كيف تكون قائداً مؤثراً وأكثر شعبية؟

الكاريزما هي مجموعة المهارات الاجتماعية التي يتعلمها الفرد ويطورها لتحسين شخصيته؛ حيث يملك بعض الأشخاص مهارات التواصل والتقرُّب من الناس بشكل تلقائي، فنجدهم محبوبين من الناس؛ مما يعزز قدرتهم على الإقناع.



تقدم هذه الكاريزما فوائد واضحة للقائد أو رائد الأعمال، على سبيل المثال: أقنعَت "إليزابيث هولمز" (Elizabeth Holmes)، البالغة من العمر 19 عاماً أشخاصاً أكبر منها سناً مثل السياسي الأمريكي "هنري كيسنجر" (Henry Kissinger) بأن ينضمَّ إلى مجلس إدارة شركة "ثيرانوس" للتكنولوجيا الصحية (Theranos)؛ مما يدل على فاعلية الكاريزما وأهمية اتِّباع القادة المحبوبين للمبادئ والقيم الأخلاقية.

يساعد تطوير الكاريزما الأشخاص العاديين على دفع الآخرين إلى الموافقة والاقتناع بما يريدون تنفيذه، كما يساعد رواد الأعمال وغيرهم على تعزيز جاذبيتهم لكسب عدد أكبر من الناس بجهدٍ أقل.

عادةً ما يُنظَر إلى الكاريزما على أنَّها سمة شخصية متأصلة في الفرد، ومع ذلك فالحقيقة أنَّها مهارة، أو بالأحرى مجموعة من المهارات التي يمكن تعلُّمها وتحسينها مع الوقت لتكون إحدى الصفات الشخصية التي تتحلى بها، ويمكنك أن تصبح أكثر تأثيراً وشعبية، ومن ثم تُحسِّن استجابة الناس لما تقوله أو تفعله من خلال الاهتمام بفهم لغة الجسد وتنمية المهارات الشخصية والذكاء العاطفي.

1. إظهار الاهتمام الحقيقي بالآخرين:

الكلمة المفتاحية هنا هي "الحقيقي"؛ حيث تزيد الكاريزما من خلال الاهتمام الحقيقي بالآخرين من خلال طرح الأسئلة والفضول للحصول على الإجابات؛ إذ يحب الناس مَن يحبهم بالمقابل، وتُعَدُّ ممارسة الإصغاء الفعال جزءاً من ترسيخ هذه المهارة؛ وذلك عبر الإصغاء بكامل حواسنا إلى ما يقوله الشخص الآخر، وعدم التفكير في صياغة الرد المناسب في أثناء حديث الطرف الثاني، وبالطبع سيكون الأمر أصعب مما نتصور؛ وذلك لأنَّنا لم نعتد على ممارسته من قبل.

2. التنوُّع والشمولية لتعزيز الكاريزما:

استخدم القصص والحكايات التي تبني روح الفريق المعنوية، وتساعد على تعزيز تماسك المجموعة؛ مما يشير إلى حِنكة وشجاعة القائد، وأبرز مثال على ذلك هو خطاب "هنري" الخامس الشهير في مسرحية شكسبير.

كن شاملاً في أحاديثك، وانتبه أن تتحدث عن "الرجال" أو "الإخوة" عندما يكون المستمعون من فئة النساء مثلاً، وإذا أردتَ أن تكون قائداً ذا شخصية مؤثرة، فأنت بحاجة إلى بناء فريق فعال؛ حيث يتحتم احتواء الأعضاء جميعهم رغم اختلافاتهم.

3. الحفاظ على التواصل البصري معتدلاً في أثناء الحديث:

يبني التواصل البصري علاقة من الأُلفة والمحبة مع الطرف الآخر، ولكنَّ المبالغة فيه يمكن أن تأتي بنتائج عكسية؛ إذ سيُشعرك تحديق الطرف الآخر بك بعمق وثبات، بالرعب والعدوانية، وبدلاً من ذلك، يمكن الحفاظ على التواصل البصري لبضع ثوانٍ في محادثة واحدة قبل الانتقال إلى النظر في مكانٍ آخر.

إقرأ أيضاً: 4 حيل ذكية للقيام بتواصل بصري فعال

4. مراقبة لغة الجسد خلال التواصل:

تتلخص معظم سمات الكاريزما في لغة الجسد؛ إذ إنَّ تقليد لغة جسد الشخص الذي تتواصل معه سيقرِّب وجهات النظر ويزيد الشعور بالألفة، ومن الهام القضاء على عادة التململ في أثناء الحديث، والتي تظهر بسلوكات عدة متعمَّدة توصل رسالة واحدة مفادها أنَّ المستمع لا يرغب في الوجود في هذا المكان؛ لذا قاوم الرغبة في لمس وجهك أو البلع باستمرار.

شاهد بالفيديو: كيف تستثمر لغة الجسد لتكسب كاريزما قوية تسحر من حولك

5. إظهار المودَّة وحسن النية في أثناء الحديث:

يرجع إظهار المودة وحسن النية إلى تبنِّي الأخلاقيات الأساسية التي تعلمناها في مرحلة رياض الأطفال، على سبيل المثال: يجب الاعتذار عند الاصطدام بشخصٍ ما، بشرط أن يكون الاعتذار حقيقياً وصادقاً؛ مما يعني إجراء تواصل بصري إيجابي والشعور بالأسف الحقيقي، فليس من الضروري التذلل؛ وذلك لأنَّها ببساطة ستكون بمنزلة هزيمة وقيمة منافية لشخصٍ يسعى إلى تطوير الكاريزما، ولكنَّ صدق الشعور الكامن سيساعد على إثبات الفعل بشكل حقيقي بعيداً عن التكلف الذي سيصد الشخص الذي تحاول إقامة علاقة معه.

6. العمل على تحسين نبرة الصوت:

تؤثر التشنجات اللاإرادية في الصوت تأثيراً كبيراً في الشخصية التي يظهر بها المتحدث أمام الآخرين؛ إذ يظهر الشخص ذو الصوت الدافئ والنطق الواضح بمظهرٍ واثقٍ وأكثر شعبية من الشخص ذي الصوت الحاد أو الصادر من الأنف الذي سيشتت انتباه المستمعين.

أفضل طريقة لمعالجة مشكلات الصوت هي التعرُّف إليها أولاً؛ إذ يمكن سؤال صديق جيد عن رأيه بصدق أو تسجيل الصوت في أثناء الحديث لدقائق عدَّة ثم إعادة سماعه، ومن ثم تحديد مشكلات الصوت التي يجب تحسينها في الوقت الحاضر، ثم ممارسة التحدُّث بصوت عالٍ للقضاء على تلك العادات.

يمكن الاستفادة من مشاهدة مقاطع فيديو للمحادثات على منصة "تيد" (TED) وغيرها عبر الإنترنت، فانتبِه إلى الطريقة التي يختلف بها المتحدثون بالنغمة والنبرة والسرعة والتشديد على الأحرف، وحاول محاكاة هذه التقنيات في حديثك اليومي، فالممارسة ضرورية جداً لاكتساب عادة جديدة في الحديث.

المصدر




مقالات مرتبطة