كيف تدرس بفاعلية؟

لقد كان ذلك في العام 1993، وكنت في الـ 16 من عمري على وشك المشاركة في امتحان الشهادة الثانوية العامة في "مادة الجغرافية" (Geography GCSE)؛ إذ كان هذا اختباراً عاماً أُجريَ في صالة الألعاب الرياضية بالمدرسة، وظهرت رائحة خانقة من شمع الأرضيات وغبار كثيف في الهواء، ورُتِّبَت المكاتب الفردية ذات الطراز الفيكتوري، التي كانت تكفي لثلاثة أجيال تماماً مصفوفة بترتيب دقيق، وكان هناك صمت جائر غير طبيعي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المحاضر في علم النفس "بوب بين" (Paul Penn) يخبرنا فيه عن الدراسة بشكل فعال.

مع ذلك، كنت قد حضَّرتُ لهذا الاختبار تحضيراً جيداً وكنت أشعر بالثقة، فأخذت نفساً عميقاً وفتحت كراسة امتحاني ونظرت إلى الصفحة الأولى من الأسئلة، وسرعان ما تبددت ثقتي؛ فمن الواضح أنَّني لم أكن الوحيد الذي كانت ثقته في التحضير للامتحان في غير محلها، ومع ذلك لم أفهم السبب تماماً، حتى بدأت بتدريس علم النفس بعد نحو 12 عاماً.

لسوء الحظ، تشير الأبحاث في علم النفس إلى أنَّ قدرتنا على مراقبة وتقييم مستوى معرفتنا أو مهارتنا بدقة - يشار إليها باسم القدرة ما وراء المعرفية - غالباً ما تكون خاطئة، وتميل هذه الأخطاء إلى منحنا تصوراً مبالغاً فيه لمعرفتنا وفهمنا؛ وهذا يشجعنا على المثابرة على الأساليب غير الفعالة للدراسة التي تقوض جهودنا للتعلم بهدوء، ولكن بإصرار، ومن السهل إثبات ذلك من خلال فحص بعض ممارسات الدراسة المفضلة والنظر في المفاهيم الخاطئة التي تعكسها حول التعلم. دعونا نبدأ الأمور من خلال النظر إلى تلك الطريقة المفضلة الدائمة؛ وهي طريقة حشو المعلومات.

يؤدي "حشو المعلومات" (Cramming) إلى حفظ الأشياء من خلال التطبيق المكثف مباشرة قبل المحنة أو الامتحان؛ ولكنَّ الشيء الذي يتم تعلمه بهذه الطريقة يمكن أن يشكل القليل من الترابط بين المعلومات.

ربما مررنا جميعاً بذلك في وقتٍ ما، ففي المساء الذي يسبق الامتحان الكبير، مواد الامتحان ملقاة على المكتب ومجموعة كبيرة من مشروبات الطاقة التي تحل محل حقن الكافيين الوريدي والتي يمكن أن تكون أكثر فاعلية، والإنتاجية هي العادة السائدة والنظام اليومي، فبعد كل شيء، يأتي وقت تحتاج فيه إلى تكثيف الدراسة.

تؤكد الأبحاث أنَّ الدراسة المكثفة هي خطة استراتيجية منظمة للعديد من الطلاب، ومع ذلك، أظهرت الأبحاث في علم النفس منذ أواخر القرن التاسع عشر أنَّ توزيع وقت الدراسة على عدد من الجلسات الأقصر يعمل بشكل أفضل من تكثيف العمل في جلسة ماراثونية واحدة. يُعرف هذا باسم "تأثير التباعد"؛ إذ إنَّها إحدى تلك الاكتشافات النادرة في علم النفس، والتي لا جدال فيها إلى حد كبير؛ وهذا يجعل الأمر محيراً لدرجة أنَّ الكثير منا لا يستفيد منها.

يوجد نهج روتيني آخر للدراسة وهو إعادة قراءة المواد بشكل متكرر، وليس من الصعب شرح سبب اعتماد الطلاب على هذا النهج؛ فإذا كنت تقرأ جزءاً من النص بشكل متكرر، فستبدأ الشعور بأنَّ هذا النص مألوف بالنسبة إليك، ومن المحتمل أن تفسر هذا الشعور بالألفة على أنَّه تقدم، ولكن لسوء الحظ غالباً ما يكون هذا التصور للتقدم وهمياً، فهو يعكس فشلاً في مراعاة الاختلاف الحيوي بين ظروف الدراسة والامتحان؛ إذ تبدو الأمور دائماً سهلة عندما تكون الإجابات أمامك، ولكن للأسف لا تسمح لك معظم الاختبارات بهذه الميزة.

كما أنَّ الاعتماد على إعادة قراءة المواد بشكل سلبي عند الدراسة يعكس أيضاً مفهوماً خاطئاً أكثر جوهرية حول طبيعة الذاكرة، وغالباً ما ننظر إلى الذاكرة على أنَّها أقرب إلى كاميرا غير احترافية إلى حدٍ ما؛ إذ ليست كتلك الكاميرات ذات "العدسة الأحادية العاكسة" (single-lens reflex)؛ بل أكثر من تلك التي تعود إلى العصر الفيكتوري؛ وهو النوع الذي يتطلب 30 دقيقة من الوقوف لالتقاط صورة شخصية، وخلال هذه الفترة كان على الأشخاص أن يظلوا ساكنين تماماً وإلَّا ستتلف الصورة، وهذه الفكرة الخلاقة للذاكرة تدفعنا إلى التفكير في أنَّ تذكر المادة بنجاح يتلخص في مقدار الوقت الذي نعطيه لها.

لا تُعيد ذاكرتنا إنتاج المادة بشكل سلبي؛ بل إنَّها تعيد بناءها بشكل فعال وفقاً لمعرفتنا وخبراتنا وتوقعاتنا السابقة. للالتزامٍ بالقياس الفوتوغرافي، فإنَّ عمل الذاكرة يشبه المرشحات الموجودة في مجموعة تحرير الصور أكثر من الكاميرا؛ إذ إنَّ استعمال ذاكرتنا بشكل فعال لا يتعلق بتعظيم التعرُّض إلى مادة جديدة بقدر ما يتعلق بمعرفة كيفية استعمال معرفتنا السابقة وخبراتنا ومرشحات التوقع لدمج هذه المادة مع ما نعرفه بالفعل.

كما ترى إذاً، فإنَّ الأساليب الأكثر شيوعاً للدراسة ليست في معظمها ما يُوصي به علماء النفس، وإنَّني أُدرِك بشكل مؤلم أنَّه حتى عندما تواجه بالأدلة أنَّ طرائق الدراسة مثل الحشو وإعادة القراءة غير فعالة نسبياً، فمن المحتمل أنَّك ستظل دائماً تميل إلى التراجع عن هذه العادات.

قد تجادل: "لقد أوصلني حشو المعلومات إلى هذا الحد؛ لذلك لا يمكن أن يكون غير فعال تماماً"؛ إذ إنَّها ليست غير فعالة تماماً، ومع ذلك توجد بدائل أفضل بكثير، خاصةً إذا كان هدفك هو حفظ وتخزين ما تدرسه لفترة من الزمن، ولو كنتُ قد درستُ جيداً من أجل امتحان الجغرافيا الخاص بي كل تلك السنوات الماضية، لتمكنتُ الآن من تذكر معلومات أكثر من مجرد أسماء أربع من آليات تآكل السواحل؛ لذلك دعنا نفكر في بعض البدائل الأكثر فاعلية.

الأساليب التي أنا بصدد الدفاع عنها هي ممارسة جيدة بغض النظر عن الموضوع الذي تدرسه ولا تتطلب أيَّة معرفة مسبقة بعلم النفس لتنفيذها، فمن خلال إجراء تغييرات أساسية إلى حد ما على الطريقة التي تدرس بها؛ يمكنك تحسين تعلمك واتِّباع مثال الطلاب المتفوقين وتحويل عملية الدراسة من عمل روتيني يجب تحمله إلى نشاط يمكن الاستمتاع به.

إليك ما عليك فعله:

1. المباعدة بين جلسات الدراسة:

من الأفضل، كما هو مذكور آنفاً توزيع الوقت المتاح لك للدراسة على عدد أكبر من الجلسات الأقصر مما هو مخصص لدراستك في جلسة طويلة واحدة، وعند التفكير في استغلال "تأثير التباعد" في دراستك الخاصة، قد تتساءل عما إذا كانت هناك طريقة مثالية للتباعد بين جلسات الدراسة. هل يوجد عدد مثالي من الجلسات؟ وهل توجد فترة زمنية مثالية بين الجلسات؟

لحسن الحظ، إنَّ الإرشادات السهلة حول جدولة جلسات الدراسة كافية، ومن حيث عدد الجلسات التي تستعملها فإنَّ القليل منها يمثل مشكلة كبيرة، وإذا كانت لديك 12 ساعة مخصصة لموضوع ما، فمن الأفضل أن تدرس أكثر من ست جلسات مدتها ساعتان بدلاً من المذاكرة على مدار جلستين مدة كل منهما ست ساعات.

وفيما يتعلق بطول الفترات الفاصلة بين الجلسات، تشير الأبحاث إلى أنَّ الفترات الأطول تميل إلى الارتباط - حتى حد معين - بحفظٍ أفضل للمعلومات، ومع ذلك نظراً لأنَّ الدراسة غالباً ما تتم في إطار زمني محدود، يجب عليك إعطاء الأولوية لعدد الجلسات؛ إذ تحصل على أطول فترة استراحة ممكنة بين الجلسات.

إقرأ أيضاً: أفضل الطرق للتعلم بفاعلية

2. التبديل بين دراسة الموضوعات المتشابهة:

نعتقد غالباً أنَّه من الأفضل تقسيم الموضوعات إلى فئات عند الدراسة؛ لتخصيص الوقت لموضوع واحد وإنهاء مراجعته قبل الانتقال إلى الموضوع التالي، ومع ذلك فقد أشارت الأبحاث الحديثة باستمرار إلى أنَّ التناوب بين الموضوعات المختلفة - المشار إليها باسم "التداخل" - يمكن أن يكون أكثر فاعلية، وخاصة بالنسبة إلى الموضوعات المتشابهة في طبيعتها، والتي يمكن الخلط بينها بسهولة.

على سبيل المثال: إذا كنت تتعلم عن العقاقير ذات التأثير النفسي، فربما تريد أن تنظر إلى فئات مختلفة من الأدوية؛ على سبيل المثال: المنشطات والاكتئاب ومسببات الهلوسة، وعموماً يمكنك التعامل مع هذه الموضوعات بإحدى طريقتين؛ التقسيم إلى فئات أو التداخل، ونهج التقسيم إلى فئات سوف ينطوي على دراسة كل فئة من الأدوية بالتتابع، والتي ستختتم مراجعتك للمنشطات بكاملها قبل الانتقال إلى المسكنات ثم المواد المهلوسة.

بدلاً من ذلك، يمكنك تضمين فئات الأدوية عن طريق تنظيم دراستك حول فئات فرعية، على سبيل المثال: تعريفاتها ونماذجها وآليات عملها وملف التأثيرات النفسية، ويتضمن نمط التداخل أولاً النظر في تعريف لكل فئة من الأدوية قبل الانتقال إلى مثال من كل فئة فرعية، متبوعاً بآليات العمل الخاصة بكل منها، ثم أخيراً ملفات تعريف التأثيرات النفسية.

إليك قاعدة عامة يمكنك اتباعها لمعرفة ما إذا كان من الأفضل اتِّباع أسلوب تقسيم الموضوعات حسب الفئة أم أسلوب التداخل؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ أسلوب التداخل يوجه انتباهك نحو البحث عن الاختلافات بين الموضوعات؛ لذلك تكون أكثر فاعلية عندما تدرس موضوعات متشابهة، وتتطلب المزيد من الجهد لتمييز بعضها عن بعض.

إنَّها فعالة أيضاً في ظل الظروف التي تكون لديك فيها حرية التصرف بشأن تخصيص المعلومات لفئة معينة، كما قد يكون الحال إذا كنتَ تُصنِّف الأعمال الفنية، وفي المقابل يبدو أنَّ أسلوب تقسيم الموضوعات حسب الفئة يركز انتباهك في البحث عن أوجه التشابه بين الموضوعات؛ لذلك، يُفضل استعماله للموضوعات التي يمكن تمييزها بسهولة و/ أو عندما يُحدَّد نوع الفئة آنفاً، كما هو الحال إذا كنت تدرس عناصر الجدول الدوري.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم بفاعلية باستخدام أسلوب التعلم الحسي الحركي؟

3. التركيز في بناء فهمك الخاص لموضوع ما، وليس إعادة إنتاج فهم شخص آخر:

لاحظنا في قسم "الحاجة إلى المعرفة" أعلاه أنَّ الذاكرة بطبيعتها هي أساساً إعادة بناء، على عكس إعادة الإنتاج، وإذا كنت تعتمد على إعادة قراءة مواد الدورة التدريبية بشكل سلبي، فسينتهي بك الأمر إلى استعمال ذاكرتك لمحاولة إعادة إنتاج فهم المؤلف للموضوع بدلاً من تكوين فهمك الخاص.

إذاً، إنَّ أفضل محفز لزيادة فهمك لما تقرؤه، هو أن تسأل عما تقرؤه وأنت تقرؤه، ومن خلال الرد على أسئلتك الخاصة، فإنَّك تجبر نفسك على التفكير في كيفية شرح الموضوع بكلماتك الخاصة وبالاستعانة بمعرفتك وخبراتك السابقة.

يمكنك استعمال نهج يسمى الاستجواب التفصيلي لدمج عملية طرح الأسئلة بشكل منهجي في قراءتك. تتضمن هذه التقنية إضافة أسئلة إلى النص الذي تقرؤه تتطلب رداً توضيحياً منك. يمكنك في البداية الرد شفوياً على هذه الأسئلة بالرجوع إلى النص للحصول على المساعدة. افعل ذلك بشكل متكرر بهدف عدم الحاجة في النهاية إلى الرجوع إلى النص على الإطلاق في أثناء عملية الرد على أسئلتك.

عند استعمال الاستجواب التفصيلي حاول التركيز في الأسئلة بقدر ما تستطيع؛ إذ إنَّ هدفك هو جعل المعلومات ذات مغزى لك قدر الإمكان، وستساعدك صياغة أسئلتك حيث تبدأ بـ "لماذا" أو "كيف" على القيام بذلك، وكذلك التفكير في أمثلة ملموسة لمفاهيم أكثر تجريداً، على سبيل المثال: يمكنك إضافة سؤال توضيحي عن هذه الفقرة، مثل: "لماذا تُعَدُّ الإجابة عن أسئلتك الخاصة ملائمة لطبيعة الذاكرة الترميميّة؟".

إقرأ أيضاً: كيف نتعلم بفاعلية في عصر الإلهاء الرقمي؟

4. اعتماد طريقة استعادة المعلومات وجعلها جزءاً لا يتجزأ من دراستك:

نظراً لأنَّ الناس غالباً ما يدرسون للتحضير لامتحان من نوع ما، فمن المفارقات أنَّنا نميل إلى تفضيل مناهج مثل إعادة القراءة على اختبار قدرتنا على استرداد المعلومات من الذاكرة "ممارسة الاسترجاع".

الاختبار ليس مجرد طريقة لقياس التعلم؛ بل يمكن أن يكون أيضاً آلية قوية للتعلم، وهذه واحدة أخرى من تلك النتائج في علم النفس، والتي تُعَدُّ قوية للغاية؛ إذ يمكن عدُّها الآن بديهية، ويشار إليها باسم "تأثير الاختبار".

على عكس ما قد تشعر به، فإنَّ كلاً من النجاح والفشل في استرجاع المعلومات مفيدان لذاكرتك؛ إذ تعمل النتيجتان على معايرة الثقة في إدراكك لمعرفتك، وهذه معلومات لا تقدر بثمن في توجيه دراستك؛ إذ تستند إلى دليل على التقدم بدلاً من التخمين.

عند الدراسة ليس ما تعتقد أنَّك تعرفه هو المهم؛ بل ما يمكنك إثبات أنَّك تعرفه. غريب أليس كذلك؟ ربما فكرت دائماً في الاختبارات على أنَّها خصمك وحاولت بجد تجنُّبها، ومع ذلك طوال هذا الوقت كان من الممكن أن تستعملها كأداة للتعلم.

يجب ألَّا ترتكب خطأ رفض ممارسة الاسترجاع كونها تمريناً ساخراً في "التعلم للاختبار"؛ إذ لا تقتصر فائدتها على السيناريوهات التي تعرف فيها الأسئلة التي ستُعرَض في الاختبار القادم، كما لا تعتمد فاعليتها على التطابق بين محتوى أو تنسيق ممارسة الاسترجاع الخاصة بك والامتحان الذي تجريه في النهاية، علاوة على ذلك لا تقتصر فوائد ممارسة الاسترجاع على الحقائق فحسب؛ بل تمتد لتشمل المفاهيم ونقل المعرفة من مجال إلى آخر.

يمكنك دمج ممارسة الاسترجاع بشكل طبيعي في دراستك باستعمال نهج القراءة، ثم القراءة عن ظهر قلب، ثم التحقق من صحة معلوماتك، ويتضمن ذلك قراءة مقطع قصير من النص ووضع النص جانباً ومحاولة استرجاع المعلومات بكلماتك الخاصة، قبل التحقق من معلوماتك من النص للتأكد من دقتها في الواقع.

كرِّر هذه الخطوات حتى تشعر بالرضى عن قدرتك على فهم المعنى وليس كلمات النص حرفياً، وإذا كتبت المعلومات التي ترددها عن ظهر قلب بدلاً من سردها شفوياً، فسيزداد فهمك للمادة التي تدرسها.

5. فهم النص وليس فقط تمييز النقاط الهامة بالألوان:

ستكون عند هذه النقطة قد فهمت أنَّ التفاعل مع المواد التي تدرسها هام في الدراسة بفاعلية، ولكن يجب أن تعلم أنَّه ليست كل أنواع التفاعل متكافئة، على سبيل المثال: يُعَدُّ تمييز النص طريقة يستعملها الطلاب على نطاق واسع؛ ظاهرياً يبدو أنَّ هذا أمر منطقي تماماً يجب القيام به عند الدراسة، يجب أن يساعد تمييز الموضوعات الهامة على تركيز انتباهك عن طريق استبعاد الموضوعات الأقل أهمية وتقليل العبء على ذاكرتك.

ومع ذلك، فإنَّ الأدبيات حول فاعلية التمييز تجعل القراءة غير مريحة خاصةً إذا بالغت في استعمالها، وفي المناسبات النادرة التي أظهرت فيها إحدى الدراسات أنَّ للتمييز تأثيراً إيجابياً في التعلم، لم يكن السبب وراء هذا التأثير هو فعل التمييز في حد ذاته؛ بل سبب أهمية المعلومات المميزة هو الهام.

في الواقع، تشير الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص الذين يستعملون التمييز في أغلب الأحيان يميلون إلى القيام بذلك بأقل فاعلية ويحصلون على أقل فائدة من استعماله، وأعلم أنَّه من الجيد التفكير في أنَّ أداة التمييز تعمل مثل الماسح الضوئي ذي الاتصال المباشر بذاكرتك طويلة الأمد؛ ولكنَّها ليست بديلاً عن التفاعل العقلي مع النص.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتعلم الفعّال عن بعد

النقاط الرئيسة للدراسة بفاعلية:

لا يمكنك الاعتماد على الحدس حول مدى جدوى ممارساتك الدراسية، وغالباً ما تكون الأحكام الغريزية للتعلم غير دقيقة وتميل إلى إنتاج تصور مبالغ فيه عن التقدم الذي تحرزه.

عدم الاعتماد على الأساليب المعتادة والسلبية للدراسة مثل إعادة قراءة النصوص وتمييز الفقرات الهامة بالألوان، هذه الأساليب لا تستفيد من الطبيعة الترميمية للذاكرة، وتجعل الدراسة مملة وأقل فاعلية.

التفاعل المنهجي مع معنى المادة التي تدرسها هو مفتاح الدراسة الناجحة.

بدلاً من حشر المذاكرة في جلسة طويلة قبل الامتحان، يكون توزيع الوقت المتاح لك للدراسة على عدد أكبر من الجلسات القصيرة أكثر فاعلية.

عندما تدرس موضوعات متشابهة قد يُخلَط بينها بسهولة، فمن الجيد استعمال أسلوب التداخل؛ أي التبديل بين الموضوعات في أثناء جلسات الدراسة، يمكن أن يساعدك هذا على تحديد الاختلافات بين الموضوعات وتقليل فرص الخلط بينها.

يجب أن تنظر إلى الاختبار الذاتي على أنَّه جزء لا يتجزأ من دراستك، وإحدى الطرائق للقيام بذلك هي طريقة القراءة من النص أولاً، ثم القراء عن ظهر قلب باستعمال مفرداتك الخاصة، وبعد ذلك الرجوع إلى النص للتحقق من صحة معلوماتك. كرر هذه العملية إلى أن تطمئن من أنَّ معلوماتك أصبحت راسخة في الذاكرة.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة