كيف تصبح مرناً في الحياة؟

لا بُدَّ أن يواجه كل شخص على هذا الكوكب بعض التحديات، ومع هذا، يبدو أحياناً أنَّ قلة من الناس يتخطون تحديات الحياة بسلامة. الحقيقة هي أنَّه في مرحلة ما من الحياة أو في أخرى، ستجعلنا مشاعر الحزن والصراعات الأسرية والأزمات الصحية وفقدان العمل والمشكلات المادية والاضطرابات السياسية، نشعر بالاستسلام والهزيمة.



لحسن الحظ، من الممكن البقاء، بل وحتى الازدهار بعد ذلك ما دمنا مرنين، فالمرونة هي القدرة على التكيف في مواجهة الشدائد، أو التغيير والتعافي من المشقَّات والمآسي، ويمكن أن تتعمق قدرتنا على المرونة إذا واجهنا ضغوطات الحياة.

كيف أصبح مرناً في الحياة:

لتعزيز المرونة الشخصية، هناك كتاب رائع نُشِرَ منذ أكثر من عقد من الزمان، وهو كتاب مليء بالحكمة والأدوات المفيدة، وعنوانه: "عامل المرونة: 7 مهارات أساسية للتغلب على عقبات الحياة التي لا مفر منها" (The Resilience Factor: 7 Essential Skills for Overcoming Life’s Inevitable Obstacles)، بقلم الدكتورة كارين ريفيتش وأندرو شاتي (Drs. Karen Reivich and Andrew Shatté)؛ إذ يتضمن طرائق مجربة لمواجهة أنماط التفكير السلبية والانهزامية.

نتذكر جميعاً الشخصية الخيالية آيور (Eeyore) في سلسة قصص دب العسل (Winnie-the-Pooh) التي كتبها آلان ألكسندر ميلن (Alan Alexander Milne)، والتي كانت تعاني من أفكار كئيبة ومتشائمة على الرغم من التناقض الحاد مع صديقه المتفائل تايغر (Tigger)، وكم كان هذا مزعجاً، على الرغم من أنَّ أصدقاءه كانوا يفرحون له مراراً وتكراراً من دون تذمر.

لسوء الحظ، تكيَّفنا نحن البشر للتركيز على تجارب الحياة السيئة أكثر من التركيز على التجارب الجيدة، والسبب هو أنَّ أدمغتنا تريدنا أن نتعلم من مواقف مثل الخيانة، والتنمر، والحرمان، وخيبة الأمل حتى نتمكن من برمجة أنفسنا لتجنب تلك الأحداث في المستقبل، أو إظهار رد فعل سريع عليها إذا ما عاودت الظهور.

يحاول الدماغ البشري مساعدتنا على حل المشكلات من خلال فهم أصلها، وتحدِّي الطريقة التي نفكر بها حول المشكلات المستقبلية، ومساعدتنا على أن نصبح أكثر مرونة في مواجهة الشدائد. وفقاً لـ ريفيتش وشاتي (Reivich and Shatté).

إقرأ أيضاً: 8 خطوات لتصبح أكثر مرونة

هناك نصائح سهلة لمساعدتنا على أن نكون مرنين في الحياة:

  • عند مواجهة الشدائد، أصغِ إلى أفكارك، وانتبه لما تقوله لنفسك في هذا الموقف، ثم حلل كيف تؤثر هذه الأفكار في سلوكك ومشاعرك.
  • تجنَّب الأفكار السلبية والحديث الذاتي الذي يضعف مرونتك.
  • حدِّد معتقداتك العميقة أو الخفية، ثم اكتشف كيف ومتى تساعدك أو تؤذيك.
  • تجنَّب أفكار "ماذا لو" الخيالية والتصور الخاطئ بأنَّ كل إخفاق أو خطأ هو كارثة أو سيكون كارثياً.
  • إذا شعرت بالإرهاق أو التوتر عاطفياً، فابذل قصارى جهدك للحفاظ على هدوئك وتركيزك.
  • بدِّل أفكارك التي تأتي بنتائج عكسية إلى أفكار أكثر مرونة.

في حين أنَّ هذا الكتاب ليس كتاباً تحفيزياً تقليدياً بالتأكيد، إلا أنَّه يحتوي على نشاطات ومخططات واختبارات مفيدة لمساعدة القرَّاء على تقيِّيم جوانب مختلفة من حياتهم وتحسينها؛ إذ إنَّ الهدف هو مساعدتنا على فهم معتقداتنا، وتحسين ردود أفعالنا، وأن نصبح أفضل في التغلب على الشدائد.

شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

في الختام:

وتتمثل الرسالة النهائية لنا في تقليل الأخطاء التي حدثت في الماضي إلى الحد الأدنى حتى نتمكن من بناء وتوسيع وتحسين الأشياء الجيدة الموجودة بالفعل في حياتنا.

من أسهل الطرائق لبناء المرونة والبدء بالتعامل بلطف مع أنفسنا في الأوقات العصيبة، أن نتساءل ماذا كنَّا لنقول لصديق مرَّ بالموقف نفسه؛ فمن المحتمل أن نكون أكثر لطفاً وأقل انتقاداً وحكماً على شخص آخر ممَّا قد نكون عليه مع أنفسنا.

المصدر




مقالات مرتبطة