كيف تتوقف عن الاهتمام بآراء الآخرين؟

هل تهتم كثيراً برأي الآخرين فيك إلى درجة أنَّك تُلغي أو تُهمل أهدافك؟ يبدو غريباً أن نتصرف بهذه الطريقة بصراحة، لكن هذا ما يفعله معظمنا؛ فغالباً ما نمنع أنفسنا من القيام بشيء أو أن نحقق هدفاً؛ لأنَّنا نسمح لأذهاننا بالانسياق خلف أحكام الآخرين وانتقاداتهم إذا فعلنا ذلك الشيء، من تعلم استخدام آلة موسيقية إلى الانتقال إلى بلدٍ آخر، إلى القفز في الشارع ببدلة عملك، فكم عدد الرغبات التي قمت بإلغائها لأنَّك كنت تهتم كثيراً برأي الآخرين؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب ورائد الأعمال الأمريكي كريس هيوز (CHRIS HUGHES)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في التوقف عن التفكير في آراء الآخرين.

كيف تتوقف عن الاهتمام كثيراً بما يعتقده الآخرون عنك؟

أولاً، معظم الناس لا يلقون بالاً لما تفعله، وثانياً، ما نتخيله قد يكون بعيداً عن الحقيقة إلى درجة أنَّنا نعوق أنفسنا من أجل لا شيء.

أنا أعمل مُيسِّر مسارات الوعي (Access Consciousness) واسمحوا لي أن أقول إنَّني افترضت لسنوات عديدة أنَّ الجميع سيحكم عليَّ وعلى قراري لكونه غريباً جداً؛ لذلك أبقيت عملي سرَّاً؛ وبمجرد أن قررت اتباعه والسعي من أجله كان الأشخاص الذين افترضت أنَّهم سيعترضون أو ينتقدون مجال عملي هم الأكثر اهتماماً بهذا العمل الغريب.

فكَّر في شيء لطالما رغبت في القيام به؛ لكنَّك استسلمت للخوف من أحكام الآخرين وانتقاداتهم:

الآن، أقترح أن تسأل، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ هل ستموت؟ هل ستفقد صديقاً أو اثنين؟ (أولئك الذين ينتقدون كل ما تفعله على أي حال)؛ أغمض عينيك وتخيل أنَّك تختار "شيئاً لطالما أردت أن تفعله" وفكِّر في المتعة التي يمكن أن تحصل عليها إذا تجاهلت كل تلك المخاوف، وتابع التخيل لبضع ساعات أو أيام، فإذا كان حقاً ملهماً ومشجعاً لك، فمن يهتم برأي الآخرين، فهل تريد أن تحيا حياةً تستحق الذكر، أو أنَّك تريد أن تعيش فقط؟

شاهد بالفيديو: 8 أشياء لا تحتاج إلى موافقة الآخرين للقيام بها

هل تدرك أنَّ آراء الآخرين يمكن أن تؤثِّر فيك إلى درجة تعتقد فيها أنَّها رأيك أنت؟

كانت لدي صديقة أخبرتها معلمة الباليه عندما كانت في السادسة من عمرها أنَّها لا تنفع لهذا النوع من الرقص، وليس لديها رشاقة أو موهبة؛ وبدورها أخبرت صديقتي الآخرين من حولها خلال الأربعين عاماً التالية أنَّها ليست ماهرة في الباليه، وامتنعت عن أخذ دروس الرقص لمدة 40 عاماً، وتخلَّت عن 40 عاماً من الفرح والمتعة بسبب حكم شخص واحد؛ لذا فهي لن تكون أبداً على خشبة المسرح؛ لكنَّها ما زالت تحب الرقص.

إقرأ أيضاً: 7 افتراضات خاطئة عن الآخرين يجب التوقف عنها حتى ننعم بالسلام

كم من المتع تحرم نفسك منها فقط لأنَّك تؤمن بآراء الآخرين؟ حقاً، من يهتم؟

لقد تعلمت على مر السنين أن أكون صادقاً مع نفسي، وألا أقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عني، لأنَّ الحقيقة هي أنَّ الالتفات إلى آراء الآخرين يؤذيني أنا وحدي على الأمد الطويل، ولا يسبب لمن انتقدني أيَّ أذى، فأنا هو من فقد الفرصة بالمتعة والاستفادة من خلال تحمل كلمات شخص آخر عني، ويمكنني أن أخبرك أنَّ الشخص الذي أصدر الحكم عليَّ لم يتأثر.

كيف تتوقف عن الاهتمام كثيراً بآراء الآخرين عنك؟

كما قال الممثل الكوميدي الأمريكي بوب نيوهارت (Bob Newhart) في شخصيته بوصفه طبيباً نفسياً: "توقف عن ذلك فقط"، فعلينا أن نختار ما إذا كنا نتأثر في الأحكام غير المعلنة والمتخيلة في كثير من الأحيان، أو ما إذا كنا نمتلك شجاعتنا ونختار ما يرضينا وينمي شخصيتنا ويجعلنا سعداء.

إقرأ أيضاً: الأحكام: قد لا تشعر بها ولكنَّها تدمِّر حياتك

في الختام:

لقد قِيل إنَّ كل شخص فريد من نوعه، فلماذا لا نحتفِ بذلك ونحاول استثماره بدلاً من محاولة التنازل للآخرين حتى لا نُنتقَد؟ ثم لا أحد يستطيع أن يسيطر عليك غير نفسك؛ لذا هل ستكون على استعداد لقول افعل ما تشاء، فلا أحد يهتم بما تفعله؟




مقالات مرتبطة