كيف تتغير الأهداف بمرور الوقت؟

كنت أقوم بتنظيف مكتبي في المنزل منذ أيام عديدة، ووجدت بعض الملاحظات القديمة، وكانت هذه الملاحظات منذ أكثر من ثماني سنوات، وفي ذلك الوقت كنت أخطط للقيام ببعض التغييرات الكبيرة والعمل بمهنة جديدة بوصفي كاتباً، ابتسمت وعندما نظرت في الملاحظات تذكرت أموراً عديدة كتبتها منذ مدة طويلة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب كريس جيلبو (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية تغير الأهداف بمرور الوقت.

زرت نحو 70 دولة في ذلك الوقت، وبدأت رسمياً بالسعي إلى الذهاب إلى كلِّ الدول، لقد حققت هذا الهدف منذ ما يقرب من ثلاث سنوات كما قلت إنَّني أريد أن أؤلف كتاباً هاماً عن الأهداف، بالطبع ليس لي الحق أن أقرر ما إذا كانت كتبي هامة أو لا، لكن ما قصدته هو أنَّني أردت أن آخذ الكتابة على محمل الجد، ولقد كنت أرغب في إنشاء شيء أفخر به، ومنذ أن حددت هذا الهدف لأول مرة، لم أكتب كتاباً واحداً فقط؛ بل أربعة كتب حتى الآن.

كنت أرغب أيضاً في التحدث أكثر والعمل مع مجموعات، وأتحدث الآن إلى آلاف الأشخاص في أنحاء العالم جميعه كلَّ عام، وتوجد أهداف عديدة كبيرة أخرى حذفتها من القائمة؛ لأنَّني حققتها، أو ما زلت أعمل على تحقيقها، وهو أمر رائع بالطبع، ولكن كان من المثير للاهتمام أيضاً أن أرى أنَّني قد نسيت تماماً بعض الأهداف التي حددتها في ذلك الوقت أو لم أنسها؛ بل قررت ببساطة التخلي عنها.

على سبيل المثال، في الوقت الذي كنت أنهي فيه درجة الماجستير في الدراسات الدولية (International Studies) في جامعة واشنطن (University of Washington)، رغبت في الاستمرار للحصول على درجة الدكتوراه؛ بل واستغرقت وقتاً طويلاً لإعداد خمسة أو ستة طلبات تقديم، وبحلول الوقت الذي جاءت فيه الردود على الطلبات بعد عدة أشهر، كنت قد أدركت بالفعل أنَّ شهادة الدكتوراه لم تكن أفضل مسار بالنسبة إلي، وكتبت أيضاً أنَّني أريد تحسين مهاراتي في اللغات الأجنبية، ولم أكن جيداً حينها والآن أنا أسوأ، فقد تراجعت بالفعل محاولاتي لممارسة اللغات ودراستها.

كما كتبت أنَّني أردت أن أجري في ماراثون بوسطن (Boston Marathon)، والذي يتطلب من العدائين جميعهم التأهل في مستوى تنافسي للغاية في ماراثون سابق، وقد كنت عداءً جيداً في ذلك الوقت، ولكن لم أحقق الشرط المطلوب للانضمام إلى تصفيات بوسطن، ومنذ ذلك الحين، واصلت الجري عدة مرات في الأسبوع حتى أنَّني أنهيت ماراثوناً آخر، ولكن مثلما كانت مهاراتي اللغوية أفضل قبل ثماني سنوات الأمر نفسه ينطبق على الجري.

شاهد بالفيديو: 8 أسباب لعدم تحقق الأهداف

التغييرات في الأهداف تتعلق بالمهارات وبمستوى الاهتمام:

لا تتعلق التغييرات في الأهداف بالمهارات فقط؛ بل أيضاً بمستوى الاهتمام، فلقد تقبَّلتُ حقيقة أنَّني لن أجيد اللغات؛ فتحقيق الكفاءة في لغات متعددة لم يعد هدفاً شخصياً بالنسبة إلي، وينطبق الشيء نفسه على الجري: ما زلت أحبه؛ ولكنَّني لا أراه بوصفه هدفاً؛ فالجري جيد بالنسبة إلي جسدياً وعقلياً، ولهذا السبب أقوم بممارسته.

النقطة الهامة هي أنَّني حققت بعض الأهداف وبعضها الآخر لم ينجح، وعندما لا أنجح في تحقيق بعض الأهداف، فهذا ليس فقط لأنَّني فشلت، ولكن في كثير من الأحيان لأنَّ الهدف أصبح أقل أهمية بالنسبة إلي مع مرور الوقت، وأحد موضوعات كتابي الجديد هو أنَّ معظم الأشخاص الناجحين لا يتبعون مساراً خطياً في الحياة؛ إذ يضعون أهدافاً كبيرة ويحققونها؛ ولكنَّهم أيضاً لا يخشون تغيير رأيهم والتخلي عن هدف.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

إذا كنت تؤمن بشيء ما، فعليك أن تسعى إليه بكلِّ قلبك وروحك، ويجب ألا يردعك أيُّ عائق، فقد تؤدي العقبات إلى منحك مزيداً من الحافز للاستمرار، وهكذا كان الأمر مع هدفي بزيارة كلِّ بلدان العالم، ولكن إذا وجدت اهتمامك يتضاءل، فربما لم يكن الهدف المناسب في المقام الأول أو ربما تكون قد تغيرت، ولا بأس بذلك، ونظراً لأنَّ الحياة قصيرة؛ فيجدر أن تقضي وقتك في العمل نحو شيء تؤمن به حقاً.




مقالات مرتبطة