كيف تصل إلى كلِّ ما تريده في الحياة؟

توجد حتماً صورة في مخيِّلتك عمَّا ترغب في الحصول عليه سواء امتلكت أهدافاً واضحة أم لا، لكن لكلِّ حلمٍ ثمنٌ يجب أن ندفعه إلى أن نصل إليه، وغالباً ما يكون باهظاً ويحتاج إلى بذل جهدٍ كبير؛ لذا يجب أن تجد طريقةً للاستمتاع بالنشاطات التي ستمارسها للوصول إلى هدفك، ثم يوماً بعد يوم تصبح هذه النشاطات جزءاً من روتينك وتقودك نحو ما تريد.



ماذا يحدث عندما لا يكون الشخص على استعداد لدفع الثمن؟

إذا أرادت امرأةٌ أن تفقد 5 كيلوغرامات من وزنها لتصبح أكثر رشاقة وأناقة؛ لكنَّها ليست على استعداد لتناول كميات أقل من الطعام والالتزام بممارسة الرياضة، كما لا ترغب في التخلِّي عن المتعة المرتبطة بتناول ما تشاء، وقتما تشاء، فتحتاج في الأساس إلى تحقيق هدفها إلى القيام بهذه الأشياء:

  1. تناول الطعام الصحي.
  2. شرب كمية كافية من الماء.
  3. تجنُّب الإكثار من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
  4. تتبُّع وزنها.
إقرأ أيضاً: حقيقة التوازن بين الحياة المهنية والخاصة

ربما استطعت إدخال طعام صحي قليل لنظامها الغذائي؛ لكنَّها ما زالت لا تقدم سوى ربع المجهود اللازم لتحقيق هدفها، وتنجز مهمةً واحدة فقط من أصل أربعة؛ أي ببساطة ما تبذله من جهد لأجل هدفها لا يكفي لتحقيقه.

يحاكي هذا المثال كل هدفٍ عجزنا عن تحقيقه؛ ففي أحيان كثيرة، لا نكون مستعدين لبذل ما يكفي من الجهد، ثم نشكو عدم وصولنا لما نريد على الرَّغم من أنَّنا لم ندفع الثمن الكامل، ينص قانون السبب والنتيجة على أنَّه: لكلِّ نتيجةٍ سببٌ محددٌ خلفها، وبالمثل لكلِّ سبب لم يتحقق نتيجة غير مكتملة، لفهم ذلك فهماً صحيحاً، تخيل لو أنَّك تتسوق ووصل ثمن البضاعة التي انتقيتها إلى 40 دولاراً لكنَّك لم تعطِ المحاسبة سوى 10 دولارات، عندها ستنظر إليك باستغراب وقد تظنُّ أنَّك لست على ما يرام.

لا تسعَ وراء هدفٍ ما لم تكن على استعداد لدفع الثمن المطلوب كاملاً، فحين تكون مستعداً لفعل ما يلزم لتنال ما تريده، ستبدأ بالتقدم نحو كلِّ ما تريد أسرع من أيِّ وقتٍ مضى، بمجرد اتخاذ القرار باستثمار جهدك وقلبك وروحك وعقلك لأجل هدفك، والالتزام بذلك يومياً ستصل تدريجياً إلى النتائج التي تسعى إليها.

يقول الرئيس الأمريكي الراحل "أبراهام لينكولن" (Abraham Lincoln): "في نهاية المطاف، لا يهم عدد السنوات في حياتك؛ إنَّما الحياة التي عشتها في سنواتك".

شاهد بالفيديو: 15 درس يجب أن نتعلمها من الحياة

ترتبط نوعية حياتك ارتباطاً وثيقاً بمدى استعدادك للصبر من أجل نيل النجاح، وليس بالمتع قصيرة الأمد التي تحصل عليها كل يوم؛ فلحظات المتعة عابرة ولا تدوم طويلاً، وهي بذلك لا تحقق لك الرضى.

يُعَدُّ تناول المثلجات أو مشاهدة برنامج تلفزيوني مثلاً ممتعاً؛ لكنَّه لا يضيف إلى حياتك أيَّ معنى، بينما الاجتهاد في سعيك إلى القيام بما هو ضروري، لخوض الطريق الذي يؤدي إلى حيث تريد أن تكون، سيجعل حياتك ذات مغزى، سواء في أثناء الرحلة أم عند الوصول إلى هدفك.

ستحتاج في أثناء ذلك إلى الحفاظ على سعادتك وسلامتك العقلية، وهذه عملية تحتاج إلى دقة، في البداية، ستشعر بعدم الارتياح ولن يكون بذل الجهد المطلوب أمراً ممتعاً، لكن بمرور الوقت يصبح الأمر أسهل، وتبدأ الاستمتاع بالعملية، وفي النهاية تعتاد على إنجاز العمل المطلوب دون أن تجبر نفسك على ذلك.

إقرأ أيضاً: توقف عن محاولة اكتشاف الحياة

تحقيق التغيير:

لكن ما الذي سيُحدِثُ التغيير الذي تحتاج إليه لتكون قادراً على إنجاز المهام الصعبة اللازمة للوصول إلى حيث تريد؟

يتعلق الأمر برؤية نفسك بصفتك عابر سبيل في الحياة، إضافة إلى الحفاظ على شعور الإلحاح، ومن أفضل الطرائق لنهوِّن على أنفسنا الجهد اللازم للوصول لما نريد هي إدراك أنَّ أمامك وقت محدود لتقديم أفضل ما تستطيع تقديمه لنفسك وللعالم من حولك.

كلُّ خطوة تتخذها في الاتجاه الصحيح هي خطوةٌ في الاتجاه الصحيح للبشرية كلِّها، وعندما تلتزم بتقديم الجهد المطلوب للوصول لما تريد، تجعل من نفسك قدوةً للآخرين من حولك، وتساعدهم ولو بقدر بسيط.

في الختام:

معظم الناس لا يرون أنفسهم بصفتهم عابري سبيل؛ وإنَّما بصفتهم بشراً ذوي سلطة وينتمون في المقام الأول إلى هذه البلاد، أو هذه الجنسية، أو غير ذلك، تستطيع أن تكون مختلفاً، وتختار أن ترى حياتك بصفتها فرصة وليست هدية؛ فرصة لتزويد العالم بهداياك الفريدة، لكن احرص أولاً على دفع الثمن الكامل لكلِّ ما تختاره.




مقالات مرتبطة