كيف غيرت التكنولوجيا الحديثة التواصل في ميدان العمل؟

لقد غيَّرت التكنولوجيا طريقة تواصلنا كلياً، بدءاً بحياتنا الشخصية اليومية إلى مكان العمل؛ حيث أصبح في الإمكان التواصل بشكل أسرع وأكثر كفاءة وأكثر ملاءمة، وتظهر أجهزة وأدوات وبرامج جديدة باستمرار لتطوير تكنولوجيا الاتصالات، وتُحدَّث التقنيات الشائعة الحالية وتُحسَّن باستمرار، ويجب أن تَستَخدِم الأعمال التجارية في اتصالاتها هذه التكنولوجيا الجديدة كي تكون ناجحة.



ومنذ سنوات، تُقدِّم التواصل مع وصول أجهزة الكمبيوتر المكتبية والبريد الإلكتروني، والآن لدينا أجهزة محمولة تتمتع بقوة حاسوبية أكبر بكثير لإدارة البريد الإلكتروني، وأصبحَ متاحاً أيضاً إجراء مكالمات فيديو جماعية مع أشخاص في أنحاء العالم كافة.

أصبحَت الاتصالات أيضاً متنقلة واُزيلَت العقبات جميعها؛ إذ تحتاج الشركات إلى فهم أنَّها بحاجة إلى التكيُّف بسرعة أو فقدان حصتها في السوق لمصلحة منافس يعي أهمية التقدم في عالم الاتصالات.

وفيما يلي أربع طرائق غيَّرت بها التكنولوجيا الاتصالات في عالم الأعمال:

1. العلاقات العامة:

تتطلب العلاقات العامة الاستراتيجية نهجاً مختلفاً للغاية هذه الأيام؛ وهذا بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في السابق كانت العلاقات العامة مجرد وسيلة لإظهار العمل بصورة إيجابية، والتركيز في الإنجازات والجوائز ونقل الأخبار، واستُخدِمَت الحملات لتكون جسراً بين العمل وممثليه وبين عامة الناس.

أمَّا الآن، وبفضل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحَ من السهل التواصل مع أيَّة شركة، وإذا كان العميل بحاجة إلى إجابة، فسوف يحصل عليها مباشرةً، ويمكن التواصل حتى مع كبار المديرين من خلال معلومات الاتصال الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنَّ الحال لم يكن هكذا في السابق.

إن كنتَ ترغب في طرح سؤال على مدير تنفيذي، فيمكنك بسهولة إرسال رسالة مباشرة على "إنستغرام" (Instagram) أو "تويتر" (Twitter) لتتلقى إجابة.

تُركِّز حملات العلاقات العامة اليوم على أجندة مختلفة تماماً عن ذي قبل ومن ضمنها:

  • إدارة سمعة الشركة عبر الإنترنت.
  • المشاركة في منصات الوسائط الاجتماعية، والتفاعل وإرضاء العميل.
  • توفير المداخلات واللقاءات لضمان استمرار سمعة حميدة.
إقرأ أيضاً: العلاقات العامة: مفهومها، وأهدافها، وأهميتها في العمل

2. التواصل الداخلي:

من المدهش في مجال العمل كيفية التواصل داخلياً، والأكثر إدهاشاً هو القدرة على تشكيل فريق عالمي دون مكتب فعلي؛ حيث يتيح هذا توظيف أفضل المرشحين لكل منصب؛ وذلك بغض النظر عن الموقع الجغرافي.

تتوفر البرمجيات كخدمة "ساس" (SaaS)، وأدوات تتيح التعاون السلس ومؤتمرات الفيديو ومشاركة البيانات والملفات، وتتلخَّص أهم المزايا بما يلي:

  • مكالمة فيديو: يمكن أن يحضر فريقك حول العالم بأكمله اجتماعاً، أو إعلاناً، أو جلسات تبادل المعلومات، وتتيح مكالمات الفيديو أيضاً فرصة التواصل وجهاً لوجه؛ الأمر الذي يُعَدُّ أكثر فاعلية من البريد الإلكتروني.
  • التعاون ومشاركة الشاشات: هذه الميزة رائعة للتواصل بين الأقسام لشرح التعليمات وتوفير إيضاحات والسماح للأعضاء بمشاركة الملاحظات.
  • التخزين السحابي: عندما يتمركز كل شيء في مكان واحد، يصبح التنظيم أسهل، كما أنَّه يلغي الحاجة إلى إرسال الملفات لإيميلات عدَّة؛ مما يُقلِّل احتمالية المخاطرة بالخصوصية؛ حيث يمكن ضبط الملفات إلى "للقراءة فقط"، والسماح فقط لأعضاء الفريق بالوصول إليها أكثر أماناً وسهولة.
إقرأ أيضاً: ما هو برنامج سلاك Slack لزيادة التواصل والإنتاجية في فرق العمل

3. التسويق والإعلان:

لقد تغيرت طريقة عرض الشركات لرسائل التسويق والإعلانات كلياً، والمسؤول الأكبر عن هذا التغيير هو وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ اعتاد المستهلكون أن يتلقوا معلوماتهم من التلفاز والجرائد وما شابه؛ حيث كانت هي المصادر نفسها التي كانوا يجدون فيها غالبية الإعلانات التي يعرفونها.

ولكنْ في هذه الأيام فإنَّ موجز أخبار "فيسبوك" (Facebook) هو المكان الذي يبحث فيه المستهلكون عما يهمهم، وهو المكان الذي تسوِّق فيه الشركات منتجاتها؛ وبذلك يمكن استهداف الجمهور المحدد بدقة.

وبعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ المدوِّنات ومنصة "يوتيوب" (YouTube) والمدونات الصوتية هي طرائق مشهورة أيضاً لتوصيل ومشاركة ملفات الوسائط، وترويج عملك.

ولكنْ أياً كان المكان الذي تستهدف فيه المستهلكين، فيجب أن تبقى نشطاً في المكان الذي يمضون فيه معظم أوقاتهم؛ حيث إنَّهم قبل سنوات كانوا يجلسون أمام التلفاز مساءً، جاهزين ليتلقوا الإعلانات، ولكنَّ معظمهم الآن عاكف على وسائل التواصل.

المصدر




مقالات مرتبطة