كيف تنمي شركتك الناشئة دون تدمير ثقافتها التنظيمية؟

يريد معظم رجال الأعمال تنمية أعمالهم، وفتح مواقع جديدة، والوصول إلى مستهلكين جدد من مناطق مختلفة، وتوظيف المزيد من أعضاء الفريق لتحقيق إنجازاتٍ أكبر وأفضل بكل سهولة، وهذه خطوة إيجابية إلى حد كبير لمعظم روَّاد الأعمال؛ وذلك لأنَّها تتيح لك تحقيق المزيد من الإيرادات وزيادة الأرباح وتحقيق المزيد من التأثير.



ومع ذلك، هناك أيضاً جوانب سلبية لتنمية عملك إذا كنت تفعل ذلك بتهور أو بلا خطة؛ فإن طوَّرت عملك بسرعة كبيرة، فقد تستنزف مواردك وقدراتك، وإن طوَّرته بطرائق خاطئة، فقد يتباطأ نمو إيراداتك. 

والأهم من ذلك، قد يؤدي نمو عملك إلى انقسامات في ثقافة شركتك، فمع توسُّع عملك، سيكون لديك تحكُّم أقل وتفاعلات مباشرة أقل مع أعضاء فريقك، وقد تكون مسؤولاً عن إدارة مواقع متعددة في آنٍ واحد؛ إذ سيكون لديك الكثير من الموظفين الجدد الذين يعملون لديك، والعديد من القادة المختلفين الذين يوجِّهون موظفيك، ويتبنُّون فلسفات ومواقف مختلفة، وبذلك يصبح من السهل ضياع قيمك الأساسية وأولوياتك الثقافية في أثناء عملية التوسع.

إذاً، كيف يمكنك تنمية عملك مع الحفاظ على ثقافتك؟

1. تحديد وتوطيد الثقافة:

إنَّ مهمتك الأولى هي تحديد وتوطيد الثقافة رسمياً، فعندما تُدير شركة ناشئة مع عدد قليل من الأشخاص في الفريق، من السهل أن تكون ثقافتك متأصِّلة ومفهومة دون أن تكون موثَّقة رسمياً.

ولكن مع نمو عملك، سيصبح من الضروري أن يكون لديك موارد ترجع إليها عند مناقشة ثقافة شركتك وتسهيلها، وأسهل طريقة للقيام بذلك هي استخدام دليل رسمي لثقافة الشركة يتضمَّن القيم الأساسية لشركتك، وأمثلة عن السلوك داخل وخارج ثقافتك المعينة؛ لذا احرص على أن يكون لدى كل موظف في مؤسستك نسخة منه؛ حيث يمكنك اتِّخاذ خطوات إضافية من خلال إنشاء مدوَّنة داخلية، أو منح الموظفين فرصة للتفاعل مع بعضهم بعضاً في منتدىً يُركِّز على الثقافة. 

في حال بدأت ثقافة شركتك بالانحراف، فستكون هذه المستندات بمنزلة المرشد لك، حتى تتمكن من العودة إلى الوضع الطبيعي.

2. تعيين موظفين جدد بذكاء:

غالباً ما تحدث الانحرافات الثقافية بسبب إضعاف قوة العمل لديك؛ حيث يأتي أشخاص جدد إلى المنظمة، ويُحضرون قيمهم وفلسفاتهم معهم، ويغيِّرون تدريجياً القيم التي تؤمن بها الشركة، عموماً، هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً، فتنوُّع الفلسفات ووجهات النظر عامل هام للنمو الفعَّال، ومع ذلك، يجب الاحتفاظ بأساس ثقافي متين، وللقيام بذلك، ستحتاج إلى التدقيق في تعييناتك بعناية وإعطاء الأولوية لتوظيف الأشخاص الذين ينسجمون انسجاماً جيداً مع ثقافة شركتك، ومع أنَّ هذا سيستغرق وقتاً إضافياً؛ إلا أنَّه يستحق الاستثمار.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتوظيف أفضل موظف ممكن

3. إنشاء عملية تأهيل هادفة:

قد تكتشف في مقابلة التوظيف أنَّ الفلسفات الشخصية لهذا الشخص تتماشى بكفاءة مع القيم الأساسية لعملك، ولكن ما يزال من الهام تطوير عملية التأهيل الصحيحة بحيث يندمج الموظفون الجدد مع فريقك الحالي. 

يجب أن يعمل المنتورز وقادة الفريق والموظفون المتمرِّسون معاً للترحيب بموظفيك الجدد في العمل، ويشرحوا لهم كيفية عمل الشركة وثقافتها، ويوفِّروا لهم وسائل الراحة؛ لذا تأكَّد من أنَّ هذا الشخص لديه إمكانية الوصول إلى مواد تدريبية وموارد وافرة يمكنه الرجوع إليها حتى يتقن وظيفته.

4. تدريب ودعم قيادتك:

في معظم الشركات، تنشأ الثقافة من المناصب العليا، فمهما كانت المواقف والفلسفات التي يعرضها قادتك، فإنَّها ستؤثر في النهاية في موظفيك وتوجههم؛ لذلك يجب أن تكون أولويتك القصوى هي تدريب قادة فريقك ودعمهم، حتى يتمكَّنوا من الحفاظ على انضباط بقية أعضاء فريقك

من المحتمل أن يكون لدى قادتك مسؤوليات أخرى يقلقون بشأنها، مثل الضغط من أجل تحقيق المزيد من المبيعات أو تقديم توصيات مالية، ولكن يجب عليهم التأكيد على أهمية الاتساق الثقافي بالإضافة إلى ذلك.

5. النمو تدريجياً:

قد يكون التوسُّع مثيراً، خاصةً إذا كانت أرباح عملك تعتمد على قدرته في النمو، لكنَّ هذا ليس عذراً للتسرُّع؛ لذا حاول أن تنمو نموَّاً تدريجيَّاً ومتأنياً إن أمكن، وامنح نفسك المزيد من الوقت لتعيين الموظفين بذكاء والحفاظ على الثقافة.

6. إجراء مراجعات دورية:

ثق بأنَّ قادة فريقك سيعملون على الحفاظ على ثقافتك في جميع فروع الشركة، لكن لا تفترض أنَّهم يقومون بذلك قياماً صحيحاً؛ بل تحقَّق من ذلك من خلال المراجعات الدورية والزيارات الشخصية إن أمكن؛ وإذا لاحظت أي انحرافات ثقافية عن الرؤية الأصلية لشركتك، فاكتبها وراجعها مع القادة، وإن لزم الأمر، يمكنك إعادة تدريب قادتك أو أعضاء الفريق لمساعدتهم على العودة إلى الوضع الطبيعي.

إقرأ أيضاً: كيف نشجع عقلية النمو؟

في الختام:

لا توجد قواعد تحدِّد شكل ثقافة شركتك الناشئة، فكل شيء يتوقَّف على نموذج عملك وفلسفتك الشخصية، ولكن بمجرد إنشاء الثقافة، من الهام الحفاظ على اتساقها مع استمرار نمو عملك، ودون خطة ودون هذه الاستراتيجيات، من السهل أن تتفكَّك هوية شركتك الناشئة خلال توسُّعها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة