كيف تتخلص من الأفكار السلبية؟

قد يمرُّ المرء بأيام عصيبة حافلة بالأفكار السلبية طيلة اليوم، ويشعر بأنَّ أبسط الأمور تتجاوز قدرته على التحمل، فتراه يشكِّك بكل قرارات حياته وصغائر أحداثها ووقائعها آخذاً بالغرق في التفكير السلبي حتى يصل إلى حدِّ الانهيار.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة لينيت (Lynette)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التفكير السلبي والحيل التي تتبعها لتجاوزه.

لا داعي للقلق فثمَّة حيلة بوسعها مساعدتك على التغلب على تفكيرك السلبي وإيقافه على وجه السرعة، حتى يتسنَّى لك قضاء بقية يومك بالسعادة والإيجابية، وثمَّة اقتباس يعكس أسلوباً عبقرياً في النظر إلى العالم، يقول: "ما زلت أمرُّ بأيام عصيبة، لكن لا بأس في ذلك، فقد مررت بسنوات عصيبة ونجوت".

شاهد بالفيديو: كيف تتخلص من الأفكار السلبية إلى الأبد؟

تجربة شخصية:

أمضيت أسبوعاً تعيساً للغاية في الآونة الأخيرة، فقد كنت بائسة ومتعبة ومستنزفة الطاقة وعاجزة عن التفكير بوضوح أو التركيز، وبدا كل شيء شاقَّاً، فكنت أذهب إلى العمل مكرهة، ويشقُّ عليَّ إجراء المحادثات مع الآخرين، وتراني متعبة طوال الوقت وفاقدة للشغف والحماسة، وهكذا بدأت أضعف تحت وطأة أبسط الأمور.

رحت أغالي في تفكيري وتحليلي للأمور بطريقة سلبية للغاية، فتراني أعيد النظر في أحداث ماضية فيبدو لي أنَّ أحلاها بغيضاً، لتخرج الأمور عن السيطرة وأتوصل إلى نتيجة مفادها أنَّ حياتي بكليتها كريهة وكئيبة وخالية من الإنجازات والنجاحات على جميع الأصعدة.

أدركت خلال السنوات القليلة الماضية أنَّ هذا النوع من التفكير السلبي يخرج عن السيطرة إذا لم أضع حداً له، ولقد كبرت الآن وأدركت أنَّني - وسط كل هذه الأفكار السلبية - كنت إيجابية وسعيدة للغاية قبل بضعة أيام؛ فلا بدَّ أنَّ ما أمر به الآن هو مجرد وهم مؤقت يمكنني التغلب عليه.

لحسن الحظ، تعلمت خلال السنة الماضية حيلة ذكية للخروج من حالة السلبية، ألا وهي ممارسة الامتنان.

أجبرت نفسي على الذهاب إلى صالة الرياضة يوم الخميس الماضي، وقررت بعد القيام ببعض التمرينات الخفيفة تخصيص بعض الوقت لمجرد تذكير نفسي بالجوانب الجيدة في حياتي في الوقت الذي بدا فيه أنَّ الأشياء السيئة فقط تحدُث معي.

رحت أتذكر الاقتباس الذي لامس روحي: "ما زلت أمرُّ بأيام عصيبة، لكن لا بأس بذلك، فقد مررت بسنوات عصيبة، ونجوت".

كانت أمي قد أخبرتني الأحد الماضي أنَّها تمر بيوم عصيب، وتشعر ببعض الاكتئاب والسلبية تجاه حياتها ومستقبلها، فرحت أتساءل بيني وبين نفسي عن الخطأ الذي ارتكبته، وهو أمر اعتدت فعله تجاه نفسي.

كثيراً ما نلوم أنفسنا عندما تسوء الأحوال، وينتابنا شعور استحقاق المعاناة من دون أن نتبيَّن السبب، أو نعتقد أنَّنا يجب أن تقبَّل فكرة أنَّ الحياة رهيبة، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء حيال الأمر، وفي الواقع، المنظوران كلاهما خاطئ تماماً.

لا يستحق أحدنا أيَّاً من المعاناة أو الشدائد سواء كبيرها مثل الإصابة بمرض خطير، أم صغيرها مثل مواجهة يوم عصيب، ناهيك عن أنَّنا قادرون على تغيير حياتنا، وأنَّنا أصحاب القرار في اختيار طريق النجاح أو الاستسلام والركون إلى البؤس.

من السهل صرف النظر عن الشوط الطويل الذي قطعته في حياتك، وما أحرزته من إنجازات خلالها، والتركيز على الأيام العصيبة، وعدُّها إشارةً مؤكدةً على أنَّ حياتك محكومة بالفشل.

لطالما كانت أمي امرأة قوية؛ لكنَّها تعرضت لأزمات عدة مؤخراً سلبتها سعادتها وثقتها بنفسها، وتركتها غارقة في الاكتئاب لوقت طويل امتد لسنوات عديدة؛ لكنَّه أصبح الآن في الماضي.

ثمَّة اقتباس يقول: "إنَّه مجرد يوم عصيب، وليس حياة كاملة"؛ لذلك أخذت على عاتقي مهمة تذكيرها أنَّها ليست المشكلة، وما من عيبٍ فيها، وأنَّها امرأة جميلة وقوية تستحق خيرَ ما في الحياة، ولقد كانت تعي قوتها التي ساعدتها على تجاوز أصعب الظروف خلال السنوات الماضية، وها هي اليوم تخطَّت الكثير، وتقدمت عمَّا كانت عليه السنة الماضية، فقد استعادت سيطرتها على حياتها، وأسَّست حياة خاصة بها تجني منها الأموال، وتعيشها بالطريقة التي تحلو لها.

بصرف النظر عن يومها العصيب، فهي تعيش الآن أوقات جميلة إيجابية حافلة بالمرح والسعادة.

إقرأ أيضاً: 10 أفكار سلبية تراودنا جميعاً، فكيف يمكننا استبدالها؟

كيف تحافظ على قوتك وإيجابيتك؟

لا ضيرَ في الاستسلام لنوبة الحزن والاكتئاب والأسى، طالما أنَّ الغد يَعِدُ بشيء من التغيير وبذل المجهود لتجاوز الأوقات الصعبة والمضيِّ في الحياة.

هكذا فكرت أنَّ هذا الاكتئاب سيستنزف طاقتي لبقية الوقت، وكان عليَّ إيقاف هذا القلق وتذكير نفسي بالنصائح التي قدمتها لأمي، وأنَّه مجرد يوم أو أسبوع عصيب لن يفسد عليَّ حياتي كلَّها.

ثم أغلقت عينيَّ وأخذت نفَساً عميقاً في وضعية استرخاء، وعددت كل الأمور الجيدة في حياتي، وكان الأمر أشبه بممارسة التأمل

إليك كيف فعلت ذلك:

استرخيت جسدياً وعقلياً، وحاولت التواصل تواصلاً عميقاً مع عقلي الباطن والتحدث مع ذاتي العليا والعالم.

أنا قوية ومؤمنة ولا حدود لأحلامي، بوسعي تغيير طريقة تفكيري وحياتي إلى الأفضل، وإنَّني ممتنة لجسدي القوي والجميل والسليم، ولعقلي القوي والذكي والمعافى.

أشعر بالامتنان لأنَّني أملك منزلاً وحديقة جميلة، ولدي عمل ومدير في العمل وفريق مجد، وحب في حياتي، وأم وأب وأخوة وأقرباء وأبناء شقيقات وجيران جدد، أنا سعيدة ومرتاحة البال ومتصالحة مع العالم ومع نفسي، أنا مذهلة.

إقرأ أيضاً: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

في الختام:

يمكنك ببساطة عندما تواجه يوماً عصيباً أن تخصص بعض الوقت للتركيز على النعم في حياتك وتشكر الله عليها، وتذكِّر نفسك بأنَّك مدهش، وأنَّ الحياة بدورها مدهشة، هذه الاستراتيجية كفيلة ببثِّ الإيجابية في نفسك، وقد لا يكون الأمر دائماً بهذه السهولة، لكن مع التكرار المنتظم لخمس دقائق يُدرَّب دماغك على التصرف بطريقة مختلفة.

يمكن تشبيه التقنية بتدريب الأبطال الأولمبيين لعضلاتهم على الاستجابة الفورية عند بدء السباق؛ إذ إنَّهم يوم السباق بعد التدرب مراراً وتكراراً لا يحتاجون إلى التفكير أو بذل أيِّ جهد؛ لأنَّ العضلات تعرف مسبقاً مهمتها.

يُعدُّ دماغك أيضاً عضلة قابلة للتدريب مثل بقية العضلات، وكلَّما مارست الامتنان وردَّدت عبارات التحفيز الإيجابية لتذكير نفسك بجوانب الخير في حياتك، نجح التدريب بسرعة أكبر، وقد يستغرق الأمر في البداية أياماً عديدة من التدريب، أو أن تتمرن أكثر من مرة يومياً قبل أن تلاحظ النتائج.

لطالما اعتقدت أنَّني عاجزة عن تغيير تفكيري، وأنَّني يجب أن أتحمله، فهذه هي طبيعتي وجزء من شخصيتي، ولا يسعني فعل شيء تجاهه؛ لكنَّني أدرك الآن أنَّني قادرة على تغيير أفكاري وأنت أيضاً قادر.




مقالات مرتبطة