كيف تقيس النجاح الحقيقي في حياتك؟

ما هي الحياة الناجحة؟ وما هو مصدر الرضى في حياتك؟ ستدفعك الإجابة عن هذين السؤالين إلى تحديد أهدافك ورسم الخطى للوصول إليها؛ فتخيَّل كيف ستبدو حياتك إن عشتها بكل ما فيها بطريقتك الخاصة.



ستختلف الإجابات - وكذلك الأهداف والنتائج المرتبطة بها - لكلِّ واحدٍ منَّا، ومع هذا، يجب أن نشترك جميعنا في رسم الأهداف وفقاً لمعايير معيَّنة لنضمن نجاحها، ويجب أن تكون الأهداف "ذكية" (S.M.A.R.T)، وهو اختصار جمعت حروفه أوائل الكلمات الإنجليزية الآتية: "محدَّدة" (Specific)، و"قابلة للقياس" (Measurable)، و"قابلة للتحقيق" (Achievable)، و"واقعية" (Realistic)، و"مؤطَّرة بإطار زمني" (Time-bound).

الهدف الذكي هدفٌ قابلٌ للقياس؛ أي يمكننا تتبُّع تقدُّم إنجازه، وعلى غراره يجب أن تكون حياتك قابلةً للقياس أيضاً. ستفهم أعماق نفسك جيداً من خلال دراسة الحاضر، وتحديد اتجاه الأهداف؛ وهذا بدوره سيحدد جوانب حياتك التي تحتاج إلى تحسين، فأنت لا يمكنك أن تعيش حياتك المثالية وتضع أهدافاً فعَّالة ما لم تلتمس طريق التحسن.

إقرأ أيضاً: علم وضع الأهداف الفعالة

أهمية القياس الكمِّي للذات:

يُعرَف "القياس الكمي للذات" (Quantified self) بأنَّه حركة حديثة لتوظيف التكنولوجيا في فهم الذات فهماً أفضل، فهو تتبُّع ذاتي للمجالات الرئيسة في الحياة، التي تساعد الشخص على معرفة ذاته ومراقبة نموه الشخصي.

وتقودك ممارسة "القياس الكمي للذات" إلى إظهار أفضل ما لديك؛ ذلك لأنَّها تمنحك رؤيةً واضحة لذاتك الحالية، وتفتح مجالاً لفهمٍ أعمق، وتزوِّدك بالمعرفة اللازمة لتحديد وتحقيق حياة مُرضية.

ويُشار إلى القياس الكمي للذات أيضاً باسم "سجل حياتك اليومية" (Lifelogging)؛ إذ تُسجَّل من خلاله تفاصيل اليوم الاعتيادية بهدف تعزيز الصحة والسلامة وتنميتها، التي تشمل مراقبة العديد من مجالات حياتك.

تكمن صعوبات استخدام أسلوب القياس الكمي للذات وتتبُّع تفاصيل الحياة وتسجيلها إلكترونياً في صعوبة تحديد جوانب التركيز في الحياة الشخصية، ومن المؤكَّد أنَّ الجميع يرغب في زيادة الصحة والعافية، لكن ما الذي يعنيه ذلك؟ هل يتعلق الأمر بالجسد أم العاطفة أم كليهما؟

شاهد بالفديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف

كيف تحسب النقاط المرتبطة بجوانب حياتك؟

من الهام أن تقسيم حياتك إلى ثمانية مجالات محدَّدة: العلاقات، والوقت، والمال، والمهنة، والعقل، والبدن، والروح، والعاطفة؛ إذ يحتوي كلٌّ من هذه المجالات على أربعة أقسام إضافية، وكل قسمٍ هام بذاته ويحتاج إلى التركيز والمتابعة المستمرة.

عليك العناية بالجوانب الذهنية والبدنية والروحية والعاطفية؛ وذلك لأنَّها المتحكِّم الأساسي بمستويات الطاقة، ومنبع الإنجاز في حياتك، فكل جانب من هذه الجوانب الأربعة هام بحد ذاته، لكنَّها تتَّحد أيضاً لتعطيك فهماً أفضل لوضع حياتك الراهن بصفة شاملة.

لذا ابدأ ترتيب هذه الجوانب على مقياس من واحد إلى عشرة، وكن صادقاً مع نفسك وبالرقم الذي يمثله كل جانب بدقة، ثم استخرج المتوسط الحسابي للأقسام الثمانية بجمعها وتقسيمها على ثمانية، وقيِّم هذه المجالات الأربعة على مقياس من 1 إلى 10:

  1. الإنجاز: يساعدك هذا على الوصول إلى فهم أفضل لمقدار نجاحك في الحياة عبر تحقيق أهدافك، فقيِّم القدرة على تحقيق أهدافك من 1 إلى 10.
  2. الرضا: قيِّم شعورك في هذا الجانب؛ إذ إنَّ النجاح من دون رضا هو فشلٌ لا نهائي، ومن ثمَّ، فإنَّ الرقم الذي سوف تضعه سيعكس رضاك الذاتي عن حياتك من 1 إلى 10.
  3. الطاقة: يعلم الجميع أنَّ مستوى الطاقة عنصر أساسي لتحقيق الأهداف، والعيش بطريقة أفضل؛ إذ سيعلِّمك تقييم هذا الجانب كيفية إدارة مستويات الطاقة.
  4. التوتر: تماماً مثل إدارة الطاقة؛ إذ إنَّ التحكم بالتوتر أمرٌ ضروري لحياة مُرضية، فلا بُدَّ من الشعور بالتوتر، لكنَّ ذوي الأداء العالي يتعلمون التحكم به واستخدامه لمصلحتهم؛ لذا قيِّم قدرتك على التحكم بالتوتر من 1 إلى 10.

سيعكس تقييم جميع جوانب حياتك الدرجة النهائية لتقييم الحياة بمعدل 40 درجة نهائية؛ إذ إنَّ حصولك على 20-29 يعني أداءً جيداً، وحصولك على 30-34 هو أداءٌ عالٍ، أمَّا 35-40 فيعني أداءً عالياً جداً في الحياة؛ لذا، كيف تقيِّم حياتك؟

إقرأ أيضاً: 40 مثالاً يبين لك كيف تضع أهدافاً مهنية طموحة

في الختام:

بعد الحصول على مجموع النقاط الأساسي، يمكنك استخدامه بوصفه معياراً لتحسين نفسك مع مرور الوقت، على سبيل المثال، إذا كان مجموع جوانب حياتك 20 درجة، فيمكنك البدء بالتخطيط لحياتك من أجل زيادة الإنجاز والرضا والطاقة والحد من التوتر، ومن ثمَّ، زيادة تحسين حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة