كيف تميِّز الشخص الجدير بالثقة؟

نحن نحتاج إلى مساعدة الآخرين لمعرفة بماذا وكيف نفكر؛ إذ هناك قضايا معقدة جداً بحيث يتعذَّر علينا معالجتها وحدنا؛ والتي تكون في أغلب الأحيان موضوع نقاش محيراً، وليس من السهل دائماً معرفة مَن الذي يجب أن تلجأ إليه لتلقي المساعدة؛ لذا علينا اتخاذ قراراتٍ صعبةٍ بشأن مَن يمكن أن نسمح له بأن يؤثر في تفكيرنا.



في ظل هذه الظروف، من المفيد الحصول على فكرةٍ عن نوع الشخص الذي يجب أن نسمح له بمساعدتنا عندما نفكر. وفي مثل هذا الوضع تعود الفلسفة علينا بالنفع؛ وذلك لأنَّها تساعدنا على إنشاء مجموعةٍ من الأساليب الاستدلالية التي يمكن أن نثق بها في حياتنا الفكرية.

فكِّر في أي مشكلةٍ معقدةٍ تعرَّضت لها مؤخراً؛ ربما كنت تفكر في موقفك عن حالة اجتماعية معينة، أو إعادة تنشيط الاقتصاد بعد الجائحة. من شبه المؤكد أنَّك لا تفكر في أي من هذا في معزلٍ عن الآخرين؛ فأنت تعتمد على الآخرين، في السراء والضراء.

يمكن أن يخذلنا أولئك الذين نعتمد عليهم وبطرائق مختلفة؛ فيمكن للأشخاص الكذب لتحقيق مكاسب شخصية، كما قد تنتشر المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي وتمزق نسيج المجتمع، ويفترس الانتهازيون الضعفاء، ويخفي زملاء العمل معلوماتهم عن فِرقهم من أجل التقدُّم المهني، بالإضافة إلى أسباب أخرى؛ وهذا يكلف الشركات مليارات الدولارات كل عام.

قد تعتقد أنَّه يمكننا حل هذه المشكلة بسهولة عن طريق استشارة الخبراء، فهم يعرفون ما الذي يتحدثون عنه، حتى لو لم نعرف نحن. تُعَدُّ تلك نصيحةً جيدةً، لكنَّها ليست كافية دائماً؛ ففي بعض الأحيان يكون من الصعب علينا تحديد مَن هم هؤلاء الخبراء. وفي أحيان أخرى يختلف الخبراء أنفسهم، أو قد نعجز عن الوصول إليهم.

والأهم من ذلك، نادراً ما تستطيع الخبرة وحدها أن تكون حاسمةً فيما يتعلق بالأسئلة التي تهمنا؛ هذا لأنَّ تسوية هذه المسائل لا تتعلق فقط بإعداد قائمةٍ بالحقائق؛ بل يتعلق الأمر بالتعامل مع هذه الحقائق في ضوء قيمنا وأهدافنا. وعلينا أن نفهم ما الذي يجب علينا فعله فيما يخص تلك الحقائق في كل من حالاتنا الخاصة، ولا يمكننا معرفة ذلك دون الوضوح الأخلاقي ومعرفة أنفسنا.

لهذا السبب نلجأ في أغلب الأحيان إلى الأشخاص الذين نثق بهم للحصول على إرشادات؛ فنحن نُصغي إلى ما يقولونه في النقاشات، ومهمتنا أن نطرح الأسئلة وأن نخاطر بمشاركتهم أفكارنا الحالية على أمل أن يساعدونا على ترسيخها؛ وبذلك نبني معرفتنا بالعالم داخل شبكات الاعتماد الفكري الشخصية الخاصة بنا، وما نحتاج إليه داخل هذه الشبكات هو أشخاص يمكن الاعتماد عليهم فكرياً.

يتعلق هذا الدليل الذي بين يديك بهؤلاء الأشخاص والأشخاص الذين على نقيضهم. حيث سنقدِّم فيما يأتي خمس مزايا للأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم فكرياً، ونقارن كلاً منها بنقائص نظرائهم الذين لا يمكن الاعتماد عليهم. يمكن أن يساعدنا البحث عن علامات الجدارة الفكرية هذه على القيام بعملٍ أفضل عندما نفكر معاً في القضايا التي تهمنا.

ما الذي ينبغي علينا فعله؟

أهم علامةٍ على الاعتمادية الفكرية هي أنَّ شخصاً ما يهتم بصدقٍ براحتك الفكرية، ويريد مساعدتك على الوصول إلى الحقيقة واكتساب المعرفة وتعميق فهمك وتطوير مهاراتك في الاستفسار. يُبدي الشخص المعطاء فكرياً اهتماماً حقيقياً عندما يحقق الآخرون مكاسب فكرية، ويسعد بذلك. ويملك أيضاً آراء ناضجةً عن الأهمية النسبية لمثل هذه المكاسب؛ فهو يفهم على سبيل المثال أنَّه من الأفضل لأيِّ شخص أن يطوِّر المهارات التي يمكن أن تساعده على اكتساب معرفة واسعة عن موضوع ما، بدلاً من تقديم قائمةٍ قصيرةٍ من الحقائق الجاهزة.

كانت عالمة الوراثة الأمريكية "باربرا مكلينتوك" (Barbara McClintock) معروفةً بهذه الصفات؛ حيث حددَت نحو عام 1930 مساراً لبناء الأساس الكروموسومي لعلم الوراثة من خلال عملها في بذور الذُّرة. وبدلاً من الإصرار على متابعة هذا البحث وحدها، قدَّمت المشروع لألمع طالبة دراسات عليا، "هارييت كريتون" (Harriet Creighton)، التي عُرِفت لاحقاً عالمياً بسبب هذا الاكتشاف.

يمكن أن يفشل المرء بشتَّى الطرائق في الوصول إلى العطاء الفكري، وتُعَدُّ الخباثة الفكرية الأكثر وضوحاً وتطرفاً منها. يرغب هذا النوع من الأشخاص في إلحاق الأذى الفكري بالآخرين، ويستمتعون عندما يرتكب الناس أخطاءً أو يبدون أغبياء، ويسعدون بالتسبب في ارتباكهم.

تُعَدُّ اليقظة الاجتماعية شكلاً أكثر دقةً من عدم الموثوقية الفكرية. إنَّ اليقظين اجتماعياً هم أفراد لديهم دوافع كبيرة للتأثير في آراء الآخرين؛ حيث يريدون كسب الحجج وقيادة الناس لرؤية الأشياء على طريقتهم. ويعتقدون أنَّهم قد فهموا الأمور على حقيقتها، وأنَّ أولئك الذين يؤدون الأمور أداءً صحيحاً تجب عليهم مسؤولية قيادة الآخرين لتأدية الأمور أداءً صحيحاً أيضاً.

في البداية، قد يبدو أنَّ هناك شيئاً جذاباً عن فكرة أنَّ أولئك "الأسمى" عقلياً يجب أن يساعدوا أولئك الأقل ثراءً من الناحية الفكرية. وعلى الأقل، يهتم اليقظون اجتماعياً بكيفية تفكير الآخرين، وهو ما يبدو أمراً جيداً أيضاً.

لكنَّ المشكلة هي أنَّهم يهتمون اهتماماً خاطئاً؛ إذ لا يهتمون بأن يكون للآخرين آراء صحيحة؛ بل يهتمون بأن يشاركهم الآخرون وجهات نظرهم ذاتها، فهم لا يكترثون بأن يقوم الآخرون باكتشافاتهم الخاصة؛ بل يهمهم فقط أنَّهم هم مَن يقودون الآخرين إلى استنتاجاتهم.

تكشف الأبحاث أنَّ اليقظة الاجتماعية مرتبطةٌ بعدد من السمات والسلوكات الإشكالية، على سبيل المثال: الميل للانجذاب نحو وجهات نظر أكثر تطرفاً عن الموضوعات الأكثر جدلاً مثل تغيُّر المناخ؛ حيث يدافع اليقظون اجتماعياً بقوةٍ عن مواقفهم المتطرفة، ويدافعون عن الآخرين الذين يبادرون بالفعل نفسه. وبهذه الطريقة يستقطبون المعتقدات في مجتمعاتهم، بدلاً من تعزيز التفاهم والاكتشاف المتبادلين.

ليس من السهل دائماً التفريق بين الشخص المعطاء فكرياً واليقظ اجتماعياً؛ لكنَّ إحدى طرائق القيام بذلك هي الانتباه إلى ما يثير حماستهم؛ فهل يسعدهم تقدُّمك الفكري عموماً، أم فقط عندما ينجحون في التأثير في تفكيرك؟

العلامة الثانية على المصداقية الفكرية هي كون الشخص يميل إلى مشاركة وجهة نظره معك بأمانة، بدافع مساعدتك على التقدُّم؛ فيدرك أنَّه في بعض الأحيان - إن لم يكن دائماً - في وضع يسمح له بتعزيز وجهة نظرك من خلال مشاركة وجهات نظره. ويكون ماهراً في تحديد وجهات نظره ومساعدتك على الدخول فيها وتقديرها؛ أي وبعبارة أخرى، يملك هذا الشخص صفة الشفافية الفكرية.

وصف طلاب الفيلسوف الإنجليزي "جي. إي. مور" (G E Moore) أستاذهم وصفاً يوحي بأنَّه كان شخصاً شفافاً، خاصة في تعليمه؛ ففي إحدى المحاضرات، كان يطرح موقفاً قد رغب في تبنِّيه، ومن ثم بدأ المحاضرة التالية يشرح سبب خطأ وجهة نظره السابقة. وفي بعض الحالات، إذا لم يستطع رؤية مسار منطقي واضح للتقدُّم، يعلن أنَّه سوف يتعمق أكثر، ويرى ما إذا كان هذا قد يؤدي إلى فهم أكبر.

شاهد: 8 عادات لبناء الثقة يمكنك البدء بها الآن

هناك طرائق عدة يمكن للفرد أن يفشل بها في أن يكون شفافاً فكرياً، وأحدها أن يكون عقيماً فكرياً. يريد الشخص العقيم من الآخرين أن يفكروا فيه جيداً، فهو يهتم بسمعته. وعندما يشارك وجهات نظره، فإنَّه يفعل ذلك مع وضع هذا القلق في الحسبان.

على عكس الشخص الشفاف، فإنَّ العقيم لا يشارك وجهة نظره من أجل تعزيز راحتك الفكرية؛ بل يشاركها مشاركة انتقائية؛ وذلك لنقل أفضل انطباع عن نفسه. في كثير من الأحيان، يؤدي العقم الفكري إلى تضخيم مكانة الشخص الفكرية، متظاهراً بمعرفة أشياء لا يعرفها، أو أن يكون لديه حججاً أقوى من غيره، ليكسب التأييد في نهاية المطاف.

هناك طريقة أخرى للفشل في أن تكون شفافاً وتكمن من خلال كون المرء خجولاً فكرياً. وعلى عكس العقم الفكري، يميل الخجولون إلى تبنِّي مواقف سلبية تجاه سماتهم الفكرية، ويكون لديهم رأي ضعيف فيما يتعلق بمعرفتهم، ويخافون من الكشف عن جهلهم. يقودهم ذلك إلى الابتعاد عن الأضواء، والامتناع عن المساهمة في معلومات حتى عندما يكون لديهم ما يقولونه. ويفضلون التزام الصمت لتجنُّب المس بتقديرهم لذاتهم، والذي قد ينجم عن الكشف لأنفسهم بأنَّهم غير مطلعين على الأمر؛ لذلك قد يمتنعون عن إخبارك بما يعرفونه، حتى عندما يمكنهم تقديم المساعدة.

كيف يمكنك التمييز بين الشخص الشفاف والعقيم والخجول؟ ركز على كيفية تفاعلهم مع آراء الآخرين عن أفكارهم؛ فالخوف من كيفية فهم الآخرين لأفكارهم، أو الحرص المفرط على أن ترضيك تلك الأفكار أو ترضي الآخرين، يمثل كل ما سبق علامات على أنَّ هؤلاء الأشخاص قد يفتقرون إلى الشفافية.

العلامة الثالثة للاعتمادية الفكرية هي أنَّ الشخص يميل إلى إزالة أو حل مصادر الغموض عندما يتواصل معك؛ فهو يدرك أنَّه لا يمكنه مساعدتك إلا إذا فهمته، وأنَّ الغموض يعوق طريق الفهم. ومن ثمَّ فإنَّ هذا الشخص يزيل أو يحل أي غموض حتى تفهم ما يقصده، ويتمتع بمهارة الوضوح في التواصل.

هناك تقنيات عدة لحل الغموض؛ حيث يؤكد أولئك الذين يتواصلون بوضوح على نقاطهم الرئيسة، ويميِّزونها عما هو مجرد كلامٍ هامشي، ويحددون الكلمات أو العبارات الرئيسة، ويشرحون كيف تتناقض وجهات نظرهم مع وجهات نظر الآخرين؛ وذلك لأنَّه قد يُخلَط بين الاثنتين؛ فقد صمموا تواصلهم تصميمياً يسهِّل متابعته، وتكون وظيفة كل جزء من أفكارهم واضحةً لك.

من إحدى طرائق الفشل هي أنَّ التواصل بوضوح يكون عمقاً زائفاً؛ فهؤلاء الأشخاص منفتحون ويتقبَّلون الرؤى العميقة المحتملة. صُمِّمت بعض المهام لتقييم الأفراد بالنسبة إلى مستوى قابليتهم للتعرض للعمق الزائف، وطُلِب من المشاركين تقييم عمق التراكيب التي أُنشئت عشوائياً من كلمات متداولة، مثل: "هناك معنىً خفي يحوِّل الجمال التجريدي الذي لا مثيل له".

عموماً، صنَّف الناس هذه العبارات على أنَّها عميقة إلى حد ما. وأولئك الذين صُنِّفوا بأنَّهم على مستوىً عالٍ من العمق كانوا أكثر عرضةً للعمق الزائف.

في حين أنَّ تقييم الرؤى أمر جيد، فإنَّ النظر بعمق يشكِّل مسؤوليةً عندما يتعلق الأمر بكونك شخصاً يُعتَمد عليه فكرياً. يميل أيضاً أولئك الذين لديهم نزعة للعمق الزائف إلى أن يكونوا أكثر عرضةً لسوء إدراك الأخبار المزيفة، ورؤيتها على أنَّها أخبار حقيقية.

علاوة على ذلك، قد يكون هؤلاء الأفراد متحمسين لجعل آرائهم عميقة، حتى عندما يكون الموضوع الذي يطرحونه هشاً وضعيفاً. لحسن الحظ، يمكنك تمييز ذلك الذي يتواصل بوضوح عن أولئك المعرَّضين للعمق الزائف. إذا قال شخص ما شيئاً لا يمكنك فهمه، فاطلب منه صياغته صياغةً يمكنك فهمها. وإذا تجنب ذلك أو أصرَّ على أنَّك أنت مَن يعاني من مشكلةً في الفهم، فهذا يشير إلى افتقاره إلى مهارة التواصل.

العلامة الرابعة على الاعتمادية الفكرية هي أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة يقدِّرون السمات المميزة لجمهورهم؛ فهم يهتمون بآرائك وخبراتك وقدراتك وميولك الخاصة، وهم يكيفون تواصلهم ليتلاءم مع محنتك لمساعدتك على التقدم، كما أنَّهم يتمتعون بمهارة الإحساس بالجمهور.

على النقيض من ذلك، فإنَّ أحد أشكال عدم الإحساس بالجمهور كالآتي: عندما يولي المرء قليلاً من الاهتمام لمستمعيه، أو يهتم أكثر بسماته الخاصة، وهي سمة يطلق عليها علماء النفس الوعي الذاتي. يميل هؤلاء الأشخاص إلى الاتفاق بقوةٍ مع ادعاءات مثل: "أحاول دائماً اكتشاف نفسي"؛ ونتيجةً لذلك، لا يملك الأشخاص الواعين لأنفسهم الوقت لمعرفة جمهورهم.

يمكن للناس أيضاً أن يكونوا انتقائيين جداً في انتباههم. على سبيل المثال: يكون الأشخاص الذين يطلقون الأحكام في حالة تأهبٍ شديدٍ للسمات المحرجة أو السيئة أو الإشكالية لمستمعيهم، في حين أنَّهم أقل اهتماماً بنقاط قوة جمهورهم؛ أو قد يكونون متيقظين لميزات جمهورهم فقط التي تنعكس جيداً على أنفسهم: فهم متحمسون لرؤية أنفسهم متفوقين، ومن ثمَّ يبحثون عن نقاط الضعف النسبية للآخرين؛ وهذا ما يمنحهم نظرةً مشوهة عن مستمعيهم.

لتحديد ما إذا كان الشخص الذي تعتمد عليه حساساً حقاً، قد تسأل نفسك ما يأتي: هل يُظهرون لك أنَّهم يفهمون وجهة نظرك واحتياجاتك الفكرية وقدراتك؟ وهل يسألونك عن هذه الميزات في محاولتهم للتعرُّف إليك؟ وهل يتواصلون معك تواصلاً شخصياً بالنسبة إليك؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فمن المرجح أنَّه لا يمكن الوثوق بهم.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات هامة تكسبك الثقة في النفس

في الختام:

يُظهر الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم فكرياً بعض الحكمة المطلقة في دعمك فيما يخص استفساراتك، وهم يقدِّرون القرارات التي ينطوي عليها طلبك للمعرفة. يفهمون أنَّ الناس يتخذون قراراتٍ عن متى يجب جمع مزيدٍ من الأدلة، وأين، وكيفية موازنة ذلك، بالإضافة إلى الأساليب التي يجب استعمالها، ومن هم الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم. وهم ماهرون في مساعدتك على التقدُّم، وتمييز المخاطر والفوائد المحتملة التي تظهر في أثناء سعيك للتعلم. ويتمتعون بمهارة التوجيه الفكري.

في المقابل، يحتاج بعض الناس حاجة نفسية إلى إنهاء جميع الأمور؛ حيث يملك هؤلاء الأشخاص دوافع عالية للإجابة عن الاستفسارات، وتتثبط هممهم عند مواجهة التباس أو غموض، ويريدون إجابات محددة بسرعة، ليتمسكوا بها. يطلق علماء النفس على المكوِّنين اللذين يؤلفان هذه الحاجة: الاستيلاء والتجميد.

يستثمر أولئك الذين يحتاجون إلى إنهاء الأمور أي معلومات تُعَدُّ حلاً لأسئلتهم، وبعد اختيار إجابة ما، فإنَّهم يميلون إلى تجاهل أي معلومات متناقضة ويجمِّدون الإجابة التي توصلوا إليها.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي وأهميته في العلاقات مع الآخرين

لا تشكل الحاجة القوية إلى إنهاء الأمور مشكلة دائماً؛ إذ إنَّ الحسم يشكل قدرةً هامةً جداً عند القادة. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الحاجة عائقاً عندما يتعلق الأمر بالموضوعات الحساسة التي تتطلب تفكيراً منهجياً دقيقاً؛ وعلى وجه التحديد تلك الموضوعات التي في أغلب الأحيان تحتاج إلى توجيهات الآخرين بشأنها.

تتطلب مثل هذه الأمور الغامضة نوعاً من التفكير الذي لا يتحمله مَن يحتاجون إلى إنهاء الأمور؛ وبدلاً من ذلك، من المحتمل أن يقدموا لك نصيحةً غير حكيمةٍ تبالغ في تسهيل المشكلة.

إنَّ الصبر هو السمة الرئيسة التي يجب البحث عنها في الدليل الفكري: هل الشخص الذي تعتمد عليه يأخذ الوقت الكافي لفهم وتقدير تعقيدات محنتك، أم أنَّه سريع جداً في محاولة إصلاحها؟

سواء كان الشخص يمكن أم لا يمكن الاعتماد عليه فكرياً، فسوف يميل إلى الكشف عن نفسه عبر عواطفه وأفكاره وأفعاله. كلما تعاملنا تعاملاً أفضل مع هذه العلامات، كان في إمكاننا العمل عملاً أفضل داخل شبكاتنا، ومعرفة ما الذي يجب التفكير فيه بشأن المشكلات المعقدة التي نواجهها.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة