كيف تعيش الحياة التي تريدها؟

أول أمر أود قوله عن عيش حياة متعمدة - الحياة المتعمدة هي عبارة عن أسلوب حياة قائم على المحاولات الواعية للفرد أو المجموعة للعيش وفقاً لقيمهم ومعتقداتهم - هو أنَّه اتجاه وليس وجهة، وهو أداة للحياة وليس مقياساً لها، فالحياة شيء يجب تلقِّيه بامتنان، ويجب الاستمتاع والعيش فيها بهدف، ولا يجب عدُّها مشكلة يجب تحسينها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مايك دونغيا" (Mike Donghia)، والذي يُحدِّثنا فيه عن طريقة عيش حياتك كما تريد.

يمكنني تخمين أمرين عنك:

  • أنت تقرأ هذا المقال؛ لذلك توجد فرصة جيدة بأنَّك تقرأ أحياناً عن نصائح المساعدة الذاتية.
  • لقد توقفت عند هذا العنوان عن عيش حياتك كما تريد، ممَّا يؤكد لي بأنَّك لم تكتشف كل شيء بعد.

تساعدك الحياة المتعمدة على التخلص من المشتتات، وتسمح لك بالتركيز على الأمور الهامة والمفيدة حقاً في حياتك.

لماذا نفشل في عيش حياة متعمدة؟

من خلال تجربتي، توجد عقبتان تظهران بصورة متكررة عندما نتخذ قرار عيش حياة متعمدة.

العقبة الأولى، هي أنَّنا نخاطر بالتعثر في الكثير من الاحتمالات، فنحن نمتلك الكثير من الأفكار حول نوع الشخص الذي نريد أن نكونه؛ إذ قد نختار وجهة معيَّنة، ثم نقرأ كتاباً أو مقالاً رائعاً، فننجذب في اتجاه آخر، فجزء من هذا الأمر سببه الخوف الكبير من فقدان أمر جيد.

أمَّا العقبة الثانية فتتعلق بالاستدامة؛ حيث إنَّنا نطالب بتغييرات كثيرة في وقت سابق لأوانه، أكثر ممَّا يمكننا التعامل معه، فنضيف العديد من العادات والروتين الجديد إلى حياتنا، لكنَّ كل شيء سينهار عند ظهور أول علامة من علامات التوتر.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب حياة بلا توتر للدكتور إبراهيم الفقي

حلول المشكلات المعقدة:

لقد أصبحت مقتنعاً أنَّه عندما تحاول اكتشاف حل لمشكلة معقدة ما، مثل طريقة عيش حياة متعمدة، فإنَّ أفضل طريقة للبدء هي التفكير في الأمور التي يمكن التخلص منها بدلاً من إضافة شيء جديد إلى حياتنا.

لقد عاش البشر دوماً وعملوا تحت أشعة الشمس، ولكن في السنوات الخمسين الماضية، ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الجلد مع بيع واقيات الشمس؛ حيث يرتبط الأمران بصورة إيجابية مع بعضها بعضاً.

عندما بدأنا باستخدام واقي الشمس بانتظام (حل المشكلات عن طريق الإضافة)، عرَّضنا أنفسنا لمواد كيميائية جديدة لم نختبرها مع مرور الوقت، ويرتبط بعضها الآن بأنواع معيَّنة من السرطان، وفي الوقت نفسه، يوجد الآن أكثر من 40% من سكان الولايات المتحدة (U.S) يعانون من نقص فيتامين د ومهما كانت نتيجة هذه الأمثلة المحددة، فإنَّ إضافة أيِّ شيء إلى نظام معقد يسبب حدوث تأثيرات من الدرجة الثانية يصعب التنبؤ بها.

برأيي، الخيار الأكثر أماناً هو أن نكون أقل اعتماداً على واقي الشمس (حل المشكلات عن طريق الحذف)، فابحث عن الظل، وتجنب أشعة الشمس خلال فترات اليوم الحارة، وارتدِ ملابس تحمي بشرتك، ولا تقضِ الأسبوع كله داخل المنزل، ثم تجلس تحت أشعة الشمس خلال عطلة نهاية الأسبوع، بل عرِّض نفسك تدريجياً بكميات صغيرة، وضع واقياً شمسياً عند الضرورة إذا لم تتمكن من حماية نفسك بأمان.

عيش حياة متعمدة باستخدام أسلوب الحذف:

تعمل فكرة الحذف أو الإزالة على تحقيق التحسين في العديد من مجالات الحياة؛ إذ إنَّ الأمر أشبه ما يكون بمفهوم تقليم الشجرة لجعلها أقوى وتحفيزها على النمو من جديد.

ففي حين أنَّك تميل إلى إجراء مجموعة من التحسينات أو الإضافات في حياتك، فإنَّ السر الحقيقي هو التركيز، ويوجد اقتباس رائع لـ "ستيف جوبز" (Steve Jobs) حول هذا الموضوع: "يعتقد الناس أنَّ التركيز يعني قول "نعم" للأمر الذي يجب عليك التركيز عليه، لكنَّ الأمر ليس كذلك؛ حيث إنَّه يعني قول "لا" للكثير من الأفكار الجيدة الأخرى الموجودة؛ لذلك، يجب أن تختار بعناية".

إنَّه محق طبعاً، فأن تكون متعمداً لا يتعلق بالأمور التي توافق عليها؛ وإنَّما بما ترفضه، ولا يتعلق الأمر بما تبدأ بفعله؛ وإنَّما بما تتوقف عن فعله؛ لذا تخلَّص من الأغصان الميتة وقلِّم الأغصان الضعيفة، وبعدها سيبدأ دور النمو.

عندما تركز على التخلص من مصادر التشتيت لديك أو التخلص من أسوأ عاداتك، لا تفكر في الكثير من الاحتمالات، أو في قائمة طويلة من أساليب المساعدة الذاتية الجديدة التي يمكنك تجربتها.

ثم إنَّ عليك أيضاً ألَّا ترهق نفسك بفعل الكثير في وقت سابق لأوانه؛ لأنَّ الإزالة هي أبسط طريقة وأكثرها فاعليةً لتحسين حياتك، نعلم جميعاً مصادر التشتيت لدينا، وندرك تماماً أسوأ عاداتنا؛ لذا، اهتم بالأمور الواضحة والتي يسهل القيام بها، فلا يوجد أمر آخر تحتاج إلى التركيز عليه.

إقرأ أيضاً: ما الذي يعيقنا عن عيش الحياة التي نريدها؟

تخلَّص من الأمور غير المرغوب فيها:

إذا كنتَ مستعداً للبدء بالتخلص من الأمور غير المرغوب فيها في حياتك، فإليك بعض طرائق البدء:

  • التخلُّص من المشتتات: ما هي الأمور التي تأخذ من وقتك حالياً، ولكنَّها لا تضيف أيَّة قيمة من حيث الراحة أو الاستمتاع أو المعنى الحقيقي؟ تخلَّص من هذه النشاطات في حياتك، أو احتفظ بها لأوقات محددة، وقد توجد أمور تستمتع بها، ولكنَّك تجد صعوبة في التحكم فيها؛ لذلك حاول الابتعاد عنها لفترة.
  • التخلُّص من العادات السيئة: توجد الكثير من الأمور المجهولة عندما يتعلق الأمر بإضافة عادة جديدة إلى حياتك، من أين يجب أن تبدأ؟ وهل تلك العادة جيدة؟ ومن أين ستحصل على الوقت الكافي؟ وما مدى تأثير التغيير فيك؟ أمور تدفعك إلى عدم اليقين والشك الذاتي. من الناحية المقبلة، أنت تدرك بالفعل أسوأ عادة لديك، وتمتلك فكرة جيدة عن تأثيرها السلبي في حياتك، ويُعَدُّ التعامل معها أسلوباً آمناً ومنتجاً لإحداث تغيير شخصي.
  • التوقف عن قراءة معلومات تتعلق بالمساعدة الذاتية: يمكن أن تكون كتب ومدونات المساعدة الذاتية مصدراً جيداً للإلهام والحصول على نصيحة أولية لإجراء تغييرات إيجابية في حياتك، لكنَّني لاحظتُ أنَّ معظم الناس يتوقفون عند هذا الحد؛ إذ إنَّ التفكير والقراءة حول تغيير حياتهم يمنحهم شعوراً زائفاً بالسيطرة؛ لهذا السبب، أعتقد أنَّ إحدى النصائح الهامة التي يجب معرفتها، أنَّه بمجرد أن تقرر البدء بعيش حياة متعمدة، وتكون لديك فكرة عامة عن الاتجاه الذي ستسلكه، يجب أن تقلِّل من القراءة وتبدأ العمل على الفور.
  • رفض الفرص الجيدة: لا يوجد شحٌّ بالفرص الجيدة والمثيرة للاهتمام التي بإمكانك اغتنامها، ونادراً ما يكون السبب وراء فشل معظم الناس في عيش حياة متعمدة هو أنَّهم يجلسون ولا يفعلون شيئاً طوال اليوم، فهم عادةً ما ينشغلون في أمور عدة ولا يركزون جهودهم في أمر واحد أبداً، فاستمر في التخلص من المشتتات والعادات السيئة، وركِّز على الأمور القليلة التي تهمك فعلاً.
  • أخذ الأفكار البسيطة على محمل الجد: إذا كنت تريد البدء بعيش حياة متعمدة، فأنت بحاجة إلى التخلي عن فكرة وجود صيغة سحرية لم تكتشفها بعد؛ إذ إنَّ السر يكمن في أخذ الأفكار البسيطة على محمل الجد، فأنت لست مضطراً للبدء بإضافة أيِّ أمر جديد إلى حياتك؛ وإنَّما يجب أن تتخلص من الأمور التي لا تناسبك.

المصدر




مقالات مرتبطة