كيف ترفع من قيمة ذاتك وتثق بنفسك أكثر

عندما تنظر في المرآة، ماذا ترى؟ هل ترى شخصاً تثق وتهتم وتؤمن به؟ أم هل ترى شخصاً مُقصّراً يرتكب الأخطاء على الدوام؟ حقيقة الأمر هي أن من تراه لا علاقة له بما تنظر إليه بصرياً. وإنَّما له علاقة بكل ما يقوله إحساسك القليل عنك في أيِّ وقت. ذلك الصوت الخافت الذي تسمعه في رأسك، والذي يعطي رأيه باستمرار في كُلِّ شيء. ذلكَ ما يسمى تقدير الذَّات.

يمكن لتقدير الذَّات الخاصُّ بك أن يكون إمَّا أفضلَ صديقٍ لك أو أسوأ عدو لديك. فإذا لم يعتبرك تقديرك لذاتك من وقتٍ لآخرَ، شخصاً ذا قيمة، فإليك كيف ترفع من تقديرك لذاتك وتثق بنفسك أكثر.



كيف اعطي قيمة لنفسي؟

1. اسمح للوقت بأن يبنيَ ثقتك في نفسك

إنَّ تقدير الذَّات خاصتك هو مدى ثقتك في قدرتك على إنجاز أمرٍ ما. يمكنك أن تحصلَ على جرعةٍ عاليةٍ من تقدير الذَّات عندما تطلب زيادةً أو ترقية. ومع ذلك، يمكن أن يكون تقديرك لذاتك منخفضاً عندما يُطلب منك المثولَ أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص. ترتبط قدرتك على أن تثق بنفسك بشكل مباشر بمدى راحتك في النَّشاط الذي تقوم به، إذ نادراً ما تجد نفسك مرتاحاً في كلِّ موقف؛ وإنَّما سيكون هناك أحداث قد بنيت فيها ثقتك بنفسك مع مرور الوقت.

فعلى سبيل المثال، أنت لم تكن شديدَ الثِّقةِ بقدراتك عندما بدأت حياتك المهنية لأول مرة، لكنَّك أدركت قيمتك مع مرور الوقت. لقد اكتشفت من خلال تجاربك بأنَّ لديكَ الكثيرَ لتقدمه، وأنَّ الكثير من الشركات ستكون مهتمّةٌ بذلك.

2. اعلم أنَّ ما لا يمكنك التَّحكم به، لا ذنب لك فيه

ادرك قيمتك؛ إذ إنَّ تقديرك لذاتك هو رأيك الشَّخصيُّ بنفسك. لذا احرص على أن تُبقيَهُ هكذا. لا ينبغي لتقديرِك لذاتك أن يعتَمِد أو يُبنى على تفاعلاتك مع الآخرين. هناك طريقة أخرى للنَّظر إلى ذلك وهي التَّحكم في ما يمكنك التَّحكم به. بإمكانك أن تتحكَّمَ في أشياءَ مثل الجَّهد والسُّلوك، لكن لا يمكنك التَّحكم في ردود أفعال الآخرين. وعلى الرَّغم من أنَّه قد يكون من الصعب عليك تصديق ذلك، إلا أنَّ معظم ردود الفعل التي تواجهها في الحياة لا تمتُّ لك بِصِلَة. فعادةً ما يمرُّ المرء بموقفٍ ما في هذه الحياة، ويحاول بعد ذلك أن يفهم طريقة تأثير ذلك الموقف على حياته. ماذا لو كان الآخرون يُمضون يوماً سيئاً وتصادفَ أن كنتَ في المكان الخاطئ، وفي التوقيت الخاطئ؟ فمثلاً، ستمرُّ بأوقاتٍ تتقدم فيها بطلب من أجل الحصول على وظيفة جديدة، ولايتتم استدعاؤكَ لإجراء مقابلة حتَّى. ما سيحصلُ عندئذٍ، هو أنَّك ستبدأ بالتساؤل عمَّا إذا كنتَ غيرَ مؤهلٍ لذلك المنصب، وسوف تجادل نفسكَ فيما لو كان عليك أن تغير من سيرتك الذاتية بطريقة ما. إذ من الطبيعي لكَ كبشر، أن تنظر إلى الداخل بدلَ أن تنظر للخارج.

إذ نحن جميعاً كبشر، نُشَخصِنُ الرَّفض ونعتقد أنَّنا ملامون. ومع ذلك، يمكنني أن أخبركَ بأنَّني رأيتُ شَركاتٍ تعلن عن توفر مناصبَ شاغرة على مواقعها الالكترونيَّة، من أجلِ مرشَّحٍ داخليٍّ تم اختياره بالفعل!! لقد قاموا بنشر الإعلان عن تلكَ الوظيفة فقط لأنَّ القانون يُلزمهم بالقيامِ بذلك. لذا وبمجرد حصولهم على عدد قليل من المتقدمين لشَغلِ ذلك المنصب، فإنَّهم يغلقون طلبات التقدم ويوظفون ذلك الشَّخص. في هذه الحالة، لم يكن هناك أيُّ شيء يمكنك تغييره بشأن متطلبات سيرتك الذاتية أو رسالة الإحالة أو متطلبات الرَّاتب. إذ لم يكن الموقف بين يديك أصلاً، وليس بيدك أي شيء يمكنك القيام به حيال ذلك.

لهذا السَّبب لا يمكنك السَّماح للأحداث الخارجية بتغيير قيمة نفسك. فعندما تُشخصِن كلَّ شيء، فإنَّك تلقي اللَّوم في مكانٍ قد لا يتواجد فيه من الأساس.

إقرأ أيضاً: 9 طرق فعالة يستخدمها الأشخاص المميزون للتخلّص من الشك في النفس

3. حدّد وقتاً تتّخذ فيه إجراءً ما

هناك نوعٌ من التوازن يتعيَّن عليكَ إيجاده، ما بين التحضير للإجراء والإجراء نفسه. وعلى الرَّغم من أنَّك لا تريد أن تواجه أيَّ موقف تكونُ غيرَ مستعدٍّ له، إلا أنَّك قد تميل أيضاً للمماطلة من خلال التَّحليل الزَّائد للمشكلة. وكلما زاد الوقت الذي تقضيه من دون أن تتَّخذ أيَّ إجراء، كلما زادت الأسباب التي تجعل من عقلك يخلق أعذاراً من أجل أن تستمرَّ بتقاعسكَ عن ذلك.

فإن كنتَ ترغب في أن تزيدَ ثقتك بنفسك، خصِّص بعض الوقت لكي تبحث عن هدفك. وافهم مقدار الوقت الذي يستغرقه ذلك الهدف حتى يتم إنجازه، وتحرَّ عن بعض العقبات التي غالباً ما يواجهها الآخرون، وجد طرقاً للتَّغلبِ عليها. فمن خلال تخصيصِكَ لبعضِ الوقت من أجل التحضير للهدف، ستزيد من ثقتك بنفسك. إذ إنَّ هدفك هو استخدام هذه المعلومات لإنشاء خارطة طريقٍ لتعكس نجاحات الآخرين. فكل مقالة أو مقابلة أو موقفٍ تقرأ عنه، هو سببٌ آخر لإدراك أنَّ النجاح ممكن.

الآن، أنت تعمل من موقع قوة. والآن، ليست المسألة مسألةَ "إن كانَ ذلك ممكناً"، بل هي مسألة "متى ستقوم بذلك". فقد أنشأت نظاماً مثبتاً محتَّمٌ له أن يعودَ عليكَ بالنتائج التي ترجوها. وبمجرد ما إن تمتلك ذلك النظام، سيصبح كل ما تبقى هو أن تتخذ الإجراءات اللازمة.

يُعد تحديد الوقت من أجل اتخاذ الإجراء أمراً هاماً، لأنَّه يُمكِّنُكَ من أن تعلمَ ما يجب عليكَ القيام به قبلَ أن تقوم به.

وكما سبق أن ذكرت لك، إذا كنتَ ترغب في التَّغلب على خوفك والشَّك الذي يعتمل في نفسك، فأنت بحاجةٍ إلى اتِّخاذ إجراء. واتخاذ الإجراء هو أفضل وسيلةٍ لإثباتِ أنَّ لديك ما يلزم!

إقرأ أيضاً: 4 طرق للاستفادة القصوى من الوقت لتكون أكثر إنتاجية

4. تحدَّث مع نفسك بشكل إيجابي

إذا كنت تريد أن تثق بنفسك، فاحرص على أن تتحدث إلى نفسك بطريقةٍ مشجعة.

لا تقل أشياءَ مثل "دائماً ما يحدث لي ذلك" أو "لا يمكنني أبداً أن أستوعب ذلك بالشَّكل الصحيح". إذ تصبح هذه البيانات السلبية نبوءات تحقق نفسَها بنفسِها، وتجعل من الصَّعب عليك أن تؤمن وتثق بنفسك. بل قم بدلاً من ذلك، بقول أشياءَ مثل: "إنَّه يعملُ على هذا" أو "يمكن أن يحدث لها ذلك بينَ الفينةِ والأخرى".

هل لاحظتَ استخدام صيغَة المخاطب الغائب؟ حسناً، لنشرح لك ما يلي:

تُظهر الدراسات كيف أنَّ انخراطكَ في التَّشجيع الذاتي يُعَدُّ أمراً هاماً جداً، وأفضلُ طريقةٍ لأن تتحدث فيها مع نفسك هي استخدام صيغةِ الغائب. فذلك يسمح لك بوضعِ مسافةٍ صغيرة بينك وبين أفكارك. كما ويتيح لك ذلك أن تكون أكثر موضوعية، بالإضافة إلى تقليل إجهادكَ بشكلٍ عام، عند تعاملكَ مع المواقف المختلفة. وإذا كنت لا تحب ما ستقوله عن نفسك، فلا تتردد في الإشارة إلى تلك الأفكار وكأنَّها تخصُّ شخصاً آخرَ تماماً. واذكر اسمك فقط عندما تكون تلك الأفكار إيجابية ومشجعة.

5. حوِّل قلقك إلى إثارة

لقد أظهرت الدِّراسات أنَّه يمكنك أن تُعليَ من تقديركَ لذاتك عن طريق تغيير الطريقة التي تنظر بها إلى القلق. فبدلاً من أن تحاول تهدئةَ روعك قبل اجتماع هامٍّ مع رئيسك في العمل (كما قد قيل لمعظمنا أن يفعل)، يجب أن تنظرَ لقلقك على أنَّه إثارة.

فأولئك الذين "يعتَبِرون تشوُّقهم القَلِقَ كنوعٍ من الإثارة، يشعرون بأنَّهم أكثرَ سعادةً وأفضل أداءً".

تؤكَّد هذه النَّصيحة على فكرة أنَّه لا يوجد أمرٌ جيد أو سيء بالضرورة، فالأمرُ كلُّه يتعلق بطريقةِ ردة فعلك على ما يحدثُ لك. في هذه الحالة، إن كنت تشعر بالقلق تجاهَ إجراءٍ معين أنت على وشك القيام به، لا تطالب نفسك بالهدوء؛ فهذا يكون بمثابةِ إذعانٍ لشكِّك بنفسك. بل بدلاً من ذلك، إن أنت أخبرتَ نفسك أنَّك متحمس -مثل رياضيٍّ أو فنانٍ استعراضيٍّ قبل العرضٍ الكبير- فأنتَ تُمَهِّدُ لنفسكَ طريقَ الفوز.

إقرأ أيضاً: 12 تطبيقاً تساعد في تخفيف الشعور بالقلق والتوتر

6. افشل بينَ الفينةِ والأخرى

إنَّ ربطَ الفشلِ بالثِّقة يبدو وكأنَّه يؤدي لنتائج عكسيَّة، ولكن أصغِ إلى هذه الكلمات:

إن كنت تفشل، فهذا يعني أنَّك تثق بأنَّك ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة. إنّ الفشلَ عاملٌ رئيسيٌّ من عوامل النَّجاح. فكِّر في كل الأشخاص الناجحين، أو في فيلمٍ تفضله يتحدثُ عن بطلٍ خارق، أو أيِّ فيلم من ذلكَ القبيل. وسترى كيفَ أنَّه في الطريق إلى تحقيق النجاح، ستجد الشَّخصية الرئيسية نفسها وهي تتعافى من نكسة. وسترى كيف أنَّه لن يكون أمامها إلَّا خيارين اثنين؛ المثابرة أو الاستسلام. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل معظم الناس يستمتعون كثيراً بمشاهدة الأفلام. إذ يجدونَ أنفسهم وهم أمامَ فرصةٍ لأن يعيشوا إخفاقاتِ أولئكَ الأبطال بشكلٍ غير مباشر، وأن يشاركُوهم آلامهم ويحتفلوا بانتصاراتهم.

والآن، خذ لحظة وتفكَّر في المحن التي تتحملها شخصية رئيسية ضمنَ أحد أفلامك المفضلة. ستكون هناك لحظة يمكنك أن ترى فيها أنَّها قلقةٌ من المستقبل. حيث تظنُّ تلكَ الشَّخصية أنَّ الفشل هو نتيجةٌ لا مفر منها بغض النَّظر عن التغييرات التي تقومُ بها، أو عدد المرَّات التي تحاول فيها. ونظراً لأنَّها يراودها ذلك الشُّعور بالهزيمة، تحاول عادةً المضي قدماً وعيشَ حياةٍ أقل، لكن يحدث لها شيئ ما يعيدها للمعركة.

هذه اللحظة من عدم اليقين والشَّك بالنَّفس هو أمرٌ تواجهه في رحلتك أيضاً. فعندما تجد نفسك مع خيار تخطي الأمر، أو إعادة ترتيب أمورك، اختر أن تنهض بنفسك وتحاولَ مرة أخرى. وكلما زاد عدد مرات فشلك في يوم من الأيام، كلما زادت ثقتك في أنَّ النجاح يلوحُ في الأفق. هذا هو السَّبب الذي يجعل من تقديرك لنفسك أمراً بالغ الأهمية.

وإذا كنت تعتقد أنَّ الفشل جزءٌ لا يتجزَّأ منك، فلا يوجد سبب يدعوك إلى الاستمرار. فالنَّتائج هي نتائج، ولا يوجد شيء يمكنك القيام به حيال ذلك. ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أنَّ النتائج هي مؤشِّرٌ لدرسٍ عليكَ تعلمُه، فأمامك فرصة لإجراء تعديلات عندما يكونُ هناكَ حاجةٌ إليها، ومن ثمَّ يأتي الازدهار.

7. استثمر في نفسك

إذا كُنتَ تدرسُ من أجل الحصول على شهادة وفشلت أولَ مرَّة، فيمكنك عندئذٍ أن تستنتج أنَّه عليكَ زيادة فهمك للمبادئ التي سبقَ وأن غطيتها أثناءَ دراستكَ. قد يعني هذا أن تستعينَ بمدرّسٍ أو تنضم إلى مجموعة دراسيَّة أو تشتري دليلاً دراسيّاً أفضل.

بالعودةِ للمقارنة السينمائيَّة التي تكلمنا عنها سابقاً، إذا ما خسرتَ المعركة، فقد يتوجَّبُ عليكَ تحسين استراتيجيتك أو مهاراتك القتالية أو نوعيَّةِ تسليحك.

سنقوم بالاستعانة بفيلم ثور راجناروك كمثال. ثور هو إله الرَّعد، ومطرقته التي تسمى ميولنير هي سلاحُهُ المفضَّل. يستطيعُ استخدامها لمساعدته على توجيه الرَّعد والطَّيران من أجل ضرب أعدائهم بشكلٍ مباشر. لذا من الطبيعي أن نفهم لماذا كان يمتلك ثقةً كبيرة في نفسه وقدراته. المشكلة تحدث عندما تدمِّر هيلا -عدوته اللدودة- مطرقته، لِيَظنَّ بعدها أنَّ كُلَّ قدراته مرتبطة بتلك المطرقة. ليتضح أنَّه في الحقيقة لم يكن لديه ثقة تامة في نفسه، بل بالمطرقة فقط. ما تبقى من الفيلم هو ثور الذي يقاتل وَسَاوِسَ نفسه في سبيل أن يجد العزم (والقدرة) على الاستمرار.

هناك دراسات تُظهر وجود صلةٍ واضحة بين التَّدريب، وكيف تشعر حيال نفسك، ومستوى أدائك.

ربما لاحظت أنَّ صراع "هل يمكنني الوثوق بنفسي" هو موضوع مطروقٌ بشكلٍ متكرر في أفلام مارفل... واجه توني ستارك نفس المشكلة حيث اعتقد أنَّ البدلة التي يرتديها جعلت منه الرجل الحديدي. كما استلمَ بيتر باركر بدلة مطورة في فيلم سبايدر مان: العودة للوطن... ونعم لقد حزرت، لقد كان يظن أنَّ البدلة هي ما جعلت منه سبايدرمان.

أما كابتن أمريكا كان مختلفاً بعض الشيء، لكنَّه كان يُشْبِهُهُم بشكلٍ عام. لقد وثق بـ S.H.I.E.L.D. (الدِّرع) أكثر مما كان يثق بنفسه. ويمكننا أن نستمرّ في ضرب لك مزيداً من تلك الأمثلة، لكن نعتقد أنَّك قد فهمتَ ما الذي نتحدّث عنه. فالبطل الذي يوجد داخل كل شخصٍ منا، يصارع هذا السؤال: هل لدي ما يتطلبه الأمر لأنجح؟

لا ترتكب خطأ وضع ثقتك في استثمارك. سواءً أَكانَ ذلك مُدرِّسَاً أم دليل دراسة أو أي شيء آخر. فالسر كُلُّ السِّرِّ، يكمن في تجهيز نفسكَ بشكل أفضل حتى تتمكن من النَّجاح (والأمر منوطٌ بكَ هنا).

شاهد بالفيديو: كيف ترفع من قيمة ذاتك وتثق بنفسك أكثر؟

وفي الختام: بداية التغيير هي ادراك قيمة ذاتك

ابدأ بمعرفة أنَّ كُلَّ شخص يتحلَّى بالثقة في الموقف الصحيح، وتتراوده الشكوكُ في الموقف الخاطئ. وانظر فيما لو كنتَ تقدر على أن تعرف سبب ارتفاع مستوى ثقتك ضمنَ بيئةٍ ما، وانخفاضها جداً في بيئةٍ أخرى. ثم ابدأ في اتخاذ الخطوات اللازمة لكي ترفع من قيمة نفسك، وتبني الثقة في مجالات التَّحسين خاصتك.

فقط تذكر أنَّ بناء الثقة في النفس يستغرق وقتاً، ويتطلب منكَ أن تتجمَّلَ بالصبر وتستمر في جهودك.

المصدر




مقالات مرتبطة