كيف تعيد تحفيز نفسك بعد الإخفاق؟

يُعَدُّ الخوف من الإخفاق أحد أبرز الأمور التي تتسبَّب في قتل الحافز، إلَّا أنَّك تستطيع المغامرة وتجاوز الخوف حتى لو كنت من ضعاف القلوب الذي يخشون البدء بعملٍ جديد.

فإذا كنت تعتقد بأنَّه من الصعب أن يحفز الشخص نفسه للقيام بأمرٍ ما للمرة الأولى فما بالك بتحفيز الشخص لنفسه بعد الإخفاق. لن أخفي عليك أنَّ الإخفاق في العمل يُعَدُّ أمراً تعيساً، ومُجْهِداً، ويجعلك ترغب دائماً في الجلوس متكوراً كالجنين. فقد تعرَّضت أنا للإخفاق وكذلك "بيل جيتس"، و"أريانا هافينغتون"، و"جيف بيزوس"، و"توماس إيديسون"، و"فيرا وانغ"، و"تيم فيريس"، و"لورانس إيليسون"، على سبيل المثال لا الحصر. ومع وجود هؤلاء الأشخاص فنحن لسنا وحدنا من نتعرض للإخفاق، فعشرون بالمئة فقط من الشركات تستمر بعد عامها الأول.



لا تدع الإحصاءات والمثبِّطين يثنوك عن السعي وراء تحقيق حلمك، رغم من تربُّص الإخفاق بنا تربصاً دائماً إلَّا أنَّه حينما يحدث فهذا لا يعني بأنَّها نهاية العالم.

فالإخفاق يُعَدّ أمراً حتميَّاً ولكنَّك تستطيع دائماً تقديم الدعم لنفسك، فهذه القائمة يمكنها أن تساعدك ولكن لا يمكن لأحدٍ أن يقوم بما هو واردٌ فيها نيابةً عنك إذ يجب أن تقوم بها بنفسك. قد يكون الأمر صعباً ولكنَّك في حاجةٍ إلى السعي إلى بناء مستقبلك:

1- تقبَّل الإخفاق، وتعلَّم منه، وامضِ قُدُماً:

أعلم أنَّك ما زلت مذهولاً، ومفطور القلب، وخائفاً على نقودك، غير أنَّك كلما تقبَّلت الإخفاق تقبلاً أسرع استطعت أن تتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها تعلماً أسرع وأن تبدأ بالتحرُّك.

فكِّر فيما يمكنك القيام به بأسلوب مختلف، وفي الأخطاء التي ارتكبتها وتصدى لها حتى لا تتكرر في المستقبل، فذلك سيساعدك على النمو على المستوَيين الشخصي والمهني. ولكنَّ النقطة الأهم هي ألَّا تغرق في التفكير لوقتٍ طويل، وأن تتقبَّل الإخفاق وتبدأ بالتطلُّع نحو المستقبل.

وكما قال الأسطورة "جوني كاش" (Johnny Cash) في إحدى المرات: "استفد من الإخفاق، واستخدمه نقطةً للانطلاق، وأغلق الباب على الماضي. فلا تنسَ الأخطاء، ولكن لا تطل التفكير بها ولا تسمح لها بأن تستهلك طاقتك ووقتك وأن تملأ فراغك".


اقرأ أيضاً:
6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل


2- خذ وقتك في التعافي على المستوى العاطفي:

حتى بعد أن تتقبَّل أنَّ عملك قد أخفق فإنَّك لن تتجاوز هذا الإخفاق في يومٍ أو يومين لأنَّ هذه العملية قد تستغرق أسابيعاً أو أشهراً، وقد لا تتمكن من تجاوزه أبداً. حسناً، ولكن تذكَّر أن في استطاعتك اجتياز هذا الإخفاق فقط بمجرد عدم إطالة التفكير فيه.

فلديَّ صديقٌ تُوفِّيَت زوجَتُه في حادث سيارة وكان لديه شركة يجب عليه أن يديرها وأطفالٌ يجب عليه رعايتهم، وكان لزاماً عليه الاستمرار في ذلك. فبدأ بتجاوز خسارته المأساوية من خلال الاختلاء بنفسه والانهيار بأسلوب كامل، ولكنَّه لم يكن يقوم بذلك إلى مرةً واحدةً في اليوم في حجرته مدة عشرة دقائق فقط. فكان يضبط المنبه ويحزن بعمق، وقتامةٍ، وصوتٍ مرتفع.

لقد نجحتْ هذه الطريقة معه وأنت كذلك يجب عليك أن تحمي نفسك وتجد طريقة مناسبةً لك. فخذ وقتك للتعافي حتى تصبح في وضعٍ أفضل على الصعيدَيْن العاطفي والذهني.

فحينما أخفقت في عملي ذهبت أنا وزوجتي إلى ديزني لاند، الأمر الذي جعل أذهاننا ترتاح من عبء الإخفاق ورفع معنوياتنا – ذلك أنَّ ديزني لاند هي "أسعد مكانٍ على وجه الأرض" – وحينما عدْتُ من هذه الرحلة القصيرة شعرت بأنَّني أفضل، ربما ليس بأسلوب كامل ولكن إلى درجةٍ تكفي للبدء بالخطوة الآتية. صحيحٌ أنَّني اكتأبت فترةً من الزمن إلَّا أنَّني لم أسمح لأحدٍ بملاحظة ذلك.


اقرأ أيضاً:
6 نصائح تساعد على تجاوز المحن العاطفية


3- كُن إيجابياً:

متى يكون الحافز لديك في أدنى مستوياته؟ حينما تكون حزيناً. حيث يوضح لنا كتاب "الإغراء: الوصول إلى التحكُّم بالذات في عصر الإفراط" (Temptation: Finding Self-Control in an Age of Excess):

"فالمماطلة هي إحدى تقنيات التحكُّم بالمزاج رغم كونها (كتعاطي المخدرات) تقنيةً قاصرة. ولكنَّنا نكون معرِّضين لها بأسلوب أكبر حينما نعتقد بأنَّها ستساعدنا بالفعل... ".

تقع معظم حالات المماطلة بين الطلاب ذوي المزاج السيء الذي يعتقدون أنَّ مزاجهم يمكن أن يتغيَّر والمعرَّضين لمصادر تسلية تشتت انتباههم.

إلَّا أنَّنا حينما نكون سعيدين نكون أكثر إنتاجيةً ونجاحاً.


اقرأ أيضاً:
8 نصائح تساعك لتكون أكثر إيجابية في حياتك


إذاً كيف في إمكانك أن تصبح إيجابيَّاً؟

ليس ثمَّة إجابة واحدة محددة، ولكن يمكنك القيام بذلك من خلال العديد من الأمور كمشاهدة فيلمك الكوميدي المُفضَّل أو الخروج بصحبة أصدقائك المُتفائلين. أما بالنسبة إلي فأنا أُحسِّن مزاجي كل يوم من خلال كتابة الأشياء التي أشعر بالامتنان لوجودها في حياتي، إذ يجعلني هذا أتذكر الأشياء التي أملكها بدلاً من تذكُّر الأشياء التي لا أملكها.

تبدو أشياءٌ كالشعور بالامتنان في بعض الأحيان تافهةً أو سخيفةً تقريباً، ولأنَّ القيام بأمورٍ كهذه يُعَدُّ سهلاً فقد تعتقد بأنَّه لن ينجح. فحينما تفقد عملك جرِّب الأشياء البسيطة، وجرِّب الأشياء التي تعتقد بأنَّها لن تنجح. وجرِّب الشعور بالامتنان حتى لو كان ذلك نابعاً فقط من حقيقة أنَّ الدراسات أثبتت أنَّ الشعور بالامتنان هو إحدى التقنيات الفعالة.

وقد وجدت كذلك وقتاً لتقديم العطاء ورد الجميل من خلال التطوع إلى جانب المنظمات غير الربحية. فقد وجد العلماء في الواقع أنَّ التصرفات اللطيفة يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالسعادة. ومن الميزات الإضافية للعمل مع المنظمات غير الربحية هو أنَّه يُشكِّل فرصةً رائعة لبناء العلاقات.

4- تمرَّن:

تُعزّز ممارسة الأنشطة الحركية، سواءاً من خلال الهرولة أو اليوغا، إطلاق هرمون الأندروفين وتخفّف من الشعور بالضغط. فممارسة التمارين تزيد ببساطة إفراز تلك المواد الكيميائية التي تجعلك تشعر بالسعادة في دماغك وتحسِّن مزاجك في الوقت نفسه.

إضافة إلى أنَّ النشاط الحركي يمكن أن يكون شكلاً من أشكال التأمُّل فهو يُبقي عقلك مهتماً بالمهمة التي يقوم بها، الأمر الذي يمكن أن يساعدك على التخلص من مشاعر الشك. وحينما تجتمع هذه العناصر فإنَّ في إمكانها إطلاق مشاعر التحفيز، والقدرة على العمل، والإنجاز.


اقرأ أيضاً:
10 فوائد صحيّة مهمة تمنحُها الرياضة لجسم الإنسان


5- خطّط للخطوة الآتية:

"يتغذّى التراخي على الشك والخوف في حين يتغذى العمل على الثقة والشجاعة، فإذا أردت أن تهزم الخوف فلا تجلس في المنزل وتفكر فيه، بل اخرج واشغَل نفسك".

"ديل كارينجي" (Dale Carnegie)

يُعَدّ التراخي أحد الأشياء الخطيرة التي تتسبَّب في قتل الحافز، فبدلاً من أن تعلق في حفرة الإخفاق وتشعر بالأسى على نفسك ابدأ بشقٍّ طريقٍ لنفسك خارجها وخطط للخطوة الآتية من خلال أمورٍ بسيطة كترتيب أمورك المالية، وتنظيم مكتبك، وتدوين الأمور التي تبرع فيها. كما يمكنك أن تبدأ بإجراء بحثٍ سوقيٍّ مبكر حول مشروعك القادم.

6- ابحث عن منتور:

عندما كنت في بداية الطريق لجأت إلى منتورٍ ساعد على توجيهي خلال المرحلة التي كنت أعيد فيها اكتشاف نفسي. لقد كنت محظوظاً بوجود هذا الشخص في حياتي، ولكن ماذا لو لم يكن لديك منتور؟ تذكَّر أنَّهم موجودون في كل مكان.

فقد يكونون أساتذةً سابقين، أو أصحاب شركاتٍ محلية، أو حتى روَّاد أعمالٍ ناجحين. من الممكن ألَّا تكون قد قابلتهم أبداً ولكنَّك قرأتَ كُتُبَهُم أو شاهدت خطاباتهم، فابحث عن نصائحهم الصادقة واستخدم تلك النصائح بوصفها خريطة طريقٍ تساعدك على الوصول إلى حيث تريد الذهاب.

7- كافئ نفسك:

إنَّ الجوائز تجعلنا نشعر بالارتياح، فقد وجدت الأبحاث أنَّ الجوائز مسؤولةٌ عن ثلاثة أرباع الدافع الذي يقودك نحو القيام بأمرٍ ما. لذا فكلما انتهيت من إحدى المهام المدوَّنة في قائمة مهامك امنح نفسك جائزةً صغيرة، فأنت تستحقُّها. إذ يجب أن تؤمن بأنَّك لا تحتاج إلى هذه الجائزة وحسب بل وبأنَّك تستحقُّها.

ومن الأفكار التي يمكنك اللجوء إليها إذا احترت في الكيفية التي تكافئ من خلالها نفسك: الخروج لتناول الفطور، أو قضاء عطلة، أو البحث في عالم الإنترنت من خلال حل الألغاز أو مشاهدة أحدث الفيديوهات التي حظيت بالانتشار.


اقرأ أيضاً:
7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات


8- تذكَّر النجاحات السابقة:

تذكَّر أنّ الإخفاق والنجاح متلازمان، فحتى حينما نخفق في عملنا لا بد وأن يكون ثمَّة لحظات كان النجاح فيها حليفنا، فذكِّر نفسك ببعض تلك النجاحات التي حققتها في الماضي.

وركِّز على الأفعال والقرارات التي أدَّت إلى ذاك النجاح، ولا تخشَ من أن تُغدِقَ على نفسك القليل من المديح والدعم.

ذلك أنَّك أنت من كنت المسؤول عن هذا النجاح في نهاية المطاف، وإذا كنت تشعر بالحرج من المجاهرة بتلك المشاعر اكتب على الأقل إنجازاتك على دفترٍ أو مفكرة.

حيث يقول "توم هوبكنز" (Tom Hopkins): "لا تحكموا علي وفقاً لعدد المرات التي أخفقت فيها ولكن وفقاً لعدد المرات التي نجحت فيها، ولكنَّ عدد المرات التي نجحت فيها يتناسب طرداً مع عدد المرات التي أخفقت فيها واستمريت في المحاولة".

9- اخرج من منطقة الراحة:

تجعلك منطقة الراحة تشعر بالأمان والدفء، ولكنَّ الخروج من هذه المنطقة يدفعك نحو تجريب أشياء جديدة والحصول على خبرات جديدة وهو الأمر الذي بإمكانه أن يفتح لك الأبواب للوصول إلى فرصٍ جديدة في مجال العمل.

فحينما أخفقت في عملي جرَّبْت الترميز وبدأت كذلك في التدوين والتعاطي مع أعمال لم تكن يوماً ضمن نطاق خبرتي. فجمعْتُ أنا وزوجتي موظفينا وانتقلنا إلى وادي السيليكون.

فلو أنَّني لم أخرج من منطقة الراحة لما حصلت على الحافز الذي دفعني إلى أن أكون حيث أنا اليوم.


اقرأ أيضاً:
6 إشارات تدل على أنّ الوقت قد حان لتغيِّر حياتك


10- ركِّز اهتمامك على أهدافٍ أخرى:

حينما تخفق في مهمةٍ كبيرة يصبح من الصعب أن تستعيد قوتك، ولكن من الطرائق السهلة التي تستطيع من خلالها تعزيز ثقتك هي تحقيق النجاح في المهمات الأصغر. فبدلاً من أن تنشغل بالبدء مباشرةً بعملٍ جديد ركز اهتمامك على أهدافٍ أصغر وأكثر قابليةً للتحقُّق، فهذه الخطوات البسيطة هي التي ستقودك إلى تحقيق النجاح. وتذكَّر دائماً أنَّ الربح هو الربح بغض النظر عن حجمه.

11- ضع نفسك تحت "ضغط الأقران":

صدِّق أو لا تصدِّق، تساعد الضغوط التي يمارسها الأطفال على أقرانهم أكثر ممَّا تؤذيهم. وفي هذه الحالة هذا يعني أن تحيط نفسك بأشخاصٍ إيجابيين يدعمونك ويشجعونك.

فأنت بحاجة إلى شخصٍ يستطيع أن يسمع همومك ويخبرك بأنَّ الأمور ستكون على ما يرام وإلى الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والمتشائمين.

12- تخيَّل نجاحك:

في بعض الأحيان يكون كل ما تحتاج إلى أن تقوم به بعد الإخفاق هو أن تغمض عينيك وتتخيل كيف يبدو النجاح بالنسبة إليك. فتخيل نفسك حيث ترغب أن تكون، ما الشعور الذي يمنحك إيَّاه ذلك؟ شعورٌ رائع، أليس كذلك؟ إنَّها القوة التي يتمتع بها التخيل، فاستخدم هذه القوة لصالحك فهي تمنحك عواطف جياشة يمكن أن تثير الحوافز لدينا.

إضافةً إلى أنَّ التخيل يساعد على جعل النجاح يبدو حقيقياً بمضمون أكبر وعلى تعزيز الأفكار الإيجابية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة