كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

هل يحكم الناس عليك من أسئلتك؟ هل تتعثر في حياتك المهنية أو عملك أو زواجك؟ قد يكون مردُّ ذلك إلى كونك لا تطرح الأسئلة الصحيحة. إذ عليك أن تجيد طرح أسئلتك، قد لا تحصل على التغذية الراجعة التي تحتاجها من أجل إجراء تعديلاتٍ على سلوكك. وقد لا تحصل على نوع الإجابات التي تحتاج إلى سماعها، أو لربما تحصل على معلومات خاطئة بكل ما للكلمة من معنى.



"يُقَيَّمُ المرءُ من أسئلتهِ لا من إجاباته" -فولتير.

ما الذي تريده؟

عندما تطرح سؤالاً، عليك أن تعرف ما هو الأمر الذي تسعى للحصول على إجابة له. فمثلاً، إن سبق لك وأدّيت خدمتك الإلزامية، وكانت تَرِدُك تقارير استخباراتية؛ فما تكون بحاجة إليه فعلياً هو بيانات، وليس آراء يقدمها لك أحدهم. هذا يعني أنَّك بحاجةٍ إلى حقائق مصدرها معلومات دقيقة لا تخضع لأيَّةِ تفسيراتٍ كانت. لذا عندما تطرح سؤالاً ما، تأكد من وضعه ضمن سياقه الصحيح.

قد ترغب أحياناً في سماع رأي شخص ما. كأن تسأله سؤالاً مثل: "ما رأيك في هذا العطر؟" وقد تسعى وراء نصيحة أحدهم؛ كأن تسأله: "أيُّ طريقٍ أسلكه للوصول إلى وسط المدينة؟".

لذا عندما تريد أن تطرح سؤالاً محدداً، احرص على أن يكون لديك مصدر إجابةٍ صحيح يعرف ما تريده منه. واسأل نفسك الأسئلة التالية:

  1. هل أنا بحاجةٍ إلى إجابة واقعيةٍ صحيحة؟
  2. هل أنا بحاجةٍ إلى رأي خبير؟
  3. هل أنا بحاجةٍ إلى سماعِ حكمٍ عقلاني؟
إقرأ أيضاً: مهارة طرح الأسئلة الصحيحة

لذا عليك بما يلي:

كيف تجيد طرح أسئلتك؟

بمجرد ما إن تعلم طبيعة المعلومات التي تحتاجها، والجهة التي يجب أن تسألها؛ يتوجب عليكَ حينئذٍ أن تطرح أسئلتك بطريقة تعودُ عليك بإجابةٍ تحمل في طياتها أفضل معلومات ممكنة.

إنَّ طرح الأسئلة المناسبة هي مهارة تتطلب بعض الممارسة، حالها حال أيَّةِ مهارة أخرى. فيما يلي بعض التقنيات اللازمة لاستخلاص ما تحتاج إلى معرفته.

1. لا تسأل أسئلة تكون إجابتها "نعم" أو "لا":

عندما تسأل هذا النوع من الأسئلة، جُلّ ما ستحصل عليه في معظم الأحيان هو معلومات غير كاملة. لذا اطرح بدلاً من ذلك سؤالاً ذا إجابةٍ مفتوحة. إذ ستحصل باستخدامك لهذا النوع من الأسئلة على إيضاحاتٍ ومعلومات إضافية ربما لم تكن تعلم بوجودها.

تؤدي جميع الأسئلة التي تبدأ بكلمة "هل" إلى إجابة تكون عبارة عن "نعم" أو "لا". بينما تقود الأسئلة التي تبدأ بـِ "مَنْ وماذا وأين ومتى وكيف ولماذا" إلى جعل الناس يفكرون في إجاباتهم ويقدمون مزيداً من المعلومات.

2. تعمَّق بأسئلتك:

ضع باعتبارك دائماً أن تسأل أسئلة إضافية؛ فهناك دوماً نوع من الافتراض في الإجابة التي يقدمها الناس. لذا اسأل أسئلةً إضافية على غرار: "ما الذي يجعلك تقول ذلك؟" أو "لماذا تعتقد ذلك؟".

لنفترض أنَّك تتحدث مع زميل لك في العمل، وتحتاج إلى معرفة تفاصيل عن المشروع الذي تعمل عليه. ويقوم زميلك بإخبارك أنَّ أحد المُوَرِّدين كان من الصعب جداً العمل معه. سيتحتَّم عليك عندئذٍ أن تستتبع هذه الإجابة بسؤالٍ مثل: "ما الذي تقصده بقولك أنَّهُ كان من الصعب العمل معه؟"، إذ سيقودك هذا السؤال إلى الحقائق الفعلية. فقد لا يكون مردُّ تلك الصعوبة إلى صعوبة التَّعامل مع الموَرِّد شخصيَّاً، ولكن بسبب أنَّه لا يمكن الوصول إليه بسهولة، أو أيٍّ من الأسباب الخارجية الأخرى.

تمنحك الأسئلة الإضافية نظرة ثاقبة، وتتيح لك تكوين آرائك الخاصة حول الأمور الحاصلة.

3. استخدم قوّة الصمت:

عليك أن تبدأ بالتَّأقلم مع عملية طرح السؤال وانتظار الرد، والاستماع إليه ومن ثم انتظار المزيد. إذ غالباً ما يكون لدى الشخص الذي تسأله معلومات إضافية، والتي سيفصح عنها عندما تنتظر سماعها منه.

لذا عليك أن ترتاح لفترة التوقف عن الكلام التي تسبق إنهيار حاجز الصمت بينك وبين من تسأله. وهو الأمر الذي يجعل رجال الشرطة والمحققون يستخدمون الصَّمت بكثرةٍ وفعالية شديدة. إذ يشعر الناس بحاجة ماسة لملء الثغرات الموجودة في المحادثة، وغالباً ما يقومون بإخراج الجزء الهام من المعلومات التي تبحث عنها.

4. لا تقاطع كلام الآخرين:

لا تقاطع من تتكلم معه. فذلك يمنحه انطباعاً بأنَّك لا تأبه بما يخبرك إيَّاه. كما أنَّ مقاطعتك تلك، توقِفُ دفقَ أفكاره وتُوَجّه دفَّة الحديث بالطريقة التي تريدها أنت، وليس بالطريقة التي يجب أن تسير بها هذه المحادثة. لذا اطرح سؤالك، ودع الشخص يجيب عليه بالكامل، حتى وإن ظننت أنَّك لا تحصل على الإجابة التي تريدها. استمع إلى كل ما يقوله لك، واستخدمه لإعادة ذلك الشخص مجدداً إلى صلب الموضوع في السؤال الذي يلي فترة التوقف الطبيعية عن الكلام.

أمَّا إذا كان الوقت جوهرياً بالنسبة لك، وكان الشخص قد ابتعد عن الموضوع لفترة طويلة، فأنت بحاجة بالطبع إلى مقاطعته عن الكلام. لكن عليك أن تكون مهذباً قدر الإمكان عند قيامك بذلك. قل شيئاً مثل: "عفواً، أريد أن أتأكد من أنَّني أفهمك بشكلٍ جيِّد. ما سمعتك تقوله هو..." ثم أعده إلى الفكرة المطروحة. فذلك يمنحه انطباعاً بأنَّك تحترم ما يقولوه لك.

خلال سعيك للحصول على المعرفة، تذكر أنَّ طرح الأسئلة المناسبة يتطلب ممارسة. هذا يعني أنَّك لن تتمكن من ذلك في كل مرة. لذا عوِّد نفسك على طرح الأسئلة، وستتحسن مهاراتك في ذلك مع مرور الوقت.

وتذكر بأنَّك إن كنت تسعى وراء الحصول على إجاباتٍ جيدة، فعليك أن تطرح أسئلة جيدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة