كيف تُحسن حياتك من خلال تحقيق أهدافك؟

قبل 5 سنوات بالضبط مررت بوقت عصيب للغاية شعرت فيه بعدم الرضى عن حياتي المهنية والشخصية، ولم أستطع العثور على حل للخروج من هذه المشكلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويقدِّم لنا فيه بناءً على تجربته 3 نصائح تساعدك على تحقيق الأهداف في مختلف جوانب حياتك.

في ظاهر الأمر كان يبدو أنَّني على ما يرام؛ فلديَّ شركتي وشقة جيدة وسيارة جميلة؛ لكنَّني كنت أشعر أنَّ أُفقي مسدودٌ، فقد كنت ما أزال أعيش في بلدتي الأم والحقيقة أنَّني شعرت بالملل بسبب هذا النمط من الحياة.

يخوض الجميع تقريباً هذه المرحلة من الحياة؛ فيكون لديك حياة جيدة لكنَّك لا تشعر بالرضى، والحقيقة أنَّ هذه المشكلة هي إحدى المعضلات المرتبطة بالقرن الواحد والعشرين؛ فعلى الرَّغم من أنَّنا ننعم حالياً بالأمان أكثر من أي وقت مضى إلَّا أنَّنا نفتقر إلى المغزى.

في نهاية عام 2013 كنت قد بلغت أعلى مستويات الإحباط وبدأت بتحميل الجميع مسؤولية عدم قدرتي على تطوير نفسي، وعندما أتذكَّر تلك الفترة أعلم الآن أنَّني كنت أبالغ في تقدير مدى سوء الوضع، لكنَّ أي شخص اختبر الشعور بالعجز يدرك أنَّ المشاعر لها تأثير كبير في هذه الحالة، فإذا كنت تشعر بأنَّك غير قادر على تغيير حياتك فلن تتمكن من المضي قدماً أبداً.

هذا ما حدث معي أيضاً، شعرت باليأس وخصوصاً في فترة أعياد رأس السنة، وممَّا زاد من سوء الوضع أنَّني كنت عازباً، ففي ليلة رأس السنة الجديدة تحدثت مع والديَّ وكان مزاجي سيئاً للغاية، لم أشعر بالرغبة في فعل أي شيء أبداً، وعندما حاول والديَّ مساعدتي طلبت منهم أن يدعوني وشأني، جلست وحدي في غرفة أخرى وشعرت بالأسف على ما وصلت إليه.

كان حديثي مع نفسي سلبياً جداً، كنت أحسب نفسي فاشلاً وأشعر بالحزن في الحين الذي كان فيه الجميع يستمتعون بوقتهم، وشعرت أنَّني أكره حياتي جداً، لكن سريعاً ما أدركت أنَّني كنت أتصرف بحماقة؛ فببساطة إذا لم تعجبني حياتي، لماذا لا أسعى إلى تغييرها؟ لا داعي للشكوى أو الثرثرة، فقط يجب أن أقوم بما يقتضيه تحمُّل المسؤولية.

حدد هدفاً واسعَ إلى تحقيقه بكل ما تستطيع:

توجد طريقة واحدة لتحقيق ما تريده، وهي تحديد هدف والعمل من أجل تحقيقه يومياً، هذا يعني أنَّك ستتوقف عن التذمُر، وستستمر بالعمل حتى تحقق هدفك، ومن ثمَّ تضع هدفاً جديداً وتعمل على تحقيقه بالطريقة نفسها.

لا يوجد شيء آخر يمكنك فعله لتحقيق أهدافك، هذا ما واظبت على فعله يومياً منذ عام 2013، وكنت أحقق المزيد من النجاح تدريجياً، ففي عام 2014 انتقلت للعيش في لندن (London) وعملت في شركة في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي، وفي عام 2015 نشرت كتابي الأول، وفي عام 2016 وصل عدد القرُّاء نحو مليوني شخص، وفي عام 2017 نشرت كتابي الثاني الذي حقق مبيعات تجاوزت 15 مليون نسخة، وفي نهاية عام 2018 تجاوز عدد قرَّاء مقالاتي نصف مليون شخص في كل شهر.

كل سنة كانت أفضل من السنة الفائتة، والسبب وراء ذلك أنَّني ثابرت على تحقيق أهدافي، حتَّى أنَّ صحتي البدنية تحسنت في الأعوام الخمسة الماضية، وقرأت أكثر من 400 كتاب، واشتريت شقة ومكتباً صغيراً للعمل، وأنشأت محفظة استثمارية وما زلت أدَّخر فيها بانتظام ما يقارب 30% من دخلي.

أنا لست حالة استثنائية؛ فلست فاحش الثراء ولا أمتلك موهبة خارقة، والدايَّ مهاجران ونشأت في هولندا (Netherland)، بالطبع كان من حسن حظي أنَّني نشأت في بلد آمن يمتلك نظاماً تعليمياً جيداً؛ لكنَّ السبب الأساسي لنجاحي هو اجتهادي وعملي الدؤوب.

الفكرة التي أريد إيصالها هي أنَّ أي شخص في ظل ظروف مقبولة يستطيع العمل وحده من أجل تحقيق الحياة المتكاملة، لكن ما هي الحياة المتكاملة؟

يمكن القول إنَّه عندما يُطور الإنسان مجموعة من المهارات القوية، فسيكون قادراً على الاعتماد عليها لامتلاك حياة مهنية؛ بمعنى أنَّك تستثمر تعليمك وعلاقاتك، ومن ثمَّ ستكون قادراً بلا شك على إيجاد وظيفة، وإذا كانت هذه الوظيفة تمنحك دخلاً فوق المتوسط، فسيكون بمقدورك أن تستمتع بالحياة دون قلق.

في النهاية يتبقى أن تمتلك حياة شخصية جيدة بما في ذلك العلاقات مع عائلتك وأصدقائك الذين يشاطرونك اهتماماتك، وبالطبع شريكاً تمتلك تجاهه الحب والاحترام، وبالطبع يمكنك أن تكون سعيداً حتى لو لم يكن لديك علاقات متينة، لكن بالنسبة إلي فإنَّ النجاح النهائي في الحياة الشخصية يعني أن تصبح شخصاً مؤهلاً لامتلاك علاقات متينة في الحياة؛ أي إنَّك ترغب في أن تصبح شخصاً ناجحاً؛ زوجاً أو أباً أو أخاً أو صديقاً.

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

3 نصائح لتحقيق الأهداف:

1. ضع هدفاً واحداً لكلِّ مجال من مجالات حياتك:

أقوم شخصياً بتقسيم أهدافي على النحو الآتي:

التعلُّم: ما هي المهارات التي أرغب في تطويرها؟

الحياة المهنية: الأهداف  التي أسعى إلى تحقيقها في حياتي المهنية.

المال: المبلغ الذي أريد أن أدخره أو أن أجنيه.

العلاقات: الشخصية التي أرغب في امتلاكها.

بعد أن تُقسِّم أهدافك وفق هذا النمط، حدِّد هدفاً واحداً لكل مجال من هذه المجالات، واحرص على أن يكون كل هدف منها محفِّزاً لك، لكن في الوقت نفسه يمكن تحقيقه في غضون عام؛ بمعنى أن تضع أهدافاً كبيرة لدرجة معقولة بحيث لا تكون أهدافك غير واقعية ومستحيلة.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

2. ضع خطة:

الخطة هي الخطوات التي ستقوم بها من أجل تحقيق أهدافك، وذلك يتضمن فقط الأشياء التي يمكنك التحكم بها؛ أي كل ما يتعلق بك.

3. راجع ما قمت به وأجرِ ما يلزم من التعديلات:

في نهاية كل يوم تذكَّر أهدافك، وفكِّر فيما قمت به خلال اليوم، تذكَّر الأشياء التي قمت بها، التي من شأنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك؛ فهل مارست التمرينات الرياضية؟ هل قرأت كتاباً؟ هل عملت على تطوير شخصيتك؟ هل عملت اليوم؟

إذا كانت الإجابة لا فحدد السبب الذي منعك، وما الذي يمكنك القيام به من أجل تحسين هذه الجوانب من حياتك؟ هل يوجد شيء يجب أن تغيِّره كي تصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافك؟ راجع بدقة التقدُّم الذي حققته، وإذا كان لديك عيب في الخطة فعدِّلها كي تصبح أكثر فاعلية.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

في الختام:

عملية تحقيق الأهداف بسيطة نظرياً؛ لكنَّ تطبيقها ليس سهلاً؛ فهي تتطلب كثيراً من الوقت والجهد والطاقة والتركيز؛ لذلك يجد معظم الناس صعوبة في تحقيق أهدافهم.

قرر من الآن أن تكون مختلفاً، حدد هدفاً، واعمل بتفانٍ من أجل تحقيقه، وسترى أنَّ حياتك تتحسن تدريجياً، وإذا فشلت في تحقيق هدفك على الرَّغم من كل الجهد المبذول، لا تقلق ولا تُفرِط في التفكير؛ فهذا يحدث مع الجميع، كن عملياً وحدد هدفاً آخر، وانطلق مجدداً.

المصدر




مقالات مرتبطة