كيف تتعامل مع رئيس سيء في الاستماع إليك؟

ثمة أنواع عديدة للمديرين السيئين، فمنهم من يفتقر إلى الكفاءة ومنهم الفظ، لكنَّ أكثرهم إحباطاً ذلك الذي لا يصغي إليك أبداً، ويتجاهل آراءك وطلباتك وشكاويك أو يرفضها.



في مرحلة معينة، قد يؤثر هذا التجاهل تأثيراً كبيراً في نفسيتك؛ ففي استطلاع أجرته "جمعية إدارة الموارد البشرية" (Society for Human Resource Management)، قال 84% من الموظفين الأمريكيين إنَّ المديرين غير الأكفاء يخلقون الكثير من الضغوط غير الضرورية، فكانت أكبر توصية للموظفين بشأن ما يجب على مديريهم تحسينه هي مهارات التواصل.

من الناحية المثالية، يأخذ المديرون المتميزون زمام المبادرة ويطرحون أسئلة في اجتماعاتهم مع كل فرد في الفريق حول الأمور التي تسير على ما يرام والأمور التي تتعثر، ولكن عندما لا يصغي إليك مديرك في العمل، فأنت أمام خيارين: إما ألَّا تفعل أي شيء وتأمل أن يلحظ مديرك عدم رضاك، وإما أن تفعل شيئاً يجعله يصغي إليك.

تقول "جينيفر تاردي" (Jennifer Tardy)، الكوتش المهنية ومستشارة التنوع والإدماج، إنَّها كثيراً ما تقابل موظفين يتجنبون التعامل مع مديريهم ولا يشعرون بالراحة في التحدث إليهم بطريقة مباشرة أو في الوقت المناسب.

تقول "تاردي": "ينتظر الموظفون وقتاً طويلاً لإجراء محادثة شجاعة والآن تفاقم الوضع، وفي هذه المرحلة، بدلاً من إجراء محادثة منطقية وعقلانية مع مديريهم، يستشيطون غضباً، فتضيع في الغالب الرسالة التي يريدون إيصالها في خضم هذا الانفعال"، ولكن ثمة خطوات مفيدة يمكنك اتخاذها لكي تجعل مديرك يصغي إليك قبل فترة طويلة من الوصول إلى هذه المرحلة.

إليك ما يمكنك فعله لإنقاذ العلاقة مع مدير لا يصغي إليك، ومتى تقرر أنَّك لم تعد قادراً على تحمُّل المزيد:

1. معرفة ما إذا كان لا يصغي إلى أي شخص أم أنت فقط:

يقول "جوريك نج" (Gorick Ng)، مستشار مهني في "جامعة هارفارد" (Harvard University) ومؤلف كتاب "القواعد غير المعلنة: أسرار لبدء حياتك المهنية بطريقة صحيحة" (The Unspoken Rules: Secrets to Starting Your Career Off Right): عندما يتعامل الموظفون مع المديرين الذين لا يفهمونهم، فقد يلجؤون مباشرة إلى الاستقالة بِعَدِّها الطريق الأسرع لراحة البال، لكنَّ إحدى الطرائق لمعرفة ما إذا كنتَ قادراً على إنقاذ العلاقة هي أن تتريث وتتفهم موقف مديرك.

وللقيام بذلك، حاول أولاً التحدث إلى الأشخاص الذين يعملون مع مديرك أو عملوا معه من قبل، يقول "جوريك": "مهما كان ما تواجهه، فقد واجهه شخص آخر قبلك"، واقترَح أيضاً طرح أسئلة حول طريقة مديرك المفضلة في التواصل، مثل: ما هي الطريقة الناجعة للتعامل معه؟ هل يفضل التواصل عبر الرسائل؟ وهل يُحبِّذ التقارير الطويلة التي توضح الإيجابيات والسلبيات؟ وهل يريد نموذجاً أولياً أم مسودة؟ وهل يرتاح للتواصل مع شخص معين؟

يقول "جوريك": "ما تحاول معرفته هنا هو ما إذا كنتَ قادراً على حل هذه المشكلة"، وبعد هذا البحث البسيط، أصبحَت لديك فكرة عما يلفت انتباه مديرك، سواء كان ذلك المواعيد النهائية للمشاريع أم الزملاء المؤثرين، وإذا كان مديرك يصغي إلى ما يقوله زميل معين، فاطلب منه أن يكون صلة الوصل بينك وبين مديرك في العمل كما يقول "جوريك".

شاهد بالفديو: 8 طرق للتعامل مع مديرك السيء

 

2. عندما تناقش المشكلة مع مديرك، تأكد من وجود حل في ذهنك:

بمجرد تشخيص طبيعة مديرك، يمكنك بدء الحوار معه، لكن لا تشتكِ؛ بل كن دقيقاً بشأن الإجراءات التي جعلَتك تشعر بأنَّ مديرك يتجاهلك، وقدِّم حلولاً لمعالجة المشكلة.

تقول "تاردي": "يجب عليك أن تسأل نفسك ما هي الإجراءات المحددة التي اتخذها مديري في العمل وأدت إلى ذلك؟ وما هي الإجراءات المحددة التي يجب أن يتخذها مديري لمعالجة هذه المشكلة؟ بهذه الطريقة، عندما تناقش المشكلة مع مديرك في العمل، يمكنك أن تكون واضحاً بشأن دوره في المشكلة وفي الحل، ثم بعد أن تُعبِّر عن سبب شعورك بالغبن، ابتكر حلاً يُسهِّل التواصل مع مديرك ويُحسِّنه".

تقول "تاردي" أيضاً: "في كثير من الأحيان، عندما نجري محادثات شجاعة، نترك الأمر للطرف الآخر لاكتشاف الإجراء الذي يجب اتخاذه للتوصل إلى الحل؛ لذلك كلما كنتَ أدق بشأن الإجراء الذي تريده من مديرك في العمل، كنت أوضح في التعبير عنه، وهذا ما يُمكِّن الطرف الآخر من اتخاذ الإجراء المناسب".

يقول "جوريك": "يمكنك طرح الحلول بالطريقة التالية (أعلم أنَّنا نحاول تحقيق ذلك، وكنتُ أفكر في الخيار الأول والثاني والثالث، وهذه هي الإيجابيات والسلبيات، واقتراحي هو دراسة الخيار الثاني، فما رأيك؟)"، أو يمكن طرح الحل ببساطة كما يلي: "هل سيكون من المفيد لو فعلتُ كذا؟".

إقرأ أيضاً: 7 أساليب فعّالة لحل المشاكل والتخلّص منها

3. إذا فشل النقاش والحلول المقترحة، فقد حان الوقت لتغيير مديرك أو وظيفتك:

إذا استنفدتَ هذه الخيارات، ولم يتغير شيء، فقد حان الوقت للتفكير في التغيير، ربما خارج نطاق الوظيفة تماماً، فأولاً، يمكنك محاولة ترك مديرك الخاص إذا كنتَ لا تزال تريد الوظيفة، تقول "تاردي": "لا يعني التغيير ترك الشركة؛ بل ربما يعني ذلك ترك المدير، ولكن البقاء في القسم أو الشركة، أما إذا أردتَ التصعيد، فتحدَّث إلى مدير مديرك، ففي كثير من الأحيان، يتفهم القادة المشكلات التي تقع بين الموظفين والمديرين".

ولكن إذا لم يكن ترك مديرك المهمل أمراً محتملاً، فقد يكون الوقت قد حان لبدء البحث عن وظيفة جديدة تحترمك وتُقدِّر آراءك، وبعد ذلك، في هذه الوظيفة الجديدة، عليك مناقشة أساليب التواصل مع مديرك في العمل أولاً وقبل كل شيء.

تقول "كايتلين بوكيت" (Kaitlyn Buckheit) الكوتش المهنية المتخصصة في التحولات المهنية: "إذا شرحتَ بدقة حاجتك الماسة إلى الشعور بأهمية آرائك، وعلمتَ كيف سيبدو الوضع إن لم يحدث ذلك، فسوف يكون من السهل لك أن تناقش مشكلتك مع مديرك خلال ثلاثة أو ستة أشهر من فترة توليك منصبك؛ إذ عليك مناقشة الموضوع أكثر من مرة".

المصدر




مقالات مرتبطة