كيف تربي أطفالك لتحقيق مستقبل أفضل؟

عندما تسأل الآباء عما يريدونه من أطفالهم، فسوف يجيبونك غالباً بأنَّهم يريدون تربية أطفال عظماء، لكن هذا ليس ما يريده معظم الآباء؛ بل هم يريدون تربية أطفالهم ليصبحوا عظماء عندما يبلغون سن الرشد، فلا يولي معظم الآباء اهتماماً بالشخصية التي تتكوَّن لدى أبنائهم بحلول الوقت الذي يجب عليهم فيه مغادرة المنزل للسكن في الجامعة أو الاستقلال في حياتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "آندي أندروس" (Andy Andrews)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع تربية ابنه لتحقيق مستقبل أفضل.

من السهل جداً أن ننشغل بالتحديات اليومية فيما يتعلق بتربية الأطفال، لدرجة أنَّنا غالباً ما نغفل عن الشخصية التي تتكوَّن لدى أطفالنا حين يكبرون، ومع ذلك، قبل بضعة أشهر، أجريت محادثة مع ابني "أوستن" (Austin)، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاماً آنذاك، جعلتني أدرك مدى سهولة مساعدة الطفل على الانتقال إلى مرحلة البلوغ.

التربية مع أخذ مستقبل أبنائنا في الحسبان:

لقد أحضرت ورقة وقلماً وقلت لابني: "دعنا ننشئ قائمة لما تريد أن تبدو عليه حياتك عندما تبلغ سن الـ 25"، ولكنَّه حدَّق بي وقال: "ماذا تقصد؟" فأجبته قائلاً: "هل فكرت يوماً فيما ستفعله عندما تكبر؟ فأجابني: "نعم"، ثم قلت له: "دعنا نكتب ما تريد أن يحدث بالضبط بدلاً من مجرد الانتظار ورؤية ما الذي سيحدث".

لقد سمعت أشياء أدهشتني لمدة عشر دقائق - أشياء لم يخبرني بها "أوستن" سابقاً، وربما لم أكن سأكتشفها دون أن أسأل - على سبيل المثال، أول ما كتبناه هو المكان الذي يريد أن يعيش فيه، فقد سألته: "هل تريد أن تعيش في المدينة، أم في الريف، أم في الضواحي؟ فأجابني بسرعة مفاجئة وقال: "أريد أن أعيش قرب البحيرة"، لم أسمع بهذا من قبل؛ إذ إنَّ هذه البحيرة التي ذكرها لا تبعد كثيراً عن المكان الذي نعيش فيه في "أورانج بيتش" (Orange Beach)، في ولاية "ألاباما" (Alabama)، فإنَّها مكان رائع للصيد".

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

لذلك قمنا بتدوين البحيرة، وبعد ذلك، وصفنا نوع المنزل الذي يريد أن يعيش فيه، وما إذا كان يريد أن يكمل دراسته في الجامعة، وماذا يريد أن يفعل في اليوم العادي، وعندما اكتملت القائمة، بدأ "أوستن" يشعر بالحماسة، ففي النهاية، عندما تأخذ الوقت الكافي للجلوس والتخطيط لحياتك المثالية، يمكن أن تبدو رائعة جداً.

عندما انتهينا من القائمة، قلت له: "إنَّها قائمة رائعة، سأشعر بالحماسة الشديدة إذا عشت هذه الحياة في سن الـ 25"، ثم أجابني: "أنا أيضاً"، فسألته ما إذا كان يريدني أن أساعده على تحقيق بنود هذه القائمة، فأجابني: "نعم".

بهذا الاتفاق، أنشأت نسخة من القائمة لنفسي، ومنذ ذلك الحين، راجعناها مرات عدة، لكن بالطبع، لقد تغيَّر فيها بعض الأشياء؛ إذ إنَّ المستقبل الذي يريده المراهق لنفسه ليس ثابتاً أبداً، لكن هناك شيء واحد لم يتغير؛ وهو أنَّ النتائج المرجوة بقيت رائعة، وما زالت محط اهتمامنا.

إنَّه يعلم أنَّني أريد الأفضل له، وأنَّني موجود لتقديم الكوتشينغ له لتحقيق تلك النتائج، ليس لأنَّني أكثر ذكاءً، لكن لأنَّني أكبر سناً، وقد ارتكبت أخطاء يمكنه تجنبها، ومررت بتجارب أكثر منه، مثلما يجلس الكوتش مع فريقه ليدرسوا النتائج التي يريدون تحقيقها في الموسم المقبل، فقد أدرجنا أنا وابني النتائج التي نريد تحقيقها عندما يصبح رجلاً بالغاً.

إقرأ أيضاً: النجاح في تربية الطفل: 6 طرق فعّالة لتنمية ذكاء الطفل في سنٍ مبكر

أهمية طرح الأسئلة لاستشراف المستقبل:

إذا علمنا أنَّ جودة إجاباتنا تعتمد على جودة أسئلتنا، فلنطرح بعض الأسئلة الجيدة الآن:

  1. هل تريد الأفضل لأطفالك؟
  2. ما هو "الأفضل" تحديداً؟
  3. ما هي الإجراءات المحدَّدة التي يمكنك اتخاذها لمساعدة أطفالك على تحقيق الأفضل؟

على الرغم من أنَّنا غالباً ما نتجنَّب التفكير في الأمر، إلا أنَّه سيأتي وقت وسيقلُّ فيه تأثيرنا في مسارات حياة أطفالنا؛ إذ إنَّنا لن نراهم كل يوم، وربما لن نتحدَّث معهم كل يوم أيضاً، لذلك سينخفض مقدار تأثيرنا في قراراتهم انخفاضاً كبيراً، وسوف يحصدون نتائج قراراتهم، لكن ماذا لو استطعت مساعدتهم على اتخاذ هذه القرارات الآن؟ في الواقع، يمكنك القيام بذلك.




مقالات مرتبطة