كيف تجعل التشبيك أقل إزعاجاً؟

بالنسبة إلى معظم المهنيين الشباب قد يبدو حضور أحداث التشبيك مشابهاً للذهاب إلى طبيب الأسنان؛ أي ضرورياً وغير ممتعٍ كثيراً، وذلك لأنَّ هذه المواقف مفهومة تماماً؛ فقد يكون الضغط عالٍ جداً ولا تكون متأكداً من هو الذي يجب عليك أن تعامله أولاً، ويمكن أن تكون المحادثات ما بين محرجة إلى مخجلة تماماً؛ لكنَّها ضيقة الأفق أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "ناتاشا ليكيتش" (Natasa Lekic)، تُحدِّثنا فيه عن التشبيك وكيفية القيام به.

يبقى التشبيك إحدى أكثر الطرائق فاعلية للعثور على وظيفة جديدة خصوصاً عند القيام به شخصياً، بالنسبة إلي لقد كان التواصل مع الآخرين عبر أحداث التشبيك جزءاً لا يتجزأ من بناء عملي التجاري؛ فقد كوَّنتُ شراكات واكتسبت منتسبين وعملاء جدد وذلك كله يعود إلى التشبيك مباشرة.

أنت تعلم طبعاً أنَّ التشبيك قيِّمٌ جداً؛ لكنَّ الأمر الذي يصعب فهمه هو أنَّه لا يجب أن يكون بائساً؛ فعندما تغير تفكيرك المتعلق بالتشبيك سيتوقف عن كونه شراً لا بدَّ منه وسيصبح عنصراً ضرورياً في بناء علامتك التجارية الشخصية والمهنية.

إليك فيما يأتي أهم نصيحتين لتحقيق ذلك:

1. وضِّح أسبابك:

إنَّني أتعاطف مع أولئك الذين يخشون التشبيك؛ لأنَّني كنت أعاني الشيء نفسه عندما بدأت في عملي التجاري لأول مرة، كنت في أَمَسِّ الحاجة إلى إنشاء علاقات مثمرة واكتساب بعض الزخم؛ لكنَّني غالباً ما كنت أغادر تلك الأحداث وأنا أشعر بالإحباط؛ لأنَّني حقاً لم أكن أعرف ما عليَّ التحدث عنه بعد سؤال "ما هو عملك؟".

لم يكن الأمر لأنَّني كنت خجولة؛ بل كنت حريصة على تقديم نفسي وعلى المصافحة وإجراء محادثات هادفة، لكن بعد دقيقة أو دقيقتين من الدردشة كنت ألحظ ملل الشخص الذي أتحدث إليه، وهذه علامة واضحة على أنَّ عرضي الشخصي والمهني قد فشل في إحداث التأثير المقصود، فأدركت بسرعة أنَّني بحاجة إلى إعادة صياغة الطريقة التي قدمت بها نفسي وشركة تحرير الكتب الخاصة بي.

لذلك بدلاً من إخبار الناس من أنا وما هو عملي، بدأت في توضيح سبب العمل الذي أعمل به، على سبيل المثال كنت أقول: "إنَّني أملك شركة لتحرير الكتب؛ لأنَّ عملي في مجال نشر الكتب أكسبني خبرة في هذا المجال، ولقد وصلت إلى مجال النشر؛ لأنَّني أظنُّ أنَّ الكتب تغني العالم وقيمتها كبيرة جداً؛ لأنَّها تساعدنا على فهم الأفكار الجديدة والتواصل مع الآخرين وتساعدنا على النمو شخصياً".

الآن عندما أقوم بالتشبيك مع أشخاص ليسوا في مجال عملي ويسألونني عن عملي،  أقول لهم: "أنا أساعد المؤلفين على صياغة الكتب التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب قرائهم وعقولهم"؛ إنَّه وصف أكثر دقة لعملي، وأكثر تشويقاً؛ فمن خلال الوصول إلى جذر "السبب" ستجد هدفاً يصل إلى المزيد من الأشخاص، حتَّى أولئك الذين ليسوا من جمهورك.

عندما أقوم بالتشبيك في مجال عملي أتَّبع نهجاً مختلفاً بعض الشيء، وأقدم نفسي من خلال تسليط الضوء على القيمة التي أجلبها لعملائي المحتملين، وعادةً ما يبدو الأمر كالآتي: "أنا أعمل مع مؤلفين ملهمين يرغبون في تعلُّم كيفية صياغة الكتب التي تحقق رؤاهم الطموحة"، وبهذه الطريقة سيكتشف المطلعون على هذا المجال ما هو عملي وما هي القيمة التي أقدمها في عبارة قوية واحدة.

إنَّ إتقان التعارف هو استراتيجية قد أثبتت نجاحها بالنسبة إلي؛ فمن خلال التعارف الصحيح يمكنك جذب انتباه الناس وإثارة فضولهم.

شاهد بالفديو: 10 نصائح للتشبيك في مجال الأعمال، كيف تُنمِّي شبكتك المهنية؟

الانطباع الأول وتأثيره على العلاقات الاجتماعية

2. قدِّم ما هو غير متوقع:

يمكن أن تؤدي افتتاحية حديث رائعة إلى شبكة مهنية نشطة مباشرةً إذا عرفت كيفية متابعة المحادثة من هناك؛ وكي يكون التشبيك ذا قيمة حقيقية ستحتاج في النهاية إلى تحويل التعارف إلى اجتماع للمتابعة.

توجد عدة طرائق للمساعدة في سير المحادثة على نحو طبيعي؛ لكنَّني أظنُّ أنَّ الطريقة الأفضل والأقل استخداماً للقيام بذلك هي باستخدام كتاب ما؛ أي إذا كنت ترغب في التشبيك مع شخص محدد، قدِّم له توصية مخصصة بكتاب ما، ومن الناحية المثالية سيكون لديك نسخة منه من أجل تقديمها هدية، لكنَّ الوصف الجذاب والسريع مفيد أيضاً.

تعد هذه الاستراتيجية ناجحة؛ لعدة أسباب وأولهم لأنَّها غير متوقعة؛ فنادراً ما يتوقع الناس مغادرة حدث التشبيك مع أي شيء باستثناء المبيعات المجانية أو بطاقات الأعمال، إضافة إلى ذلك فإنَّ تقديم كتاب حقيقي للناس ينشئ ارتباطاً أقوى بكثير من أي عرض للمبيعات في أي وقت مضى، وسيؤدي القيام بذلك إلى ترسيخ صورة تبين أنَّك شخص مُطَّلِع ومتمرِّس في مجال اهتمامهم، ممَّا يجعلك شخصاً أكثر إثارة للاهتمام.

مع ذلك كي تنجح هذه الاستراتيجية عليك الاستعداد؛ فاعرف من هم الأشخاص الذين تريد مقابلتهم في حدث التشبيك وأَجرِ أبحاثك؛ أي اعرف ما هو مجال خبرتهم؟ وما هي الموضوعات التي يتحدثون عنها؟ ما هي اهتماماتهم الشخصية؟ ضع في حسبانك أي من الكتب التي قرأتها ستروقهم.

عند تسليم الهدية أضف لمسة شخصية مثل ملاحظة على الغلاف الداخلي توَضِّح فيها عن سبب ظنِّك أنَّهم سيحبون الكتاب؛ فسيؤدي ذلك إلى إنشاء تواصل مباشر بينك وبينهم.

لطالما كنت في الطرف المتلقي لهذا النوع من التواصل عدة مرات، وفي كل مرة كان الكتاب قيماً للغاية بالنسبة إلي؛ وذلك لأنَّ تلقي كتاب يقدِّم نظرة ثاقبة لعملك أو يلهمك هو أمر لا يُقدَّر بثمن، وإنَّني أعطي الأولوية لرسائل البريد الإلكتروني للأشخاص الذين يقدمون الهدايا وأبحث عن طرائق لمساعدتهم.

إذا كنت تخشى حضور حدث التشبيك التالي فألقِ نظرةً على رف الكتب الخاص بك، فقد تتذكر فكرة تريد طرحها، وفي هذه الحال ستتوقف عن اعتماد الكاريزما وستبدأ في اعتماد الذكاء والكفاءة بدلاً من ذلك، وهذا هو بالضبط ما يترك انطباعاً دائماً.

إقرأ أيضاً: الانطباع الأول وتأثيره على العلاقات الاجتماعية

في الختام:

قد لا يكون التشبيك دائماً هو النشاط الأسهل أو الأكثر متعة للمهنيين الشباب، لكن لا يجب أن يكون مؤلماً مثل فحص الأسنان السنوي، فمن خلال فهم "السبب" وتوضيحه وإنشاء نقطة تواصل تفتح المجال لمزيد من المحادثات الهادفة، ستنشئ علاقات أفضل تدفع حياتك المهنية إلى الأمام.

المصدر




مقالات مرتبطة