كيف تحب حياتك؟

الحياة فرصةٌ لا تُعوَّض، تُمنَح لكلِّ إنسانٍ على وجه الأرض، ويمكن للفرد من خلالها أن يصل إلى هدفه وحلمه، ويحقق شخصيَّته ومطالبه بشكلٍ كامل؛ إذ إنَّها تحتضن جميع البشر، وتتحمَّل جميع أعبائهم ومشاكلهم. لذا فحينما تتفاعل معها بشكلٍ إيجابي، تتطوَّر وتزدهر وتصبح متكاملة.



الحياة فرصةٌ يجب على جميع البشر الأخذ بها، فهي قصيرةٌ جداً وثمينة، ومن غير المنطق إهدارها في العمل السيئ والنزاعات؛ كما أنَّها تشكِّل رأس المال الذي يملكه الإنسان؛ لذا يجب عليه أن يستمتع ويفرح بها، ويفعل ما يشاء من غاياته وطموحاته، ويحقق أحلامه.

إليك بعض الأسئلة الهامَّة التي ستعطيك أبرز الإجابات، والأمور الإيجابية التي يجب مراعاتها كي تحبَّ حياتك.

كيف تستمتع بحياتك؟

  1. يمكنك بطبيعة الحال أن تملأ أوقات الفراغ بهواياتك والأشياء التي تُحبُّ فعلها عادةً، حيث يساعد ذلك في زيادة الإنجاز والرغبة، ويُدخل السرور إلى قلبك؛ في حين يُلحق بك تضييع وصرف وقت الفراغ على النوم والجلوس في المنزل دون فعل أيِّ شيءٍ مفيد، الضرَرَ والملل، ويجعلك غير قادرٍ على الاستمتاع بأوقات فراغك بالشكل المطلوب.
  2. تعدُّ محبَّة الحياة من أهمِّ العوامل التي تجعل الإنسان يستمتع بها، فهي في الحقيقة مكانٌ للأعمال النبيلة والجيدة، وهي النعيم الذي يبقى مع الإنسان دون أن ينتهي. إنَّها مليئةٌ بالمقومات التي تجعل أيَّ إنسانٍ يحبُّها ويحترمها ويقدِّر وجوده فيها، وعلى الإنسان أن يحرص على قضاء وقته بكلِّ ما هو مفيد.
  3. ليس من الجيد أن يهدر الإنسان فرص الحياة، بل عليه اقتناصها بكلِّ قوةٍ وجهدٍ وصبر، وذلك بشرط ألَّا يُلحق أيَّ ضرر بالآخرين؛ فعندما يفعل ذلك من أجل الحصول على مكسبٍ أو مصلحةٍ ما، سيجعلهُ هذا يبدو عديم الأخلاق، وسيخسر أكثر ممَّا يكسب بسبب ابتعاد الناس عنه.
  4. تساعد الحيوية والأمل والطموح العالي الإنسان على الاستمتاع بحياته ورؤيتها على أنَّها شيءٌ جميل؛ فيجد أنَّ للحياة معنى، لا سيما إذا حاول ربط الأمور الثلاثة سوياً.
  5. يجب عليك مشاركة الآخرين في فرحهم وحزنهم، ومحاولة بناء علاقاتٍ اجتماعيةٍ تهدف إلى مشاركة ومبادلة الاحترام والمودة، بغض النظر عن الأمور والمعاملات السيئة التي قد يتعامل بها الآخرون.
  6. ينبغي أن تعتني وتحرص على النواحي الروحية، وتحاول مواصلة التفكير فيها بشكلٍ جدِّي؛ بغية تحقيق التكامل الروحي والأخذ بالسنَّة الكونية، وذلك عن طريق الزواج وإيجاد شريك الحياة المناسب، حيث يدعو هذا الفعل إلى تحقيق السعادة.

شاهد بالفيديو: 5 وعود يجب أن تقطعها على نفسك قبل النوم

كيف تكسر الروتين؟

  1. حينما يعتاد عقل الشخص على تكرار الشيء ذاته يومياً دون أيِّ تغيير، يشعر حينها بأنَّ الوقت يمرُّ بشكلٍ سريعٍ يوماً بعد يومٍ دون إنجاز ما يريد. فكرة الوقت هنا ليست يوماً أو يومين أو ثلاثة، بل حياتك بأكملها؛ لذا لابدَّ من القيام بشيءٍ مختلف بين الحين والآخر، كالجري في مكانٍ ما، أو التمرُّن في النادي الرياضي، أو الخروج مع الأصدقاء في أيام العطلات، أو حتَّى تغيير أبسط الأشياء الذي تفعلها من أجل تغيير روتينك، مثل الذهاب إلى عملك من طريقٍ مختلفٍ عن الطريق الذي اعتدت دائماً أن تسلكه؛ فعندما تريد كسر روتينك، عليك تغيير أدق التفاصيل، حتَّى وإن ظننتها ليست على ذلك القدر من الأهمية.
  2. حاول دائماً أن تفاجئ نفسك، فإذا كنت تتوقع الأشياء التي تفعلها وردود أفعالك في أيِّ وقتٍ وزمانٍ ومكان، فذلك لأنَّك لا تعيش إلَّا بالوتيرة والوضعيَّة نفسهما؛ وإن أردت حقاً اكتشاف نفسك وتغييرها، فاذهب إلى أماكن جديدة لوحدك، أو اذهب إلى جبلٍ ما وتسلَّقهُ، أو إلى غابةٍ بعيدةٍ عن منزلك وعن كلِّ الأماكن التي تألفها واستكشفها بمفردك، واترك لنفسك العنان لترى كيف ستتصرَّف حينما تتخلَّى عن شعور الأمان الذي تبحث عنه باستمرار.
  3. حاول الاشتراك في إحدى الأنشطة الاجتماعية حولك، وابحث عن أشخاصٍ لديهم الاهتمامات نفسها، وطريقة تفكيرٍ مشابهةٍ لطريقة تفكيرك؛ وذلك لكي تشعر بالارتياح عند التعامل معهم. والأهمُّ من كلّ ذلك أن يكون طابعك النفسي على توافقٍ مع المكان، كيلا تشعر أنَّ تواجدك معهم عبءٌ عليك وعليهم على حدٍّ سواء.
إقرأ أيضاً: 9 طرق يُهَوِّن بها الروتين عليك حياتك

حاول أن تُحبَّ الحياة:

إنَّ أغلب ما نواجهه من مشاكل ونعاني منه في حياتنا أنَّنا لا نستطيع أن نتعامل معها ونتحكَّم بها، والحلُّ باختصارٍ هو أن نحبَّها؛ والسبب في ذلك هو أنَّنا اعتدنا عليها يومياً بهذا الشكل، ولم نفكِّر في تغييرها، أو جعلها تتناسب مع عاداتنا وحياتنا الروتينية.

عليك أن تكون جدِّياً في التعامل مع الحياة، وأن تمتلك هدفاً فيها، دون محاولة تقليد أيِّ أحد؛ لذا حاول أن تحافظ على ذاتك التي خلقها الله وميَّزك من خلالها عن غيرك، وابتعد وتحرَّر من كلِّ قيدٍ قد يعيدك إلى الخلف، واسعَ إلى الأمام بكلّ قوةٍ وشجاعة، بحيث تترك لنفسك بصمةً من المستحيل أن تُنسى؛ فكلَّما أحببت الحياة أكثر، سعيت إلى معرفتها، واكتشفت الطرائق التي ترضيك وترضيها معاً.

شاهد بالفيديو: 7 طرق بسيطة لجعل الحياة أكثر بساطة

ابحث عن السعادة:

  1. يجب أن يكون لديك هدفٌ أكبر من العمل في حياتك، وذلك كي تستطيع الاستمرار في الحياة، فعلى سبيل المثال: إن كنت تُحبُّ السفر، فبإمكانك أن تُخصِّص إجازاتك السنوية لتُسافر إلى دولٍ ومدنٍ جديدة؛ وستظلُّ طوال السنة متحمِّساً، ومترقباً موعد السفر. تكمن خلاصة الأمر في أن تبحث عمَّا يجعلك سعيداً طوال الوقت، وألا تتردَّد في السعي إلى تحقيقه، فالهدف الرئيس من حياتنا هو أن نكون سعداء فيها.
  2. ضع أهدافاً ورؤوس أقلامٍ لحياتك، فالحياة بلا أهدافٍ مملَّةٌ نوعاً ما، ولا يوجد أيُّ معنىً لها؛ فمثلاً: ما الفائدة من الذهاب إلى عملك كلَّ يومٍ في كلِّ صباح إن لم يكن لديك رغبةٌ فيه، ولم يكن يقودك نحو تحقيق هدفٍ أكبر منه؟ يجب عليك أن تعلم أنَّ عملك في حدِّ ذاته لا ينبغي أن يكون هدفك الأكبر والأهمَّ في الحياة، بل يجب أن يكون هناك شيءٌ آخر يدفعك إلى السعي والاستمرارية.
  3. لن يكون لكلِّ ما تكلَّمنا عنه مسبقاً أيُّ فائدةٍ إن لم تُحافظ على صحَّتك، وتتجنَّب الأمراض التي باستطاعتك تجنُّبها. عليك النوم جيداً كلَّ يوم، وعدم إرهاق نفسك في العمل أكثر من الوقت اللازم، وممارسة الرياضة الصحية بانتظام، وتناول طعامٍ صحي.
  4. حاول أن تحتفي بكلِّ شيءٍ يحصل معك، ولا تترك أيَّ مناسبةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ حتَّى لو كانت بسيطة، فهذه الأمور هي التي تضيف بعض المرح إلى حياتك، فمثلاً: حاول الاحتفاء بالانتهاء من امتحانك الدراسي في الجامعة، أو بتخرُّجك منها، أو احتفِ بتعليم أطفالك كيف يأكلون ويشربون لوحدهم؛ ولا يعني الاحتفاء هنا الاحتفالَ بالضرورة؛ أي تنظيم حفلٍ كبيرٍ أو دعوة أصدقائك وأقربائك، بل القيام بأيّ أمرٍ من شأنه أن يُظهرَ مدى سعادتك وتقديرك.

في الختام:

فلنحرص جميعاً على حُبِّ الحياة والتمتُّع بها، وتقدير أَنْعُمِ الله سبحانه تعالى وشكره عليها، وجعل الحياة مكاناً للأمور الجميلة والذكريات المليئة بالحنان والعطف والحبِّ والود، ومحاولة إصلاحها وتزيينها بلمساتنا الجميلة؛ فالحياة كالأرض الخصبة، تُعطي من يزرع بلا مقابل.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7 




مقالات مرتبطة