كيف تقيِّم ذاتياً 4 جوانب مهمة في حياتك؟

عند سؤال أحدهم عن ظروف حياته ستتلقَّى غالباً الجواب الشائع "بخير" دون إجراء عملية تقييم ذاتي أو محاولات لتحسين حياته؛ أي إنَّ سؤالك عبثيٌّ كلياً.



يجب على المرء أن ينظر داخله ويدرس الكيفية التي تسير بها حياته في شتى جوانبها عوضاً عن استخدام الأجوبة الجاهزة.

إنَّه سؤال صعب للغاية لأنَّ الحياة شائكة وضخمة وشاملة؛ إذ يختبر الفرد الواحد 60000-80000 فكرة يومياً متناقضة في معظمها مع بعضها، ويُدفن جزء كبير من هذه الأفكار في العقل الباطن، وتصبح مسؤولة عن توليد مختلف العواطف التي يختبرها الإنسان؛ ولذلك يشقُّ على المرء أن يختصر كل هذه التناقضات والتعقيدات في جواب دقيق أو مترابط منطقياً.

عندما نحاول تقييم حياتنا لا يسعنا إلا ملاحظة هذا الكم الهائل للأفكار والتناقضات البعيدة عن الترابط المنطقي، مما يتسبب في زيادة حيرتنا وتخبطنا في حياتنا وفشلنا في إجراء عملية تقييم مجدية؛ وهذا يفضي إلى أمرين اثنين:

  1. عدم إدراكنا أو امتناننا للجوانب الطيبة في حياتنا.
  2. عجزنا عن إصلاح الجوانب السيئة وغير المنطقية في حياتنا.

ينبغي تخصيص بعض الوقت يومياً لإجراء تقييم واعٍ لحيواتنا؛ وذلك في 4 جوانب رئيسة:

عليك أن تطرح على نفسك سؤالين أساسيين في كل جانب من الجوانب آنفة الذكر:

  1. ما هي الجزئيات الناجحة التي ينبغي أن أكون ممتناً لها؟
  2. ما هي الجزئيات الهدامة التي ينبغي تغييرها؟
إقرأ أيضاً: التقييم الذاتي: تعريفه، ومعاييره، وكيفية زيادته

نقدم فيما يأتي كيفية إجراء عملية تقييم الذات في كل فئة:

1. الجانب النفسي:

يغفل معظم الناس عن الاطمئنان على أنفسهم وتفقُّد صحتهم النفسية، ونحن هنا لا نتحدَّث عن السعادة وحسب وإنَّما عن المشاعر وكيفية تأثيرها في قراراتك وقدرتك على التفكير العقلاني؛ أي إنَّها تشمل تفقُّد مجمل وظائف الدماغ.

لا يمكن معالجة المشكلات النفسية دون إدراك مواطن الخلل فينا، فيميل معظم الناس للشعور بالإحباط والغضب حيال مشكلاتهم النفسية دون محاولة إصلاحها.

يقوم السلوك السليم على تخصيص بعض الوقت للبحث في خبايا روحك يومياً، وممارسة الامتنان تجاه نقاط القوة في حالتك النفسية الحالية، وإدراك المواقف التي شعرت بالسوء خلالها في الفترة الأخيرة، ومناقشة الحلول الممكنة لمعالجتها وتحسين الوضع، مما يمكن أن ينعكس إيجاباً على جوانب حياتك الأخرى أيضاً.

شاهد بالفيديو: طرق تنمية الانضباط الذاتي

2. الجانب الجسدي:

يعدُّ تفقُّد الحالة الجسدية أبسط بكثير من النفسية، وتشمل معظم الحلول في هذا الصدد ممارسة التمرينات الرياضية والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية، وهو ما لا يحبذه معظمنا.

يشمل التقييم أيضاً ملاحظة الأوقات التي تشعر خلالها بالعافية الجسدية وممارسة الامتنان حيالها؛ وذلك لأنَّ عدم تقديرها أو الشعور بالرضى حيالها ينفي سبب وجودها بالأساس، وهو تصرُّف بعيد كل البعد عن العقلانية.

يتعلق الأمر أيضاً بتفقد المشاعر الجسدية السلبية ككراهية الجسد أو الشعور بالخمول أو التخمة بعد تناول كثيرٍ من الطعام، ومناقشة الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر والحلول الممكنة لمعالجتها.

3. الجانب الاجتماعي:

يشمل التفكير بوضع علاقاتك مع شريكك وزملائك وأفراد عائلتك، والتأكد من عمقها وصدقها وفائدتها في حياتك، إضافة إلى مناقشة قلة العلاقات من ناحية أخرى.

ينبغي تخصيص بعض الوقت في التفكير بالعلاقات المميزة في حياتك والأسباب الكامنة خلف نجاحها، وإدراك روعتها والشعور بالعرفان لوجودها في حياتك، ثم اتخاذ الخطوة المنطقية التالية وهي البحث في الحلول الممكنة لتحسين علاقاتك السقيمة من خلال البحث في طرائق تعزيز تواصلك مع الآخرين والتقرب منهم.

4. الجانب المهني:

قد تكون لديك فكرة مسبقة عن شعورك تجاه عملك، فإذا كنت تشعر بالرضى تجاه عملك فهذا رائع؛ وذلك لأنَّ قضاء الوقت في العمل يعدُّ عذاباً خالصاً بالنسبة إلى العديد من الناس؛ لذلك عليك أن تمارس الامتنان لوجود المدير الطيب في العمل أو النقود التي تجنيها في وظيفتك مثلاً.

إذا كنت لا تشعر بالرضى حيال بعض جوانب عملك، عليك أن تفكر في التغييرات التي يمكن إجراؤها كالانتقال لشركة أخرى أو زيادة إنتاجيتك بحيث تتسنى لك الاستراحة قليلاً في العمل.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لمراجعة أدائك القادم

في الختام:

من الهام أن تخصِّص بعض الوقت للتفكير في هذه الجوانب الرئيسة الأربعة، وتُجري عملية تقييم ذاتي، وتعيش بوعي، وتتفحص جزئيات حياتك، وتفعل ما بوسعك لتنظيمها وترتيب أفكارك؛ وذلك حتى يتسنى لك فهم ذاتك وحياتك.




مقالات مرتبطة