كيف تتجنَّب الأصدقاء السامين الذين يقفون في طريقك؟

هل تمنيت يوماً أن يكون أصدقاؤك وعائلتك أكثر دعماً لأهدافك؟ لقد تلقيت عديداً من رسائل البريد الإلكتروني من الأشخاص الذين يشعرون أنَّ محيطهم الاجتماعي يمنعهم من التقدم؛ فعندما يرغبون في تحسين حياتهم بطريقة ما يتخلى أصدقاؤهم عنهم ويتعاملون معهم بعدوانية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويخبرنا فيه عن تجربته في الابتعاد عن الأشخاص غير الداعمين في حياته.

لقد واجهت هذه المشكلة عندما قررت التحول إلى نظام غذائي نباتي؛ فقد قضيت أشهر عدة في البحث عن النظام الغذائي، وكنت مهتماً بفوائد الصحة والطاقة المحتملة، لكن لسوء الحظ، كان هذا القرار مصحوباً أيضاً بالعداء، فقد تلقيت عشرات الردود السلبية مقابل كلِّ كلمة تشجيع.

بعض الأشخاص لم يُبدوا تشجيعهم لي للذهاب والعيش في فرنسا، وأحبط آخرون عزيمتي لبدء عمل تجاري على الإنترنت، واعتماداً على الهدف ومدى غرابته وتأثيره في الأشخاص الآخرين، يمكن لأيِّ هدف جديد إثارة ردود فعل سلبية.

من ناحيةٍ أخرى، كانت لدي علاقاتٍ داعمة بصدق، مثل الأصدقاء الذين شجعوني عندما كنت أحاول استعادة لياقتي، والأصدقاء الذين كانوا متحمسين لأهداف عملي، وآخرون قدموا لي الدعم والتشجيع على تحسين ذاتي، ويمكن لأيِّ شخص لديه علاقات حقيقية وداعمة أن يشهد على الأرجح مدى التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه في دوافعك.

لا يمكنك تغيير الأشخاص:

الدرس الوحيد الذي تعلمته عند التعامل مع العلاقات السامة هو أنَّه لا يمكنك تغيير الآخرين، ولا يمكنك تحويل صديق غير داعم إلى قائد مشجع لك.

قد تتغير آراء الأشخاص في بعض الأحيان، فقد يكون بعضهم سلبياً في البداية خوفاً من أنَّ الهدف سيغيرك أو يغير العلاقة، وقد يكون هذا الشخص لاحقاً داعماً لك ولأهدافك؛ إذ لا يستطيع الأشخاص الآخرون ببساطة معرفة سبب قلقك تجاه هدف ما حتى تبدأ بتحقيق النجاح فيه.

مع ذلك، سواء أصبح أصدقاؤك السامون محايدين أو داعمين في النهاية هو أمرٌ ليس باستطاعتك التحكم به؛ إذ لا يمكنك تغيير الآخرين، لكن يمكنك تغيير نفسك فقط.

أفراد العائلة السامون:

أعتقد أنَّ الجانب السلبي المؤسف لهذا يأتي من عائلتك؛ فإذا كان لديك والدين أو شريك أو أطفال أو أقارب أو أصدقاء مقربين للغاية لا يقدمون لك الدعم والتشجيع، فقد يكون من الصعب التعامل مع ذلك، بالنسبة إلي، لقد كنت محظوظاً لأنَّ عائلتي لم تكن معادية لأهدافي، ومع ذلك، فقد كتب لي كثير من الناس أنَّه ليس لديهم مثل هذا الحظ.

اقتراحي الوحيد في هذه الحالة هو بناء قاعدة أقوى من الأصدقاء الداعمين، فقد لا تحلُّ محل الأسرة غير الداعمة تماماً، لكن على الأقل لن تضطر إلى مواجهة أهدافك وحدك، فأنت لا تستطيع اختيار أقاربك، لكن يمكنك اختيار أصدقاء أفضل.

جذب الأصدقاء والعلاقات الداعمة:

سأعترف الآن أنَّني لست شخصاً جيداً في التعامل والتفاعل مع الآخرين، فأنا ودود ومنفتح، لكن يمكنني أيضاً أن أكون انطوائياً؛ أي إنَّ رغبتي في البحث عن أشخاص آخرين ليست كبيرة، ومع ذلك، فقد وجدت أنَّني إذا بذلت مجهوداً واعياً يمكنك جذب مزيد من الأصدقاء والعلاقات الداعمة.

دع الناس يعرفون أهدافك:

لا أحد يستطيع أن يدعمك ما لم تتواصل مع الآخرين، وقد كان هذا خطأً فادحاً ارتكبته سابقاً في تحديد هدفي؛ فقد حافظت على خصوصية معظم أهدافي بعد معاناتي من بعض الإحباط، لكن لسوء الحظ من الآثار الجانبية لذلك أنَّه يمنعك أيضاً من العثور على أصدقاء سيكونون داعمين لك حقاً.

لا أعتقد أنَّه يجب عليك أن ترغم أيَّ شخص على قبول أو الإعجاب بأفكارك، فأنا أكتب عن كثير من الأفكار العظيمة، وعن أهدافي لأنَّ هذا هو عملي، لكن في المحادثة غير الرسمية، يكون مجرد الاستمتاع والاسترخاء أكثر متعة؛ لذا دع الناس يعرفون أهدافك، لكن لا ينبغي هذا أن يمنع الآخرين من الاستمتاع بصحبتك.

شاهد: كيف تعلم أنَّك في علاقة سامة؟

العثور على أشخاص يشاركونك أهدافك:

الأشخاص الأكثر دعماً هم الأشخاص الذين يملكون الهدف نفسه؛ فالأشخاص الداعمين لأهداف عملي لم يكونوا أصدقائي أو عائلتي؛ بل هم المدونين الآخرين الذين يعدون منافسين لي تقنياً؛ إذ يعرف هؤلاء المدونون شعور السعي ليصبحوا كُتاباً ورجال أعمال بدوام كامل؛ لذا فهم الأكثر دعماً لأهدافي.

ابحث عن الأشخاص الذين يستمتعون بالتمرين، والمهتمين بالوصول إلى أهداف اللياقة البدنية مثلك إذا كنت تتطلع إلى الحصول على اللياقة البدنية، وإذا كنت تحاول تحسين مهاراتك الاجتماعية، فابحث عن الأشخاص الذين يحاولون أيضاً تحسين مهاراتهم الاجتماعية، وابحث عن أشخاص يحاولون تعلُّم لغة أخرى أو أن يصبحوا موظفين مستقلين.

إذا أخبرني أحدهم أنَّ هدفه هو أن يصبح طبيباً، فيمكنني تقديم دعم خفيف فقط؛ فقد أكون متحمساً لهذا الشخص، لكن لا يمكنني حقاً الارتباط بهذا الهدف، فأنا لا أريد أن أصبح طبيباً؛ لذا على مستوى ما، فإنَّ أيَّ حماسة أُظهرها لهذا الهدف ستكون قسرية، ومع ذلك إذا أخبرتني أنَّك تريد أن تصبح رائد أعمال، يمكنني الاستفادة من كلِّ الحماسة التي لدي بالفعل لأهداف ريادة الأعمال الخاصة بي.

لقد سهَّلت شبكة الإنترنت لحسن الحظ العثور على هؤلاء الأشخاص؛ إذ تعد المنتديات بالإنترنت طريقة رائعة للعثور على الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك، ويمكن أن تكون بعض العلاقات بالإنترنت أكثر إرضاءً من العلاقات الشخصية لهذا السبب كما أنَّ النوادي المحلية، ومجموعات العضوية تعدُّ طريقة أخرى للتواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل.

إقرأ أيضاً: الشخصية السامة: تعريفها، وصفاتها، وكيفية التعامل معها

قبول الأشخاص المحايدين في آرائهم:

أنا لا أدرج عبارة "دعم أهدافي" بوصفها شرطاً لبناء صداقاتي؛ إذ ما يزال بإمكاني الاستمتاع بالطعام والحديث مع أشخاص لديهم أهداف ودوافع مختلفة في الحياة تماماً، وإذا دفعت كلَّ من هو ليس من أكبر الداعمين لك بعيداً عنك، فإنَّك تنأى بنفسك عن التجارب الجديدة.

اقبل بحقيقة أنَّ بعض أصدقائك لا يدعمون أهدافك، ولا تجعل العلاقة تدور حول طموحاتك؛ فقد يدعم بعض الأصدقاء بعض الأهداف، ويكونون محايدين تجاه الأهداف الأخرى، فلا بأس بذلك أيضاً، وخاصةً إذا كان لديك مزيج انتقائي من الاهتمامات، فمن الصعب العثور على أصدقاء متوافقين تماماً، ومن المنطقي إنشاء علاقات مختلفة مع أشخاص يمتلكون طموحات مختلفة.

إقرأ أيضاً: 8 أنواع من الأصدقاء لا يستحقون البقاء في حياتك

امضِ وحيداً:

إذا كنت محاطاً بأشخاصٍ سامين، فامضِ وحدك، لقد فعلت ذلك من قبل عندما كنت أقوم بإجراء تغييرات كبيرة في حياتي، فقد ابتعد جميع أصدقائي تقريباً عني، ولا أعتقد أنَّ هذا هو الخيار المثالي، ولكنَّه الخيار الصحيح لكثير من الناس؛ لذا اطرد الأصدقاء السامين من حياتك حتى يكون لديك مجال للعثور على الأشخاص الذين سيقدمون لك الدعم، فهناك كثير من الخيارات مع وجود أكثر من 6 مليارات شخص في العالم.

المصدر




مقالات مرتبطة