كيف نتعامل مع الكوارث؟

تفاجئك الحياة أحياناً بالمصائب؛ حيث يكون بعضها سهلاً ويمكن التغلب عليه، لكن في بعض الأحيان، تكون الصدمات قاسية، لدرجة أنَّها تجعلك تفقد الأمل وتشك في قدرتك على المضي قدماً أو فيما إذا كنت ستعود طبيعياً، وهذا ما حدث معي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "لين غافي" (Lynn Jaffee)، والذي تتحدث فيه عن الطريقة التي تعاملَت بها مع وفاة ابنها، وكيف لخصت هذه التجربة في كتابها "ألم الحب".

قبل أربع سنوات، قمتُ برحلة في السيارة وحدي؛ حيث انطلقتُ من "مينيسوتا" (Minnesota) مروراً بالجنوب الغربي، وكان هدفي تجاوز منطقة الراحة الخاصة بي، واستكشاف جوانب جديدة في بعض الولايات التي أحبها؛ لذلك أخذتُ إجازة من عملي في العلاج بالإبر الصينية، وقررتُ الذهاب في رحلة تستمر أشهراً، أستكشف من خلالها "كولورادو" (Colorado) و"نيو مكسيكو" (New Mexico) و"يوتا" (Utah)، لكنَّ ما حدث كان مختلفاً تماماً عن الخطة التي رسمتُها.

بعد حوالي أسبوع من رحلتي، مرض ابني "أندرو" (Andrew) الذي كان يعيش في "كولورادو"، وقد شُخِّصَ مرضه على أنَّه نوع نادر وخطير من السرطان لا يوجد علاج له، وأنَّ أيامه باتت معدودة، لم أعرف كيف أتعامل مع هذه الكارثة، فقد كانت شيئاً جديداً ومؤلماً للغاية.

كنتُ أستغل كل ثانية لأستمتع بوجود "أندرو"، وقررتُ أنَّني يجب أن أكون إلى جانبه دوماً لأقدِّم له أيَّ شيء يحتاج إليه؛ حيث رافقتُه أنا وزوجي إلى جلسات العلاج الكيميائي وكنَّا إلى جانبه طوال الوقت، وحاولتُ قدر استطاعتي أن يكون وجودي إلى جانبه مُفيداً له، وكنتُ أعيش حزني بمفردي.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الاكتئاب النفسي وتعيش حياة سعيدة

تعاملتُ مع الوضع من خلال العيش في الحاضر، وقبول المساعدات التي يتم تقديمها، وكنتُ أقبل الأشياء الجيدة التي تصادفنا في الحياة، وقد كتبتُ ما كنت أفعله في هذا الوضع.

ما كتبتُه كان كتاباً بعنوان "ألم الحب: قصص الخسارة والبقاء" (Love Pain: Stories of Loss and Survival)، والكتاب عبارة عن مجموعة من القصص التي تجمع بين يوميات "أندرو" وقصتي الخاصة بينما كنَّا نتأرجح يومياً بين الأمل والشعور باليأس.

يدور الموضوع حول اكتشاف "أندرو" نفسه، في الوقت الذي كان يتعامل فيه مع مرض عضال ومع وفاته الوشيكة، وأيضاً إدراكي حقيقة أنَّني أفقد ابني، وبينما تدور العديد من القصص في الكتاب عن أوقات خيَّم فيها الحزن بشكل لا يطاق، لكنَّها أيضاً تصف أوقاتاً من الرضا والحب والامتنان.

في أعقاب وفاة "أندرو"، وجدتُ أنَّ هناك الكثير من الكتب والمقالات التي تتحدث عن الحزن وفقدان الابن، ومع ذلك، ومنذ اللحظة الأولى لتشخيص وضع "أندرو" على أنَّه ميؤوس منه، فقد كنتُ أسعى بكل طاقتي للعثور على مادة مكتوبة تساعدني على التعامل مع حقيقة أنَّ "أندرو" سيرحل؛ ولذلك كتبتُ "ألم الحب"، وكان هدفي أن يساعد هذا الكتاب شخصاً آخر يعاني من خسارة جسيمة، وأيضاً كمصدر إلهام لأيِّ شخص خلال الأوقات العصيبة.

أُلِّفَ هذا الكتاب على خلفية خسارة مأساوية حتماً، ومع ذلك، فإنَّ قصصه تتحدث أيضاً عن السفر، والأشياء الصغيرة التي تبدو كالمعجزات، والمبادرات اللطيفة الرائعة، إنَّه يقدم إلى القرَّاء دروساً حقيقية حول الاستمتاع بكل لحظة، وإيجاد الطاقة، والنظر إلى ما وراء المأساة، ليعثروا على الهبات الخفية والنعم غير المتوقعة.

المصدر




مقالات مرتبطة