كيف تتقن فن الخطابة؟

لا أحد يتمتع بثقة فائقة في أثناء إلقاء خطابه الأول على المنصة، وهذا يعني أنَّ فن التحدُّث أمام الجمهور ليس موهبة فطرية؛ وإنَّما مهارة يمكن اكتسابها وتنميتها.



تدرَّب والتزم:

يمكن التدرُّب على فنِّ الخطابة وإتقانه بالممارسة والمثابرة، وإذا كنت مديراً تنفيذياً وتحتاج إلى إلقاء خطاب لتعزيز ثقة موظفيك، أو كنت طالباً يؤدي عرضاً أول مرة، أو عاملاً مستقلاً يحتاج إلى أن يعزز شعبية علامته التجارية، فقد يبدو التحدث أمام جمهور صعباً؛ لكنَّه ليس كذلك، يتعلَّق الأمر بتقديم المعلومات تقديماً مقنعاً فقط، وجعل التجربة مفيدة للجمهور، وإن تطلب الأمر قليلاً من الإثارة.

في البداية، لدى المتحدث وقت قصير، يمكنه الاستفادة منه في أثناء تقديمه للجمهور، ولكن كيف؟ راقب الجمهور وحاول تخمين مدى حماستهم.

حسناً، يتطلب العرض على المنصة دائماً نصاً أو بعض المحتوى الأساسي الذي يجب الالتزام به، لكن يجب ألا يكون مملاً، والحيلة هنا هي الاستفادة من القوة الفطرية للملاحظة؛ لذا ركز في الدقائق القليلة الأولى من وجودك على خشبة المسرح على الجمهور بدلاً من محاولة تذكُّر النص.

راقب الأجواء وأنواع الأشخاص الموجودين في القاعة؛ أي جنسهم وفئاتهم العمرية والخصائص المشابهة الأخرى، ومن المفيد الارتجال قليلاً، وتكوين ملاحظات ذهنية عندما يتطلب الأمر ذلك.

إقرأ أيضاً: أنواع الخطابة

امنح "فترة الانتباه" الاهتمام الواجب عند بدء الخطاب:

تشير معظم الدراسات إلى الحقيقة البسيطة المتمثلة في أنَّ فترة انتباه الناس آخذة بالتناقص؛ إذ تؤدي الإشعارات والرسائل المستمرة عبر الهواتف المحمولة إلى تشتيت انتباه الفرد طوال الوقت، وهذا ما غيَّر كيفية تفاعلنا مع العالم؛ لذلك على المتحدث العام أن يكون مبتكراً في مواجهة هذه الظاهرة، والتغلب عليها باستخدام وجهات نظر مختلفة.

إليك فيما يأتي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على إدماج الجمهور:

  • قد يضيف سرد قصة شخصية في البداية لمسةً خاصة إلى حديثك، فنحن نعشق القصص منذ الطفولة، ومهيؤون للتعلم من خلال القصص؛ لذا تذكر أنَّ إضافة بُعد شخصي يجعل المتحدث يبدو صادقاً ومنطقياً؛ ومن ثَمَّ يستحق الاهتمام.
  • إثارة انتباه الجمهور بالتحرك في جميع أنحاء الغرفة، ويمكنك أيضاً طرح بعض الأسئلة الشيقة لإثبات نقطة ما بشكل أكثر فاعلية، أو طرح حقيقة مثيرة للاهتمام لإثارة الجمهور.
  • استخدام حس الدعابة، وإلقاء النكات بين الفينة والأخرى لإمتاع الجمهور حتى عندما يكون الموضوع الذي تتحدث عنه جدياً.

شاهد بالفيديو: 10 خطوات تجعلك متحدثاً تحفيزياً ناجحاً

استخدام الفن القديم لرواية القصص بوصفها أداة لجذب الانتباه:

نحن نعشق الحكايات على الأقل عندما كنا صغاراً، وكلُّ واحد منا تقريباً لديه جدة أو خالة بارعة في فنِّ سرد القصص، سواء كان ذلك للوعظ أم لتوضيح نقطة بطريقة عملية.

إنَّ فنَّ السرد متأصلٌ بعمقٍ في نفسيتنا ويجب استخدامه، ويمكن أن تكون البنية الأساسية لرواية القصة هي نفسها دائماً؛ أي تقديم المشكلة، ثم إظهار الفرص المستقبلية إذا حُلَّت المشكلة، وأخيراً تقديم الحل.

الوصول إلى مصلحة مشتركة:

هل يستمع أحبتك دائماً إلى وجهة نظرك؟ كم مرة فعلوا ما طلبت منهم أن يفعلوه؟ هل حدث ذلك مرات قليلة فقط؟

فكِّر إذاً، إذا لم يستمع لك أحباؤك في أغلب الأوقات، لماذا سيستمع لك جمهور لا يعرفك أو يعيرك انتباهه؟

يحتاج كلُّ إنسانٍ إلى مكسبٍ كي ينفِّذ فكرة شخص ما، وهنا يكمن المكسب في إيجاد مصلحة مشتركة، ولكي يصغي الجمهور إليك في المقام الأول، يجب أن يكون مهتماً بالموضوع الذي تقدمه؛ ودورك هنا هو تخمين ما يثير اهتمامهم، وعندما تكتشف ذلك، يمكنك إيجاد مصلحة مشتركة بينك وبين جمهورك، وإيجاد مصلحة مشتركة هو السبب الأول الذي يدفع الشركات وأصحاب المشاريع لبدء التواصل.

إقرأ أيضاً: خفة الظل أثناء الخطابة والإلقاء: محاذير وتنبيهات

في الختام:

يعدُّ التحدث أمام الجمهور طريقةً رائعةً للتواصل مع جمهور كبير في دقائق قليلة؛ لذا سواء كنت تستخدم المنصة لتسويق علامتك التجارية، أم كنت مديراً تنفيذياً يحتاج إلى تقديم نفسه بوصفه شخصية مؤثرة، تقبَّل الخوف من التحدث أمام الجمهور، وتعامل معه بوصفك محترفاً.

يمكن أن يكون التحدث أمام الجمهور مرعباً أو مثيراً، وعلى المتحدث أن يكون مستعداً للتعامل مع ردود فعل الجمهور، في البداية على الأقل، لكن بمجرد أن يستوعب الأمر، سيجد فضاء شاسعاً من الفرص الجيدة، وعدداً محدوداً ممن يستثمرون فن الخطابة الرائع هذا.




مقالات مرتبطة