كيف تحيا حياة هادفة دون الحاجة إلى شراء أي شيء؟

لقد اشتريتُ الكثير من الأشياء مؤخراً، كساعة جميلة وبعض السكاكين الرائعة القابلة للطي وبعض الأدوات والمعدَّات الخارجية؛ فالأمر ممتع للغاية. لكنَّني لاحظتُ أنَّ متعة وإثارة الاندفاع إلى التسوق هذه لا تدوم طويلاً، تاركة إياي أرغب في شراء المزيد؛ وبالطبع هذا درس تعلَّمتُه ألف مرة؛ فنادراً ما يمنحني شراء الأشياء أي نوع من الرضى.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ليو بابوتا" (Leo Babauta)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في عيش حياة هادفة.

يعطينا شراء شيء ما جرعة مؤقتة من الحماسة، وبعض الإثارة والترقب والأمل في أنَّه سيمنحنا شيئاً كنا نشعر أنَّه مفقود في حياتنا؛ حيث نأمل أن تساعدنا مشترياتنا الجديدة على الشعور بالراحة، أو القوة، أو الحب، أو المغامرة، أو اللياقة، أو السلام، أو الانتماء.

ربما نعتقد أنَّ الشراء سيساعدنا على تحقيق بعض الأهداف أو تغيير حياتنا التي نواجه صعوبات فيها؛ إلا أنَّ الدرس الذي يجب أن أتذكَّره هو أنَّ هذه الأمور لا تتحقق عبر شراء الأشياء، أو الاعتماد على الآخرين، أو أي شيء خارج نطاق أنفسنا.

أكثر درس أنساه هو أنَّ كل ما نبحث عنه يكمن في داخلنا؛ فنعتقد أنَّنا سنحصل عليه من خلال شراء الأشياء؛ ولكنَّ الإثارة التي يمنحنا إياها ذلك لا تدوم سوى ليوم أو يومين فقط.

المتعة العابرة للشراء:

يمدنا شراء أي شيء بدفعة فورية من الإثارة؛ حيث نأمل الحصول على شيء من عملية الشراء هذه، فلا يقتصر ذلك على ما اشتريناه فحسب؛ بل الشعور الذي سيمنحنا إياه بعَيش تجربة أفضل في الحياة.

تستمر الإثارة مع انتظار وترقُّب وصول ما اشتريناه؛ فإذا طلبناه عبر الإنترنت، فقد نتحقق من صفحة التتبُّع في الموقع، أو نراقب شرفتنا الأمامية على أمل رؤية الطرد، ثم يصل غرضنا وتغمرنا السعادة؛ إذ قد يستمر ذلك الشعور لساعة من الزمن، أو ربما يوماً أو يومين، وفي حالات نادرة، قد يدوم لمدة أسبوع؛ ولكنَّه عابر في نهاية المطاف، فسرعان ما نبحث عن الشيء التالي الذي نرغب في شرائه.

إنَّ ذلك الشعور الفريد والقناعة والرضى الذي نسعى إليه، لا يمكن أن يمنحه لنا أي شيء خارجي؛ وذلك لأنَّ ما نأمله حقاً هو أمر نخلقه داخلنا فقط؛ لذا لن تُرضينا عادة البحث عنه خارج أنفسنا أبداً، ولن نذوق طعم الراحة ما دمنا نضع أملنا في حل خارجي.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

منبع ما نريده حقاً:

لا يمكن العثور على ما نريده حقاً خارج أنفسنا؛ حيث يشمل ذلك:

لن ننعم بكل تلك المشاعر ما لم نخلقها داخلنا أولاً، ولدينا قدرة هائلة لا حدود لها على إنشائها؛ فهي كالنبع الذي لا ينضب؛ وذلك إذا تعلَّمنا الاستفادة منها.

فلتجرب الأمر الآن، ولا تقلق إذا لم تكن التجربة مثالية؛ فما عليك سوى اتباع هذه الخطوات ومعرفة ما إذا كنت تتحسن فيها مع مرور الوقت:

  • الشعور بالفرح والامتنان لكونك على قيد الحياة الآن.
  • الشعور بالتواصل مع آخرين يمرون بشيء مشابه لما تمرُّ به في حياتك حالياً.
  • الشعور بالانتماء إلى العالم من حولك في هذه اللحظة.
  • الشعور بالحرية التي يمنحك إيَّاها أن تكون جزءاً من كون لا محدود، والإحساس بالسَّلام الذي يرافق ذلك الشعور بالحرية.
  • الشعور بالحب لنفسك، والإحساس بالبهجة في شخصيتك، واللذة في كيانك.
إقرأ أيضاً: كيف تعثر على معنى الحياة؟

إذا لم تتمكن من العثور على هذه الأشياء بداخلك، فاستمر في البحث عنها؛ فهناك إحساس بالمغامرة والإثارة يمكن أن يغمرك من فضولك بشأن هذه التجارب.

المصدر




مقالات مرتبطة