كيف تسعد نفسك خلال الجائحة؟

مع انتشار جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وظهور عدة طفرات متحورة منه لاحقاً؛ تأثَّرت صحة الناس العقلية وأداؤهم النفسي وحياتهم اليومية سلباً؛ فعلى سبيل المثال، عانى هؤلاء من قلة النوم، واستهلاك المزيد من المنبهات أو المواد الأخرى، وصعوبة في التركيز، وقلق بشأن تأثيرات هذه الجائحة في الموارد المالية، وظهور المشكلات والنقاشات الحادة بين الشركاء والأحبَّاء في المنازل، وفقاً لاستطلاع أُجري عام 2021.



أدى التوتر والقلق الناجمان عن الجائحة، إلى قيام مجموعة من الباحثين بفحص كيفية تقليل المشاعر السلبية، وزيادة المشاعر الإيجابية، والباحثون المشاركون في الدراسة هم جزء من شبكة تعاونية كبيرة متعددة الثقافات، تُسمَّى عصب العلوم النفسية (Psychological Science Accelerator).

ركزت الدراسة على استراتيجية لتنظيم المشاعر تُسمَّى إعادة التقييم (reappraisal)، والتي تتضمن تغيير طريقة تفكير الشخص في موقف ما بهدف التأثير في استجابته العاطفية، وراجعت الدراسة تحديداً شكلين من أشكال إعادة التقييم هما: إعادة التفكير وإعادة التركيز.

إقرأ أيضاً: علاج الإنهاك بعد الجائحة

نوعان من إعادة التقييم:

  • في حالة إعادة التفكير، قيل للمشاركين: "تتضمَّن هذه الاستراتيجية تغيير تفكير المرء من أجل تغيير عواطفه، وتعتمد على الفكرة القائلة إنَّ الطرائق المختلفة للتفسير أو التفكير في أيِّ موقف، يمكن أن تؤدي إلى مشاعر مختلفة؛ يعني هذا أنَّ إيجاد طرائق جديدة للتفكير في الموقف يمكن أن يغيِّر شعورك حياله، على سبيل المثال، انظر إلى شخص محجور في المنزل بسبب جائحة كوفيد-19، ويشعر بالقلق أو الحزن أو الغضب؛ في هذه الحالة، قد تتضمن إعادة التفكير إدراك أنَّ الوضع مؤقت فحسب؛ وذلك لأنَّ الأشخاص المتفانين في جميع أنحاء العالم يعملون بجد لإيجاد لقاح".
    ثم أُعطي المشاركون أمثلة على كيفية استخدام إعادة التفكير في أثناء الجائحة، على سبيل المثال، "أنا أعلم من تاريخ العالم أنَّ الحفاظ على الهدوء والاستمرار في العمل، يساعدنا على تخطِّي الأوقات العصيبة".
  • في حالة إعادة التركيز، قيل للمشاركين: "تتضمَّن هذه الاستراتيجية تغيير تفكير المرء من أجل تغيير عواطفه، وتعتمد هذه الاستراتيجية على الفكرة القائلة إنَّ العثور على شيء جيد، حتى في المواقف الأكثر تحدياً، يمكن أن يؤدي إلى استجابات عاطفية مختلفة؛ يعني هذا أنَّ إعادة التركيز على أيِّ جوانب جيدة يمكن العثور عليها في الموقف، يمكن أن يغيِّر شعورك تجاه هذا الموقف.
    على سبيل المثال، انظر إلى شخص محجور في المنزل بسبب جائحة كوفيد-19، ويشعر بالقلق أو الحزن أو الغضب؛ في هذه الحالة، قد تتضمن إعادة التركيز إدراك أنَّ البقاء في المنزل يمنحه الوقت للقيام بأشياء ربما لم يتمكن من القيام بها من قبل، مثل القراءة والرسم وقضاء الوقت مع العائلة".
    ثم أُعطي المشاركون أمثلة على كيفية استخدام إعادة التركيز في أثناء الجائحة. على سبيل المثال، "يساعدنا هذا الموقف على إدراك أهمية الروابط الاجتماعية الهادفة، ويساعدنا على فهم من هم الأشخاص الأكثر أهمية في حياتنا".
إقرأ أيضاً: دروسٌ من فيروس كورونا: نحن أكثر مرونةً ممَّا نشعر به

إعادة التقييم يمكن أن تزيد المشاعر الإيجابية وتقلل السلبية:

عُرِّض المشاركون لإعادة التقييم؛ أي إعادة التفكير أو إعادة التركيز، أو لظرفين آخرين بعيدَين عن شروط التجربة، ثم سُئلوا عن مشاعرهم تجاه العديد من جوانب جائحة كوفيد-19، وأكمل الدراسة 27989 مشاركاً من 87 منطقة حول العالم.

وجد الباحثون أنَّ كلاً من تدخلات إعادة التقييم - مقابل الظروف البعيدة عن شروط التجربة - قللت من الاستجابات العاطفية السلبية، وزادت من الاستجابات العاطفية الإيجابية؛ حيث وجدنا أيضاً أنَّ شكلي إعادة التقييم كانا فعَّالين كذلك.

في الختام:

يمكن أن تؤدي إعادة التقييم إلى زيادة المرونة النفسية، وتقليل الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19؛ لذلك، في المرة القادمة التي تريد أن تشعر فيها بالسعادة خلال هذه الأوقات الصعبة، حاول إعادة التفكير أو إعادة التركيز.

 إليك مثالاً أخيراً على إعادة التقييم المستخدمة في الدراسة: "في الماضي، تغلَّب الناس على العديد من التحديات التي بدت مُربكةً في ذلك الوقت، وسنتغلب على التحديات المرتبطة بكوفيد-19 أيضاً".

المصدر




مقالات مرتبطة