كيف تحول ممارسة الرياضة إلى عادة يومية؟

غالباً ما يسألني الأصدقاء أو العملاء أو حتى الغرباء الذين ألتقيهم في الحفلات عن طريقةٍ سرِّيَّة لممارسة التمرينات الرياضية يومياً، ولا بدَّ أن أعترفَ بأنَّه سؤال شائك استغرقت ما يزيد على 17 عاماً لإيجاد إجابة مقنعة له، وهي تقريباً المدة التي كنتُ أتدربُ فيها على فنِّ النشاط البدنيّ المُنتظَم، ولا أخبركم بذلك بقصدِ التباهي والتفاخر؛ بل كي تشعروا بالرحلة الطويلة التي تطلَّبها منِّي إيجادُ الخطوات الخمس الصارمة التي سأخبركم عنها وأنا واثقة للغاية أنَّها ستساعدكم على تنفيذ التمرينات الرياضية كعادات روتينية يومية إن اتبعتموها جيداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "أنيتا شيبرون" (Anita Chaperon)، وتُحدِّثنا فيه عن عدة خطوات فعالة لتحويل ممارسة التمرينات الرياضية إلى عادة يومية. 

لكن أريدكم أن تضعوا في الحسبان بضعَ ملاحظاتٍ هامة حين تقرؤون القائمة الآتية:

  1. إنَّها قائمة مُختَصَرة مُوجَّهة للأشخاص الذين يريدون تعلُّم كيفية القيام بالمجهود ولا ينتابهم أيُّ خوفٍ حيالَه.
  2. ثمة المزيد لمعرفته عن اللياقة البدنية طبعاً أكثر ممَّا سأذكره؛ لكنَّني أحاول تبسيط النقاط التي سأتحدث عنها لسهولة الاطلاع والوصول.
  3. إن كنتَ تمارس التمرينات الرياضية منذ وقتٍ طويلٍ للغاية فمن المُحتمَل أن تنطبق عليك النقاط أدناه أيضاً؛ لكنَّك لن تكون بحاجة إلى التعمُّق كثيراً في البحث لإيجاد الأجوبة التي تبحث عنها بسبب امتلاكك للمزيد من الخبرة بكل بساطة.
  4. أُوصيكم بمحاولة القيام بالنشاط البدني يومياً خلال حياتكم، وخصوصاً لمَن يملك منكم وظيفةً مكتبية أو يعمل على الحاسوب؛ وهذا لا يعني القيام بتمرينات مُكثَّفة لمدة ساعة يومياً؛ بل يعني القيام ب 3-5 من التمرينات المُناسبة والمقبولة، ومن ثمَّ يمكنك ملءُ ما تبقَّى بالمشي بعد وجبة العشاء أو باصطحاب أطفالك في نزهة إلى الحديقة واللعب معهم.

أمَّا من يقول إنَّ ممارسة النشاط البدنيِّ يومياً أمرٌ شاقٌّ عليه وصعبُ التحقيق، فأريد أن أسألكم إن كنتم تتناولون الطعام أو تقومون بتنظيف أسنانكم 2-3 مرات أسبوعياً فقط، وكذلك عن عدد مرات تنفُّس الإنسان التي يحتاجُ إليها؛ إذ لا يقلُّ النشاط البدني أهمية عن النشاطات السابقة فهو أمرٌ حيويٌّ للغاية لعمل أعضاء الجسم المختلفة لتأثيره فيها جميعاً.

أستطيع أن أكرِّرَ جميع فوائد التمرينات الرياضية التي ذكرَتها المجلات المشهورة؛ لكنَّني أعرف أنَّكم مُلِمُّون بهذه الفوائد سابقاً؛ لذا لن أُضيع الوقت في ذلك، ولننتقل الآن للحديث عن الخطوات الخمس الصارمة التي ستساعدكم على تنفيذ التمرينات الرياضية بوصفها عادات روتينية يومية:

شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية

1. جعلُ التمرينات الرياضية ممتعةً ومثيرة للاهتمام:

عليك أن تحرصَ على جعل أي أمرٍ تلتزم القيام به 4-5 مرات أسبوعياً ممتعاً للغاية، وغالباً ما ألتقي بأشخاص يتحججون بأنَّهم يكرهون رفع الأثقال أو لا يتحمَّلون الجري على جهاز المشي وذلك صحيح إن صعدتَ على جهاز المشي في أثناء تشغيله.

لذا أريدكم أن تفهموا أنَّكم لستم مضطرين للقيام بأي شيءٍ لا تحبونه، وبأنَّ ثمة عدة طرائق يومية للمحافظة على اللياقة البدينة وصحة الجسم، ومن ثمَّ لا بدَّ من وجود تمرين واحد على الأقل أو بعض التمرينات الملائمة لك أو التي ستتمكن من الاستمتاع بها.

سأعرض لكم فيما يأتي بعضَ الخيارات الممكنة التي بإمكانكم تجربتها واستكشافها، لكن عليكم مراعاة أنَّها لن تحوِّلَكم إلى رياضيين مُحترِفين؛ وإنَّما ستساعدكم على الحفاظ على اللياقة البدينة بشرط ألَّا يكون نظامُكم الغذائي سيئاً للغاية وألَّا يحتوي على الأطعمة غير الصحية:

  1. ممارسة التمرينات مع استخدام أقراص الفيديو الرقمية الخاصة بالرقص.
  2. استخدام مَعَدَّات تمرينات منزلية.
  3. ممارسة اليوغا المنزلية أو المشاركة في دروس اليوغا.
  4. الرياضات مثل كرة المضرب أو الرغبي أو كرة القدم أو السكواش أو الريشة الطائرة وغيرها.
  5. التدريب المتواتر عالي الكثافة - وهو أسلوب لياقة جديد يتضمن القيام بمجموعة من التمرينات في أقل وقت، لكن بمضاعفة المجهود، وله فائدة كبيرة في حرق الدهون بصورة سريعة - وهو المُفضَّل لديَّ؛ إذ يشمل تمريناً لكامل الجسد في أقل من 30 دقيقة، ويمكن القيام به في أي مكان بِمساحة 3×2 متراً.
  6. الركض أو العدو السريع، ويُفضَّل القيام بهما ضمن مجموعة التمرينات عالية الكثافة.
  7. المشي في الطبيعة.
  8. التدريبات ذات الطابع العسكري أو القتالي.
  9. التسجيل في النادي الرياضي، وهو أقل خيارٍ مفضَّل بالنسبة إلي.

لا بدَّ من وجود ما يُعجبُك في هذه اللائحة، وإن كنتَ ممَّن يشعرون بالملل بسرعة مثلي اجمَع تمريناتك المُفضَّلة في جدول تمرينات لإجرائها بمُعدَّل 5 مرات أسبوعياً وامضِ قدُماً.

2. إيجاد وقت مُخصَّص للتمرينات الرياضية:

عليكم مراجعة جدول أعمالكم ومحاولة الاستغناء عن بعض الوقت لتخصيصه لممارسة التمرينات الرياضية بمُعدَّل 5 مرات أسبوعياً، وذلك في حال التزامكم التام بها؛ وأنصحكم بالحصول على فترات تدريب متواصلة لمدة 30-50 دقيقة، لكن في الحقيقة يمكنكم النجاح بالقيام بالتمرينات لمدة 12-21 دقيقة فقط؛ إذ عليكم الأخذُ في الحسبان تخصيصُ بعض الوقت للاستعداد للتمرينات والاستحمام فيما بعدَها وغير ذلك؛ لذا فإنَّ الحد الأدنى الذي ستتمكنون من ممارسة التمرينات خلالَه هو 30 دقيقة بما في ذلك كل شيءٍ آخر.

هكذا عليكم تدوين الوقت الذي ستتمكنون به من ممارسة التمرينات في كل يوم من الأيام الخمسة التي التزمتم بها، ومن ثمَّ دوِّنوا التمرين الذي ستقومون به خلالَها، وسجِّلوها في دفتر المواعيد مع وضع رسالة تذكير لكل منها، وبهذه الطريقة سينتابكم الشعور بالذنب على الأقل إن نظرتُم إلى جدول أعمالكم وقررتم تفويت التمرينات في أحد الأيام.

3. منح الأولوية للتمرينات:

تُعَدُّ هذه الخطوة أساسية وهامةً للغاية، وفي الواقع تكفي وحدها لدى بعض الأشخاص كي يتَّخذوا من التمرينات الرياضية روتيناً يومياً، فمُعظمنا يعلم أنَّه ينبغي علينا ممارسة التمرينات الرياضية ويعلم فوائدَها وتأثيراتها في الجسم، حتَّى إنَّنا على استعداد للمعاناة في سبيل ذلك قليلاً، لكن لن يتغيَّر أيُّ شيءٍ في حياتنا إلى أن نعقد العزمَ على ممارستها ونُدرِك الأهمية البالغة لها في حياتنا؛ لذا عليكم تعزيز مكانة التمرينات الرياضية في أذهانكم وتذكير أنفسكم بفوائدها الجمَّة ممَّا يدفعكم إلى عدم التخلي عنها وتفويت أوقاتها إطلاقاً.

إقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية للرياضة

4. إيجاد حافزٍ يدفعُكم إلى ممارسة التمرينات:

تقوِّي هذه الخطوة من الخطوة السابقة وتعزِّز تأثيرَها؛ لذا عليكم إيجاد سببٍ ما في داخلكم لممارسة التمرينات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الخطوة فعالةٌ للغاية في إحكام سيطرة كلٍّ منَّا على نفسه وتسخيرها لتحقيق أيَّة غاية نرجوها.

إنَّ كل شيء صعب حققناه في حياتنا ما كنَّا لنحققه لو لم يكن لدينا دافع داخلي وحافز لتحقيقه؛ إذ إنَّ الضمان الوحيد لتحقيقنا لأيِّ هدفٍ هو امتلاكُنا لسببٍ قوي وكافٍ لإنجازه؛ لذا عليكم البحث عن سببٍ حقيقي في داخلكم يكون دافعاً قوياً يحثُّكم على ممارسة التمرينات.

إقرأ أيضاً: الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية

5. التوقُّف عن اختلاق الأعذار للتهرُّب من التمرين:

يتسم كلٌّ منَّا بالذكاء ويعلم تماماً الأسباب التي ينبغي لأجلها أن يمارس التمرينات، ويعلم كذلك فوائدها الحيوية على صحة الجسد والعقل؛ لذا عليكم التوقُّف عن تقديم الحُجَج والأعذار والبدء بممارسة التمرينات الرياضية وعدم تأجيل ذلك بعد الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة