كيف تصبح أكثر إبداعاً؟
الإبداع هذه القوة الساحرة التي تسمح للإنسان برؤية العالم من زوايا مختلفة، وتحفزه على ابتكار حلول جديدة، والخروج من دائرة الاعتياد نحو تحقيق العظمة، فإنَّ الإبداع ليس مجرد مفهوم نظري؛ بل هو قوة حيوية تؤثِّر تأثيراً إيجابياً في جميع جوانب حياتنا.
قد يحسِّن الإبداع العمليات، ويطور التكنولوجيا، والعلوم، وهذا يساهم في التقدم، ويزيد من الإنتاجية، وتطوير المجتمعات، واقتصادها، ويمكن للإبداع كذلك المساهمة في العثور على حلول جديدة للمشكلات المعقدة، فيمكن للأفراد الإبداعيين أن يفكروا خارج الصندوق، ويجدوا حلاً لمشكلة قديمة، أو تحدٍّ جديد.
كما يعزز الإبداع من قيمة الفن، والثقافة بإنتاج أعمال فنية، وأدبية متنوعة تثري الحضارة الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك يشجع الإبداع على التفكير النقدي والتحليل، ويعزز الثقة بالنفس، والقدرة على تحقيق الأهداف، ويعزز الرضى الشخصي، والشعور بالإنجاز، فعندما يتمكن الأفراد من التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي، قد يشعرون براحة نفسية، وإشباع لا يمكن الحصول عليه بوسائل أخرى.
ببساطة الإبداع هو قوة محورية في تحسين الجودة، وإثراء الحياة البشرية بشتى الطرائق؛ إذ يساهم في التفكير الإيجابي، والتقدم، وتحسين الظروف الاجتماعية، والاقتصادية والثقافية، فإذا كنتم تتساءلون عن كيفية إحياء شرارة الإبداع في حياتكم، وتطوير قدراتكم الإبداعية؛ فإنَّ هذا المقال سيسلط الضوء على استراتيجيات، وتمرينات فعالة تمكِّنكم من الخروج عن المألوف، وتحفيز إمكاناتكم.
طرائق تنمية الإبداع:
يحمل كل شخص في داخله قدراً هائلاً من الإمكانات الإبداعية، لكن كيف يمكنك أن تحوِّل نفسك من فرد عادي إلى مبدع لامع؟
قد تكون الإجابة أكثر بساطة مما تتصور، فيجب أن تتعلم كيف تحفز إبداعك، وتحقِّق إنجازات استثنائية، وهنا ستجد طرائق لتنمية الإبداع:
1. توسيع آفاق معرفتك:
عندما تزيد من معرفتك، وتتعمق في مجموعة متنوعة من الموضوعات والمجالات، ستكون قادراً على رؤية العالم من زوايا مختلفة، وستجد مصادر جديدة للإلهام؛ لذا اقرأ كتباً، ومقالات تغطي موضوعات متنوعة، واستفد من موارد الإنترنت المتاحة لتعلُّم مهارات، ومعارف جديدة.
يمكنك الاعتماد على دروس "الكورسيرا"، أو مواد الجامعات عبر الإنترنت، أو شارك في فعاليات، ونشاطات تجمع بين أشخاص من مختلف الخلفيات الثقافية، أو توسَّع في معرفتك بمتابعة الأخبار، والتحليلات المتعلقة بالأحداث الجارية، أو تواصل مع خبراء في مجالك، واستفد من خبراتهم ومعرفتهم، أو سافر إلى أماكن جديدة قد تكون مصدراً للإلهام، أو شارك في مناقشات، وحوارات عن موضوعات مختلفة.
2. التفكير في التفكير:
"التفكير في التفكير" هو مصطلح يشير إلى عملية التفكير بشكل نقدي في كيفية تفكيرك، والتفكير بشكل أفضل، ويعني ذلك أنَّك تتحدث إلى نفسك بشكل نقدي لتحسين أسلوب تفكيرك، وزيادة إبداعك، وقبل البدء بتطوير التفكير الإبداعي، يجب أن تكون على دراية بأسلوب تفكيرك الحالي، وميولك العقلية، فهل تميل إلى التفكير بشكل منطقي فقط؟، وهل تفضِّل قضاء وقت فراغك في الاسترخاء؟، وهل تقيِّم أفكارك بانتظام؟
استخدم تقنيات تحفيز الإبداع، وتعلَّم من التجارب، وشارك الآخرين بأفكارك، واستفد من أفكارهم.
شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك
3. تسجيل الأفكار:
عندما تسجل الأفكار تضمن عدم فقدانها، فقد تكون الأفكار متناثرة في عقلك، وتتلاشى مع مرور الوقت، لكن إذا سجَّلتها، يمكنك العودة إليها في وقت لاحق لتطويرها، ومن ثمَّ عندما تبدأ بتسجيل الأفكار، ستجد نفسك أكثر اهتماماً بملاحظة الأفكار وتحليلها، وهذا في حد ذاته يعزز التفكير الإبداعي؛ لذا قد تجد أنَّ تسجيل الأفكار يساعد على اكتشاف علاقات غير متوقعة بينها، وهذا قد يؤدي أيضاً إلى إنتاج أفكار جديدة ومبتكَرة.
4. توظيف مخيلتك بشكل جيد (التصوير الذهني):
تقنية تعتمد على استخدام الخيال، والتفكير الإبداعي لتصوير أفكار، ومفاهيم بطريقة جديدة، وغير تقليدية، فعندما تستخدم التصوير الذهني لتصوير أفكارك، يمكنك تحفيز الإبداع، والخروج عن القوالب العقلية المعتادة، واستكشاف زوايا مختلفة.
5. تحدِّي القواعد:
هذا يشمل انتهاج موقف منفتح نحو القواعد، والمعايير التقليدية، واستكشاف طريقة جديدة للقيام بالأمور؛ لذا يجب أن تبدأ بالتفكير خارج الصندوق.
6. التواصل مع أشخاص مختلفين:
قد يكون التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية، ومعرفية مختلفة مفتاحاً لتحفيز الإبداع؛ إذ يجمع هؤلاء الأشخاص معرفتهم، وآفاقهم المختلفة لإثراء النقاش، وتوليد أفكار جديدة، إضافة إلى أنَّها تفتح المجال أمامك للدخول في مجالات جديدة.
7. احتضان التغيير:
يتضمن هذا المفهوم أن تكون مستعداً لقبول التغييرات، والتحديات بذهن منفتح ومتفائل، فعندما تكون مستعداً لقبول التحديات، والمواقف الجديدة دون مقاومة، يمكن لعقلك أن يتكيف بسرعة، ويبحث عن حلول جديدة؛ لذا تذكَّر أنَّ التغييرات تأتي مع فرص جديدة.
8. الممارسات المنتظمة:
من الجيد تخصيص وقت يومي، أو أسبوعي لممارسة النشاطات التي تنطوي على الإبداع مثل الكتابة، والرسم، والتصميم، والفنون التشكيلية، والتصوير الفوتوغرافي، والعزف على آلات موسيقية، والرقص، والفنون الحركية، والتصميم الجرافيكي، وتطوير التطبيقات، والبرمجة، والأعمال اليدوية، والطهي، وإعداد الطعام، وتنظيم الديكور، والألعاب، وتطوير الألعاب، وغيرها.
9. التعلم المستمر:
يشمل التعلم المستمر السعي إلى اكتساب المزيد من المعرفة والمهارات، ومن ثمَّ كلما زادت معرفتك، زادت قاعدة المعرفة التي يمكن الاستناد إليها لإنتاج أفكار إبداعية جديدة.
10. توظيف التقنيات الحديثة:
يشمل توظيف التقنيات الحديثة استخدام التكنولوجيا، والأدوات الحديثة في العمل والإبداع، وذلك يشمل استخدام البرمجة، وأجهزة الكمبيوتر، والروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها، ومن ثمَّ تساعد التقنيات الحديثة على توسيع حدود الإبداع من خلال توفير وسائل جديدة للتعبير، وتطوير الأفكار.
11. العمل ضمن فرق عمل:
يشجع العمل ضمن فرق عمل على تبادل الأفكار، والتعاون مع الآخرين؛ إذ يجمع فريقاً بين خلفيات، ومهارات متنوعة، ومن ثمَّ قد يثري عملية الإبداع، ويجلب أفكاراً جديدة، ونقداً بنَّاءً.
12. استخدام الرسوم والأشكال التوضيحية بدلاً من كتابة المعلومات:
قد يكون استخدام الرسوم، والأشكال التوضيحية وسيلة قوية للتعبير عن الأفكار، فعندما تقوم برسم، أو إنشاء أشكال بصرية، يمكنك تمثيل المعلومات بشكل مبسَّط، وسهل الفهم.
13. مناقشة الآخرين في الأفكار التي تستحسن تجربتها:
تساعد مناقشة الآخرين في الأفكار على إثراء الأفكار وتطويرها، فقد تجلب الآراء المختلفة وجهات نظر جديدة، وتحفِّز التفكير الإبداعي.
14. اعتماد مهارات التصنيف والترتيب بشكل دائم:
التصنيف:
يتعلق التصنيف بتنظيم المعلومات، والأفكار في مجموعات، أو فئات مشتركة بناءً على معايير معينة، وهذا يساعد على فهم أفضل للمعلومات ويجعلها أكثر إيجازاً، وعند تصنيف الأفكار والمعلومات، يمكنك رؤية العلاقات بينها، واكتشاف أنماط جديدة، وهذا يسهم في إثراء تفكيرك، وزيادة إمكانية الوصول إلى حلول إبداعية.
الترتيب:
يعني الترتيب تنظيم الأشياء بطريقة منطقية، أو تسلسلية، ويمكن تطبيقه على الأفكار، والمشاريع، والأشياء اليومية، وعند ترتيب الأفكار والمشاريع، يمكنك زيادة الكفاءة والفاعلية في إدارة وتنفيذ الأعمال، وهذا قد يوفِّر وقتاً وجهداً، ويساهم في تعزيز الإبداع.
15. تحفيز الذهن بالألغاز، والألعاب الذهنية:
تشجع الألغاز والألعاب الذهنية على التفكير النقدي والإبداعي، وتساعد على تطوير مهارات الاستدلال والاستنتاج، على سبيل المثال توجد ألعاب الألغاز (Sudoku)، والكلمات المتقاطعة، أو ألغاز الأعداد والأنماط الرياضية، وألعاب التفكير الاستدلالي مثل لعبة الشطرنج، والألغاز المكعبية مثل روبيك، وألعاب البناء، وألعاب تركيب الألغاز المعقدة.
16. البحث عن هواية جديدة تشد انتباهك، وتعزز إبداعك:
قد يكون البحث عن هواية جديدة تشد انتباهك، وتعزز إبداعك وسيلة فعالة للتنمية؛ لذا عندما تجرب شيئاً جديداً، وتتعلم مهارات جديدة، فإنَّك تحفز تفكيرك الإبداعي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعبير عن نفسك، وحل المشكلات.
شاهد بالفديو: 5 نصائح تُحفّزك على الإبداع
في الختام:
أن تصبح أكثر إبداعاً هو هدف يمكن تحقيقه؛ لذا يجب عليك أن تدرك أنَّ الإبداع ليس موهبة يمتلكها أقلية من الأشخاص المنتخبين؛ بل هو مهارة يمكن تطويرها وتعزيزها، فإذا كنت ترغب في أن تصبح أكثر إبداعاً في حياتك، هذه النصائح من أجلك:
- لا تكتفِ بالوضع الحالي، وتحرَّك قدماً نحو توسيع آفاقك، وكن مستعداً لتحدي الروتين، وتجربة أشياء جديدة.
- ابحث عن إلهام من مصادر مختلفة، وفكر خارج الصندوق، ولا تنسَ أن تعزز علاقاتك مع أشخاص مبدعين آخرين.
- استثمر فترات التأمل والاسترخاء؛ وذلك لأنَّ الاستراحة العقلية تمنحك الوقت للتفكير الإبداعي.
- لا تخشَ الفشل، وجرِّب المخاطرة، فهي جزء من عملية الإبداع، وقد تقودك إلى تجارب أكثر نجاحاً.
- ركِّز على اللحظة الحالية؛ فقد تفتح لك آفاقاً لأفكار جديدة.
- استمتع بالطبيعة، فهي توفِّر لنا مصدراً لا ينتهي من الإلهام.
- استرخِ لتجدد طاقتك.
- افتح أبواب جديدة في حياتك للإبداع من خلال العمل مع الآخرين.
- اجعل من التفكير عادة يومية.
- اعتمد على مجموعة متنوعة من الوسائل، مثل الرسوم، والأشكال التوضيحية؛ للتعبير عن الأفكار.
- تجاوز مخاوفك، وجرب ما هو جديد.
- كن منفتحاً للتغيير.
- تعلَّم شيئاً جديداً.
- ناقش وتبادل الأفكار مع الآخرين.
- حافظ على صحتك الجسدية والنفسية.
- استمع لموسيقى ملهمة.
- لا تنسَ أنَّ الإبداع هو عملية مستدامة تتطلب وقتاً وجهداً؛ لذا كن مصمماً على تحقيق أهدافك، والتطور باستمرار، وستصبح أكثر إبداعاً، وستجد نفسك قادراً على تحقيق النجاح في مجموعة متنوعة من المجالات.