كيف تبني علاقة فعالة مع مديرك في العمل

تدور معظم الشكاوى التي نسمعها من الموظفين حول طبيعة إداراتهم، فبعض الأشخاص يرغبون في مزيدٍ من التفاعل بينهم وبين المديرين، وبعضهم الآخر يريدون التخلُّص من المراقبة التي يفرضونها عليهم، ومعظمهم يريدون الحصول على تقديرٍ أكبر منهم. حيث يدَّعي الموظفون أنَّ من يحدد طبيعة العلاقة بينهم وبين المديرين في أغلب الأحيان هو المدير وحده، إلَّا أنَّه في الواقع يمكنك أنت أن تأخذ المبادرة وتعيد تشكيل هذه العلاقة بالطريقة التي تجعلك راضٍ عن عملك ففي نهاية المطاف إذا كانت هذه العلاقة المهمة علاقةً غير فعالة فستكون أنت – الموظف – الخاسر الأكبر.



استخدم هذه النصائح لإدارة مديرك:

  • يمكنك أنت أن تأخذ المبادرة وتبدأ بإطلاع مديرك على أنشطتك التي قمت بها وعلى إنجازاتك التي حققتها في أثناء اليوم أو في أثناء الأسبوع سواءٌ طُلب منك ذلك أم لم يُطلب. فإذا كان مديرك يقابلك عادةً بشكلٍ أسبوعي، فهذا يعني أنَّ لديك فرصةً لإعلامه بكل ما يستجد بخصوص التقدُّم الذي تحرزه والإنجازات التي تحققها. وإذا لم يكن ذلك أمراً معتاداً في منظمتك، أخبر مديرك أنَّك تود مقابلته بشكلٍ دوري، وبادر أنت بدعوته إلى هذا اللقاء. حيث إنَّ رسائل البريد الإلكتروني التي تتضمن الملخص التنفيذي أو تقرير الحالة الخاص بالمشاريع التي تعمل عليها في الوقت الحالي والتي ترسلها إلى المدير تحظى بتقديره لأنَّها تجعله يتأكد من أنَّك تضيف قيمةً للمنظمة وأنَّك شخصٌ منتج.
  • يمكنك إرسال هذه الرسائل قُبَيْل اجتماعكما وجهاً لوجه، فهذا النوع من التواصل يشجع المدير على التعبير عن تقديره للأعمال التي أُنجِزت بنجاح، وتُسهِّل عليه تنظيم مراجعة الأداء الخاصة بك بطريقةٍ إيجابية في حال كانت شركتك تستخدم مثل هذا النوع من العمليات، أو تقديم توصيةٍ بزيادة راتبك عندما يحين وقت تقديم مثل هذه التوصيات، وسيكون مديرك قادراً على توثيق مساهماتك بشكلٍ مستمرٍ تَسْهُلُ العودة إليه عند الحاجة.
  • أمَّا إذا كان مديرك كثير القلق أو من النوع الذي يلاحق أدقَّ التفاصيل، فإنَّ تقاريرك قد تجلب له الراحة، وتُبْعِد عنك بعض الأسئلة المزعجة حول عملك، وتريحك من تردُّده بشكلٍ دائم على منطقة عملك. حيث يرغب كلُّ مديرٍ في أن يبقى متحكماً في صنع القرار لأنَّه هو المسؤول الأول والأخير عن العمل الذي ينجزه قسمُه. وللسبب نفسه لا يجب عليك القيام بشيءٍ ما – أو التغافُل عن إنجازه – من دون معرفة مديرك، بحيث يتفاجأ لاحقاً عندما يسمع بهذا الشيء من مديرٍ آخر أو قسمٍ آخر.
  • إنَّ إحدى أفضل الطرائق لتعطي الانطباع بأنَّ لديك أخلاق عملٍ عالية الجودة، وتكسب بالتالي تقدير مديرك، هي بريدك الإلكتروني. اضبط عمليات التواصل التي تُجريها عبر البريد الإلكتروني بحيث تكون إما في الصباح الباكر، أو في ساعات المساء المتأخرة، أو في عطلة نهاية الأسبوع. حيث يُعَدُّ هذا مهماً بشكلٍ رئيسي إذا ما كان موقع مكتبك غير قريبٍ من موقع مديرك. حيث يأخذ المديرون انطباعاتٍ سيئةً عن أخلاقيات عملك ومساهماتك التي تقدِّمها عندما تُجري عمليات التواصل الخاصة بك في أثناء الأسبوع بين الـ 5-9. وإيَّاك أن تنسى شُكرَ مديرك على ما قدَّمه من وقتٍ، وانتباهٍ، وكوتشينغ، ودعم. فمثلما يشعر الموظفون بأنَّهم لا يتلقون الكثير من التقدير والامتنان مقابل عملهم، كذلك يشعر مديرك أيضاً بالشعور نفسه. ومثلما يجب عليك التعبير عن تقديرك له، هو أيضاً يجب عليه أن يعبِّر عن تقديره لك. وكلما جرى بذلك بشكلٍ متكرر كلما كان ذلك أفضل.
  • لدى معظم المديرين وقتٌ مُعيَّن يكونون فيه أكثر استرخاءً وتواجداً من بقية الأوقات. تعرَّف على طباع مديرك، وأجرِ معه حواراتٍ غير رسمية في مثل هذه الأوقات، حيث يساهم التعرف على مديرك بشكلٍ شخصي في تأسيس علاقةٍ تحقق الفائدة لكِلَيْكُما. وادعُه إلى الغداء بين الفينة والأخرى إذا شعرت أنَّه من الممكن أن يوافق على ذلك، فهذا سيساعد أيضاً على تَمتِين الروابط بينكما وقد تتفاجأ بمدى تجاوبه مع اهتمامك. أمَّا إذا أحسست أنَّه لن يكون مرتاحاً لهذه الفكرة، اطلب منه أن يشاركك أنت وبعض الزملاء في وجبة الغداء. حيث لم يحدث من قبل وأن رفض أحد المديرين دعوةً إلى الغداء موجهةً إليه من قِبَل مجموعة من الموظفين. فهو يعلم أنه لن يتم الحديث في مثل هذه الجلسات عن المشاكل، أو الاحتياجات، أو الرغبات.
  • قد تواجه مديرك حالاتٍ يتعرض فيها للضغط، لذلك ابقِ عينيك مفتوحتين على مثل هذه الحالات لتقديم المساعدة له. وتطوَّع لمساعدته في أيٍّ من الحالات الطارئة التي قد تواجهه فإظهار ولائك له يساعد على بناء علاقةٍ أقوى معه، وكلما كانت علاقتك معه أقوى كلما كسبت مزيداً من احترامه ودعمه. وقد تحصل في النهاية على منتور أو قد تفتح هذه العلاقة الباب أمامك للحصول على الترقية والدعم. فعندما يكون مديرك هو المنتور الخاص بك فهذا يعني أنَّك ستستفيد من خبرته. أمَّا فيما يتعلق بالترقية، ففي إمكان مديرك أن يزكيك عندما تكون الفرصة مواتيةً للحصول على ترقية أو لتولي مهامٍ مميزة. وفي النهاية، لو كنت أنت مكان المدير، ألن ترقِّي الأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم؟

كن أنت المتحكم بعلاقتك مع مديرك، فهو عنده الكثير من المسؤوليات والمهام، وتقديم المساعدة له في بعضٍ من مهامه التي يكتظُّ بها جدول أعماله سيبني علاقة عملٍ قويةً بينكما وسيعزز خبرتك في العمل. وقد يُعبِّد هذا الطريق أمامك لبدء طريقٍ مهنيٍّ ناجح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة