كيف نزرع ثقافة التقدير في بيئة العمل؟

وفقاً لدراسة قامت بها المنظمة العالمية لإدارة الموارد البشرية "وورلد أت وورك" (WorldatWork) لدراسة الاتجاهات الشائعة لتقدير الموظفين؛ أفادت أنَّ بناء ثقافة عمل إيجابية والحفاظ عليها حالياً هو أحد الأهداف الثلاثة الأولى من تطبيق برامج إظهار التقدير في بيئة العمل.



ووجد استطلاعٌ سنويٌّ قامت به المنظمة بمشاركة عدد من موظفيها، بالإضافة إلى 450 شخص آخرين، أنَّ 100% من المشاركين يُثنون على أثر ثقافة التقدير المتجذِّرة بين الموظفين في زيادة مشاركتهم.

ترسيخ ممارسات التقدير بين الموظفين:

ولكن كيف ننشر ثقافة التقدير لتتجذَّر بعمقٍ بين أفراد الشركة؟ إليك بعض النصائح:

1. ابدأ بالثقة من أعلى المناصب إلى أدناها:

فكرة تقدير الموظف ما هي إلَّا تعامل الشركة مع الموظف بلطف واحترام وإنصاف. وفي المقابل، سيبذل الموظف قصارى جهده لينال استحسان الإدارة والزملاء؛ لهذا يجب تبادل الثقة الضمنية بدءاً بالرئيس التنفيذي، لتشمل جميع الموجودين حتى يألفها ويمارسها الموظفون باحترام. وقد أظهرت الدراسات أنَّ الثقة في مكان العمل تُلغي ظاهرة "دوران العمالة"، وأنَّ انتهاك الثقة هو السبب الأول للاستقالة الطوعية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

2. طبِّق استراتيجية مكتوبة:

هناك الكثير من المنظمات التي تقدِّر موظفيها تقديراً جيداً، ولكنَّ هذا التقدير لا يؤتي ثماره، فلا يزيد الإنتاجية ولا المشاركة؛ لذا يجب استعمال استراتيجية واضحة ومحدَّدة. تجمع الاستراتيجية شتات الجهود المُتفرِّقة، وتعطي التقدير قيمةً أكبر؛ لهذا يجب على الشركات أن تقرِّر الأهداف التي ترغب في تحقيقها جرَّاء تطبيق أساليب التقدير، وإلَّا فلن نستطيع قياس التقدُّم المحرَز؛ ولهذا كان من المُريع معرفة نتائج دراسة منظمة "وورد أت وورك" التي كشفت عن عدم وجود استراتيجيات مكتوبة ومحدَّدة للتقدير لدى نصف المنظمات العالمية.

إقرأ أيضاً: 5 أمور تجعلك محترماً في مكان عملك

3. أشرِك المديرين في استراتيجية التقدير الفعَّالة:

سيتمكَّن المديرون من الوصول إلى أهداف برامج تقدير الموظفين بواسطة تحديد استراتيجية عملية، والعمل بها. يمكن للمديرين استثمار احتفالات الذكرى السنوية، والتأكُّد من إظهار التقدير، وتعزيز الولاء إن رغبوا في خفض معدَّل دوران العمالة على سبيل المثال، وبهذا يُربَط الشعور بالتقدير بالعمل لدى المنظمة.

كما وجد استطلاع أجرته مؤسسة "ديل كارنيجي" (Dale Carnegie) على 1500 موظف، أنَّ علاقة الموظفين مع المشرف هي الدافع الرئيس للمشاركة. وعندما تكون هذه العلاقة جيدة ومتناغمة مع أهداف المؤسسة، فسيؤدي ذلك إلى ازدهار ثقافة التقدير في المؤسسة.

4. اجعل ثقافة التقدير قابلة للتغير والتكيف مع متطلبات الموظفين:

لن يعطي تقدير الموظف نتائج مُرضية إن طبقتَه مرة واحدة؛ لهذا، يجب أن يعيَ المديرون أنَّ رغبات الموظفين وأذواقهم تتبدَّل مع الوقت، كما أنَّ أولويات الشركة تتغيَّر باستمرار. وعليه، يجب أن يتكيف برنامج التقدير مع تغيُّر كوادر المنظمة بمرونة.

وتجدر الإشارة إلى ازدياد أعداد جيل الألفية مؤخراً بما يفوق جميع شرائح الموظفين الأخرى، بِعَدِّه الشريحة الكبرى من القوى العاملة، وكل جيل جديد يجلُب معه أنماط حياة ورغبات ومهارات اجتماعية مختلفة.

المصدر




مقالات مرتبطة