كيف توظف العمل الهجين لتطوير نشاطك التجاري؟

تتغير بنية الشركات أمام أعيننا؛ حيث شهدنا العديد من التغيُّرات التي طرأت عليها حينما كانت الشركات تواجه أحداث عام 2020، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الأحداث تلك سرَّعت فحسب من التغييرات التي كانت تحدث بالفعل، وأحد العوامل هو ظهور ظروف العمل عن بعد والعمل الهجين.



العمل الهجين هو القدرة على العمل بين المنزل والمكتب بحرية إلى حدٍّ ما خلال أسبوع العمل؛ حيث يذهب الموظفون إلى المكتب في بعض الأحيان؛ ممَّا يسمح لهم بحضور الاجتماعات والاستمتاع بصحبة زملائهم، وفي الأيام الأخرى، يمكنهم الاستمتاع بمرونة العمل براحة من منزلهم بالقرب من العائلة، ويؤثِّر هذا التغيُّر السريع في العمل الهجين في العديد من توجهات مكان العمل الأخرى. وإليك بعض الأمور التي يجب عليك مراقبتها طوال الفترة المتبقية من العام:

1. ستزدهر الشركات التي تحقق التوازن:

تُعَدُّ إدارة الموظفين في أثناء وجودهم في المنزل وفي المكتب، عملية موازنة صعبة للشركات، وقد لا تنجح الأساليب نفسها التي تستخدمها لتوجيه الموظفين في المكتب بشكل جيد في الأيام التي يعملون فيها من المنزل؛ لذا ستكون الشركات التي يمكنها تحقيق التوازن الفعَّال بين مساحات العمل هي تلك التي ستزدهر في عامك الحالي.

وبالنسبة إلى المبتدئين، كيف ستُبقي شركتك الجميع على تواصل في أثناء انتقالهم من المكتب وإليه؟ فهذه مشكلة، خاصةً للمنظمات ذات مواعيد العمل المرنة، والتي تسمح للموظفين بتحديد الأيام التي يرغبون في العمل فيها من المنزل؛ إذ إنَّه يجب أن يظلُّوا في جو العمل حتى عندما لا يكونون حاضرين جسدياً.

بالإضافة إلى ذلك، من الهام للغاية توخي الحذر بشأن الوقت الذي تقضيه في الاجتماعات والقيام بنشاطات أخرى، فحاول تقصير وقت اجتماعاتك بحيث يكون لديك وقت إضافي للاستراحات، وقد يجعل تقويم "غوغل" (Google Calendar) هذا الأمر سهلاً عند تحديد خيار "اجتماعات سريعة" (Speedy Meetings)، وسيؤدي تلقائياً إلى تقصير الاجتماعات التي مدتها نصف ساعة إلى 25 دقيقة، والاجتماعات التي مدتها ساعة أو أطول ستنقص مقدار 10 دقائق.

2. ستصبح التكنولوجيا أكثر أهمية في مكان العمل:

لطالما كانت التكنولوجيا هامة للشركات الحديثة، ولكن مع العمل عن بُعد في هذا الوضع، أصبحت الآن أكثر أهمية من أيِّ وقت مضى؛ لذا دعنا نتناول موضوع التواصل بمزيد من العمق؛ إذ سوف يتعين على الشركات الاعتماد على التكنولوجيا من أجل الحفاظ على التواصل اللازم للفِرق الهجينة للعمل على جميع الأصعدة؛ حيث شهدت برامج إدارة المشاريع ارتفاعات هائلة في الاستخدام منذ انتشار جائحة فيروس كورونا (Covid-19).

ولسبب وجيه، تسمح هذه الأدوات الرقمية للفِرق بإعداد المشاريع وتنظيم المهام وتحديد المواعيد النهائية وإرسال الرسائل وغيرها عبر الإنترنت، وقد مكَّنت آلاف الفِرق من الاستمرار في مواصلة العمل على العمليات حتى في أثناء عملهم من منازلهم، فإذا لم يكن لديك عدد من الحلول البرمجية التي تقدمها شركتك لكل شهر، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في استراتيجيتك؛ إذ يوجد عدد من خيارات البرامج المجانية التي تستحق التجربة.

وسيتعيَّن على الموظفين أيضاً رفع مستوى مهاراتهم التقنية، ومن أجل العمل من المنزل بشكل أكثر فاعلية، سيحتاج العمال على الأقل إلى جهاز كمبيوتر عالي الجودة، وأيِّ أدوات أخرى يشعرون أنَّها ضرورية لأداء واجباتهم، ثم ضع في الحسبان شراء ميكروفونات أو كاميرات ويب لفريقك للمساعدة على تحقيق الجودة.

شاهد بالفديو: كيف تجعل العاملين عن بعد أكثر انخراطاً في العمل؟

3. سيكون توظيف الأشخاص المناسبين أمراً حيوياً:

ستحتاج استراتيجية التوظيف الخاصة بك إلى التغيير لاستيعاب العمل الهجين، ومن أجل تحقيق عمل هجين ناجح، يجب على الشركات توظيف موظفين يمكنهم التعامل مع الانتقال الأسبوعي من المنزل إلى المكتب، والتواصل الجيد طوال الوقت، ويتم السعي دائماً وراء مهارات التواصل، ولكن يجب أن تصبح أولويةً بالنسبة إلى العاملين عن بُعد والعاملين بين المنزل والمكتب، فسيكون الإلمام بالتكنولوجيا ضرورياً أيضاً عند الاعتماد على برامج إدارة المشاريع وغيرها، للبقاء على تواصل وتعزيز التواصل.

ولعلَّ الأهم من ذلك كله هو الثقة المبنية بين كل موظف جديد وحالي؛ حيث يجب أن تكون قادراً على الوثوق بموظفيك لإكمال مهامهم في أثناء وجودهم في المنزل دون إشراف مباشر، وفي المقابل، يتوقع هؤلاء الموظفون منك ألَّا تديرهم إدارة تفصيلية بينما يستمتعون بالعمل في المنزل، فكيف تعرف مَن يمكنه التعامل بتوازن مع العمل الهجين قبل توظيفه؟ ابدأ بالبحث عن كيفية تعاملهم مع مثل هذه المواقف في الماضي، ويمكنك أيضاً إجراء اختبارات شخصية مختلفة أو التوظيف بدوام جزئي أو كموظف مستقلٍّ يعمل من المنزل لاكتشاف مدى موثوقيته.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف للفرق التي تعمل عن بعد والفرق الهجينة

4. ستزداد أهمية تتبُّع الأهداف ومقاييس الأداء:

حتى الآن، كانت العديد من المؤسسات قادرة على تدبُّر أمورها دون تتبُّع الأهداف ومقاييس الأداء بشكل كبير أو ثابت، ويرجع هذا في جزء كبير منه إلى قدرة المدير على الإشراف على كل شيء في الشركة، وغالباً ما يكون ذلك عن كثب، ولضمان بقاء الإنتاجية عالية، يجب أن يصبح تتبُّع المقاييس عملاً معتاداً لجميع الشركات.

وفي النهاية، يجب ألا تهتم الشركات بما إذا كان الموظفون يعملون من المنزل أو في المكتب، ما دام عملهم لا يزال قيد الإنجاز، وفي الواقع، أظهرت الدراسات أنَّ العمل من المنزل يمكن أن يجعل الموظفين أكثر إنتاجية، ومع ذلك، لن تكون الشركات قادرة على قياس تلك الإنتاجية إلا عند قياس الأداء.

ابدأ بتحديد المقاييس التي تريد قياسها، فبالنسبة إلى مندوب مركز الاتصال، يمكن قياس الوقت المستغرق في كل مكالمة وعدد المكالمات التي أُجرِيَت والصفقات التي أُبرِمَت، ثم ضع أهدافاً وفقاً لتلك المقاييس، وبغضِّ النظر عن المكان الذي يعمل فيه الموظفون، يجب أن يكونوا قادرين على تحقيق الأهداف التي حددوها معك ومع فريقك، فاستخدِم العمل الهجين لصالحك، وستتمكن من الاستمتاع وتحقيق النجاح في نشاطك التجاري.

المصدر




مقالات مرتبطة