كيف تعلِّمنا "أوبرا وينفري" أن نُجري الحوارات الحساسة؟

مؤخراً، عادت "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) لتُذكِّر الجمهور كم هي خطيبة موهوبة، وروائية بارعة، ومحاوِرة محنَّكة؛ حيث كانت أسئلتها المتعاطفة والحازمة التي وجهَتها إلى الأمير "هاري" (Prince Harry) وزوجته الأميرة "ميغان ماركل" (Meghan Markle) حول انشقاقهما عن العائلة المالكة البريطانية، قد كشفَت عمَّا واجهَته "ماركل" وابنها "آركي" من معاملة عنصرية في المملكة المتحدة، وعن العلاقات المَرَضية بين أفراد العائلة الحاكمة، وذلك في مقابلة لها معهما تزيد مدتها على الساعتين.



قد لا تكون شخصية إعلامية متمكنة وبارزة تمتلك في سجلها ما يزيد على 5000 حلقة من برنامج حواري نهاري، ولكن من المحتمل أن يأتي وقت في حياتك المهنية أو الشخصية حيث تحتاج إلى إجراء محادثة عسيرة وطرح أسئلة غير مريحة.

فيما يلي بعض الأساليب التي كشفت عنها الخبيرة "أوبرا":

1. التركيز على نقاط التوافق لإجراء محادثة سلسة حول الموضوعات الحساسة:

في برنامج "سي بي إس هذا الصباح" (CBS This Morning)، في يوم الاثنين، سُئِلَت "أوبرا" عن سبب موافقة دوق ودوقة "ساسكس" (Sussex) على إجراء مقابلة معها، على الرغم من أنَّهما كانا يعلمان على الأرجح بأنَّ تلك المقابلة ستجعل علاقتهما مع العائلة المالكة البريطانية أكثر تعقيداً.

قالت: "قبل أن أجري كل مقابلة، أتحدث مع الشخص الذي سأقابله أيَّاً كانت هويته، وأسأله: أخبرني عمَّا تريد، وسأخبرك بما أريد، ولنرَ فيما إذا أمكننا مواءمة الأمرين؛ فأنا لا أريدك أن تقول في نهاية المقابلة: كنتُ أتمنَّى لو قلتُ كذا"

بعبارة أخرى، لا تحتاج "وينفري" إلى أن تحاصر الضيف وتفاجئه بسؤالٍ لا يرغب في الإجابة عنه من أجل إجراء حوارٍ فاعل، إنَّها تفعل ذلك من خلال رؤية تقاطع الاهتمامات وتركيز أسئلتها عليها.

لذا، عندما تتحدث مع شخص وتعلم النتيجة المرغوبة، ركز على النقطة حيث يتوافق هدفك مع هدفه.

إقرأ أيضاً: 37 جملة تبدأ بها محادثاتك لكي تجعلها مثيرة للاهتمام

2. منح الطرف الآخر الانتباه الكامل عندما يتحدث:

قالت "أوبرا" السنة الفائتة إنَّها أجرت مقابلات مع 37000 شخص، وإنَّها تعلَّمت من تجاربها تلك أنَّ أهم شيء هو أن يعلم أولئك الأشخاص أنَّ صوتهم مسموع؛ حيث قالت: "في لقاءاتك اليومية، في مطبخك، وفي غرفة اجتماعاتك، وفي عملك، وفي جميع علاقاتك، هذا ما يطلب معرفته كل شخص تقابله "هل تفهمني؟ وهل تسمعني؟" كل خلاف يدور حول ذلك.

قالت "أوبرا" بأنَّها تعالج هذا القلق عن طريق ممارسة التأمل، والسعي لتكون منتبهة خلال حواراتها. ولدى مقابلتها مع "ميغان"، يمكن ملاحظة كيف أنَّ أوبرا كانت تدعم حديث الدوقة وتعيرها انتباهها بالكامل.

عندما قالت "ميغان" إنَّه كانت هنالك بعض المخاوف حول لون بشرة طفلها المستقبلي، أطلقت "أوبرا" صرخة من الدهشة المشككة والمعبرة: "ماذا؟!"، لتنقل إلى المشاهدين خطورة ما قالته "ميغان" لتوها، ثم سألت "أوبرا" دونما اندفاع أو مقاطعة: "من الذي حدثك بهذا؟".

لقد كانت على دراية بقوة التأثير الذي يحدثه الصمت بين العبارات، وترك اللحظة لتتشكل.

بإظهارها للتعاطف والدهشة، تُظهِر "أوبرا" للمشاهد أنَّ هذا يستحق انتباهه بالكامل؛ وهذا يُظهِر للآخرين أنَّك مستمع متعاطف يولي قصتك الحساسة الانتباه الذي تستحقه.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح أوبرا وينفري

3. عدم التردد في التعقيب عندما لا تكون الإجابة كافية:

خلال المقابلة، وجَّهت "أوبرا" أسئلة صعبة إلى دوقة "ساسكس" (Sussex)، وعندما لم تكن الإجابات كما كانت تأمل، طرحت "أوبرا" هذه الأسئلة مجدداً، إمَّا بصيغة جديدة أو بطرح أسئلة تعقيبية مثل: "كيف ذلك؟".

عندما قالت "ميغان" بأنَّها كانت دائماً تدعم النساء لإيصال أصواتهن، ثم التزمت الصمت، عقَّبت "أوبرا" بسؤالها فيما إذا كانت قد "سكتت" أو "أُسكتت" بعد زواجها من الأمير "هاري"، فأوضحت ميغان ذلك.

عندما بدأت "أوبرا" بسؤال "هاري" عمَّا قيل عن لون بشرة طفله، أجاب: "لن أُفصح عن تلك المحادثة بالذات"، ولكن بعد ذلك جعلته "أوبرا" يوضح من خلال سؤالها: "كيف سيبدو شكل الأطفال؟"، وفي ظهور لها على "سي بي إس صباح الاثنين" (CBS Monday morning) أوضحت "أوبرا" أنَّها قد عقَّبت على الأمر ثانية خلف الكواليس، وعلمت أنَّ الشخص الذي طرح الموضوع لم يكن "الملكة إليزابيث" (Queen Elizabeth) ولا زوجَها "الأمير فيليب" (Prince Philip).

إصرار "أوبرا" هو ما يجعلها أحد أعظم المحاورين من المشاهير على الإطلاق؛ حيث كانت على دراية بأنَّك لكي تطرح سؤالاً فعليك أن تتتبَّع ما قيل وما لم يُقَل، وألَّا تخاف من العودة له وطرحه مجدداً، فالقدرة على أن تكون مباشراً بأنَّك تريد توضيحاً هي مهارة يمكن أن تفيد الجميع.

المصدر




مقالات مرتبطة