كيف نلقي خطاباً أمام الجمهور بأريحية؟

يُعدُّ التحدث في الأماكن العامة أمراً مخيفاً بالنسبة إلى معظم الأشخاص، سواء كان ذلك بإلقاء خطاب في حفل زفاف صديقك أم في ندوة ثقافية، ولحسن الحظ يمكنك جعل التحدث في الأماكن العامة أقل إثارة للقلق، من خلال اتباع بعض النصائح؛ لذلك سنستعرض في هذا المقال أهم النصائح التي تفيدنا في التخلص من رهاب إلقاء الخطاب، وتجعلنا نتحدَّث بسلاسة وسهولة، فإذا كنت من المهتمين بذلك ما عليك إلا أن تتابع معنا.



النصيحة الأولى: تعرَّف إلى موضوعك

جزء من جعل نفسك متحدثاً عاماً مريحاً وديناميكياً هو التأكُّد من أنَّك تعرف عما تتحدث عنه؛ إذ إنَّ قلة المعرفة يمكن أن تجعلك قلقاً عندما تتحدث وسيصل ذلك الأمر إلى جمهورك.

لذلك إنَّ التحضير هو المفتاح، فخُذْ وقتك عندما تخطط لخطابك للتأكُّد من أنَّه يتدفق طبيعياً ومنطقياً، وستحتاج أيضاً إلى التأكد من أنَّك تعرف كيف ستبدو في أثناء إلقاء الخطاب لتزيد من النقاط الإيجابية مع تخفيف النقاط السلبية.

النصيحة الثانية: درِّب نفسك على وضعية جيدة

إنَّ التحدث في الأماكن العامة لا يشبه الجري في سباق، فثمة أشياء يمكنك القيام بها للتأكُّد من أنَّ جسمك يتعاون معك ويساعدك، وهذا يتجاوز عدم نقل وزنك من القدم إلى القدم في أثناء التحدث؛ لذلك ثبِّت أصابع قدميك ولن تجد نفسك تفعل ذلك، ويتعلق الأمر بالتنفس أيضاً والتأكد من أنَّك تتحدث بشكل صحيح.

حاول أن تتحدث من الحجاب الحاجز؛ سيساعدك هذا على العرض بوضوح وبصوت عالٍ حتى يتمكن جمهورك من سماعك دون أن تبدو أنَّك تجهد نفسك أو تصرخ، كتمرين قف مستقيماً، وضع يدك على بطنك، وقم بالشهيق والزفير، ثمَّ عدَّ إلى 5 في نفس ثم 10 في نفس آخر، ستشعر أنَّ بطنك بدأ بالاسترخاء.

حاول أيضاً أن تعدِّل لهجتك؛ لذلك اكتشف نبرة صوتك، هل هي مرتفعة جداً؟ أم منخفضة جداً؟ سيساعدك الاسترخاء والوقوف في وضع مريح لكن مستقيم والتنفس تنفساً صحيحاً على إيجاد نغمة أكثر راحة لك.

تجنَّب التنفس من الحلق والتنفس العلوي من الصدر؛ إذ يمكن أن يزيد كلاهما من قلقك ويضيق حلقك، ونتيجة لذلك سيبدو صوتك أكثر توتراً.

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ مضغ العلكة لبضع دقائق قبل إلقاء الخطاب سيزيد من تدفق الدم إلى عقلك، مما يجعل التركيز أسهل؛ لذلك اختر نوعاً خالياً من السكر حتى لا يحدث لديك ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة السكر في الدم، وتأكد من بصق العلكة قبل إلقاء خطابك.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتطوير مهارة التحدُّث أمام الجمهور

النصيحة الثالثة: تدرَّب على السرعة المناسبة

يتحدث الناس بسرعة أكبر عندما يجرون محادثة، لكن هذا النوع من الكلام لا ينفع عندما تتحدث أمام مجموعة من الناس، فيجب أن يكون جمهورك قادراً على متابعة ما تقوله، وأن يُتاح له الوقت الكافي لمعالجة الخطاب.

حاول التحدث ببطء وحذر أكبر، وتأكد من أنَّك تسمح بالفصل مؤقتاً بين الأفكار المختلفة أو الموضوعات الهامة خاصة؛ إذ يكون لدى جمهورك الوقت لفهم ما قلته للتو والتفكير فيه والانتقال للفكرة الثانية بسهولة.

احرص على أن يكون نطقك سليماً، يجب التأكد من أنَّك تعرف كيفية نطق كل كلماتك، ويجب أن تكون قد تدرَّبت على نطق الكلمات الأكثر صعوبة، وحاول أن تتخلص من قول: "أمم"؛ فعند التحدث أمام الجمهور تجعلك هذه الكلمات تبدو كأنَّك لا تعرف ما الذي يجب أن تقوله.

النصيحة الرابعة: اعرف جمهورك وابنِ خطابك عليه

أنت بحاجة إلى معرفة إلى مَن تلقي خطابك؛ لأنَّ الخطاب قد يسير على ما يرام مع نوع واحد من الجمهور، بينما قد يثير غضب الآخرين، فعلى سبيل المثال قد يستحب أن تكون رسمياً في أثناء إلقاء خطاب أمام المثقفين، لكن قد لا يستحب أن تكون رسمياً مع مجموعة من الحرفيين.

قبل إلقاء خطابك أجرِ مقابلة مع 3-5 أشخاص سيكونون ضمن الجمهور إن أمكن، واسأل عما إذا كانت لديهم أي كلمات طنانة تتعلق بصناعتهم أو مجموعتهم التي يمكنك تضمينها في خطابك.

الفكاهة طريقة رائعة لإسعاد نفسك وجمهورك، فعادة ما يكون يناسب نوع من الفكاهة معظم مواقف التحدث أمام الجمهور، لكن ليس دائماً، فمن الجيد أن تبدأ بقليل من الفكاهة لتلطيف الجو وإعطاء انطباع بالثقة، ويمكن أن يكون سرد قصة مضحكة وحقيقية طريقة جيدة للقيام بذلك، وحاول اكتشاف ما الذي تحاول إيصاله إلى الجمهور، هل تحاول إعطاءهم معلومات جديدة؟ أو أن تسرد لهم معلومات قديمة؟ هل تحاول إقناعهم بفعل شيء ما؟ سيساعدك هذا على تركيز حديثك في النقطة الرئيسة التي تريد إيصالها.

النصيحة الخامسة: اختر النوع الصحيح من الخطاب

أنواع الخطب كلها عامة مفيدة ومقنعة ومسلية، في حين أنَّه يمكن أن يكون ثمة تداخل بين الأنواع المختلفة، إلا أنَّ لكل منها وظيفة محددة تؤديها.

فالغرض الرئيسي من الخطاب الإعلامي مثلاً هو إعطاء الحقائق والتفاصيل والأمثلة، حتى إذا كنت تحاول إقناع جمهورك بأمر ما، فما يزال الأمر يتعلق بالحقائق والمعلومات الأساسية؛ إذ يدور الحديث المقنع حول إقناع جمهورك، وسوف تستخدم الحقائق، لكن أيضاً يمكن أن تستخدم العاطفة والمنطق وخبراتك الخاصة وما إلى ذلك.

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الغرض من الخطاب الترفيهي هو أن يلبي حاجة اجتماعية؛ لكنَّه غالباً ما يستخدم أيضاً بعض جوانب الخطاب الإعلامي.

النصيحة السادسة: حاول أن تجعل خطابك بسيطاً

تريد أن يكون جمهورك قادراً على متابعة خطابك بسهولة، وأن يتذكر عندما تنتهي ماذا قلت، هذا لا يعني وجود صور مذهلة وحقائق مدهشة فقط؛ بل يعني أنَّه يجب أن يكون الخطاب بسيطاً ومباشراً، فإذا كنت تتعرج في مستنقع الموضوعات ذات الصلة عرضياً، فستفقد تركيز جمهورك؛ لذلك استخدم جملاً قصيرة، يمكن توظيفها لتأثير درامي كبير.

ضع في حسبانك أنَّك يجب أن تغير طول الجملة بدلاً من استخدام جمل قصيرة فقط؛ فسوف يتدفق خطابك تدفقاً أفضل إذا كان لديك تنوع فيه، ويمكن أن تكون الجمل المتجولة مفيدة إذا كان لها غرض مثل التعبير عن موقف مرهق واجهته.

يمكنك أيضاً استخدام اقتباسات قصيرة وبليغة؛ إذ قال معظم المشاهير عبارات مضحكة أو قوية في جمل قصيرة جداً، ويمكنك أيضاً محاولة صنعها بنفسك، أو استخدام تلك الموجودة بالفعل على سبيل المثال حاول أن تقول: "قال فرانكلين دي روزفلت: "كن صادقاً وكن موجزاً".

النصيحة السابعة: تعامل مع قلقك

يشعر الجميع بالقلق إلى حد كبير قبل أن يضطروا إلى الوقوف أمام الناس والتحدث؛ لذلك نأمل أن تكون مستعداً بالفعل مع خطابك وتعرف كيفية إلقائه، لحسن الحظ توجد بعض الطرائق لجعل هذه التوترات أقل خطراً.

تخلَّص من الأدرينالين عن طريق القيام ببعض القفز ورفع يديك فوق رأسك، أو شد يديك وفكهما مرات عدة، وخذ ثلاثة أنفاس عميقة وبطيئة، سيؤدي ذلك إلى تجديد نشاطك وجعلك مستعداً للتنفس تنفساً صحيحاً في أثناء الخطاب.

قف بثقة في وضع مريح ومستقيم مع مباعدة قدميك بعرض الكتفين؛ فسيخدع هذا عقلك في التفكير في أنَّك واثق من نفسك ويجعل إلقاء الخطاب أسهل.

النصيحة الثامنة: ابتسم للجمهور

ابتسم لهم عند دخولك الغرفة إذا كنت في الخارج أو ابتسم عندما تقف أمامهم، هذا سيجعلك تبدو واثقاً ويلطف الأجواء لك ولهم، وابتسم وإن كانت ابتسامة مستعارة؛ إذ سيساعد هذا على خداع عقلك ليشعر بالثقة والراحة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للتحدث بثقة أكبر أمام الجمهور

النصيحة التاسعة: احفظ خطابك

على الرَّغم من أنَّك لست مضطراً بالضرورة إلى حفظ كلامك أو نقاط الحديث، فقد تكون طريقة رائعة لمساعدتك على الظهور بثقة وسهولة في سرد موضوعك؛ لذلك تأكَّد من أنَّ لديك وقتاً كافياً للقيام بذلك.

اكتب خطابك مراراً وتكراراً؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على تذكر الكلام جيداً فكلَّما كتبته سيكون من الأسهل استرجاعه، وبمجرد كتابته مرات عدة اختبر نفسك جيداً إن كنت تتذكرها، إذا كانت لديك أجزاء لا يمكنك تذكُّرها، فاكتب تلك الأجزاء المحددة مراراً وتكراراً.

يمكنك أيضاً أن تقسِّم خطابك إلى أجزاء أصغر وأن تحفظ كل جزء من هذه الأجزاء، فمن الصعب حقاً حفظ خطاب كامل دفعة واحدة؛ لذلك أفضل ما يمكنك فعله هو حفظها في أجزاء صغيرة، ابدأ بكل نقطة وحدها.

تدرَّب على حديثك وأنت تمشي في منزلك، ابدأ من المدخل واقرأ مقدمتك، ثم انتقل إلى الغرفة التالية عندما تبدأ بمنتصف خطابك، استمر في التنقل في منزلك، بينما تتقدم في حديثك وبعد أن تنتهي افعل كل شيء من جديد، سيذكِّرك الانتقال إلى كل غرفة بجزء خطابك الذي يتوافق مع تلك المنطقة، مما يساعدك على حفظ الكلمات.

إقرأ أيضاً: كيف تكتب الخطابات الجماهيرية باحتراف؟

النصيحة العاشرة: فكِّر في خاتمة جيدة

يتذكَّر الناس بداية الخطاب ونهايته جيداً، ونادراً ما يتذكرون الأجزاء الوسطى مثلهما؛ لهذا السبب تأكَّد من أنَّ لديك نهاية جميلة يمكنهم أن يتذكروها.

تأكَّد من أنَّ جمهورك يعرف سبب أهمية هذا الموضوع، ولماذا يجب أن يحصلوا على هذه المعلومات، وماذا تفيدهم في حياتهم اليومية.

في الختام:

يمكننا أن نؤكِّد على حقيقة أنَّ كل شيء في بدايته يبدو مخيفاً، لكن بالممارسة والاعتياد يمكن أن نزلل العقبات ونتخطاها، والشيء الأهم في هذا النحو هو الثقة بالنفس.




مقالات مرتبطة