كيف تحافظ على الطمأنينة في عائلة يعمل الأب والأم فيها رائدَي أعمال؟
من الصعب أن تؤسِّس شركةً وحدك، ولكنَّ ذلك يصبح أسهل عندما تكون عازباً، فلن تضطر حينها إلى تنظيم حياتك وفقاً لجدول مهام شريكك، ولا أطفال لديك للاعتناء بهم أو مساعدتهم في واجباتهم المدرسية أو طهي الطعام لهم، فلا تشغلك الحياة إلَّا عندما يكون لديك الكثير من الأمور التي يجب عليك أن تفعلها.
ولكن ماذا يحدث عندما تقع في حب شخص مستقل آخر، شخصٍ يكون مثلك تماماً؟ هل يمكن لزوج من روَّاد الأعمال دمج نمطي حياتيهما لتكوين أسرة وتحقيق أهدافهما والحفاظ على منزل يسوده السلام؟
يتحدَّث تريستان أهومادا (Tristan Ahumada)، محرِّر موقع "SUCCESS People"، إلى رائدة الأعمال إيلينا كاردون (Elena Cardone) حول كيفية النجاح كعائلة من روَّاد الأعمال؛ حيث يمتلك زوجها جرانت كاردوني (Grant Cardone) سبع شركات ويدير محفظة عقارية بقيمة ملياري دولار، وقبل أن تصبح سيدة أعمال، كانت تعمل إيلينا (Elena) كممثلة وعارضة أزياء، ويساهم أولادهما في أعمال العائلة من خلال التحدُّث في مؤتمرات وندوات حول النمو.
إنَّ الحفاظ على تماسك عائلة من روَّاد الأعمال ليس بالأمر السهل، ولكن يمكن تحقيقه؛ لذا فيما يلي ثلاث طرائق لتحقيق أكبر أهدافك والحفاظ على مَن تحبهم إلى جانبك:
1. التعود على خدمة بعضكم بعضاً:
يتوق بعض الناس إلى حياة مستقلة يتخذون فيها جميع القرارات بمفردهم؛ لكنَّ هذا لا ينجح في علاقة ريادة الأعمال، فإن كنت متزوجاً، فالجمع بين الحب والعمل يتطلَّب قدراً هائلاً من التعاون، ويمكن للأزواج تحقيق ذلك من خلال التخلي عن بعض استقلاليتهم لمصلحة كل منهما.
يجب أن تُمنَح القدرة على خدمة الآخرين الأولوية على حساب المشاحنات السخيفة، خاصة تلك المتعلِّقة بالأدوار التي يُفترَض أن يؤديها كل طرف، هذا ما اكتشفته إيلينا (Elena) عندما تعرَّفت إلى زوجها جرانت (Grant)، ففي بداية علاقتهما، تمرَّدت على فكرة أن تصبح الزوجة التقليدية التي تطهو الطعام وتخدم زوجها، لكنَّها أدركت في نهاية المطاف أنَّ كونها الجندي المجهول لنجاح زوجها لم يكن بالأمر السيئ؛ لذا حرصت إيلينا (Elena) على منح زوجها الدعم، ليس لأنَّها امرأة؛ بل لأنَّ هذا ما يقوِّي علاقتهما.
تقول إيلينا (Elena): "إنَّني أرى في المرأة التي تقف وراء زوجها إنسانةً تتمتع بالقوة الكافية، ويعني الدعم تحمُّل الأعباء؛ لذلك أتخيل نفسي وراء هذا الرجل القوي الصامد، وإن حدث وتعثَّر هذا الرجل أو سقط أرضاً، سأكون موجودة بقربه لأحميه، فأنا لن أسمح أن يمسه أيُّ سوء".
سيحاول المجتمع دائماً إملاء ما المقبول للرجال والنساء؛ لذا كن شجاعاً بما يكفي لبناء علاقة تناسبك.
2. إطلاع الجميع على تفاصيل المهمة:
يشبه امتلاك شركة عائلية تدريب فريق رياضي؛ يتعلَّم كل عضو لعب دوره كي يتمكَّن الفريق من الدفاع عن موقعه وتحقيق فرص كبيرة، فهناك لاعبون بارزون بالتأكيد، لكن لا يحرز النصر شخص واحد فقط في الفريق؛ بل يتطلَّب الأمر من الجميع العمل معاً لتحقيق هذا الهدف العظيم.
ينجح هذا فقط عندما يكون الفريق بأكمله على وفاق، أمَّا بالنسبة إلى الشركات العائلية، فيعني ذلك اطِّلاع كل فرد من أفراد الأسرة على المهمة، حتى الأطفال الصغار يجب أن يعرفوا مسار الأسرة، فقد تضطر إلى شرح ذلك لهم باستخدام شخصيات مثل الأبطال الخارقين، لكنَّ الأمر يستحق العناء، فيستوعب الأطفال ذلك ويبقون هادئين عندما يفهمون مدى أهمية هذه الأشياء بالنسبة إليك.
تقول إيلينا (Elena): "لقد لقنتهم منذ نعومة أظفارهم أنَّ العائلة فريق، نحن نغير حياة الناس على هذا الكوكب ونريد أن يعرف الناس من نحن، ونريد أن نحقق الربح من منتجاتنا وخدماتنا؛ يعي أطفالنا هذه المهمة".
3. حاربوا مشكلاتكم وليس بعضكم بعضاً:
لا عجب في أن يفشل كل عمل تجاري بطريقة أو بأخرى؛ حيث يمكن أن تخسر الشركة المال أو تواجه صعوبةً في الاحتفاظ بالموظفين أو ربما تتعرض لمجموعة من الفضائح، هذه مشكلات شائعة في عالم الأعمال، حتى لو لم يكن العمل مع العائلة.
عندما تسوء الأمور، تحمَّلوا جميعاً المسؤولية؛ ابحث عن حل للمشكلة بدلاً من إلقاء اللوم على فرد أو اثنين من أفراد الأسرة بسبب خطأ أحدثه الجميع؛ حيث تقول إيلينا (Elena): "نتلقى ضرباتٍ موجعةً تؤذينا كل مرة، لقد سألت نفسي: كيف أحقِّق الفوز؟ كيف أزدهر وكيف أحصِّن زوجي تحصيناً أقوى من ذي قبل؟"