كيف تعترف بأخطائك؟

حسناً! لقد أخفقتَ وقد حدث خطأ فظيع، والخطأ هو خطأك، والآن قد حان الوقت لتدفع ثمن ما اقترفته يداك؛ فربما فقدت عميل شركتك المميز، أو نسيت فعل جزء هام من مشروع كبير تحاول إنجازه، أو لم تساعد شخصاً ما عندما كان في أمس الحاجة لمساعدتك، مع وعدك له بمساعدته؛ مهما كان الموقف، لقد وثق بك شخص للقيام بعمل ما، ولكنَّك أخفقت، والآن عليك أن تخبره.



إنَّ رد الفعل الغريزي لمثل هذا الموقف هو "الانبطاح والاختباء"، احمِ نفسك بأي وسيلة كانت، واعتماداً على مدى الضرر الذي لحق بسببك به، قد يعني ذلك نهاية وظيفتك أو حياتك المهنية أو علاقتك أو مكانتك أو سمعتك.

"الأخطاء تحدث":

سيحاول معظم الناس التنصل من أخطائهم، هناك قاموسٌ كامل من "مفردات التنصل" يستخدمها الناس لإبعاد اللائمة عن أنفسهم، أو للتقليل من خطورة الموقف، أو حتى إنكار حدوث أي خطأ على الإطلاق.

إنَّ أبطال العالم في التنصل هم الساسة، وطريقتهم المفضلة على الإطلاق هي عدم الاعتراف بالذنب الذي تجسده عبارة "الأخطاء تحدث"؛ فتجدهم يصرِّحون بأنَّ هناك خطأ ما؛ ولكنَّهم لا يتحملون مسؤوليته، ويسوغون ذلك بتصريحات من قبيل: لا داعي للقلق، إنَّه مجرد خطأ، والأخطاء تحدث في كل مكان وزمان.

"الخطأ هو خطأي":

تكمن مشكلة التنصُّل من الخطأ في أنَّه لا يزال موجوداً، ولا تزال بحاجة إلى التعامل معه؛ فإن تنصَّلت منه، فعلى الأرجح ستلحق الأذى بشخص آخر. إذا كنت قد علَّقت سمعتك على قدرتك بالقيام بالمهمة أيَّاً تكن، فسيظل الإخفاق ملازماً لك؛ وبالإضافة إلى ذلك، ستفقد ثقة الناس من حولك، وخاصة أولئك الذين انتهى بهم الأمر بدفع ثمن أخطائك، سواء من خلال تلقي اللوم بسببك أم من خلال تسوية الأمر الذي أفسدته؛ وفي أسوأ الحالات، ستشتت الانتباه بدرجة كافية بطريقة لا أحد يستطيع فيها تسوية الأمر على الإطلاق.

من ناحية أخرى، إنَّ الاعتراف بخطئك يجعلك أقرب إلى إصلاحه، وقد يكون غالباً الخطوة الأولى نحو تحول ناجح، ومع ذلك؛ فإنَّه يظهر على الأقل أنَّك شخص يتمتع بالنزاهة والشجاعة، حتى في مواجهة العواقب الكارثية.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

بعض المؤشرات حول "الاعتراف بأخطائك والتعامل معها":

1. انظر إلى الأمور من منظور شخص آخر:

إذا كنت قد قطعت وعداً وأخفقت في الوفاء به، ضع نفسك مكان الطرف الآخر، وانظر كيف ستبدو الأمور حينئذٍ، كيف ستشعر؟ وماذا سيكون ردك لو كنت مكانه؟ وما العمل الذي سيرضيك؟

2. كن متعاطفاً:

أدرك أنَّ أخطاءك قد تؤثر في العديد من الأشخاص غيرك، وتعرَّف إلى الألم الذي تسببت فيه؛ فقد يكون القليل من التعاطف هو البداية التي تحتاجها لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

3. تحمل المسؤولية:

لا تحاول التنصل منها، ولا تبحث عن شخص آخر لتلقي اللوم عليه، حتى لو كان إخفاقك بسبب خذلان أحدهم لك؛ ففي النهاية أنت المسؤول الوحيد عن المشاريع التي تشرف عليها.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة للتوقف عن اختلاق الأعذار وتحمل المسؤولية

4. تقبَّل العواقب:

إنَّه أمر صعب؛ ولكن في بعض الأحيان عليك أن تتحمل وتصبر؛ فليس هناك سوى القليل من النشاطات التي لا ينتج عنها عواقب؛ فكن مستعداً لتقبل كل ما يصيبك نتيجة الأخطاء التي ارتكبتها.

5. ضع خطة:

إنَّ تحمل المسؤولية يعني الاستعداد لتصحيح الخطأ، مما يعني أنَّك بحاجة إلى خطة؛ فيجب أن تكون لديك فكرة واضحة عن الخطأ الذي حدث، وكيف يمكنك إصلاحه، وكيف يمكنك تجنبه في المستقبل.

6. كن صادقاً:

لا تتظاهر بالتعاطف أو تتصرف بطريقة زائفة لكي يرى الشخص الآخر مدى اهتمامك.

7. لا تؤدِ دور الضحية:

بل أظهر المشاعر الصادقة التي قد تكون الخطوة الأولى لإعادة بناء الثقة المفقودة.

8. اعتذر:

يبذل الكثير من الناس قصارى جهدهم للتكفير عن أخطائهم، أو لإخفائها؛ فعندما تحل المشكلة عبارة بسيطة مثل "أنا آسف"، وتؤدي إلى إزالة الحقد والضغينة، لا تتردد بالاعتذار.

إقرأ أيضاً: 4 طرق تساعدك على الاعتذار دون الشعور بأي إحراج

لن تمنع أي من هذه النصائح حدوث الأسوأ؛ إذ يبقى احتمال أن تفقد وظيفتك أو عميلك أو شريكك أو صداقتك قائماً؛ ولكنَّك ستفعل ذلك بكرامة، بدلاً من الخزي، وستغادر ورأسك مرفوع.

ومن خلال تحمل المسؤولية الكاملة عن أخطائك والتصرف بشكل مناسب، ستضع نفسك على طريق التعامل بنجاحٍ مع الإخفاق؛ لتعلم ما يجب تعلمه وتمضي قدماً بحماسة وعزيمة.

شاهد: الاعتراف بالخطأ

المصدر




مقالات مرتبطة