كيف تحافظ على روتينك اليومي؟

كانت هناك لحظة شعرتُ فيها بالإحباط عندما بدأت بتبنِّي الروتين اليومي، وكان ذلك في نهاية روتين الصباح؛ حيث وجدتُ نفسي أشعر بالضيق والاندفاع، فلم أفعل كل شيء شعرتُ أنَّه هام للروتين، وكان عليَّ الاستعداد للعمل والخروج من الباب.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "دانا سميث" (Danae Smith)، والتي تُحدِّثنا فيه عن كيفية بناء روتين ناجح.

وخلال شعوري بالإحباط هذا، تذكَّرتُ، أنَّ ما كان من المفترض أن يكون فترة راحة ولحظة للتوقف والشعور بالرضى أصبح عبئاً ثقيلاً؛ حيث لم يكن لروتيني إيقاع ولا تدفق، فلا يمكن أن يكون هذا هو ما كان من المفترض أن يكون روتيني عليه؛ وهكذا بدأتُ رحلتي المستمرة مع الروتين اليومي، ولم يكن الأمر سهلاً أو بسيطاً دائماً، وكانت هناك بالتأكيد تحديات، وهذا ما أريد التحدث عنه اليوم.

الروتين اليومي مدهش وهام ولكنَّه مليء بالتحديات أيضاً، ولا أريد التعمق في الحديث عن هذه العادة دون الاعتراف بأنَّها قد تكون صعبة؛ حيث نُسحَب ونُشَد في اتجاهات مختلفة يومياً، وما تعلَّمتُه - وما زلتُ أتعلَّم - هو أنَّ هناك أشياء في الحياة يمكن أن تؤثر في روتينك اليومي ولكن ليس من الضروري أن تعرقله.

1. البدء والتركيز على روتينك اليومي:

نظراً لأنَّ الروتين اليومي بالنسبة إليَّ يدور حول ما يجلب لي الفرح ويُشعرني بالراحة ويغمرني بالسعادة؛ شعرتُ أنَّني يجب أن أفعل كل ما يصل إلى هذه الأهداف في إطار زمني معين، فقد اعتقدتُ أنَّ الروتين اليومي هو جدول وأنَّ كل شيء يجب أن يحدث في وقت محدد.

وفقط عندما فكرت بذلك وتذكرتُ أنَّ الأمر لا يتعلق بفعل كل شيء، ولكنَّ القيام بما هو هام، تمكَّنتُ من رؤية فوائد الروتين اليومي.

كيف تتفادى عدم المبالغة في تحميل روتينك بحمل زائد؟ ابدأ بشيء صغير ثم زد عليه، وتذكَّر أنَّ الأمر لا يتعلق بفعل كل شيء؛ بل القيام بما يهمُّك في الوقت المناسب؛ لذا تخلَّص من توقُّع أنَّ روتينك يحتاج إلى التفصيل، فإذا كان هناك شيء واحد فقط يهيئ لك يومك، فهذا الشيء الوحيد يكفي.

شاهد بالفديو: نصائح النَّاجحين لتغيير روتينك اليومي للأفضل

2. بدء الروتين مرة أخرى:

كان بدء روتين مرة أخرى بعد حدوث تغييرات في حياتي تحدياً عليَّ مواجهته مؤخراً، فالتغييرات في الحياة أمر بديهي؛ حيث يمكننا التحكم ببعضها، ولا يمكننا التحكم بمعظمها، فمن الممكن أن نتنقل أو نغيِّر وظائفنا أو تتغير ظروف علاقتنا بشخص ما، وما إلى ذلك، فهناك قائمة لا حصر لها من الطرائق التي يمكن أن تتغير بها الحياة، ومن المحتمل أن تؤثر كل هذه التحولات والتغييرات في روتينك اليومي، لكن ليس من الضروري أن تعرقله.

فكيف يمكنك ألا تدع التحولات والتغييرات في الحياة أن تعرقل روتينك اليومي؟ احصل على عقيدة أساسية واحدة على الأقل أو طقوس أو عادة في روتينك اليومي، التي يمكن أن تنحسر وتتدفق معك عندما تواجه الانتقال والتغيير، ويجب أن تكون طقوساً أو تمريناً لا يمثِّل حملاً ثقيلاً ولكنَّه أمر أساسي في حياتك.

وأيضاً، عامل نفسك بلطف ورحمة، فالكثير من الأمور تكون غير محسومة في أثناء عملية التغيير، كما عبَّر صديق لي، لا بأس إذا أصبح الروتين اليومي فوضوياً بعض الشيء.

إقرأ أيضاً: ما هي أهمية كسر الروتين؟

3. إمكان تغيير روتينك:

يمكن جعل هذا التحدي أيضاً وسيلةً لمواجهة التحدي رقم 2، وهذا شيء أشعر أنَّني أواجهه باستمرار: إعطاء الإذن لنفسي، فكما قلت آنفاً، نحن نمرُّ بالعديد من التغيرات في حياتنا، وحتى على المستوى اليومي، تظهر الأشياء ظهوراً غير متوقع أو تتغير احتياجاتك وخططك خلال اليوم.

لذا، إنَّ تعلُّم منح أنفسنا الإذن بتغيير الأشياء وأن نكون مختلفين أمر صعب ولكنَّه ضروري، فكيف تبدأ بمنح نفسك الإذن بأن يبدو روتينك اليومي مختلفاً؟ حافظ على روتينك اليومي مرناً؛ بمعنى آخر لا تلتزم بشدة بروتينك، ولكن كن مرتبطاً بعمق بغايتك ونيتك منه؛ فعندما تكون متصلاً بالغاية والنوايا، فمن المرجح أن تمرَّ بتقلبات.

وأيضاً، راجع نفسك دائماً لمعرفة ما تحتاجه، ويمكن أن تساعد مراجعة روتينك على إعلامك بما تحتاجه أو تريده من روتينك اليومي؛ خاصةً إذا وجدتَ نفسك في فترة جديدة في حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تغيّر الروتين اليومي بسهولة

في الختام:

إنَّ الروتين اليومي فعال، وأعتقد أنَّه جزء هام في حياتنا اليومية؛ حيث إنَّه استثمار شامل في شخصيتنا، ومع ذلك، فإنَّه يشمل العديد من التحديات؛ لذا، تذكَّر أنَّ أشياء كثيرة يمكن أن تؤثر في روتينك اليومي، لكن لا تدعها تُخرجُهُ عن مساره.

المصدر




مقالات مرتبطة