كيف تكون أكثر يقظة في يومك؟

نعيش اليوم في عالم يوجد فيه الكثير من الأشياء التي نحتاج إليها، والتي تتجاوز بكثير ما كان ضرورياً لعيش حياة سعيدة ومنتجة قبل بضع سنوات فقط، كالإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال لا الحصر، ولعيش أسلوب حياة ملهم وصحي كما هو متوقع من أي شخص في عصر التكنولوجيا، نحتاج إلى معرفة والقيام بأكثر مما اعتدنا عليه يومياً؛ ويجب أن نعرف أيضاً ما إذا كانت المواد من مصادر موثوقة أم لا، وعلى الرغم من أهميتها، فإنَّ هذه الأهداف الرائعة تكون على حساب وقتنا وأفكارنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن خبير القيادة ورائد الأعمال جيم فاسيلوبولوس (Jim Vaselopulos)، والذي يُحدِّثنا فيه عن كيفية التمتع بيقظة تامة خلال يومك.

لقد أثرت كل هذه التعقيدات والإضافات إلى الحياة اليومية في أي وقت فراغ كان لدينا، عندما كانت الحياة أكثر بساطة، وفي الواقع، هناك حركات حول الماهوية واليقظة الذهنية والبساطة في العيش تتلقى دعماً كبيراً؛ وذلك لأنَّ الناس يواجهون صعوبة في تحقيق التوازن بين الوقت والمعنى والأولوية في حياتهم.

أنا لست شخصاً لديه فائض من الوقت، ولم أكن على هذا النحو من قبل، ولا أتوقع أن أكون كذلك أبداً، فلا أتذكر آخر مرة شعرت فيها بالملل أو لم يكن لدي أي شيء أفعله، وعلاوة على ذلك، إنَّني شخصياً أواجه صعوبة في ممارسة التأمل بسبب ضيق وقتي؛ إذاً كيف يمكننا إيجاد الوقت لنكون أكثر يقظةً ووعياً في حياتنا؟ ربما تساعدك ممارسة تمرين اليقظة الذهنية التالي في العثور على بعض المعنى في النشاطات اليومية البسيطة التي تلتزم بها بالفعل.

إقرأ أيضاً: 3 عادات بسيطة لممارسة تأمل اليقظة الذهنية

يتَّبع كل شخص بالغ يعمل تقريباً نمط روتين صباحي مشابه؛ حيث نستيقظ ونغسل وجوهنا وننظف أسناننا ونستعد لبدء يومنا؛ إذ توغلت هذه النشاطات في نسيج يومنا، بحيث باتت تلقائية، لكنَّ اقتراحي لتكون أكثر يقظة في يومك بسيط جداً، وهو إعطاء معنى لبعض هذه المهام التي تبدو بلا معنى:

  • عندما تغسل أسنانك، فكر في الابتسامة التي ستعلو وجهك عندما تخرج إلى العالم، وكيف تريد أن تقدم نفسك لكل شخص تتفاعل معه، وبمجرد وضع هذه الفكرة في ذهنك في أثناء القيام بنشاط كان تلقائياً سابقاً، سيساعدك على بدء يومك بعقل متقد.
  • فكر في كل الأشياء الرائعة التي ستراها أكثر وضوحاً، عندما تضع عدساتك أو نظارتك، فكر في الأشجار والسماء الزرقاء والزهور وكل الأشياء المدهشة التي لا نعطي بالاً لها في خضم يومنا، وبذلك سوف تكون أكثر امتناناً.
  • فكر في كل يوم ترتدي فيه ساعتك كم الوقت ثمين، وكم أنت محظوظ لأنَّك حظيت بيوم آخر على هذا الكوكب؛ حيث سيؤدي هذا على الأرجح إلى جعل ما تبقى من يومك أكثر جدوى وإنتاجية.
  • فكر عندما تغسل وجهك في غسل أخطاء الأمس معها أيضاً، وابدأ يومك من جديد، وعندما ترتدي ملابسك، فكر في كيفية تحكُّمك بتصرفاتك مع الآخرين والتي تحدد الطريقة التي يراك بها العالم اليوم، وعندما تلتقط هاتفك، توقف للحظة قبل أن تتحقق من الإشعارات، وفكر في جميع المعلومات التي يمكنك الوصول إليها واعتز بمدى سهولة تعلُّم شيء مذهل وجديد اليوم.
  • اختر قطعة من المجوهرات أو الملابس أو الإكسسوار ليذكِّرك بقيمك أو لتكون كذكرى من الأشخاص المهمين في حياتك؛ إذ يمكن للجميع أن يجدوا شيئاً شخصياً قد يضيف عنصراً من المعنى لبدء يومهم.
إقرأ أيضاً: 8 طرق بسيطة لتكون يقظاً ذهنياً في العمل

يكمن جمال تمرين اليقظة الذهنية هذا في أنَّه ينجح ولا يستغرق وقتاً تقريباً أكثر مما كنت بحاجة إليه للقيام بهذه النشاطات، فكل ما يتطلبه الأمر الرغبة في أن تكون أكثر حضوراً في أثناء روتينك الصباحي؛ ونتيجةً لذلك، ستتمكن من التعامل مع الأمور البسيطة التي قد تزعجك خلال يومك بهدوء أكبر بكثير؛ فعندما يكون ذهنك صافياً، فإنَّ الطفل الذي يسألك سؤالاً للمرة العشرين في اليوم، لا يزال يعتقد أنَّك تعرف كل شيء ويسألك عن رأيك بدلاً من البحث في الإنترنت، كما ستكون ممتناً لطلب والدك منك تعليمه كيفية تشغيل جهاز معين، ويمكن أن يشير إرسال مديرك رسالة بريد إلكتروني لك مساء لأي سبب من الأسباب، إلى أنَّك ما زلت محل تقدير بالنسبة إليه.

يمكنك أن تكون ممتناً لأي شيء في الحياة، ولكن عليك أن تتمتع بطريقة تفكير مناسبة.

المصدر




مقالات مرتبطة