لا شعوري، سواء كان التجول في الشارع أم الذهاب إلى متجر البقالة أم العمل على أهدافك والمناقشات التي تجريها. وهكذا طوال اليوم، فإنَّك تُجري عن غير قصد تحركات صغيرة تحافظ على سلامتك، ولكن في الوقت نفسه تعرقل طريقك إلى تحقيق النجاح المالي.

يؤدي السماح بتفاقم الصدمات العالقة إلى اتخاذ القرارات بناءً على الماضي؛ أي الصدمة أو الخوف، بدلاً من الخيارات المتاحة والفرص المتوفرة؛ لذا من خلال حل هذا الأمر، قد ترى بوضوح أكبر، وهذا ما حدث مع صاحبة شركة، التي كانت تحاول زيادة دخلها الذي يُقدَّر بالملايين؛ حيث أنشأت نظام معتقدات يركز على فكرة أنَّ طلب المزيد هو شكلٌ من أشكال الترف، وهي الفكرة التي سادت في شركتها. لكنَّها حين حاولت زيادة دخلها لم تنجح؛ وذلك لأنَّ نظام معتقداتها الدفين الناتج عن الصدمة كان يرتكز على فكرة أنَّ "كسب المزيد وطلب المزيد هو أمر أناني". وعندما عالَجَت الصدمة ونظام المعتقدات المرتبط بها، تبددت تلك الأفكار التي من نسج الخيال.

إقرأ أيضاً: كيف تكون ناجحاً مالياً: ابدأ العمل من اليوم

4. الشعور بعدم الأمان:

تؤدي الصدمة غير المعالَجة إلى إحداث الفوضى في جسدك، وتؤثِّر في مشاعر الأمان والانتماء إلى هذا العالم. يحدث هذا الأمر غالباً عندما تستهدف صدمات الطفولة أسس سلامتك الجسدية والعاطفية.

عندما يحدث هذا، فقد يُضعِف إحساسك بالأمان ويزيد من صعوبة جني الأموال، فعندما تعتاد على الشعور بالخطر، يوفر هذا الإحساس الراحة، وسيسعى عقلك الباطن جاهداً إلى الحفاظ على الوضع الراهن، وهذا هو السبب في أنَّك ستقاوم إغراء كسب المزيد من المال.

الطريقة الثانية التي تظهر بها علامات الخطر هي عندما تحصل على المال وتنفقه مباشرةً، أو عندما يختفي بعد وقت قصير من استلامه. عندما يحدث هذا الموقف، تتشكل مشكلة هامة تتمثل في الشعور بأنَّك غير جدير به.

قد تضعك الصدمة النفسية في وضع مالي صعب بطرائق عدة، لكنَّك تعرف الآن علامات التحذير التي تجب مراقبتها حتى تتمكن من علاج الصدمة الأساسية. ليست عواقب الصدمة أمراً يجب أن تتحمله أو تعيش معه بقية حياتك، وليست هذه هي الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور. إذا تمكنت من تحديد مجالات الصدمة التي تسبب المشكلات، فقد تحصل على المساعدة اللازمة للتعافي منها؛ لذا تخلَّص من الصدمة وستكون قادراً على حل جميع الأمور الناتجة عنها.

المصدر




مقالات مرتبطة