كيف تعزز احترام الذات بالعلاج النفسي؟

غالباً ما يبحث الناس عن علاجٍ لفهم مفهوم احترام الذات واستكشافه إضافة إلى تعزيز تقديرهم لذاتهم، وفي مدة العلاج يطورون علاقة وثيقة ويبنون الثقة مع معالجهم ويخبرونه بأمور كثيرة عن أنفسهم، وفي هذه العملية يمكن للمرء أن يشعر بأنَّ ثمة علاقة حقيقية تكوَّنت، وأنَّ احتراماً متبادلاً ينشأ بينه وبين معالجه، وبمساعدة هذه العلاقة يمكن للمرء أن يُشفى من التجارب السلبية السابقة، ويغير وجهات نظره المتعلقة بالمواقف والظروف المختلفة، وهي الأمور التي غالباً ما يرتبط احترام الذات بها.



ما هو احترام الذات؟

احترام الذات هو الشعور بالرضى عن أنفسنا، ويتضمن ذلك رضانا عن مظهرنا وإنجازاتنا وقدراتنا، وغالباً ما يتعلق بنظرة الآخرين وتعاملهم معنا؛ إذ يؤثِّر احترام الذات في تجاربنا، فيحدد متى نشعر بالرضى حقاً ومتى نشعر بالاستياء، ويساعدنا أيضاً على تحديد ما يمكننا القيام به لنشعر بتحسن، ويحدد ما يعجبنا في الآخرين، وكذلك اللحظات التي نشعر فيها بخيبة الأمل أو الإحباط.

شاهد بالفيديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

القبول والمصداقية:

غالباً ما نجد أنفسنا في بيئات نكافح فيها لكي يقبلنا الآخرون، أو نجد أنَّنا غالباً ما نشعر بأنَّنا مرفوضون في تلك اللحظات، وغالباً ما نطور "الذات الزائفة" بوصفها وسيلة لتلبية توقعات الآخرين، وهذا ليس تصرفاً صحيحاً، فنحن ننشئ هذه "الذات الزائفة" لنظفر باستحسان الآخرين ونلبي توقعاتهم، وفي حين أنَّ من الهام أن تكون قادراً على التكيف مع الآخرين سيتخطى - ما أنت مستعد لفعله لإرضاء الآخرين - الحدَّ المقبول حين يتطلب إخفاء أجزاء هامة من شخصيتك.

لكن غالباً ما نقضي وقتاً طويلاً بالتظاهر، وتعجبنا النتائج التي يحققها ذلك، لدرجة أن ننسى ذاتنا الحقيقية ونفقد الاتصال بمشاعرنا وقيمنا الحقيقية، ممَّا يمكن أن يتسبب أيضاً في خسارتنا لفرصة تلقِّي القبول الحقيقي، ويمكن أن يؤدي إلى مشاعر الاكتئاب والغضب والفراغ والارتباك والقلق وإيذاء النفس وتعاطي المخدرات.

القبول الحقيقي بالعلاج:

العلاج تجربة مختلفة تماماً عن الحالات المذكورة أعلاه؛ إذ تبدأ بمرور الوقت في مصارحة معالجك، فتشارك معه الأفكار والتجارب العميقة التي قد تُشعِرُك بالضعف أو تثير مشاعر الخزي أو الندم، وعندما تكون صادقاً وصريحاً، وبالمقابل يحترم معالجك هذه التجارب ويقبلها، يمكنك أن يشعر بالقبول، ممَّا يمكن أن يزيد ثقتك ويسمح لك بالتعرف إلى ذاتك الحقيقية والتخلص من "الذات الزائفة" لتكوين شخصية صادقة تعكس طبيعتك الحقيقية.

نحن نعيش حياتنا ونفهم العالم من حولنا بواسطة القصص، وينبع إحساسنا بالذات واحترامنا لذاتنا أيضاً من طريقة تفكيرنا، وهذا ما يؤثِّر فيه العلاج؛ إذ يتيح فرصاً لاستكشاف تلك الأفكار التي توصلنا إليها بأنفسنا عن ذاتنا وعن الآخرين إضافة إلى الأفكار التي تناقلناها من جيل إلى جيل.

يسمح أحد أنواع العلاج المسمى "أنظمة الأسرة الداخلية" (Internal Family Systems)، بالتركيز على التفاصيل والتعامل مع أفكار محددة، ويمكن أن تساعد هذه العملية على تحديد أفكار عديدة ترافقنا دائماً في حياتنا اليومية، ويسمح لنا بتحديد كيف تؤثِّر سلباً أو إيجاباً فينا.

إقرأ أيضاً: قوانين احترام الذات

حماية احترام الذات بالعلاج:

احترام معظمنا لأنفسنا سريع التأثر في أقل الأشياء؛ إذ تُشعِرُنا الأحداث الإيجابية بالرضى؛ لكنَّ النقد والرفض يمكن أن يُشعِرانا بالخجل؛ لذا يجب أن يكون التغلب على الضعف بالعلاج مدعوماً بالتعاطف والصدق، ولكي تُقبَل يجب أولاً أن تُفهَم، وهذا نقيض إطلاق الأحكام، فيسمح لك العلاج بالاعتراف بأخطائك وتقييم حدودك مع الحفاظ على احترامك لذاتك، ويسعى المعالجون إلى زيادة تقدير الذات بتوجيهنا إلى إدراك أنَّ لا أحد كامل.

إقرأ أيضاً: احترام الذات: ما أهميته؟ وكيف يمكن زيادته؟

احترام الذات والتعاطف معها:

قد لا يُجدي احترام الذات نفعاً، ويخذلنا عندما نحتاج إليه؛ وذلك حين نوازن أنفسنا بالآخرين، والحلُّ حينها هو التعاطف مع الذات الذي يعزز احترام الذات، ولا يركز التعاطف مع الذات على تقييم الآخرين لك؛ بل يركز على علاقتك مع ذاتك.

التعاطف مع الذات واحترامها لهما الفوائد نفسها؛ ولكنَّ التعاطف مع الذات له سلبيات أقل، ويتضمن أن نكون لطفاء مع أنفسنا عندما نلاحظ شيئاً لا نحبُّه في أنفسنا بدلاً من الحكم عليها والقسوة بالقيام بذلك؛ إذ يمكننا أن نشعر بالرضى عن أنفسنا؛ لأنَّنا نركز على الإيمان بأنَّنا نستحق الاحترام كما نحن، وليس لأنَّنا أفضل من أيِّ شخص آخر بالشعور بالأمان العاطفي في أثناء العلاج، ويمكننا أن نرى رؤية أوضح ما نحتاجه وأنواع التغييرات التي نحتاجها للنمو.




مقالات مرتبطة