كيف تجعل موظفيك يشعرون بالتقدير؟

تدرك القيادة الذكية أنَّه لزيادة تفاعل الموظفين والإنتاجية، يجب عليهم النظر إلى ما هو أبعد من الراتب والمزايا والوجبات المجانية؛ إذ يعرف المدير الخبير أنَّ موظفي اليوم يركزون بشدة على:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "شيا هيفر" (Shea Heaver) المدير التنفيذي في شركة "ساتسفاكشن آت وورك" (Satisfaction At Work)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية جعل موظفيك يشعرون بالتقدير.

  1. أهميتهم بالنسبة إلى الفريق.
  2. الثقة بهم وإتاحة المعلومات لهم.
  3. تمكينهم من إحداث فرق.
  4. التغذية الراجعة والمنتورينغ التعاوني.
  5. التقدير والمكافأة المناسبَين.

بعبارة أخرى، يريد الموظفون أن يشعروا بالتقدير؛ إذ أفادت دراسة أجرتها "جمعية علم النفس الأمريكية" (American Psychological Association) عن المقارنات الآتية بين أولئك الذين يشعرون بالتقدير مقابل أولئك الذين لا يشعرون بالتقدير:

  1. أولئك الذين يبلغون عن شعورهم بالتقدير من قِبل رب العمل هم أكثر ميلاً إلى الرغبة في بذل قصارى جهدهم 93% مقابل 33%.
  2. إنَّهم أكثر ميلاً إلى التوصية بمكان عملهم للآخرين 85% مقابل 19%.
  3. من ناحية أخرى، فإنَّ أولئك الذين لا يشعرون بالتقدير هم أكثر عرضة للبحث عن عمل جديد في غضون 12 شهراً 50% مقابل 21%.

فكر في ذلك للحظة: إحصائياً، أكثر من 9 من كل 10 موظفين يشعرون بالتقدير سيحولون هذه المشاعر إلى الحماسة والسعي إلى تحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والجودة.

فيما يأتي بعض الاقتراحات؛ أي كيف يمكن للمديرين - وفي الواقع جميع أعضاء الفريق - أن يُشعروا بعضهم بالتقدير:

1. اكتشاف ما الذي يحفز كل فرد:

  • لا تفترض أنَّك تعرف ما الذي يجعل شخصاً ما متحفزاً، وبالتأكيد لا تجعل نفسك النقطة المرجعية للآخرين؛ فلا يعني أنَّ الجميع يحب البيتزا لأنَّك تحبها.
  • يحب بعضهم التقدير على مرأى من الآخرين، بينما يفضِّل الآخرون الشكر الشخصي.
  • يريد بعضهم مزيداً من المسؤولية في عملهم، بينما يريد الآخرون مهامهم المعتادة التي يعرفون أنَّهم يمكنهم النجاح فيها.
  • يريد بعضهم يوم إجازة لقضاء بعض الوقت مع العائلة، بينما يفضِّل الآخرون بطاقة هدايا بقيمة 100 دولار لمتجر الإلكترونيات المحلي.

عندما تتواصل مع شخص ما على المستوى الشخصي، تزداد عوامل الثقة والتقدير أضعافاً مضاعفة، وكذلك الرغبة في الأداء على مستوى أعلى.

إقرأ أيضاً: تقدير الموظف: أفضل الطرق لإظهار التقدير للموظفين

2. المشاركة في التغذية الراجعة:

دون تغذية راجعة وتوجيهات منتظمة، سيشكل الموظفون افتراضاتهم الخاصة عن كيفية أدائهم لتلبية احتياجات العمل؛ لذا يجب أن يجتمع المديرون والموظفون كل أسبوعين على الأقل؛ وذلك لمناقشة الأفكار والنجاحات والتحديات والمخاوف الأخرى بكل صراحة.

وعند تقديم تغذية راجعة، تجنَّب عبارات مثل: "يجب عليك"، أو "لماذا لا تفعل"؛ إذ سيُفهَم ذلك على أنَّه إلقاء اللوم على الطرف الآخر؛ لذا بدلاً من ذلك، اطلب تغذية راجعة من الطرف الآخر من خلال طرح سؤال مثل: "ما الذي يجب أن يحدث حتى نتمكن من...؟".

وعند تلقِّي تغذية راجعة، من الهام أن يتذكَّر المتلقي أنَّ الشخص - المدير أو الزميل - قد جاء إليه بسبب إدراكه لأمر ما، وحتى إذا كان المتلقي لا يوافق على هذا التصور، فلا ينبغي له أن يتخذ موقفاً دفاعياً، ولكن بدلاً من ذلك يشارك في حوار من خلال طرح سؤال مثل: "أنا أقدِّر نُصحك لي؛ لذلك دعنا نحاول استعراض هذا بمزيدٍ من التفصيل؟".

يمكن للصياغة غير المناسبة أن تُدمِّر التغذية الراجعة ذات النوايا الحسنة، بينما يمكن للتواصل المدروس أن يحل حتى أصعب المشكلات؛ فالتغذية الراجعة لا تتعلق فقط بالصدق؛ وإنَّما بالصدق مع المهارة.

شاهد بالفيديو: 3 خطوات على المدراء اتباعها لتحفيز موظفيهم

3. الإعلام والتمكين:

يريد الجميع اليوم تقريباً أن يُصغوا إلى الآخرين ويصغي الآخرون إليهم؛ فعلى المرء فقط أن يتصفح أي منصة وسائط اجتماعية أو يستمع للراديو الحواري أو يشارك في بطولات رياضية؛ وذلك ليشهد مباشرةً الرغبة في الانغماس الكامل.

وفي جميع الأوقات، دون خرق أي قواعد سرية للشركة، اجعل فريقك على اطلاع دائم بالأحداث التنظيمية والإدارية؛ فإذا لم يكن لديك آلية رسمية لمعرفة هموم فريقك - ولا أتحدَّث عن استطلاع التفاعل السنوي - حدِّد آلية مناسبة على أساس ربع سنوي على الأقل، وبعد ذلك، اجمع المعلومات بسرعة، وحدِّد المجالات الرئيسة للتحسُّن، واسمح لهم بالبدء بإصلاحها؛ فعندما تجعل الموظفين يشعرون بأهميتهم، أظهر أنَّ مداخلاتهم أمر هام، وأكِّد لهم أنَّهم جزء من فريق يسعى إلى التطوير المستمر، وستجد النجاح.

إقرأ أيضاً: العلاقة بين تقدير الذات والنجاح

في الختام:

عندما يشعر الموظفون بالتقدير، يزداد شعورهم بالثقة بالنفس، وهذا هو المحرِّك الرئيس للولاء والمعنويات والجهد؛ إذ سيعملون عملاً أكثر تعاوناً، ويسخِّرون اختلافاتهم، ويطوِّرون علاقات عمل رائعة، ويرفعون في نهاية المطاف الثقافة والإنتاجية على مستوى المؤسسة، وإنَّ جعل القوى العاملة تشعر بالتقدير هو عرض ذو قيمة عليا جداً لأي مؤسسة.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة