كيف تجعل قضاء الوقت مع العائلة أهم أولوياتك؟

يصعب علينا أن نتوقف عن العمل في ظل الحياة الحديثة؛ ففي حين تسهِّل التكنولوجيا حياتنا وتمنحنا فرصاً جديدة، إلا أنَّها لا تقلل أبداً من أعباء عملنا، حيث يجد العديد من الموظفين صعوبة كبيرة في التوقف عن العمل، خاصة عندما تستمر رسائل البريد الإلكتروني في الظهور على هواتفهم الذكية طوال اليوم؛ وبالتالي يكون التأثير البالغ هنا هو قضاء وقت أقل مع العائلة؛ لكن كيف يمكنك إيقاف هذه النزعة السائدة وتخصيص بعض الوقت لأخذ استراحة من العمل؟



لدينا بعض النصائح المفيدة لك، والتي لن تدع العمل يحتل قائمة أولوياتك على حساب قضاء الوقت مع العائلة:

1. أطفئ جميع أجهزتك الإلكترونية:

إنَّ ضغط العمل على الموظفين في زمننا هذا كبير جداً، ممَّا يدفعهم إلى مواصلة عملهم لفترات طويلة حتى بعد انتهاء الوقت المخصص له؛ علماً أنَّ معظم الموظفين لا يحصلون على أجور لقاء هذا العمل الإضافي.

توجد ظاهرة جديدة ذات صلة بهذا الموضوع تُسمَّى "ظاهرة ليفيزيم" (leavism)، وهي مصطلح يُطلَق على حال الموظفين الذين يقضون وقت إجازتهم في متابعة أعمالهم المتراكمة بدلاً من الاسترخاء والاستراحة.

يستنزف العمل المستمر صحتك وطاقتك، حيث تحتاج ببساطة إلى وقت لاستعادة نشاطك، ويجعلك ذلك أكثر فاعلية في العمل أيضاً؛ لذا أطفئ جميع أجهزتك بمجرد عودتك إلى المنزل، وابتعد عن العمل، وتحدث مع عائلتك أو استمتع بممارسة بعض الهوايات، واسترخِ.

قد يكون هذا صعباً إذا كنت معتاداً على إرسال رسائل البريد الإلكتروني في ساعة معينة في كل مساء؛ لذا عليك أن تبدأ بهذا التحول تدريجياً، بحيث يصبح جزءاً من روتينك اليومي، ويجعلك تنخرط في مزيد من الأنشطة العائلية خلال بضعة أسابيع فقط، حيث يبدأ كل شيء بالضغط على زر إيقاف التشغيل، أو على الأقل استخدام ميزة "عدم الإزعاج" ( do not disturb) على هاتفك النقال.

إقرأ أيضاً: ما الذي سيحدث إذا أخذتَ إجازةً من التكنولوجيا؟

2. اطلب أوقات عمل مرنة:

قد يكون لتغيير ساعات عملك تأثيرٌ كبيرٌ جداً، فعلى سبيل المثال: قد ترغب في البدء في وقتٍ مبكرٍ أو متأخرٍ عن وقت العمل الحالي؛ لذا تحدث مع مديرك لمعرفة ما إذا كان ذلك ممكناً، حيث يمكن أن يتيح لك فرصاً جديدة لقضاء مزيدٍ من الوقت مع أحبائك.

3. خُض في مسار وظيفي جديد:

إذا لم يمنحك تغيير ساعات العمل فرصاً جديدة، فربَّما يفيدك تغيير مسارك الوظيفي؛ حيث توجد فرص جديدة لا حصر لها متاحة لك، وقد يمنحك البحث الفعال عن فرص عمل جديدة حياة مختلفة تماماً.

توازن العديد من الشركات الحديثة بين العمل والحياة الشخصية، وقد تؤدي خطوتك التالية إلى شغل وظيفةٍ أفضل، وإلى قضاء مزيدٍ من الوقت مع عائلتك.

4. اعمل عن بعد:

يمكنك بكلّ تأكيدٍ تحسين توازن حياتك المهنية والشخصية بشكلٍ كبيرٍ من خلال العمل عن بعد، ولكن لا تتيح كل المجالات الوظيفية تطبيق هذه الفكرة؛ فإن كان مجال عملك يسمح بذلك، فيمكنك طلب هذه الفرصة من رئيس عملك الحالي.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات تضمن بها يوماً جيداً في سير عملك عن بعد

5. استرخِ قبل العودة إلى المنزل:

يمكن أن يكون لشعورك بالتوتر والتعاسة عند عودتك من العمل نتائج سلبية على عائلتك؛ لذا استرخِ جيداً قبل عودتك إلى المنزل.

على سبيل المثال: اذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تمشَّ في الجوار قريباً من منزلك لبعض الوقت، وتسوَّق قليلاً، واقرأ كتاباً تريده أو اشترِ هدية لأطفالك.

قد يؤدي التوقف عن التفكير في العمل نهائياً قبل عودتك إلى عدم الانشغال به وبصعوباته في المنزل، وستقضي بالنتيجة وقتاً ممتعاً مع عائلتك بدلاً من إفساد وقت راحتك بتلك الضغوطات.

6. اجعل ليلة عطلتك مميزة:

تعدُّ ليلة الجمعة نهاية أسبوع العمل بالنسبة إلى العديد من الموظفين، حيث إنَّه يوم نتطلع إليه ونقدره جداً؛ لذا حوله إلى مناسبة استثنائية ومميزة للغاية تتطلع إليها طوال الأسبوع.

احرص على أن تكون ليلة عطلتك من الأولويات، وذلك بأن تضيف عدة أنشطة استرخاء إلى تقويمك الأسبوعي، حيث إنَّها فرصة للاحتفال بعطلة نهاية الأسبوع؛ كما يمكنك بدء ليلتك هذه ببعض الأنشطة العائلية، مثل مشاهدة الأفلام، أو تناول وجبة الطعام في مطعم معين؛ حيث يهيئ كل ذلك الجو الرائع الذي تبتغيه في عطلتك الأسبوعية.

7. تحدث عن شيءٍ آخر غير العمل:

إذا كانت حياتك تدور حول العمل وتجد صعوبة في إجراء محادثات حول أي شيء آخر غيره، فعليك حينئذ توسيع آفاقك في المحادثة.

قد لا تكون مهتماً بالأحاديث الجانبية، ولكن يمكن لذلك أن يحول الحديث إلى خارج نطاق العمل في بعض الأحيان، حيث يمكنك المضي قدماً في حياتك المهنية والتواصل مع الأشخاص بأمور تتجاوز السؤال عن عملهم؛ فعلى سبيل المثال: تحدث مع زملائك عن حياتهم العائلية لإيجاد قواسم مشتركة فيما بينكم.

8. اخفض مستويات التوتر لديك:

يؤثر التوتر سلباً على معظم الأشخاص، وقد يستنزف معنوياتك مع مرور الوقت ويُشعِرك بالسلبية؛ ولكن يمكن مكافحته من خلال اتباع أنشطة إيجابية تضمن قضاء إجازتك مع العائلة على نحو سليم.

تعدُّ اليوغا أحد الأمثلة على تلك الأنشطة، كما يوجد الكثير من الخيارات الأخرى التي تفي بالغرض؛ إضافة إلى تطبيقات الجوال المهدئة التي تساعدك في ذلك أيضاً.

إقرأ أيضاً: كيف تخفف من حدة التوتر الوظيفي بعد العمل؟

9. انظر إلى الانشغال في العمل على أنَّه أمرٌ سيئ:

يشبه الانشغال الدائم بالعمل في مجال الأعمال الحديثة سباقاً محموماً عليك أن تثبت فيه قدرتك على تحمل أعباء هائلة من العمل، ويؤيد الكثيرون من أمثال "إيلون ماسك" (Elon Musk) وجهة النظر هذه؛ حيث يرونها ميزة مرتبطة بمفهوم "النجاح".

تشكل الراحة ضرورة أساسية، وذلك بغض النظر عن مدى ذكائك واجتهادك؛ ففي الواقع، ستنخفض إنتاجيتك إذا كنت مثقلاً بالأعمال المختلفة، وتتعرض صحتك النفسية إلى الضرر أيضاً.

تقترح مدرسة فكرية أخرى أنَّ الانشغال الدائم بالعمل أمر سيئ جداً، وينطبق هذا على جميع الأعمال؛ كما أنَّ هناك ردود فعل عديدة ضد هذا الانشغال في وقتنا الحالي، حيث يناقش مقال تحت عنوان "لماذا يحتاج دماغك إلى مزيد من أوقات الراحة" (Why Your Brain Needs More Downtime) في مجلة ساينتفك أميريكان (Scientific American) ما يأتي:

"شعر الناس عبر التاريخ أنَّ الولاء المتزمت للعمل لا يُترجَم في الواقع إلى إنتاجية أكبر، وخاصة أنَّه ليس صحياً على الإطلاق، حيث يحتاج الدماغ إلى فترات نقاهة منتظمة كي يُولِّد أفكاراً أكثر إبداعاً.

يؤدي توقف الدماغ عن التفكير بالعمل والابتعاد عنه لفترة من الوقت إلى تزويده بالطاقة وتحفيزه على الخروج بإنتاجية أكبر وتفكير مبدع، وفذلك ضروري لتحقيق أعلى مستويات الأداء لدينا وتكوين ذكريات ثابتة من الحياة اليومية؛ كما يساعدنا الارتباط بالحاضر والتحرر من قيود العمل على التعلم من الماضي والتخطيط للمستقبل، وتعدُّ لحظات الراحة ضرورية للحفاظ على البوصلة الأخلاقية للفرد في العمل والحفاظ على الشعور بالذات أيضاً، فضلاً عن إتاحة التوصل إلى أكثر الأفكار إبداعاً".

10. أخيراً، استمتع أكثر:

ركز على جعل المرح والمتعة جزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية؛ لذا ابحث عن فرص جديدة للتركيز عليها بدلاً من الانغماس في ضغوطات والتزامات العمل، حيث يمكنك جعل عملية رعاية الأطفال أسهل إذا كنت تقوم بدور الرعاية الأبوية، وهذا من شأنه أن يخفف من الضغوطات التي تواجهها إلى جانب عملك، وتتوجه أيضاً إلى عملك واثقاً ومستعداً لتنفيذ أهم مشاريعك؛ كما يمكنك أيضاً تعزيز علاقاتك وحضور الأنشطة العائلية الممتعة، وجعل عطلة نهاية الأسبوع ممتعة قدر الإمكان.

 

المصدر




مقالات مرتبطة