كيف تحول فكرتك إلى مشروع ناجح؟

تدور في ذهنك يومياً الكثير من الأفكار المتعلقة بالأعمال، وقد يُشكِّل بعضها أرضاً خصبةً فعلاً لبناء مشروع ناجح يعود عليك بالنفع والفائدة، ولكنَّك لا تمتلك الخبرة الكافية، ولا تعرف كيف تستطيع تحويل هذه الأفكار الموجودة فقط في خيالك إلى مشروع ملموس وناجح على أرض الواقع.



كيف تبدأ وتتغلب على مخاوفك وتنتصر لأفكارك؟ ,هل ستنجح وتُحقِّق الربح؟ أسئلة كثيرة أخرى ستخطر في بالك، وقد تكون بشكل أو بآخر سبباً لإحباطك، وتراجعك عن رغبتك؛ لهذه الأسباب، وقبل كل شيء، عليك أن تبدأ بالبحث عن الإجابات، وتضع في بالك أنَّ أي مشروع ناجح سيبدأ دائماً من فكرة صغيرة.

من أين تأتينا الأفكار؟

هذه الأفكار التي تراودنا يومياً لا تأتي في الواقع من العدم، وإنَّما تتشكل نتيجةً لكثير من الأسباب، وهذه الأسباب في الحقيقة ليست آنيَّةً وليست من مصدر واحد؛ بل نجدها قد تكوَّنَت، وتشكَّلَت، وتراكمَت في عقولنا نتيجةً لما نشاهده يومياً من أعمال، ونقرأ عنه من قصص نجاحات مختلفة تلهمنا وتخلق داخلنا حافزاً للعمل لتصبح قصتنا واحدةً من تلك القصص الملهمة التي كنا نقرأ عنها، وقد تأتي فكرتنا تكملةً لفكرة موجودة بالفعل، فنُعدِّلها، ونضيف عليها، ونُطوِّرها، وتنشأ الأفكار أيضاً بناءً على حاجة السوق والمستهلكين، و بالطبع، تُعَدُّ هذه الأفكار من الأفكار الأفضل، فهي تولَد نتيجة الحاجة إليها، وهذا ما يجعلها أكثر قابليةً للتطبيق وللنجاح، فإذا كان المنتج الذي تريد تقديمه، أو الخدمة التي تريد عرضها بعيدةً عن حاجة السوق، فلن ينجح مشروعك، وسيكون الفشل في انتظارك، فاختيارك لفكرة تلبِّي حاجة المستهلكين لا يعني أبداً أن تستخدم أفكاراً متداولةً، وشائعةً، ومستخدَمةً سابقاً؛ بل على العكس، عليك أن تؤمِن بقدرتك على إبداع وابتكار أفكار جديدة، وعليك أن تتذكَّر دائماً أنَّ أهم الشركات في العالم انطلقَت من فكرة لمعَت لحظةً في بال مؤسسها، فكرة مختلفة استطاعت أن تصنع فرقاً، وتثمر نجاحات منقطعة النظير كما هو الحال مع شركة "فيسبوك" أو "غوغل" وغيرها، وبناءً على ذلك، لا داعي للتخوُّف أبداً من الأفكار الجديدة، ولا تضع عدم تعوُّد المستهلكين عليها سبباً لهذا التخوف.

إقرأ أيضاً: عشر نصائح للحصول على أفكار تجارية ناجحة

لماذا نفشل في تحويل أفكارنا إلى مشاريع رغم حماسنا الكبير؟

يقولون: "الجميع يريد دخول الجنة، ولكن ليس ثمَّة مَن يموت" ويخاف الناس من المخاطرة، كما يخافون من الفشل أيضاً، فقد يمضون ساعات طويلة، بل وحتى أيام في البحث والقراءة عن فكرتهم، ومدى جدواها، ولكنَّك تجدهم في نهاية المطاف قد فقدوا الحماس، وتلاشَت أفكارهم كغيرها من عشرات الأفكار السابقة التي راودتهم.

ما السبب وراء ذلك؟

1. تتحدث عن أفكارك بكثرة:

أثبت علماء النفس في جامعة "نيويورك" شيئاً مثيراً للدهشة، فعندما يلاحظ الناس أهدافك، فأنت تشعر كأنَّك حقَّقتَها بالفعل، وهذا يعني أنَّ حديثك عن أفكارك كل الوقت سيؤدي في النهاية إلى قتلها في داخلك؛ لذلك توقَّف عن الحديث عنها، وبدلاً من ذلك ابدأ الإيمان بها، ولا تمضِ وقتاً طويلاً في مشاركتها مع الناس والحديث معهم عنها لتحصل على الدعم، وتستمع إلى كلمات الثناء والتشجيع، فتعلَّم أن تملأ نفسك بالعاطفة لوحدك، وأن تُغذِّي وتُقوِّي شخصيتك وتشحذ همتك بنفسك أيضاً.

2. الانغماس في الخيال:

يمكِنك أن تبني قصوراً، وتمتلك الشركات والأموال الطائلة، وتحصد مجداً وشهرةً لا نظير لهما في خيالك،وهذا ليس أمراً صعباً، ولكن عليك أن تتعلم كيف تبني جسراً بين الواقع والخيال، وتُحوِّل كل ما تحلم به إلى حقيقة ماثلة أمامك، وهذا ليس صعباً أيضاً، لكنَّه يتطلب منك العمل الدؤوب، فاجتهادك وجرأتك هما العصا السحرية لنجاحك، لذلك لا تستهلك حماسك في الخيال؛ بل حوِّله إلى سلوك يساعدك لتجعل فكرتك تبصر النور.

إقرأ أيضاً: العقلية الحالمة لا تحقق الأحلام!

3. قلة الخبرة:

يمكِن لأي شخص أن يُحوِّل فكرته إلى نشاط تجاري أو عمل ما، ولكن هذا ليس هو المهم، فالمهم هو الاستمرار والنجاح؛ فإذا كانت خبرتك قليلةً، فلن تتمكن من الاستمرار، وخصِّص الكثير من الوقت لتتعلم عن مجال العمل الذي ستخوضه وتكتسب المعرفة التي تحتاجها، ولا تبالغ في تقدير ما تعرفه، وابحث دائما عن كل معلومة جديدة تضيف إلى خبراتك، وبهذه الطريقة ستضمن أن تستمر فكرتك وتتطور دائماً وتتحسن.

4. الاستعجال:

أنت شخص طموح لكنَّك لستَ صبوراً، وهذا سبب جديد يُضَاف إلى الأسباب السابقة، فأنت تريد أن تُحقِّق أهدافك بسرعة وتُحوِّل أفكارك إلى أعمال ناجحة، ويغيب عن ذهنك أنَّ هذا لا يتحقق بسهولة؛ بل يحتاج بذل الكثير من الطاقة؛ إذ لا شيء يحدث من تلقاء نفسه، ولا عمل يُنجَز لوحده، فضع طاقتك كلها في العمل، وقم بأعمالك على أكمل وجه، وتذكَّر دائماً أنَّ الطرق المختصرة ستُضيِّع عليك الكثير من التفاصيل المهمة.

5. من الملاحظات الهامة التي عليك أن تضعها في الحسبان:

إذا كان مشروعك يحتاج لفريق عمل أو موظفين، فابحث عن الأشخاص الموهوبين وذوي الكفاءات، وابتعِد كلياً عن الاعتبارات الشخصية في اختيار فريق عملك، فالنجاح في العمل يتطلب فريقاً ناجحاً، وهذا يعني أن تضع عواطفك جانباً، وتختار فريقك بدقة وعناية كبيرة.

بعد أن تعرَّفتَ إلى بعض الأسباب التي قد تعيق تحويل فكرتك إلى مشروع ناجح، عليك أن تتذكر دائماً أنَّ الأفكار مثل الومضات، ستضيئ دربك لثانية فقط؛ لذلك أمسِك أنت زمام الأمور، وتصرَّف بشكل صحيح، واجعل بهمتك وإصرارك من فكرتك ضوءاً لا ينطفىء.

كيف تنتقل بأفكارك إلى مرحلة التطبيق؟

آمِن بنفسك وبأفكارك، قبل كل شيء وقبل أيَّة خطوة، ولا تُقدِم على أي شيء غير مقتنع به، فحتى تقنع الآخرين بأفكارك وأهميتها، عليك أن تكون مقتنعاً بها أنت أولاً. بعد ذلك، وبعد الوصول إلى مرحلة القناعة التامة بفكرتك، وأنَّ هذا هو الشيء الذي تبحث عنه وترغب به، أمسِك قلماً وورقةً، وأطلق اسماً على مشروعك، وضعْ تصوُّراً مبدئياً، فما تكتبه الآن ليس نسخةً نهائيةً، وستقوم بكثير من التعديلات عليه، فأنت الآن فقط تُخرِج فكرتك من رأسك إلى العالم، لتبدأ بعدها رحلة تحويلها إلى مشروع حقيقي، وهذا ما يتطلب منك القيام بالخطوات التالية:

1. الدراسة والتحليل:

يقع على عاتق هذه الخطوة تحمُّل المسؤولية وضمان السير بطريقة منتظمة، لتصل إلى مشروعك دون ظهور مفاجآت تعرقلك وتعيدك خطوات إلى الخلف، وحتى تكون هذه الخطوة ناجحة ودقيقة، حدِّد خدمتك أو منتجك بشكل جيد، وحدِّد الفئة التي تستهدفها، وهل هم من ذوي القدرة الشرائية العالية، أم المحدودة، أم المتوسطة، أم غير ذلك؟

2. فهم العملاء:

وهذا أمر ضروري جداً لتحديد الطريقة الصحيحة التي تُمكِّننا من الوصول إليهم، وفهم احتياجاتهم، وتشجيعهم للتعامل معك، فمن الطبيعي أن تختلف الخطة باختلاف الفئة المستهدفة، فإن كان منتجك، أو خدمتك، أو مشروعك موجهاً لليافعين، فسيختلف عما إذا كان موجهاً للأطفال مثلاً، فضلاً عن الاختلاف حسب الجنس، وطبيعة عمل هذه الفئات المستهدفة، ودائرة اهتماماتها، وحاجاتها، ورغباتها.

3. وضع خطة تسويق فعَّالة:

بعد أن تفهم عملاءك جيداً وتعرف احتياجاتهم وإمكانياتهم وأعمارهم، سيسهل عليك وضع استراتيجية التسويق المناسبة، والتي سيقع على عاتقها جذب اهتمام العملاء في البداية، ومن هنا تنبع أهمية هذه الخطوة وضرورة القيام بها بكل دقة لتضمن محافظتك على المسار الصحيح باتجاه الهدف.

شاهد بالفيديو: 7 طرق للتسويق عبر إنستغرام

4. دراسة الأمور المالية جيداً:

من المهم جداً قبل الدخول بأي مشروع وقبل البدء بتنفيذه معرفة مقدار المال الذي ستحتاجه للبدء بالتنفيذ، ومن أين ستحصل عليه، وإذا لم تستطع القيام بهذه الأمور لوحدك، فاستعِن بشخص لديه خبرة يساعدك على معرفة مدى ربحية فكرتك من خلال دراسة تكلفة المشروع، والتدفقات المالية، والمبيعات، والمصروفات.

5. الإصرار والعمل بجدية:

لا تستطيع تحويل فكرة تخطر في بالك إلى مشروع حقيقي بسهولة، وهذا أمر كررناه كثيراً لأنَّه جوهري وعليك أن تفهمه جيداً، فالنجاح يتطلب العمل، والكثير من الطاقة، والكثير من الوقت أيضاً، وخاصةً في البداية، فلا تجعل أيَّة عثرة تواجهها في طريقك تخلُّ توازنك وتحبطك؛ بل كن ذا إرادة صلبة وتابع السير، وتذكَّر، أنت في طريقك لتحقيق حلمك.

6. البحث عن مشاريع بدأَت بأفكار تشبه فكرتك:

هذا سيساعدك على فهم فكرتك جيداً، ويجعلك قادراً على تخيُّل آلية تنفيذها، ويكسبك خبرةً تساعدك للبدء بتنفيذ مشروعك بشكل صحيح، وإنَّ مشاهدة هذه المشاريع ومراقبتها قد يساعدك على تجنُّب الأخطاء التي وقع بها أصحابها، فتتابع السير لتحقيق مشروعك بخطوات ثابتة.

الفكرة في رأسك ستتلاشى داخله كل مرة إن لم تمتلك الشجاعة لإخراجها:

يجب أن تتعلم أن تستثمر كل شيء لمصلحتك؛ فإذا وقعتَ عن الدراجة، فاجعل ذلك حافزاً لك لتتعلم القيادة، وإذا فشلتَ مرةً، فاجعل من فشلك تجربة مدتك بالخبرة، فأن تكره الخسارة أمر طبيعي جداً، لكن لا تخف منها وتجعل من الخوف عائقاً يمنعك من الوصول إلى هدفك؛ بل جازِف فأنت تمتلك الفكرة، وهذا ليس موضوعاً سهلاً ولن تستطيع القيام بأي مشروع دونها، فهي من سيضعك على الطريق الصحيح، وتُوجِّهك نحو النجاح؛ لذلك كن إيجابياً، واعمل بكل طاقتك، وابذل الجهد المطلوب لتُحسِن استخدام فكرتك وتُحوِّلها بكل ثقة إلى مشروع ناجح.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة