كيف تستفيد من النجاحات الصغيرة وتحولها إلى نجاحات أكبر؟

هل سمعت من قبل العبارة القائلة: "يزدادُ الثري ثراءً، ويزدادُ الفقير فقراً"؟ إذا سمعت بذلك، فهذه ظاهرة ناتجة عن دورة النجاح؛ فإذا أردت أن تكون ناجحاً وتحقق نتائج مذهلة في الحياة، فيجب عليك الاستفادة من دورة النجاح لتحقيق نجاح أكبر في حياتك.



بغض النظر عمَّا تحاول تحقيقه، فغالباً ما تكون الخطوة الأولى لتحقيق النتائج التي تريدها هي الأصعب، تماماً كما لو كنت ترغب في إنشاء مدوَّنة وكسب النقود منها كل شهر، فإنَّ الأرباح الأولى التي ستسعى إلى كسبها هي الأصعب، ومع ذلك، بمجرد تحقيق الخطوة الأولى، ستصبح الأمور أسهل عليك.

وبعد أن تُحقِّق الأرباح لأول مرة، فإنَّ كسب المزيد فيما بعد ليس بالأمر الصعب، وبطريقةٍ ما، لقد قمت بذلك من قبل وتحتاج فقط إلى تكرار أو مضاعفة جهودك لكسب المزيد.

يحدث الأمر ذاته في كافة مجالات حياتك، والخطوة الأولى لتحقيق أهدافك هي الأكثر تحدياً وصعوبة؛ ولكن بمجرد تحقيق بعض النجاحات، ستصبح الأمور أسهل عليك؛ وبهذه الطريقة يعمل مبدأ الزخم (principle of momentum).

ينص قانون نيوتن الأول (Newton’s First Law) على أنَّ الجسم المتحرك يبقى متحركاً، والجسم الساكن يبقى ساكناً.

يمكن تطبيق المبدأ نفسه على عملك وحياتك المهنية والشخصية؛ فإذا كنت تتحرك وتعمل بجد، ستستمر في جني ثمار جهودك والمضي قدماً.

من ناحيةٍ أخرى، إذا بقيت عالقاً في مكانك، فمن المحتمل جداً أن تبقى على حالك ولن تتقدَّم أبداً؛ فإذا لم تفعل أي شيء وتبذل مجهوداً جدياً، ستبقى الأمور على حالها.

لهذا السبب، يميل الأثرياء إلى أن يصبحوا أكثر ثراءً، بينما يصبح الفقراء أكثر فقراً؛ لذا يجب أن تفهم الحاجة إلى التغيير والتحسين والنمو.

شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

كيف تعمل دورة النجاح؟

يشرح الكاتب "توني روبنز" (Tony Robbins) طريقة عمل دورة النجاح؛ حيث يقول إنَّنا جميعاً نمتلك معتقدات وإمكانات معينة داخلنا؛ وبسبب اختيار الأمور التي نريد تصديقها، فإنَّنا نتخذ إجراءات وفقاً لإمكاناتنا.

لذلك عندما نتخذ الإجراءات المناسبة ونقوم بأمر ما، سنحصل على نتائج سواء كانت تلك النتائج جيدة أم سيئة، وستؤثر النتائج هذه في معتقداتنا مجدداً.

لنلقي نظرة على الصورة أدناه والتي تتحدث عن طريقة عمل دورة النجاح:

طريقة عمل دورة النجاح

كما هو موضَّح في الصورة وبحسب دوران عقارب الساعة، تتكون دورة النجاح والمعتقدات من أربع مراحل:

  1. المعتقدات (Belief): يُحدِّد مقدار معتقداتك مقدار الإمكانات التي يمكنك الاستفادة منها.
  2. الإمكانات (potential): يُحدِّد مقدار الإمكانات التي تستفيد منها مقدار الإجراءات التي ستتخذها.
  3. الإجراءات (Action): يُحدِّد مقدار الإجراءات التي تتخذها النتائج التي ستحصل عليها.
  4. النتائج (Results): تُحدِّد النتائج التي تحصل عليها مدى إيمانك بنفسك.

ولنتحدث الآن عن كل منها حديثاً موسَّعاً:

1. نظام المعتقدات:

لقد ترعرعنا ونشأنا جميعاً نشأةً جعلتنا نكوِّن مجموعة معينة من المعتقدات في أذهاننا؛ فنعتقد أنَّ هناك أموراً يمكننا القيام بها، وأخرى لا نستطيع فعلها؛ حيث تؤثر معتقداتنا كثيراً في الطريقة التي نعيش بها حياتنا.

يعتقد الأشخاص الناجحون جداً مثل "إيلون ماسك" (Elon Musk) أنَّ لديهم القدرة على تغيير طريقة حياة البشر، كما يعتقدون أنَّ استعمار المريخ أمر ممكن؛ أما بالنسبة إلى معظم الناس، فهُم حتى لا يعتقدون أنَّ السفر إلى القمر أمر يُحتمل حدوثه في حياتهم، فما بالك بفكرة استعمار المريخ.

كما تلاحظ، تكوِّن معتقداتك حياتك؛ ومهما اخترت من معتقدات، فإنَّك ستفعل وتتصرف بطريقة معينة؛ حيث سيكون عملك دائماً متزامناً مع معتقداتك.

2. الإمكانات:

نعلم أنَّنا جميعاً نمتلك إمكانات غير محدودة، وأنَّنا سنحقِّق في النهاية نجاحاً كبيراً؛ لذا اسأل نفسك هذا السؤال: "ما هي إمكانات البشر؟" إنَّ الجواب غير محدود.

بغض النظر عن ظروفك وأحوالك، نحن جميعاً نمتلك الإمكانات غير المحدودة ذاتها لإحداث تغيير إيجابي في حياتنا، وتكمن المشكلة بأنَّ معظم الناس لا يعيشون بما لديهم من إمكانات حقيقية؛ فتخيَّل كيف تجاوزتَ العام الماضي، هل بذلت ما في وسعك؟ وهل النتائج التي حققتها تمثِّل أقصى إمكاناتك؟

إذا كنت تعمل على أهداف العام الماضي نفسها هذا العام، فهذا يعني أنَّك لا تعيش وفقاً لإمكاناتك ولا تبذل قُصارى جهدك؛ لذلك يجب عليك إعادة تحديد أهدافك مرةً أخرى.

تُحدِّد معتقداتنا إمكاناتنا، ومن ثم ستُحدِّد إمكاناتنا ما نقوم به في الحياة.

3. الإجراءات:

ستؤثر إمكاناتك في الإجراءات التي تتخذها، وعندما تعتقد أنَّك تمتلك القليل من الإمكانات لتحقيق الأمور، فلن تتخذ سوى القليل من الإجراءات.

على العكس من ذلك، إذا كنت تعتقد أنَّه مُقدَّر لك بالفعل تحقيق نجاح كبير، وأنَّ أي عمل تجاري ستجني منه الكثير من الأرباح، فإنَّك ستفعل كل ما يتطلبه الأمر لبدء العمل على مشروعك وتحقيق نجاح ممتاز.

وتكمن المشكلة هنا في أنَّ معظم الناس لا يؤمنون بأنفسهم بالفعل، ويقولون بأنَّهم يرغبون في تحقيق النجاح ويعتقدون بأنَّهم يستطيعون القيام بذلك، ولكن غالباً ما تكون أقوالهم مختلفة عن اعتقاداتهم.

لا يتخذ معظمنا إجراءات كافية لتحقيق أحلامه؛ وذلك لاعتقادنا بأنَّنا لن نكون ناجحين بالفعل، وهذا يؤثر في إمكاناتنا، ومن ثم في الإجراءات التي نتخذها.

على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أنَّك محظوظ تماماً، وستفوز بجائزة اليانصيب الليلة، فهل ستذهب وتشتري لنفسك بطاقة؟ بالتأكيد ستفعل ذلك، فإذا كنت تضمن فوزك بالجائزة الكبرى، فما الذي يمنعك من شراء البطاقة؟

أمَّا إذا كنت لا تعتقد أنَّك تمتلك فرصة للفوز، فلن تُكلِّف نفسك عناء الذهاب لشراء البطاقة حتى، فكل شيء يبدأ بما تعتقده، ومن ثم ستؤثر معتقداتك في الإجراءات التي تتخذها.

يعتقد ماسك أنَّه من الممكن السفر بين النجوم، وهو متأكد بأنَّ العيش على المريخ أمر ممكن، فهذه هي الطريقة التي يتصرف على أساسها، وينطبق الأمر نفسه على أحلامك وأهدافك؛ فعندما تعتقد أنَّك غير قادر على تحقيقها، فلن تفعل أي شيء بشأنها أبداً.

ومن ثم إذا كانت حياتك تكرِّر نفسها، وترغب في تحقيق أحلامك ولكنَّك لا تتقدم إلى الأمام، فيجب عليك أن تتفحص نظام معتقداتك؛ فالشيء الوحيد الذي يمنعك من تحقيق النجاح الذي تريده وعيش الحياة التي ترغب فيها هو أنت.

4. النتائج:

بعد أن تتخذ الإجراءات اللازمة، ستحصل على النتائج؛ فسواء حققت نجاحاً أم فشلت أم لم تحصل على أي نتيجة تُذكَر، فإنَّ ذلك لا يزال نتيجة يجب أن تتقبَّلها.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّه عندما كنت في المدرسة الثانوية، كنت تحقق نجاحاً مميزاً في مادة الرياضيات، والنتائج التي كنت تحققها قادتك إلى الاعتقاد بأنَّ الرياضيات مادة جميلة وبأنَّك موهوب فيها، لقد كانت الدرجات التي تحصل عليها في الاختبار هي النتيجة، وهي التي قادتك إلى بناء اعتقاد قوي بأنَّك تجيد مادة الرياضيات.

هل لاحظت كيف تعمل الأمور هنا؟

إذا اتخذت قراراً سيئاً في استثمار الأسهم وخسرت معظم أموالك، فقد يقودك ذلك إلى الاعتقاد بأنَّ استثمار الأسهم كذبة، أو أنَّك ببساطة لا تملك ما يلزم لتصبح مستثمراً عظيماً.

عندما تؤسس نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت ولكنَّه لا ينجح، قد يقودك ذلك إلى الاعتقاد بأنَّك لا تمتلك المهارات، أو أنَّ الأعمال التجارية عبر الإنترنت ببساطة غير ناجحة.

يمكن أن تؤثر نتائجك في معتقداتك، ومعتقداتك تؤثر في إمكاناتك، والتي بدورها تحدد الإجراءات التي تتخذها، ومرةً أخرى، تؤدي هذه الإجراءات إلى تحديد النتائج التي تحصل عليها.

هذه هي الطريقة التي يعمل بها النجاح، وهذا هو السبب في أنَّ الأثرياء يزدادون ثراءً والفقراء يزدادون فقراً، هذه هي الطريقة التي يستمر بها الأشخاص الناجحون في تحقيق المزيد من النجاح، وسبب استمرار الفاشلين في العيش ضمن مستوى متوسط.

إقرأ أيضاً: 10 أسرار إنتاجية لرائد الأعمال إيلون ماسك لتحقيق المزيد من النجاح

يولِّدُ النجاح المزيد من النجاحات:

إذاً كما لاحظنا في المقال السابق، فإنَّ الطريقة التي تعمل بها دورة النجاح هي كالتالي: "تحدد الاعتقادات الإمكانات التي سنستفيد منها، وتحدد الإمكانات الإجراءات التي سنتخذها، وتحدد الإجراءات النتائج التي سنحصل عليها، وتحدد النتائج مدى إيماننا بأنفسنا، وهكذا".

وفيما يلي مثال على الطريقة التي تعمل بها دورة النجاح ضد مصلحتك: "تؤدي الاعتقادات السلبية إلى إمكانات منخفضة، والتي تؤدي بدورها إلى اتخاذ القليل من الإجراءات أو عدم اتخاذها، ممَّا يؤدي إلى حصولك على نتائج أقل أو عدم حصولك على أي نتائج أساساً، وهذا بدوره يؤدي إلى معتقدات سلبية أكثر، ومن ثم تؤدي إلى إظهار القليل من إمكاناتك واتخاذ القليل من الإجراءات ومن ثم الفشل".

يعمل كل شيء بالتسلسل بحيث تؤثر في بعضها بعضاً، ومن الأمثلة الجيدة على طريقة عمل دورة النجاح لصالحك: "عندما تؤمن بأمر ما، فإنَّك ستمتلك الإمكانات اللازمة للقيام به، ومن ثم ستبذل بعض الجهد، ممَّا يؤدي إلى حصولك على نتائج إيجابية صغيرة، مما سيدفعك إلى الشعور بالثقة وبناء معتقدات أقوى، ومن ثم بذل المزيد من الإمكانات واتخاذ المزيد من الإجراءات، ممَّا يؤدي إلى حصولك على نتائج أفضل، والاستمرار في تحقيق المزيد من النجاح".

والسؤال الهام الذي يجب أن تطرحه على نفسك الآن هو: "كيف يمكنني جعل دورة النجاح تعمل لصالحي؟".

الجواب عن هذا السؤال بسيط؛ لذا نقدم لك فيما يلي بعض الأمور التي يمكنك القيام بها للاستفادة من دورة النجاح لتحقيق نجاحات أكبر في حياتك:

1. البدء بتحقيق نجاح صغير والحصول على نتائج إيجابية وبناء ثقتك بنفسك وتعزيز معتقداتك:

يُعد التغيير أمراً ضرورياً، لكن هذا لا يعني أنَّه ينبغي عليك فعل كل شيء دفعة واحدة؛ حيث يمكنك دائماً البدء بنجاح صغير والنمو، ونحن بطبيعتنا نقاوم التغيير، وعندما نحاول إحداث تغيير جذري ومبالغ فيه؛ فسوف نحصل على نتائج عكسية ونعود إلى حالتنا الأصلية.

كل ما يجب عليك القيام به هو اتخاذ إجراءات صغيرة تمنحك نتائج إيجابيةً، وعندما تحصل على نتائج إيجابية وتشهد نجاحات صغيرة، فستغمرك الثقة والدوافع للاستمرار.

ونتيجةً لذلك ستلاحظ إمكانية القيام بذلك، وسيعزز هذا الأمر ويبني نظام معتقداتك، فعندما تطوِّر اعتقاداً أقوى، ستستفيد من إمكانات أكبر وتتخذ المزيد من الإجراءات، ومع اتخاذ المزيد من الإجراءات، ستحصل على نتائج أفضل وتستمر في المضي قدماً وتحقيق النجاح؛ حيث يجب أن تبدأ بنجاح صغير دائماً.

نحن لا نعني بذلك أنَّه يجب عليك البدء بحلم صغير، أو حتى تحديد أهداف صغيرة؛ وإنَّما يجب أن تبدأ بنجاح صغير وتتخذ بعض الإجراءات.

لم تُبنَ روما في يوم واحد، ولم تتحول شركة آبل (Apple) إلى شركة ناجحة تحقق مليارات الدولارات بين عشية وضحاها، ولم يحقق إيلون ماسك (Elon Musk) النجاح في شركة تيسلا (Tesla) وسبيس إكس (SpaceX) مباشرةً منذ البداية.

ألق نظرة على هذه الصورة أدناه وستفهم ما نعنيه:

بدأت كل الشركات الكبيرة بخطوات صغيرة

لقد بدأت كل الشركات الكبيرة مثل آبل (Apple)، وغوغل (Google)، وأمازون (Amazon)، وهارلي (Harley)، وديزني (Disney)، وباكيل (bakell) بخطوات صغيرة.

ابدأ بخطوة صغيرة وستنجح وتحقِّق نجاحاً أكبر وتتطور وتنمو.

2. الاحتفال بتقدُّمك ونجاحك مهما كان صغيراً:

الأمر التالي الذي يجب عليك القيام به لجعل دورة النجاح تعمل لصالحك هو الاحتفال بتقدُّمك مهما كان صغيراً، ولا يعني ذلك الاحتفال بانتصاراتك فحسب؛ وإنَّما بتقدمك؛ حيث يُعد الاحتفال بمكاسبك وانتصاراتك أمراً هاماً، لكنَّ التقدُّم الذي تحرزه هام أيضاً.

يدرك معظم الناس أنَّه يجب عليهم الاحتفال بما حققوه من انتصارات، لكنَّ بعضهم الآخر ليس لديهم أدنى فكرة أنَّه يجب عليهم الاحتفال بتقدُّمهم؛ فعندما تتخذ بعض الإجراءات وتحقق تقدُّماً، يجب عليك أن تحتفل بذلك.

على سبيل المثال، احتفل في كل مرة تنجز فيها مهمة ما، وامدح نفسك لالتزامك بالخطة التي وضعتها؛ سيجعلك هذا الأمر تشعر بالارتياح وترغب في اتخاذ المزيد من الإجراءات أو الاستمرار في اتخاذ الإجراءات مرةً أخرى في اليوم التالي؛ لذلك احتفل بانتصاراتك وبتقدُّمك أيضاً.

"كلما أثنيت على نفسك واحتفلت بحياتك، وجدت ما يستحق الاحتفال أكثر في حياتك" - أوبرا وينفري (OPRAH WINFREY).

3. الالتزام بالتطور والتحسين دائماً لتحقيق أفضل النتائج:

عندما تبدأ بأمر جديد لأول مرة، يكون منحنى التعلُّم شديد الانحدار وقد يبدو كل شيء صعباً عليك، ومع ذلك عندما تتعلَّم وتنمو وتتطور وتفعل المزيد، تصبح الأمور أسهل وتكون قادراً على تحقيق أفضل النتائج.

هذه هي الطريقة التي يحقق بها الأشخاص الناجحون إنجازات استثنائية في حياتهم؛ حيث يلتزمون بالتحسين المستمر الدائم، فهم يبذلون قُصارى جهدهم للتعلُّم وتحسين وتنمية مهاراتهم قدر المستطاع.

في مجال الرياضة مثلاً، يتدرب الرياضيون المحترفون كل يوم، فهم يعلمون أنَّه كلَّما تدربوا أكثر، سيتحسنون وسيحصلون على نتائج أفضل، وعندما يفوزون أو يلعبون جيداً ستزداد ثقتهم بأنفسهم، ممَّا يجعلهم يتدربون أكثر.

أما إذا كنت ترغب في البدء بمشروع تجاري ناجح عبر الإنترنت، ولكنَّك لا تملك أي فكرة عن طريقة القيام بذلك، فستكون الأمور صعبةً عليك، وقد تواجه الكثير من العقبات ولن يكون لديك فكرة من أين ستبدأ.

ومع ذلك، إذا حضرت ورشة عمل أو قرأت كتاباً أو كنت تمتلك شخصاً يرشدك في رحلتك، فستكون الأمور أسهل عليك، وعندما تحصل على نتائج إيجابية صغيرة، فإنَّك ستشعر بالرضا ممَّا يعزز معتقداتك، وحينها تخبر نفسك بأنَّه يمكنك القيام بذلك ويمكنك اتخاذ إجراءات كبيرة، ممَّا يساعدك على تحقيق المزيد من النجاحات.

لذلك التزم بما قاله توني روبينز (Tony Robbins): "احرص على التحسين المستمر والذي لا ينتهي أبداً".

الطريقة الوحيدة لتحقيق نجاح كبير في الحياة هي من خلال النمو والتطور والتحسين؛ فإذا كنت لا تسعى إلى تحسين نفسك، فلا توجد طريقة يمكنك من خلالها تحقيق أفضل النتائج.

ويجب أن تعرف بأنَّك لا تحصل على النجاح الذي تريده؛ وإنَّما تحصل على النجاح الذي يحدد من ستصبح؛ بمعنى آخر، ينسجم نجاحك مع هويتك؛ فعندما تستحق النجاح، سيأتي النجاح إليك تلقائياً.

إقرأ أيضاً: أشهر الأقوال والحكم للكاتب الشهير توني روبنز

4. الإيمان بامتلاك إمكانات هائلة لتحقيق نجاح أكبر:

هل تعلم أنَّه يمكنك أن تُكيِّفَ نفسك للنجاح بوعي؛ حيث يوجد العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها، فعلى سبيل المثال، يمكنك:

  • قراءة المزيد من الكتب المتعلقة بمجال عملك أو كتب التنمية الشخصية.
  • التحدث والتواصل والاختلاط مع أشخاص ناجحين آخرين بحيث تؤثر عقلية نجاحهم فيك.
  • تحفيز نفسك واستخدام عبارات التشجيع وتكييف عقلك الباطن على الأمور الجيدة.
  • تَخَيُّل النجاح الذي تريده، ومراقبة نفسك كيف تحقق بالفعل حلم الحياة الذي تسعى إليه.
  • طرح بعض الأسئلة بحيث تجعلك تعتقد أنَّ النجاح أمر ممكن، وأنَّه يمكنك تحقيقه.
  • قراءة السِّيَر الذاتية للأشخاص الناجحين، فعندما تفعل ذلك، فإنَّك تعزز اعتقادك أنَّه إذا كان في إمكانهم تحقيق النجاح؛ فيمكنك أنت القيام بذلك أيضاً.

تعمَّق دائماً في معرفة الأمور المتعلقة بالمجال الذي تريد أن تصبح فيه شخصاً أفضل، على سبيل المثال: إذا كنت تريد أن تصبح لاعب تنس رائعاً، فاجعل حديثك كله عن التنس، ومارسها بكثرة، وتعلَّم قواعد اللعبة جيداً، واختلط مع الأشخاص الشغوفين بها.

عندما تفعل ذلك، فإنَّك تُكيِّف نفسك للاعتقاد بأنَّه يمكنك القيام بأفضل ما لديك والنجاح في مجال الرياضة.

ينطبق الأمر نفسه على كافة الأمور الأخرى في الحياة، فإذا كنت ترغب في البدء بعمل تجاري مربح عبر الإنترنت، يجب أن تتعلم كل شيء يتعلق به، وتختلط مع مسوقي الإنترنت الناجحين، وتتعلم وتقرأ قدر المستطاع، وتهيِّئ عقلك بنشاط لتلقِّي المعلومات الإيجابية المتعلقة بالتسويق عبر الإنترنت.

عندما تفعل ذلك، ستتطور في النهاية لتصبح الشخص الذي يستحق النجاح الذي تريده.

في الختام:

نحن جميعاً نسعى إلى تحقيق النجاح في حياتنا، سواء على المستوى الشخصي أم المهني، وعندما نتمكَّن من تجاوز الخطوة الأولى في أي شيء يصبح النجاح أمراً سهلاً.

استفد جيداً من دورة النجاح بحيث تجعلها تعمل لصالحك وتحقق أفضل نجاح، ابنِ نظام معتقدات قوي، واستفد من إمكاناتك، واتخذ إجراءات كبيرة وثابتة، ولا تنسَ الاحتفال بتقدُّمك.

لا يحدث النجاح صدفةً؛ وإنَّما يحدث عن طريق التصميم؛ حيث يمكننا أن نقرر بوعي كيف نريد أن نعيش حياتنا، ومن ثم تحديد النتائج التي سنحصل عليها في الحياة، وإذا كنَّا على استعداد للعمل من أجل ما نريده في الحياة، فلا يوجد شيء يمكن أن يمنعنا عن ذلك؛ لذا استخدم دورة النجاح وابنِ الحياة التي لطالما حلمت بها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة