كيف نتغلب على العقبات والانتكاسات؟

صناعة السيارات ليست بمنأى عن العقبات، وقد قدَّمت جائحة كورونا الكثير من المفاجآت غير المُتوقَّعة. تُعَدُّ شركة ريفيان (Rivian) لصناعة السيارات واحدة من الشركات التي تتأخَّر عن إطلاق المنتجات وتسليمها؛ حيثُ أعلنت الشركة مؤخراً أنَّها تؤجِّل تسليم الشاحنة الكهربائية بيك آب من طراز آر ون تي (R1T) والسيارة الرباعية الدفع المُنتظَرة من طراز آر ون إس إس يو في (R1S SUV) بسبب "الآثار المتتالية للوباء"؛ لا سيما تلك المتعلقة بالنقص العالمي في رقائق أنصاف النواقل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدونِّة والمديرة التنفيذية باتي جونسون (Patty Johnson)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن الفارق بين العقبات والانتكاسات، وكيف يمكننا التغلُّب عليهما.

حتى عمالقة الصناعة مثل جنرال موتورز يركزون على استراتيجيات الإنتاج؛ حيثُ ذهب بعضهم إلى حد إزالة ميزات مثل شحن الهاتف لاسلكيَّاً - الذي يتطلب رقائق أنصاف النواقل - من مركبات معينة، عندما تَحدُث مثل هذه الانتكاسات - لاسيما عندما تكون خارج سيطرة الشركة - يمكن أن ترتفع الطاقة السلبية، فمن الطبيعة البشرية أن تشعر بخيبة أمل عندما تنحرف الخطط عن مسارها؛ ولكن مثل معظم الأشياء في الحياة، فإنَّ الانتكاسات ليست سوى مسألة مرتبطة بوجهات النظر؛ فما يبدو لشخص انتكاسة، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لشخص آخر.

وبعد كل شيء، يجب أن تشعرَ حقاً بألمِ الخسارة أو خيبة الأمل كي تنمو وتتغير؛ فكلَّما تمكَّنتَ من تقييم الانتكاسات وتحديد الضرر، ستتمكن من تحديد اختياراتك بجدارة للمضي قدماً وتحفيز فريقك، والمفتاح هو تقييم الموقف وفهم الأجزاء التي يمكنك التحكم بها، ثم العمل على تخطي العقبة.

التمييز بين الانتكاسات والعقبات:

في حين أنَّ جميع الخطط الفاشلة قد تبدو في البداية وكأنَّها عقبة، إلا أنَّ هناك فارقاً ملحوظاً بين العقبات والانتكاسات؛ حيث إنَّ تغيير أي عميل رأيه بشأن استراتيجية ما في اللحظة الأخيرة، سيكون بمنزلة نكسة - وليس سبباً للقول: "لقد يئست" - إذ يمكنك التَّعامُل مع العميل والعمل على فهم أهدافه وإدارة توقعاته.

ومن ناحية أُخرى، فإنَّ فقدان جميع حساباتك وفشل عملك بالكامل، سيكون بمنزلة عقبة؛ في هذه الحالة، فات الأوان على الإصرار، وعندما يحدث هذا، تسنح لك الفرصة للتعلُّم من الفشل وتولِّي مسؤولية أي خطوات تالية، إنَّ القدرة على التمييز بين الانتكاسات والعقبات، أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح؛ فمثلما يتعيَّن على الطبيب إجراء اختبارات لتشخيص المرض قبل وصف الدواء، يجب عليك تحديد المشكلة قبل تطبيق حل لشركتك؛ لكن كيف يمكنك فعل هذا؟ فيما يلي أربع طرائق للتغلُّب على الانتكاسات وتجنُّب العقبات.

1. السماح للفريق بتجربة المشاعر، ثم إفساح المجال له للتقدم:

عندما تُخفِق في تنفيذ الخطط، من الطبيعي أن تشعر بالإحباط والغضب، ولكن عندما يخيب أمل الموظفين، فإنَّهم يجب أن يشعروا بأنَّ صوتهم مسموع قبل أن يتمكَّنوا من تجاوز الفشل، وهذا من شأنه أن يَحملَ في طياته عواقب حقيقية؛ فالموظفون الذين يشعرون بأنَّهم مسموعون، يزيد احتمال أن يشعروا بأنَّهم يستطيعون تقديم أفضل أداء لديهم بمقدار 4.6 مرات.

قبل بضع سنوات، كان لدينا قائد غيَّر مسارنا بالكامل في اللحظة الأخيرة قبل الاجتماع التنفيذي الرئيس، ولقد عمِلنا لأشهر على إطلاق الاتصالات، لكنَّ الاستراتيجية والنتيجة المرجوَّة تغيرت وتسبَّبت في حدوث تحول كبير في اللحظة الأخيرة؛ كما أنَّني أخبرتُ أعضاء فريقي بأنَّ لديهم ليلة واحدة ليشعروا فيها بخيبة الأمل والإحباط، ولكن كان علينا المضي قدماً في اليوم التالي، وتركيز طاقتنا على وضع خطة جديدة.

إقرأ أيضاً: 4 تعديلات بسيطة على مراجعات الأداء لزيادة فاعلية الموظفين

2. السيطرة على ما يمكن السيطرة عليه:

في إمكانك أن تكون قدوةً رائعةً؛ من خلال التركيز على ما سيأتي والتطلُّع إلى الأمام، وكما كتب ستيفن كوفي (Stephen Covey)، يقضي معظم الناس الكثير من الوقت والطاقة في التركيز على دائرة اهتماماتهم، بدلاً من دائرة تأثيرهم؛ فكلَّما قُمتَ أنت وفريقك بعمل المزيد للتركيز على الأمور التي يمكنكم التحكُّم بها - وتساءَلتم باستمرار "ماذا يمكننا أن نفعل؟" - كنتم أكثر إنتاجية.

إذا أصبح موظف غير معروف من خارج المنظمة مديرك الجديد، بدلاً زميلك الموظف في الشركة الذي كنتَ تأمل أن يحصل على المنصب، فاسأل نفسك "ماذا يمكنني أن أفعل؟" وخصِّص وقتاً لمعرفة المزيد عن أولويات القائد الجديد وكيف يمكنك المساعدة على نجاحه، وأنفِق الطاقة على ما يمكنك التحكُّم به.

عندما حلَّت جائحة فيروس كورونا، لم تتمكن شركة أير بي أن بي (Airbnb) من السيطرة على الانخفاض الحاد في السفر، لكنَّها يمكن أن تساعد المُضيفين مالياً من خلال التواصل مع الضيوف وتقديم تجارب سفر أكثر حيوية؛ حيث تُتيح للمضيفين تقديم أحداث وموارد عبر الإنترنت للمسافرين قبل رحلاتهم، بما في ذلك دروس الطبخ، وكتابة الأغاني، والجولات الافتراضية، والمزيد.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم التخلي عمَّا لا يمكنك التحكم به؟

3. الحديث عن نجاحاتك:

 حتى لو لم تُحقِّق النجاح، فأخبِر فريقك فيما نجح قبل التوجُّه مباشرة إلى المشكلة؛ فمن السهل أن تقول: "لم يكن لدي نموذج أولي جيد بما يكفي"، أو "كان يجب أن أحصل على تأييد القيادة قبل المضي قدماً"، ولكنَّ من المهم بالقدر نفسه تحديد ما الذي نجح بشكل جيد؛ حتى تتمكن من البناء على تلك النجاحات حينما تُعيد مشروعك مرَّةً أخرى.

تساعد مشاركة النجاحات الصغيرة على تحفيز الفِرق والحفاظ على حماستها، عندما يكون من الضروري وضع خطة جديدة؛ حيث يشير حوالي 47% من الموظفين الباحثين عن عمل إلى ضعف ثقافة الشركة كسبب لترك الوظيفة؛ مما يجعل الدعم والتقدير أكثر أهمية في مواجهة التحدي.

شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

4. البحث عن المسار الصحيح:

بمجرد تحديد ما نجح بشكل جيد، اكتشِف سبب مواجهتك لهذه الانتكاسة، ركِّز على الحقائق، بدلاً من المشاعر واسأل: لماذا أُلغيَ التمويل؟ ما الذي جعل الراعي الرئيس يُظهر دعماً محدوداً؟ لماذا لم نَصِل إلى أهداف مبيعاتنا للربع الأول؟

ستساعد هذه الأسئلة على تحديد الأسباب الجذرية لانتكاستك؛ حتى تتمكَّن من تصحيح المسار في المرحلة التالية من مشروعك، ستكون أيضاً مُجهَّزاً بشكل أفضل لتدريب فريقك على النجاح في المرة القادمة؛ وقد ذَكَر الرؤساء التنفيذيون أنَّ الابتكار والتقنيات الحديثة أفضل محفزات النجاح في الأشهر الـ 12 المقبلة، فلا بد أن تكون الفِرق قادرة على التكيُّف وإعادة تنظيم الصفوف بسرعة.

عندما تواجه عقبات كقائد - وستواجه ذلك بالفعل - عليك أن تتعمَّق في البحث، وأن تُحدِّد التحديات، وتعمل مع فريقك من أجل السيطرة فيما يمكنك التحكُّم به؛ فمن خلال توجيه فريقك خلال أي خيبات أمل، يمكن أن تصبح قائداً أكثر فاعلية وتمنع النكسات من التحول إلى عقبات؛ لذا تعلَّم، واستجمع قواك، وابحث عن طريقة للتقدُّم.

المصدر




مقالات مرتبطة