كيف تجعل الآخرين يلاحظون إنجازاتك؟

إحدى أهم الدروس المهنية التي ستتعلَّمها هو أنَّ القيام بعمل رائع لا يكفي للتقدُّم؛ ذلك لأنَّك تحتاج إلى إبلاغ الآخرين بما قمتَ به أيضاً. قد تعتقد أنَّ هذا سيبدو تفاخراً بغيضاً؛ لكنَّ الكثير من التقدُّم الوظيفي يعود إلى التباهي، وإذا كنت تعمل عن بُعد، فقد يتطلب الأمر مزيداً من الجهد للتأكد من إجراء هذه المناقشات.



تقول "ناديا دي ألا" (Nadia De Ala) مؤسِّسة "ريل يو ليدرشيب" (Real You Leadership)، وهو برنامج كوتشينغ جماعي للنساء ذوات البشرة الملونة: "غالباً ما نتعلم أنَّ التباهي بأي شكل من الأشكال بعملنا هو أمر سيئ؛ ويعني أنَّك متعجرف أو غير متواضع، أو أنَّنا نؤمن بخرافة أنَّ عملنا الجاد يجب أن يتحدَّث عن نفسه".

تؤكِّد "دي ألا" أنَّها تعمل مع الكثير من الأشخاص الذين يُعَدُّ إرضاء الناس شغلهم الشاغل لمساعدتهم على التخلص من الخجل من التباهي بعملهم، وقالت: "تعلُّم فن التحدث عن عملك العظيم وإنجازاتك دون أن تكون بغيضاً أو تحطَّ من قدر نفسك بأي شكل من الأشكال هو جزء من تأييد الذات، ويؤهِّلك للقيادة والترقية وفرص زيادة الأجور على الأمد الطويل".

لجعل مديريك وزملائك أكثر وعياً بعملك، يجب أن تتعمَّد البحث عن فرص لمشاركة إنجازاتك. إليك كيفية القيام بذلك مع الحفاظ على صدقك مع نفسك، سواء في اجتماع أم عبر الإنترنت:

شارك أعضاء الفريق ما يمكنك تقديمه من مساعدات:

لا تقدِّم إنجازاتك المساعدة لك فقط؛ إنَّما يمكنها أيضاً مساعدة أعضاء الفريق الآخرين على التعلم والنمو، فقد تكون صياغة أهدافك الشخصية صياغة تهدف إلى إفادة الآخرين إحدى الطرائق لإثارة الموضوع.

تقول "دي ألا": "يمكنك مشاركة عملك الرائع دون الشعور بالضيق من خلال صياغة إنجازاتك للتعبير عن التقدُّم الذي أحرزتَه وتقديم أفكار عما تعلَّمتَه، ويمكنك إرسال رسالة بريد إلكتروني تقول فيها: لقد تمكَّنتُ للتو من حل المشكلة لتحقيق الهدف من مشروعي، لقد استغرق الأمر منِّي بعض الوقت للوصول إلى هذه النتيجة؛ لذا أشارككم ما تعلَّمتُه لأنَّه قد يساعد شخصاً آخر".

تؤكد "لارا هوجان" (Lara Hogan) مؤلفة كتاب "الإدارة المرنة" (Resilient Management)، إذا كان التباهي بعملك صعباً بالنسبة إليك، فاستند إلى الحقائق قدر الإمكان بشأن أفعالك وتأثيرها، وإذا كان ذلك ممكناً، فحدد حجم التأثير الذي تُحدثه في العمل، واجعله وثيق الصلة بما يهتم به الأشخاص الآخرون في المناقشة، وبهذه الطريقة، يبدو أنَّك تعمل نحو هدف مشترك، بدلاً من مجرد محاولة تحسين صورتك".

قدَّمت "هوجان" مثالاً: في اجتماع عن احتياجات التوظيف، قد تقول: "لقد ركزتُ على ذلك أيضاً، لقد عدَّلَت عمليتنا الخاصة بسلسلة المقابلات الشهر الماضي، وهذا أدى إلى شعور فريقنا بثقة أكبر بشأن قرارات التوظيف وتحسين تجربة المرشحين أيضاً، لقد وظَّفنا الآن أربعة من أصل ستة أشخاص احتجنا إليهم في الأسبوعين الماضيين".

شاهد: 9 طرق تجعلك متألقًا في مقابلات التوظيف

أعطِ الفضل للآخرين، وقد يبادلونك ذلك في كثير من الأحيان:

تتمثل إحدى طرائق جعل الآخرين يلاحظون عملك في الإشادة بمشاريع زملائك، فمن خلال مشاركة التغذية الراجعة الإيجابية، فإنَّك تساعد على بناء ثقافة جماعية يكون فيها تعزيز أحدكم لأعمال الآخرين أمراً طبيعياً ومطلوباً.

تقول "دي ألا": "يمكنك بانتظام مشاركة عبارات مثل: لقد أنجزت أنا وفريقي المرحلة الأولى من المشروع، ولا تتردد في إخبار الفريق أو الشركة بأكملها عندما تلاحظ أنَّ أحد أعضاء الفريق يقوم بعمل رائع، فما تفعله من خير سيعود إليك، وتقديم الثناء الصادق للآخرين يُظهر أنَّك تولي اهتماماً ولا تفكر فقط في نموِّك؛ إنَّما في نمو الفريق بأكمله".

تقول "سيسلي هورشام" (Cicely Horsham) الأستاذة في علم النفس والكوتش التنفيذية: "إنَّ مشاركة ما تجيد القيام به لا يساعدك فقط على التقدُّم في حياتك المهنية؛ إنَّما يساعدك أيضاً على تعزيز سلامتك وعافيتك؛ فمشاركة هذه الإنجازات مع الأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم في العمل يخفف التوتر في بيئة العمل بدلاً من التركيز فقط على التحديات".

إقرأ أيضاً: كيف تكسب قلوب الناس في 26 خطوة

أطلِع مديرك على إنجازاتك دوماً لكي تحثَّه على تشجيعك:

من الناحية المثالية، يدافع مديرك عنك بالفعل، حتى يعرف المسؤولون الكبار الذين لديهم القدرة على ترقيتك أنَّك تقوم بعمل رائع، لكن في بعض الأحيان، لا تحصل على أفضل مدير، وتحتاج إلى مساعدته على إدارة حياتك المهنية؛ لذا لمساعدته على رؤية تفوُّقك المهني، اعرض إنجازاتك عليه في اجتماعاتك الشخصية معه.

تقترح الكوتش التنفيذية "ميلودي ويلدينج" (Melody Wilding) إضافة قسم "الإنجازات" إلى جدول أعمالك في مقابلاتك مع رئيسك في العمل، وتقول: "إنَّها فرصة للتعريف بإنجازاتك، والتأكد من أنَّ مديرك يمكنه أن يدافع عنك بين أقرانه وكبار المسؤولين".

لكن يجب ألا تجعل كل شيء يتمحور حول الجهد الذي تبذله في عملك، فالجهد لا يعني أنَّ العمل ناجح؛ بل نتيجة عملك هي التي تحدد مقدار النجاح الذي تحققه؛ لذا بدلاً من الحديث عن المهمة نفسها، يجب التحدث عن النتائج حديثاً حماسياً؛ كأن تقول: لقد استمتعتُ بهذا العمل وتعلَّمتُ الكثير من هذا التعاون الجماعي مع زملائي.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة