كيف تُحدِّث الأطفال عن الإعاقات؟

يصل عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة المتحدة إلى 14 مليون ومع هذا فإنَّ الحديث عن الإعاقة لا يزال من المحرمات، فمن الممكن للشخص المعنيِّ أن يصاب بالإحراج لكن لا يجب أن يظل الأمر على هذه الشاكلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة كلوي تير (CHLOE TEAR)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

بصفتي امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد مررت بمواقف عدة حيث يسألني الأطفال عن حالتي، وبما أنَّ لدي إخوة أصغر سناً؛ فإنَّني أشجع جانبهم الفضولي وأؤمن بأنَّ تجاهل الحديث عن الموضوع لن يخدم وضعي.

إليك مثالاً عن ذلك: كنت بانتظار سيارة أجرة عند خروجي من مركز محلي عندما رأيت طفلاً يحدق بي، كنت أستعمل في ذاك الوقت كرسياً متحركاً وخمَّنت سبب تحديقه، وبعد بضع دقائق تناهى إلى سمعي صوت أمه تحدِّثه عن الكرسي المتحرك ثم أتى إلي قائلاً: "هل يمكنني أن أسألكِ سؤالاً؟" أجبتُ بإيماءة، ثم قال: "كم تبلغ سرعة عجلاتكِ؟".

انتهى بنا المطاف بالحديث عن مقدار سرعتها، واعتقدَ بأنَّ "عجلاتي السحرية" كانت بسرعة الصاروخ، شكرتني أمه على إعطائي بعضاً من وقتي للحديث مع ابنها، وشكرتها لأنَّها سمحت لابنها بالتحدُّث عن الإعاقة بشكل مناسب لسنه، سُرِرت حينها لأنَّها لم تقمع سؤاله، أو تسحبه بعيداً.

يقلق الناس عادةً من قول أشياء خاطئة، مع أنَّ عدم قول شيء على الإطلاق يمكن أن يحدث ضرراً أكبر، فيما يخص شرح هذه الحالات للأطفال.

إليك بعض الطرائق لتخوض هذه المحادثة:

1. الاعتراف بالإعاقة:

لستُ مشكلة تتطلب التجاهل؛ بل يمكنك استعمال كلمة "ذوي الاحتياجات الخاصة"، ومن الطبيعي أن يتساءل طفلك إن لم ير شخصاً هكذا من قبل، ويمكن لتجاهل الموضوع أن يؤدي إلى الخوف من الإعاقة ويمكن لقلة التعليم والوعي أن تساهم مساهمة أكبر في التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة.

2. التعامل بصورة طبيعية مع فكرة الإعاقة:

يمكن لإيجاد شخصيات من ذوي الاحتياجات الخاصة في التلفاز أو في الكتب أن يساعد على إزالة الوصمة التي ترافق هذه الحالة، وأن يُظهر الإعاقة كجزء طبيعي من المجتمع، كما توجد كتب عدة للأطفال تحتوي على شخصيات تحمل إعاقة مثل: قصة "صديقتي المختلفة" و"الأرنب الأعمى والعصا البيضاء"، وتُعدُّ هذه الكتب طريقة رائعة لبدء حديث عن الإعاقة بطريقة يمكن للطفل أن يفهمها.

3. إسهام تصرفاتك في تشكيل نظرتهم للأمر:

لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي أخبر الأهل فيها طفلهم بأن يشيح بنظره عني أو أبعدوه من الطريق عندما أمرُّ، أقدِّر نواياهم الطيبة لكن ما الذي سيتعلمه طفلك من هذا كله؟ هل يجب أن يبتعدوا عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة؟ إنَّ تخصيص وقت لشرح سبب ابتعادهم، أو لِمَ يملك أحدنا ذراعاً واحدة فقط سيعلم الطفل بأنَّنا لا ندعو للخوف.

إقرأ أيضاً: أساليب تربية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة

تمتلك جمعية سكوب (Scope) الخيرية لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة حملة تدعى: "انهوا الإحراج" (End The Awkward)، والتي تستخدم الدعابة لتشير إلى مدى عدم ارتياح الناس لفكرة الإعاقة، وتقدِّم الحملة مقترحات حول كيفية التعامل مع المشاعر غير المريحة، ونصائح لاستعمال الكلمات المناسبة.

ليست الإعاقة أمراً سيئاً:

لا يعني كونك من ذوي الاحتياجات الخاصة أن تكون عاجزاً؛ بل ما يعوقنا هو المجتمع والحواجز التي يضعها في طريقنا، فإن كنت غير قادر على المشي وأردت أن تدخل مبنىً ما فإنَّ السلالم ستعوقك، لكن بوجود مصعد ستكون قادراً على الدخول إلى ذاك المبنى، ويُعرف هذا على أنَّه النموذج الاجتماعي للإعاقة؛ حيث يمكن لذوي الاحتياجات الخاصة أن يعيشوا حياةً طبيعيةً عبر تقديم الدعم المناسب، وهذا التعاطف مهم ويجب مشاركته مع الأطفال، فإن كان الجيل القادم واعياً بشأن الإعاقة فيمكن للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يترعرعوا في مجتمع يحتويهم.

المصدر




مقالات مرتبطة