كيف تتجنب انخفاض الإنتاجية الناتج عن التنقل اليومي من وإلى العمل؟

كنت أتحدَّث في نهاية هذا الأسبوع مع زوجين انتقلا إلى "مدينة كانساس" (Kansas City) قبل عام تقريباً. لقد قررا للتو العودة إلى البلدة الصغيرة التي نعيش فيها. عندما سألتهما عن رأيهما في العيش في "المدينة الكبيرة" قالا مع حبِّهما للعيش فيها، إلا أنَّ الوقت الذي كانا يقضيانه في الذهاب إلى العمل كان طويلاً للغاية.



لقد انتقلا إلى "مدينة كانساس" (Kansas City) ليكونا أقرب إلى وظيفتهما؛ لكنَّ الزوج ما زال يقضي ساعة ونصف، وغالباً لفترة أطول قليلاً ذهاباً وإياباً للوصول إلى العمل والعودة منه. لم تكن المسافة بعيدة جداً، ولكن بسبب الازدحام، كان يقضي أكثر من 3 ساعات يومياً في الطريق.

مع أنَّ الوقت الذي كان يقضيه في التنقل إلى العمل أعلى من المتوسط بالتأكيد، فليس بالأمر الغريب. فقد أعلنت شركة "ميداس" (Midas) في عام 2006 عن مسابقة للعثور على الشخص الذي يستهلك أطول وقت للوصول إلى العمل، وكان "ديف جيفنر" (Dave Givens) يستهلك وسطياً 7 ساعات يومياً في سيارته في القيادة إلى عمله في شركة "سيسيكو" (Cisco).

إنَّ الشعور بطول المدة التي يستهلكها التنقل إلى العمل أكثر من اللازم متروكٌ لك. فأنت مَن تُحدد الوقت المستعد لاستهلاكه في السيارة. عندما اشتريت أنا وزوجتي منزلنا الأول، ضبطتُ توقيت القيادة بين كل منزل أنتقل إليه وبين عملي. أتذكر الحساب لمعرفة مقدار الوقت الذي قضيته على الطريق بين رحلة تستغرق دقيقتين و55 ثانية من الأول، ورحلة تستغرق 3 دقائق و45 ثانية من الآخر. يكفي أن أقول إنَّ نسبة تحمُّلي لطول وقت التنقل منخفضة للغاية.

إليك فيما يأتي بعض النقاط التي عليك وضعها في الحسبان إذا أردت تجنُّب إضاعة جزء كبير من حياتك جالساً خلف عجلة القيادة:

1. حساب التكلفة:

اكتشف مقدار الوقت الذي تستثمره في تنقلاتك كل عام، فقد يكون أكثر مما تعتقد. يقضي المواطن الأمريكي العادي وقتاً أطول في رحلة القيادة كل عام أكثر مما يقضيه في إجازته التي تستغرق أسبوعين. إذا كانت رحلتك تستغرق 45 دقيقة ذهاباً وإياباً، فأنت تستهلك يوم عمل إضافي على الطريق كل أسبوع؛ لذا ربما يمكنك حقاً إضافة يوم ثامن إلى أسبوعك.

النقطة الهامة هي أنَّك تحتاج إلى معرفة مقدار الوقت الذي تستثمره بالفعل في قيادتك. بالنسبة إلى كثيرٍ من الناس، سيكون الأمر أكبر بكثير مما تدركه، ولا تنسَ احتساب تكلفة الوقود.

2. التفكير في تغيير العمل:

يتنقل معظم الناس لأنَّهم يتقاضون رواتب أكبر في العمل في وظيفة بعيدة عن المكان الذي يعيشون فيه. قد يكون هذا منطقياً، لكن تأكد من أنَّ الأرقام مناسبة. لنفترض أنَّ شخصاً ما يكسب 40 دولاراً في الساعة في وظيفة تتطلب 45 دقيقة في كل اتجاه؛ فهو إذاً يتقاضى 1600 دولار في الأسبوع.

دعنا نتجاهل تكلفة الوقود ونقول إنَّه حصل على وظيفة لا تتطلب تنقلاً، أو أنَّ المسافة إليها تستغرق دقائق عدة فقط، ثم حصل على وظيفة ثانية تستهلك الساعات الثماني أسبوعياً التي وفَّرها. كم سيحتاج من الأجر في كل ساعة؟ ربما ينخفض راتبه إلى 33.33 دولاراً في الساعة وما يزال يحصل على القدر نفسه من الدخل للقدر نفسه من الوقت الذي خسره من قبل. بصرف النظر عن حساب توفير الوقود ونفقات السيارة.

إقرأ أيضاً: كيف تجد عملاً جديداً في سن الأربعين وتتخلّص من الشعور بالعجز

3. التفكير في تغيير مكان الإقامة:

لقد ذكرتُ أنَّ أصدقائي الذين انتقلوا إلى مكان قريب من عملهم وجدوا أنَّ توفير الوقود كان أكبر من تكلفة الرهن العقاري الثاني. الكثير من الناس لا يحسبون التكاليف التي ستنتج عن الخطوة التي يتخذونها. إنَّها لا تنجح دائماً في المستقبل، ولكن إذا كان لديك وظيفة ثابتة لكنَّها بعيدة جداً، فإنَّ الأمر يستحق وقتك للقيام ببعض الحسابات.

4. تبديل ساعات العمل:

إذا كان لديك تنقلات عمل تقود فيها لمسافة قصيرة ولكنَّك تقضي وقتاً طويلا بسبب الازدحام، فقد تحاول تغيير جدول عملك. قد يبعدك الوصول إلى العمل قبل ساعتين والمغادرة قبل ساعتين عن حركة المرور المزدحمة، وتحويل التنقل لمدة ساعة واحدة إلى 20 دقيقة. ليست كل الوظائف تستوعب هذا النوع من التغيير؛ ولكنَّ العديد من الشركات لديها قواعد مكتوبة للسماح بتطبيق هذا النوع من التغيير.

5. أربعة أيام عمل في الأسبوع:

اقترحت المقاطعة التي أعيش فيها العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع؛ ذلك لأنَّهم شعروا أنَّهم يستهلكون الكثير من المال في الوقود لمجرد الوصول إلى مواقع العمل؛ لذا يعمل جميع الموظفين الذين يحتاجون إلى التنقل، لمدة 10 ساعات في اليوم، ثم يحصلون على عطلة نهاية أسبوع لمدة ثلاثة أيام.

لقد حدث هذا في أماكن أخرى أيضاً؛ فإذا كان رب العمل متقبلاً لذلك، فقد يكون ذلك وسيلة لتقليل وقت التنقل بنسبة 20% عن طريق إلغاء الوقت الذي تقضيه في القيادة ليوم واحد.

تكمن المشكلة في هذا النهج في أنَّ اليوم المكوَّن من 10 ساعات يُعَدُّ يوماً طويلاً، وربما لن تكون في حالة تأهب ونشاط خلال أربعة أيام أطول كما تفعل في أكثر من خمسة أيام أقصر. حتى الآن، لم ينهر أي من جسور مقاطعتنا، ولكن على الأقل هناك توازن بين توفير الوقود والإرهاق في العمل.

شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التعب خلال ساعات العمل؟

6. طلب العمل عن بُعد:

تخيَّل أنَّ لديك باباً خاصاً في منزلك. عندما تكون على استعداد للذهاب إلى العمل، ستمر عبر هذا الباب وتكون على الفور في المكتب، وعندما تنتهي من ذلك، ستمر عبر باب مكتبك وتكون على الفور في المنزل، ويمكنك استعماله لتناول طعام الغداء أيضاً.

هذه هي الطريقة الأساسية للعمل عن بُعد، ولكن بدلاً من أن يكون لديك باب سحري، عليك فقط تخصيص بعض المساحة في منزلك على أنَّها مكتب عمل، والتأكد من أنَّ لديك اتصال إنترنت جيداً.

هناك بعض العقبات التقنية التي تحول دون العمل عن بُعد للعديد من الوظائف. إذا كنت تعتقد أنَّ العمل عن بُعد سيفيدك، فاطلب من مديرك السماح لك بتجربته. حتى إذا كان في إمكانك العمل عن بُعد ليوم واحد فقط في الأسبوع، فهذا سيقلل عدد الأيام التي عليك القيادة فيها إلى العمل.

إقرأ أيضاً: هل ينجح العمل عن بعد؟

7. إنشاء عملك الخاص:

نعلم جميعاً أنَّ إنشاء عمل خاص ليس متاحاً للجميع. إذا كنت تريد التحكم الكامل بتنقلاتك، فقد يكون بدء نشاطك التجاري خياراً مناسباً. أنا لا أقول إنَّ الأمر سهل، ولكن إذا استثمرت الوقت الذي تقضيه في وظيفتك الحالية بالإضافة إلى كل الوقت الذي تقضيه في تنقُّلك من وإلى العمل، فمن المحتمل أن تتمكن من بناء عمل تجاري جيد إذا كنت على استعداد للعمل الجاد ولديك مستوى معين من مهارات العمل.

ماذا عن "ديف" و7 ساعات في تنقلاته؟ وفقاً لصفحته على موقع "لينكد إن" (LinkedIn)، استقال من شركة "سيسيكو" (Cisco) العام الماضي وبدأ عمله التدريبي الخاص. أراهن أنَّه لن يفتقد للقيادة لمدة 7 ساعات.

المصدر.




مقالات مرتبطة