كيف تحوّل شغفك إلى طاقة إيجابية؟

ما هو الشغف؟ يعرف القاموس الشغف على أنَّه شعور قويّ يملأ الشخص ويدفعه للاهتمام الشديد بشيء ما، أو الرغبة الجامحة للقيام بعمل ما (كهواية أو نشاط) والنجاح فيه. والطاقة الإيجابية هي مجموعة من الصِّفات المرغوبة. فكيف تربط بين الاثنين وتحول ما تحب القيام به إلى أشياء جيدة مثل؛ هواية أو مهنة أو مسعىً من أجل مساعدة الآخرين؟



لا توجد طريقة علمية أو صيغة رياضية من أجل توصيل العاطفة بالطاقة الإيجابية. بيد أنَّه يوجد بضع طرق لدفع أي شيء يؤجج النار في قلبك نحو روح الابداع.

1. حدّد شغفك بدقة:

في حال قرأت عنوان هذه المقالة وكانت أول فكرة قد راودت ذهنك هي: "أنا لا أعرف ما هو شغفي"، فلا بأس في ذلك. لأنَّك إن كنت لا تدري ما أنت مُتحمّس له في الوقت الحالي، فهذا لا يعني أنَّك لن تعلم ذلك مطلقاً. لذلك تحلَّ بعقلية مرنة قابلة للنمو، وأعد تشكيل أفكارك على شاكلة "أنا أخوض رحلة من أجل تطوير ذاتي".

قد يعلم البعض ما هي الأشياء التي يعشقونها الآن، لكن هذا لا يعني أنَّهم سيكونون دائماً متحمسين لهذه الأشياء. يمكن أن يساعدك الوقت والتجارب الجديدة وبيئتك ومقابلة أشخاص جدد في اكتشاف مشاعر أخرى؛ مشاعر لم تتخيلها أبداً. إذ لا يوجد إطار زمني محدد أو موعد نهائي للوقت الذي يجب عليك فيه تبنِّي مشاعرك. فلديك سِنيُّ حياتك بأكملها من أجل القيام بذلك.

فكر في الأمور التي تجعلك تعيش اللحظة، وبتلك الأمور التي تغفل حين قيامك بها عن الإحساس بانقضاء الوقت. ما الذي يجعلك تشعر بالرضا الآن وغداً؟ يمكن أن تساعدك الإجابة على مثل هذا السؤال في فهم وتنمية شغفك.

2. تحدّث عن شغفك:

ما إن تبدأ بتطوير شغفك، تحدث عنه مع الآخرين؛ خاصة مع أولئك الذين تهتم لأمرهم كثيراً. من خلال الحديث عن مشاعرك وشغفك مع الأشخاص المهمين في حياتك، فإنَّك تعطي معنى وقيمة لشغفك ومشاعرك. كما تحصل منهم على تغذيةٍ راجعة، وهذا ما من شأنه أن يمنحك دفعةً قويَّة للعمل على ذلك.

3. قم بالخطوات اللازمة:

يعدّ امتلاك شغفٍ تجاه شيءٍ أو شخصٍ ما أمراً رائعاً. لكن ومع ذلك، غالباً ما يتطلب الأمر منك العمل على تحويل شغفك إلى طاقة إيجابية. لذا حوّل شغفك إلى زخم من خلال البدء بذلك الآن مستعيناً بالأدوات المتوفرة. ولا تُكثر التَّفكير في ذلك، إذ تشير الدراسات إلى أنَّ هذا قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق. لذا ابدأ بأمرٍ ما، فحتَّى أصغر الاجراءات قد تفيد في ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتوليد الطاقة الإيجابية في داخلك

4. ليس بالضَّرورة أن يكون شغفك مصدر رزقك:

إذا ما توصلت إلى طريقة لتحويل شغفك إلى عملٍ يدرُّ عليك مالاً، فهذا يعدُّ أمراً رائعاً، فالأمر أشبه بأن يُدفع لك مالاً من أجل ممارسة هوايتك المفضلة أو الزواج بفتاةِ أحلامك. بيد أنَّ الأمر لن يكون هكذا دائماً، فالحياة الواقعية تختلف عن الحياة التي نتمناها.

لذا فكر في الهوايات التي تستمتع بها بشدة؛ صحيح أنَّه قد لا يُدفع لك من أجل القيام بأيٍّ منها، لكنَّها تظلُّ مصدر سعادة وإلهامٍ بالنسبة إليك. وهذا سبب أكثر من كافٍ من أجل مواصلة القيام بها.

5. انتبه من المُشتّتات وابحث عن التركيز اللازم لجعل شغفك أولوية:

يكتب ليو بابوتا -مؤلف مدونة "Zen Habits"- عن أهمية إيجاد التركيز وعدم تشتيت الانتباه، بحيث تتمكّن من إذكاء شغفك وإحداث فرق. إذ يقول في مقالة بعنوان (دليل المرء من أجل التغلب على المشتتات): "غالباً ما تنشأ المشتتات من الخشية بألَّا نبقى على اطلاع. ففي حين لا نقدر على المشاركة في كل شيء رائع يقوم به الآخرون، لا نرغب أيضاً بتفويت أي شيء يحدث من حولنا. لذا نبحث عبر الإنترنت عمَّا يتحدث عنه الآخرون ويقومون به. إلا أنَّ ما يهم هو الشعور بالرضا، والتعلم والرحمة والقيام بأشياء تجعل حياة الناس أفضل. لذلك دعونا لا نكترث بما يفوتنا من أحداث، ونُركز على الفرق الذي نريد إحداثه في العالم".

6. تذكّر أنَّ الاعتدال هو مفتاح عيش حياة هانئة:

حين تمتلك شغفاً تجاه أمر ما، فقد تضع كل وقتك وطاقتك فيه ممّا قد يؤدي إلى الهوس به. لكن إذ تَحوّل ذلك الشغف إلى هوس، سيكون هناك عواقب وخيمة لهذا الأمر. فالهوس قد يقود إلى خلل في السلوك أو إلى سلوكياتٍ مدمِّرة. بيد أنَّ الإبقاء على توازن في الطاقة الإيجابية هو مفتاح عيش حياة صحية. إذ يمنحك المساحة اللازمة من أجل تفريغ طاقتك في شغفك وفي مساعدة الآخرين وإظهار الحب تجاههم بالشكل الأمثل.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تمكنك من عيش حياة سعيدة وهانئة

7. ما هي أهمية تحويل شغفك إلى طاقة إيجابية؟:

حين تصب كامل تركيزك على ما يثير حماستك، يحدث شيء سحري؛ إذ تصبح حياتك منطقية أكثر، وتتعزز مظاهر الإبداع فيك، وتحب الناس بشدة وتحصل على الإلهام منهم. لكن لِمَ يحدث هذا؟ لأنَّ تحويل الشغف إلى طاقة إيجابية يعني أنَّك تسير نحو تحقيق السَّعادة؛ سعادتك الشخصية، وسعادة الآخرين من حولك. هذا لا يعني أن يكون كل شيء سهلاً أو مثالياً، وإنَّما سيكون له معنى ونكهة خاصة.

لذا ضع في حسبانك أنَّ طاقتك معدية، وهي تؤثر على الآخرين أكثر مما تتخيل. فحين تحول شغفك إلى أمرٍ مستحب، فإنَّك تؤثر على الآخرين إيجاباً وتدفعهم من أجل القيام بالشَّيء نفسه. والعالم بحاجةٍ إلى انتشار المزيد من هذه الطاقة الإيجابية.

لذا ماذا تنتظر؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة